الولادة
المرحلة الأخيرة من المخاض
الآن يكون الجنين في المنطقة السفلية من الجسم، حيث يتجه نحو قناة الولادة، وعادة ما يكون الرأس نحو الأسفل باتجاه عنق الرحم المفتوح. وفي هذه اللحظة تشعرين بأن الرحم ينقبض لمساعدة الجنين على شق طريقه خارجاً نحو العالم، ويحين موعد قيامك بالدفع نحو الخارج عندما تشعرين بانقباض الرحم، لذا حاولي الإصغاء إلى تلك الآليات، لأن انتظار الإشارة الواردة من طفلك للدفع تساعدك في جعل عملية الولادة أكثر سهولة. وإذا كان قد تم إعطاؤك مسكناً للتخفيف من الآلام، فقد يختفي الحافز للدفع.
إن عملية الدفع إلى الخارج بحد ذاتها تعدّ مؤلمة، إذ يتورد وجهك باللون الأحمر، ويزداد تصبب العرق، ومع كل عملية انقباض ودفع إلى الخارج يظهر إلى الخارج جزء أكبر من رأس الطفل من فتحة المهبل، وقد ينزلق رأس الطفل نحو الداخل بين التقلصات المتتالية، ولكنه سرعان ما يظهر ثانية. وفي هذه المرحلة قد تتوالى التقلصات بين كل دقيقة واحدة إلى ثلاث دقائق، ولا يفضل بينها سوى فترات قصيرة للاسترخاء.
وتسمى مرحلة ظهور الجزء العلوي من الرأس "المرحلة التاجية"، وحال وصول عملية الولادة إلى هذه المرحلة يتوقع الانتهاء منها بصورة كاملة خلال التقلصات وعمليات الدفع القليلة المقبلة، وتتم الولادة بخروج الرأس أولاً في 19 حالة من بين كل 20 حالة ولادة، غير أن غالبية الولادات الأخرى تحدث بخروج مؤخرة الطفل أولاً، وتدعى " ولادة المؤخرة ".
الولادة
عند بداية عملية الولادة تشعر المرأة بعلامات وخز أو حرقة تدل على أن الطفل يتمدد خارج قناة الولادة، وعندما تشعرين بذلك توقفي عن الدفع إلى الخارج، وأفسحي المجال لتقلصات الرحم لتدفع الطفل إلى الخارج، وقد يستمر مثل هذا الإحساس لفترة زمنية قصيرة، وبعد ذلك ستشعرين بوخز خفيف يدل على أن رأس الطفل قد وصل إلى الفتحة المهبلية الرقيقة جداً، ما يؤدي إلى إغلاق الأعصاب في تلك المنطقة.
وفي هذه المرحلة يتأكد الطاقم الطبي المشرف على عملية الولادة من أن الحبل السري بعيد عن رقبة الطفل، وإذا ما ظن الطاقم بأن الأنسجة المهبلية ستتعرض للتمزق، فإنهم قد يقترحون بإجراء شق لتوسيع المنطقة، وهو عبارة عن شق جراحي يحول دون التعرض للتمزقات. ويجب عليك أن تتذكري بأن المهبل منطقة مرنة جداً، بل قادرة على التمدد على نحو يناسب هذه المهمة، لذلك غالباً ما يكون الشق الجراحي بغرض التوسيع عديم الجدوى لضمان ولادة خالية من المضاعفات.
أما إذا كان الشق الجراحي ضرورياً، سيقوم الطاقم بحقن مادة موضعية للتخفيف من الآلام الناجمة عن هذه العملية الصغيرة، ومن ثم يتم عمل قطع جراحي موضعي بين منطقتي المستقيم والمهبل، وذلك بهدف توسعة فتحة الولادة. وبعد انتهاء عملية الولادة تتم خياطة الجرح لوصل هاتين المنطقتين. والجدير بالذكر هنا أنه يتم تدريب القابلات للقيام بمثل هذه العملية إذا اقتضت الحاجة إلى ذلك.
وفي أثناء مرحلة الولادة ينتقل رأس الطفل من جانب إلى آخر حتى تصبح العملية أكثر سهولة، وعندما يظهر رأس الطفل بشكل كامل، تصبح الرقبة مستقيمة ويتحول موضع الرأس ليتوازى مع وضع الكتفين، فيما يواصل رأس الطفل بالتحوّل من جهة إلى أخرى، حيث تندفع إحدى الكتفين أولاً، ثم سرعان ما تظهر الكتف الثانية عبر قناة الولادة. وبعد لحظات يتوالى ظهور بقية أعضاء جسم الطفل إلى أن تنتهي عملية الولادة.
المضاعفات
الخطر الجنيني أو المحنة الجنينية مصطلح يستخدم إذا ما ظهرت مشكلة يكون الجنين طرفاً فيها، خاصة وأن ولادته يجب أن تتم خلال فترة زمنية محددة بعد تشقق الغشاء الأمنيوتي. ويمكن لأخصائي الرعاية الصحية القيام بتتبع هذا الأمر عن طريق مراقبة نبض قلب الجنين، وفي حالة عدم تحسن نبض الجنين بسرعة، ربما يضطر الطاقم المشرف على ولادتك إجراء تعديل على النسق المتفق عليه للولادة، وقد يختار طريقة أخرى تضمن الولادة بأسرع طريقة ممكنة، والتي يمكن أن تتضمن على الولادة القيصرية أو الشق الجراحي لتوسعة قناة الولادة، أو حتى استخدام الملاقط الجراحية لضمان ولادة آمنة لطفلك.
ويمكن أن تحدث المشكلات التي تعرض الأم للمخاطر في أثناء مرحلتي المخاض والولادة، مع أن مثل هذه الظروف غالباً ما تكون غير مرجحة الحدوث بفضل توافر المرافق الحديثة، إذ ستخضعين للمراقبة الدائمة لتسجيل أي مضاعفات خلال مرحلتي المخاض والولادة.
المرحلة الأخيرة من الولادة
لا تكتمل عملية الولادة ما لم يقم الجسم بإخراج المشيمة، وبالنسبة إلى غالبية النساء فإن هذا يحدث خلال فترة تتراوح من 5 إلى 45 دقيقة بعد ولادة الطفل، إذ تقوم جدران الرحم بالانقباض والتقلص مرات عديدة للتخلص من المشيمة ودفعها للخارج. ومع أن هذه التقلصات تكون مؤلمة إلا أنها غالباً ما تكون أقل وطأة بالمقارنة مع تقلصات دفع الجنين إلى الخارج. وستلاحظين خروج كميات من الدم من المهبل، كما سيطول الحبل السري، ويرتفع الرحم والمعدة لديك نحو الأعلى في الوقت الذي تكون فيه المشيمة تخرج من الرحم عبر المهبل، وأخيراً يصبح الرحم مستقراً
المفضلات