جلست في شرفتي الصغيرة واضعا ساقا علي ساق و بيدي كوب من الشاي اليوم عصرا حيث هواء الشتاء النقي و نسائمه العليلة و رائحة الجو الممطر... و وسط هذا الجو المنعش و الهدوء و الاستمتاع بكوب الشاي الدافئ ... و منظر سماء يناير التي تتغني طربا بطقس الشتاء اصطدمت بعيني صورة أحد المنافقين عندنا في المدرسة ... حيث أنه يعشق سب الناس من ورائهم و عندما يقابلهم يأخذهم بالاحضان كزوجة لم تر زوجها منذ عشرة اعوام ... فهو من هواة سب مدير المدرسة في غيابه و عندما يقابله ... يكاد أن يقبل يده من فرط النفاق ... أخذت أقرب كوب الشاي من فمي و قبل أن ارتشف رشفة أخري لمعت عيني و هاجمتني خيالات غريبة
و أفكار مجنونة تخيلت للحظة ان الله وهبني قدرة علي سماع صوت أفكار الاخرين في أدمغتهم ... ماذا لو قدر الله أن أسير الي جانب أحد هؤلاء المنافقين ... و استمع الي صوت أفكاره و هي في عقله و قبل أن ينطق بها ... تخيل معي كيف سيكون العالم و نحن نقرأ أفكار الاخرين تماما كما هي في عقولهم ... دون مجاملة او تذويق ... تخيل حجم المأساة ... و بينما أتذوق طعم الشاي أحسست أنني أتذوق طعم هذه الحاسة الجديدة ...و أتخيل أنني قد وهبني الله أياها ...و تخيلت مشاهد كثيرة سوف تحدث اذا تمتع البعض بهذه الحاسة الجهنمية و كدت أن أموت من كثرة الضحك ... فهي حقا مشاهد مضحكة ...
و اليكم أحد المشاهد التي تخيلتها
الكلام اللي باللون الاحمر ده الكلام اللي اتقال باللسان
و الكلام اللي بالازرق ده الافكار السودة اللي في دماغ كل واحد :
ــــــــــــــــــــــــــــ
المدرس : صباح الفل يا استاذ فوزي ( يوم أهلك اسود من أوله )
الناظر : أهلا يا استاذ وجيه اتفضل امضي ( الاهي ما توعي تمضي ابدا )
المدرس : حضرتك المدرسة نورت بيك والله برغم ان حضرتك جديد لكن ماشاء الله كأننا نعرفك من 100 سنة
و ما شاء الله حازم جدا في قراراتك ( شكلها سنة طين عليك و علي أهلك )
الناظر : المدرسة منورة بيك يا استاذ وجيه ( دانا هطلع تييييييييييييت أهلك طول السنة )
المدرس : تأمر بحاجة حضرتك؟ ( وشك يقطع الخميرة م البيت )
الناظر : لا يا حبيبي اتفضل انت علي حصتك
( امشي يا منافق يا جبان يا بن الجزمة )
المدرس : شكرا يا باشا ( يا كلب يا واطي يا ابن ال....... )
ـــــــــــــــــــــــــــــــــ
و هكذا الحياة ... استشري النفاق
و الحل عشان الكل يتعدل
و يقول اللي في قلبه ... ان الحاسة السابعة دي تكون موجودة
عند كل الناس
وتسمع افكار الاخرين من غير ما يتكلموا
... بحيث لو واحد معدي جنبك في الشارع ... تعرف هوا بيفكر في ايه ... و بالتالي محدش هيضحك علي حد ... محدش هينافق حد ...محدش هينصب علي حد ... محدش هيكدب علي حد ... و في المقابل حضرتك هيجيلك صداع من كتر الافكار اللي هتسمعها يوميا ...و هتتصدم من البلاوي و الفضايح اللي هتشوفها متخزنة في عقول الاخرين... و في نفس الوقت هتتفضح انت شخصيا ....تفضل انهي حل من الاتنين؟
نفضل منافقين ؟ نكدب كدب الابل علي بعض ؟ نغش بعض؟؟؟و نشتغل بعض؟
و السواد كله مالي قلوب البعض؟ ولا تفضل كل الناس يبقا عندها الحاسة دي و تقدر تعرف افكار الناس بسهولة زي الكتاب المفتوح ...قول رأيك و احكي عن موقف ممكن يحصلك لو حد قرا افكارك و لو انت قريت أفكار حد
المفضلات