|
الفتن كثيرة.. واشكالها متعددة, وارتبطت كلمة فتنة أخيرا بالدين حيث الفتنة الطائفية بين المسلمين والمسحيين التي تستعر جذوتها بين الحين والآخر ثم تخمد. |
|
ومنذ اندلاع ثورة25 يناير أصبحت الفتنة لاتفارقنا, وباتت تشمل جوانب متعددة وغير مقصورة علي الدين فحسب فأصبحت دعوات التخوين لمجرد الاختلاف في الرأي تتسبب في نشوب نوع آخر من الفتن التي ترتبط بالانتماءات الفكرية والسياسية والاجتماعية.
* في البداية يؤكد الدكتور منصور ساطور عميد كلية الشريعة والقانون جامعة الأزهر أن الفتن مفتعلة باختلاف أنواعها والمراد منها أن نستسلم للفتن التي تريد تفتيت الشعب إلي مجموعة كتل.. ويفسر ساطور الموقف الحالي في الشارع المصري المليء بالفتن أنها استمرار لسلسلة الفتن التي كان يشعلها النظام السابق لأغراض تحقق مصالحه.
ويقول حتي الفتنة الطائفية كان يفتعلها النظام السابق والدليل علي ذلك أن المسلمين والمسيحيين في ميدان التحرير كانوا يتبادلون حراسة وحماية بعضهم البعض, أما عن الفتن السياسية والتي يقوم بها بعض القوي السياسية والحزبية فيؤكد أن وجود مئات الائتلافات لكل منهم رأي مختلف يزيد حالة التشتت حيث يري أننا من يخلق الفتنة بتصرفات البعض منا.
ويبدأ الدكتور إسماعيل حسن عضو مجمع البحوث الإسلامية سابقا حديثه عن الفتنة ذاكرا قول رسول الله صلي الله عليه وسلم من أصبح منكم آمنا في سربه معافي في جسده عنده قوت يومه فكأنما سيرت له الدنيا بحذافيرها وقال إن الانفلات الأمني الذي نعاني منه الآن هو في الأساس نابع من نشوب الفتنة التي لا تهدأ.
ويؤكد أن رسول الله صلي الله عليه وسلم تحدث كثيرا عن الفتنة وحذر من أخطارها وكان يدعو الله دائما ويستعيذ به من شر الفتن ما ظهر منها وما بطن.
وينصح د. إسماعيل حسن بضرورة الابتعاد عن إثارة الفتنة وإيقاظها لأن المواطن الواعي يعلم عواقب الفتنة وعليه أن يحذر منها ويبتعد عنها ويري أن الإعلام له دور كبير في إثارة الفتن بمختلف أنواعها لأنه يغير الحقائق, وبعض وسائل الإعلام تتعمد إثارة الفتنة بين المسلم والمسيحي أو الصوفية والسلفية أو السنة والشيعة أي أن الإعلام يقوم بتعميق الخلافات بين التيارات المختلفة حتي لو تتبع الأصل نفسه.
ويقول إن الفتنة نائمة لعن الله من أيقظها ويري أن الفتنة الطائفية علي وجه التحديد تكمن في المتطرفين في الإسلام أو المسيحية الذين يشعلون النار كلما خمدت لأن الإسلام يدعونا لحماية المسيحيين حيث قال الرسول صلي الله عليه وسلم من اذي ذميا فقد آذاني
ويؤكد أنه لا سبيل للنجاة والوقاية من الفتنة إلا كما قال لنا الرسول صلي الله عليه وسلم حينما سئل عن كيفية النجاة من الفتنة قال املك عليك لسانك وليسعك بيتك وابك علي خطيئتك لأن إثارة الفتنة تبدأ من اللسان الذي يطلقه البعض بلا داع ليكثر الحديث واللغط دون التأكد من صحة ما نتناوله ونستمر في تداوله عن غير علم.
أما عندما تكثر الفتن فالحل كما وصفه الرسول صلي الله عليه وسلم هو اعتزال الناس حيث سأله صحابي قائلا ماذا أفعل عندما تكثر الفتن والفرقة قال له رسول الله ردا علي سؤاله اعتزل الناس.
|
|
المفضلات