كيف تختار الرئيس ؟

قد يبدو السؤال ساذجاً عند البعض فأغلبنا قد اختار بالفعل إما على أساس القبول أو المشروع أو القيمة الشخصية لكننى أجد معياراً اخر هو الأكثر أهمية عندى.
فأنا أنظر إلى كل المرشحين على الساحة ثم أقوم بإستبعاد أحدهم وأسأل ما الذى كان ليتغير فى المشهد السياسى فى حال غيابه ؟
إذا كانت الإجابة لا شىء فهذا ليس مرشحى لأن الشخص الذى تمر به كل الأحداث السابقة ثم لا يكون له موقف قاطع ولا يحرك شيئاً فى مجريات الأمور طوال الفترة الحساسة السابقة لا أثق في قدرته على أن يغيير الأمور فى المستقبل.
أن الرجل يقاس بموقفه وليس بما يقوله فالكلام أمره يسير لكن المواقف هى المحك الرئيسى ليتضح لنا صدق الصادقين وعزم المخلصين وثبات الصابرين.
والآن ماذا لو لم يظهر الشيخ حازم أبو إسماعيل ولم يطرح نفسه على الساحة السياسية ؟
على المستوى الثقافى والإجتماعى أثر ظهور أبو إسماعيل كثيراً على تقريب وجهات النظر بين الإسلاميين والتيارات الأخرى فقد قاد الشيخ فى بداية ظهورة ما يشبه الحملة الإعلامية لتعريف المجتمع بالتيار الإسلامى. هذا التيار الذى ظل فى الأقبية لعشرات السنين ووضع الإسلاميين على خريطة الثورة وقدم وجهاً هادئاً ومقبولاً لدى الجميع وخاض لقاءات إعلامية كثيرة زاد فيها عن الإسلاميين ودورهم فى المرحلة السابقة ورؤيتهم للمرحلة الحالية وخططهم للمستقبل. والحق أن الرجال زاد ببراعة عن التيار الإسلامى ودفع عنه الأقاويل وألهم شباب الإسلاميين الحيارى ما بين تطور المجتمع والإنفتاح الثقافى وما بين جمود المشايخ وتفضيلهم الدائم لعدم المشاركة فيما يعتبرونه فتنة . أعاد الرجل لشباب الإسلاميين ثقتهم بأنفسهم فألتفوا حوله وقادهم للمرة الأولى لتحريك الأفعال وليكونوا صناع الحدث. وهو ما كان له أكبر الأثر فى أن نرى الآن الكثير من الشباب - المحسوب على تيارات أخرى – نراهم يؤيدون الشيخ وينشطون فى الدعاية له.
على الصعيد السياسى كان لظهور الشيخ أثر كبير على مجريات الأمور والأحداث فقد استطاع أن يكون محركاً لكثير من الأحداث وصانعاً لكثير من القرارات وأهمها بالطبع تقديم ميعاد إنتخابات الرئاسة والتصدى لطموح المجلس العسكرى ووضع الإسلاميين على قمة إستطلاعات الرأى الخاصة بإنتخابات الرئاسة خاصة وأنه ظهر فى وقت إنسحب فيه الفصيل الإسلامى الأكبر من السباق, وقت كان ينظر فيه للرئيس على أنه يجب أن يكون من النخبة وممن تدرجوا فى المناصب الإدارية الكبيرة ولم يكن يخطر ببالٍ أن يكون لمصر رئيس ملتحى.
الخلاصة أن ظهور الشيخ حازم صلاح أبو إسماعيل أحدث زخماً كبيراً وحركَ أحداثاً جساماً وغير الخريطة السياسية فى مصر وأسس لقواعد جديدة فى اللعبة السياسية أهمها على الإطلاق إمكانية أن يكون لمصر رئيس غير مرتبط بعلاقات مع القوى الغربية الفاعلة.
أحيا ظهور هذا الرجل الثقة فى النفوس وأضاء لنا مصابيح الأمل وأعاد لنا إيماننا بأنفسنا ومنهجنا ومنحنا فرصةً نادرة قلما يجود الزمان بمثلها.