مع تلميذي
للشاعر عبد القوي الأعلامي
.......................................
سُئلـتُ فَكـدْتُ شَـقًـاءً أَذُوبْ :
كأني بيـوم امتحـان رهيـبْ
فَفِي الْفصلِ عِنْـدِي غِـلام لَـهُ :
برغـم الحداثـة لـب الأريـبْ
يَقُولُ الغُـلاَم بِصَـوتٍ عَنيـفْ :
ونبـرة حـزن ووجـه كئيـبْ
تَمهَّـلْ عَـنْ الشَّـرْحِ أُسْتَاذنَـا :
أجبنـا لماذا نسينـا الخـطـوبْ
وَعَادتْ إِلينَـا صنُـوفُ الحَيـاةِ :
أحقا نسينـا الفـؤاد السليـبْ
أَمَا كَـانَ أَوْلَـى بِهـذَا اللَّقـاءْ :
لقاء مع الثأر يشفـى القلـوبْ
أَمَا كَـانَ أَنفْـعُ مِـنُ دَرسنَـا:
دروس تعلـم فـــن الحـروبْ
................................
فَقُلـتُ أَجَـلْ يَـا بُنَـيّ أَجـلْ :
فلا تترك النفـس نهـب المللْ
فَإنَّـا نَسِيـرُ بِنَفْـسِ الطَْرِيـقْ :
ومـا العلـم إلا سبيـل العمـلْ
وثق أَننَّـاَ فِـي غَـدٍ مُقدِمُـونْ :
علـى الثـأر مهما يطول الأجلْ
فكُـلّ يُجاهـدُ فِــي دَرْبــهِ :
طريقــا عرفـنـاه مـنــــذ الأزلْ
وَجيـشُ البـلاَدِ كَفيـلٌ بِـمَـا :
تريـد بنـي الأبــي البـطـلْ
سَيفْنَـى العِـداةَ فَكـنْ هَهُـنَـا :
مع الدرس حتى تصيـر الرجـلْ
..........................................
فَقـالَ الصَّغيـرُ لَقـدْ شَيبَتنِـي :
صروف الليالي وقـد عذبتنـي
أَمنْ بِعدِ مـاضٍ تَليـدٍ تَـوارَى:
تظـن الجهـاد رهينـا بسنـي
وَكمْ مِنْ كبيرٍ بِرغْـمِ المَآسِـي :
تولى ضحوكـا وأمـسى يغنـي
بِـلادُ العُروبَـةِ سَالـتْ دِمَاهَـا :
ومـن بعـد ذاك تريـد التأنـي
وَأرضُ العُروبةِ تَبكِـي وَتبْكِـي :
ونعلـن بسمتهـا فـي تجنـي
حَرامٌ علَى الحُرِّ طَعـمُ الحَيـاةَ :
دع النصح والعلم دعني وشأني
..........................................
فَقلـتُ لأَبعـثَ فِيـهِ الأْمَــان :
وشيكـا سيهدأ منـك الجـنـان
قَريـبـاً نُـحـرِّرُ أَوطَـانـنَـا :
ويصفو الزمان ويحلـو المكـان
هَـلُـم نُنـاقـش تعبـيـرنَـا :
إلى الدرس أمسك عليك اللسـان
وَدعْ مَـا لِغَيـركَ رَهْنـاً بــهِ :
فقـد لا نمـارس حربـا عـوان
نُـريـدُ الـسَّـلامَ لأَوطانـنَـا :
سلامـا يخفـف وطء الهـوان
هَـلُـم نُنـاقِـشُ تَعْبـيَـرنا :
إلى الدرس أمسك عليك اللسـان
.......................................
فَثـارَ الْغـلاَمُ الأَبـىّ الصَّغِيـرْ :
وقـال كفانـا الكـلام الكثيـرْ
سَئِمنَا الحِوَارَ كَفَى مَـا مَضَـى :
فما عـدت أسمـع دون النفيـرْ
أَرَى الزَّحفَ فَرضاً وَويـل لَنـاَ :
إذا لـم نلـب نـداء الضميرْ
وَسائِـلْ ضَميـركَ هَـلاَّ تَـرَى :
دمع الحيارى السخين الغزيرْ
فَليتَـكَ تُبصـرُ أَهـلَ الخِـيـام :
وكيـف يلظـون نـار الهجيـرْ
وَبَردُ الشِّتَاءِ وَجُـوع البُطـون :
وعشـرون عاما ولا مـن مجـيـرْ
............................
