على دوحةِ الأطفال
( مهداة إلى أطفال الحولة )
.........................................
على دوحة ِ الأطفال ِ شعري يُغرّدُ :
يبادِلُها الحبَّ النَّقيَّ و يُنْشِدُ
يعشّش في أغصانها، وهو آمنٌ :
وبالطُّهْرِ فيها والبراءةِ يَسْعَدُ
يبادلُها أَرْقَى المشاعرِ، ينتمي :
إليها ، ويرقى في ذُرَاها ويَصْعَدُ
على دوحةِ الأطفالِ طرَّزْتُ أحرفي :
وأَجرَيْتُ نَهْرَ الحبّ ، والخِصْبُ يَشْهَدُ
هنا دوحةُ الأَطفالِ، ما أطيبَ الجَنَى :
وماأجملَ الشَّدْوَ الذي يتردَّدُ
هنا يتغنَّى بالبراءّةِ شاعرٌ :
و يدعو إلى نَبْذِ الخلافاتِ مُرْشِدُ
أيا دَوْحةَ الأَطفالِ ، ظِلُّكِ وارفٌ :
فما بالُ تجَّار الحروبِ توعَّدوا ؟!
وما بالهم هزّوا مناكبَ ظُلْمِهم :
فجاروا على تلك الطيور وشرَّدوا ؟!
وما بالهم، أَلْقَوا قذائفَ نارهم :
عليها ، وفي أغصانها النّارَ أَوْقَدوا ؟!
وما بالهم باعوا نفوساً بريئةً :
ومن ثَمَنِ البيعِ الرخيصِ تزوَّدوا ؟!
إلهي، على بابِ الطفولةِ دَوْحَةُ :
يؤرّقها جَوْرُ العِدَا ويُهَدّدُ
تنادى إليها الظالمونَ فدنَّسوا :
ثراها وعاثوا بالغصونِ وأفسدوا
فكم طفلةٍ في الليل طار صوابُها :
فلا فَجْرُها يدنو، ولا الليلُ يَبْعُدُ
رموها بآلاف القذائفِ فَارْتَمَى :
على دارها ليلٌ من الرُّعْبِ اَسْوَدُ
ولما بدا خّيْطُ الضياءِ ، بَدَا لها :
مع اليُتْمِ والتَّشْريدِ والظُّلْمِ مَوْعِدُ
طفولتُها يا ربّ صارت بضاعةً :
عليها مَزاداتُ الطواغيتِ تُعْقَدُ
على دوحةِ الأطفالِ يا ربّ سَطْوَةٌ :
ولِصٌّ لئيمٌ حولَها يتصيَّدُ
إلهي، فآمِنْ خوفها ، واحمِ طُهْرَها :
وجنّبْ ثراها مَنْ يجور ويحْقِدُ
................................
د . عبد الرحمن العشماوي
- 28/10/1430
- الرياض- الواحة
المفضلات