السلام علكم ورحمة الله وبركاته
جزاك الله خيراً استاذة رانيا على طرح هذا الفكرة الذي يجب علينا جميعاً الافادة منها في محاولة استحضار عظمة وروعة كلام الله عز وجل وتعلم الدروس والعبر .
وسأبدأ بآيات استشعرت ما فيها من جمال وروعه وذلك من خلال التدبر لهذه الآيات الكريمة و هي :
أَمَّا السَّفِينَةُ فَكَانَتْ لِمَسَاكِينَ يَعْمَلُونَ فِي الْبَحْرِ فَأَرَدتُّ أَنْ أَعِيبَهَا وَكَانَ وَرَاءهُم مَّلِكٌ يَأْخُذُ كُلَّ سَفِينَةٍ غَصْبًا (79) وَأَمَّا الْغُلَامُ فَكَانَ أَبَوَاهُ مُؤْمِنَيْنِ فَخَشِينَا أَن يُرْهِقَهُمَا طُغْيَانًا وَكُفْرًا (80) فَأَرَدْنَا أَن يُبْدِلَهُمَا رَبُّهُمَا خَيْرًا مِّنْهُ زَكَاةً وَأَقْرَبَ رُحْمًا (81) وَأَمَّا الْجِدَارُ فَكَانَ لِغُلَامَيْنِ يَتِيمَيْنِ فِي الْمَدِينَةِ وَكَانَ تَحْتَهُ كَنزٌ لَّهُمَا وَكَانَ أَبُوهُمَا صَالِحًا فَأَرَادَ رَبُّكَ أَنْ يَبْلُغَا أَشُدَّهُمَا وَيَسْتَخْرِجَا كَنزَهُمَا رَحْمَةً مِّن رَّبِّكَ وَمَا فَعَلْتُهُ عَنْ أَمْرِي ذَلِكَ تَأْوِيلُ مَا لَمْ تَسْطِع عَّلَيْهِ صَبْرًا (82) ( سورة الكهف )
بالطبع فإن هذه الايات فيها من الحكم والدروس والعبر الكثير والكثير ، وما كتبوه وقالوه العلماء عن هذه الآيات يملئ مجلدات .... لكن دعوني و من خلال التدبر الذاتي لهذه الايات استعرض لكم درساً جميلاً تعلمته منها وهو :
الأدب مع الله
هنا سيدنا الخضر عليه السلام يشرح لسيدنا موسى مالم يستطع عليه صبرا ، والاسباب الخفية عليه في تعليل ما قام به في كل موقف من المواقف الثلاثة :
وتجد سيدنا الخضر في الموقف الاول ( ركوب السفينة وخرقها ) عندما ينسب فعلاً معيباً من الناحية الظاهرة ومن خلال رؤية البشر المحدودة ( وهو خرق السفينة ) ينسبه لنفسه ولارادته هو فقط ويقول "فَأَرَدتُّ أَنْ أَعِيبَهَا " .
وعندما يكون هناك فعلان احدهما خطأ ( وهو قتل الغلام ) والآخر هبه ونعمه من الله وهو (ابدال هذا الغلام الذي قُتل بابن صالح يرعى والديه ويبرهما ) .... هنا تجد سيدنا الخضر قد جمع ارادته بإرادة الله عز وجل وقال :- "فَأَرَدْنَا أَن يُبْدِلَهُمَا رَبُّهُمَا خَيْرًا مِّنْهُ زَكَاةً وَأَقْرَبَ رُحْمًا (81) وذلك حتى ينسب قتل الغلام لنفسه في حين نسب الفضل لله وحده وقال ( يبدلهما ربهما ) .
الموقف الاخير كان كله خير ورد للإساءة بالإحسان فنسبه للمولى عز وجل وحده وقال "فَأَرَادَ رَبُّكَ أَنْ يَبْلُغَا أَشُدَّهُمَا وَيَسْتَخْرِجَا كَنزَهُمَا رَحْمَةً مِّن رَّبِّكَ " ...
فما اجمل هذا الأدب مع المولى عز وجل وياليتنا جميعا نتحرى الادب في الحديث عن الله جل جلاله وخاصة في وقت الشدائد والأزمات ...
المفضلات