فَقُلتُ قَرِيبـاً سَيمحَـى الظَّـلامْ :
ونطلق فـوق الروابـى الحمـامْ
ونُنْشـدُ أنشـودَةِ الظَّافِـريـنْ :
فننثـأر للقـدس مهـد السـلامْ
فكُنْ صَابـراً مُطمئِـنَ الفُـؤاد :
فإنـا جميعـا هجرنـا المنـامْ
وَجُرحُكَ جُرحِى وَجُرح الجَميـعْ :
جرحنا بسيـف افتقـاد النظـامْ
وَلكِْـن أَنَــاةً أَنــاةً بَـنـي :
مع الصبر نبلـغ كـل المـرامْ
.................................
فَقَالَ لَقدْ مزَّقَ الصَّبـرُ صَـدرِي :
وهاتيك في الكف رأسي وعمري
لَئنْ لَمْ أفدِ بـلادِي سَأمْضِـي :
وعاري يجلل بالخـزي نحـري
هُنَاكَ سَأَلقـى احْتَقـارَ الشَهِيـد :
كما يشمئز من الجسـم قبـري
سَـأَلـتُـكَ بِاللهِ أُسْـتَـاذَنَــا :
متى الحرب قل لي إن كنت تدري
إِلام سَنصْبـرُ هَـلْ يَـا تُـرَى :
رضينا المهانة من بعـد فخـر ؟
إِلامَ نُنَمِّـقُ عَـذبَ الْحَـدِيـث :
أحاديـث تتلـى بنثـر وشعـر
.........................................
فَقلـتُ بُنَـىَّ بلَغتَ السَّمـاء :
وحتمـا ستبلـغ كـل الرجـاء
ووجهت قولي للآخرين :
وماذا تقولون يا أصفياء
فَقُالُوا بِصَـوتٍ شَبيـهَ الزَّئِيـر :
نلبى النداء فيحيا الفداء
فََـلا فَخـرَ وَالعَـارُ هَيَـا ِبنَـا :
ليخفق فـوق الـرؤس اللـواء
وَمَـا الجَيـش إلاَّ دَليـلا لَنَـا :
وفي الحرب جيش وشعب سواء
هَـلُـمّ نُجَـاهـدُ أُسـتَـاذَنَـا :
لنمحـو مـا خلـف الاعـتداء
............................
وَقـالَ الغُـلامُ سَأَمضِـي أَنَـا :
وكيـف أظـل حبيسـا هـنـا
فُـؤَادِي يَـودُّ لـقَـاءَ الْـعِـدَا:
فعـود ُ الكرامـة كـل المـنـى
وكيفَ تَطيـبُ حَيـاة الجَرِيـح ؟:
لئن لم تسيـروا سأمضـي أنـا
لِنمْضِ جَميعـاً صِغَـاراً كِبَـاراً :
فـمـا الـيـوم إلا لأوطانـنـا
دَعُونَـا دَعُـونَـا وَأَحْقـادنَـا :
تعـيـد الكـرامـة أظفـارنـا
فَـلا عَيـشَ وَالـذل هَيّـا بِنَـا :
تعـيـد الكـرامـة أظفـارنـا
.......................................
ويـا سَادَتـى إِنَّنِـي أَعتَـرِف :
سئمنا سئمنـا دروس الغـرف
دُروسُ الأَعِـزَّة فَـوْقَ التّـلاَلْ :
وبيـن الخنادق دون التـرف
لِنُرْجِـعَ بِالـبَـأسِ أَمجَـادنَـا :
فبالدم تـُروى بـذور الشـرف
وَمَـا الفَخـرُ إِلاَّ دِمَـاء تُـراقْ :
وليست معارك بيـن الصحـف
لِنَحمـلْ جَمِيعـاً سِـلاحَ الفِـدَا :
مسيرًا مسيرًا لكـي ننتصـف
وَإِلا حَيـاةً طَـواهَـا الـظَّـلاَم :
وعندئذ لا يـُفـيـد الأســـف
.....................................
المفضلات