السلام عليكم ورحمة الله
لاشك اننا جميعاً نعشق الهدوء وننشده دائماً ، ولكن اين نجده ؟؟؟ ومن الذي سيسمح له بالتواجد اصلاً ؟؟؟ فالمكان الهاديء اصبح جنة الله في الأرض التي طردنا منها بفعل المدنية المزيفة و سوء استخدامنا للاختراعات الحديثة و الأنانية و اللامبالاة وعدم الاكتراث بالآخرين ومشاعرهم وظروفهم .
يبدأ يومنا بيد تمسك بحديدة و تضرب بكل عنف وقسوة على انبوبة البوتجاز حتى نشعر بأن هذه الضربات تنزل على رؤسنا ... ما نكاد نستريح من المها حتى يتبعها صياح و وزعيق بائع البطيخ وهو ينشدنا ويقول ( بتاع البشوات يا باشا بتاع الناس النزيهه يا نزيه .. الحلو حلو لو صحي من النوم والوحش وحش ولو غسل وشه كل يوم حتى بصابون كالونيا .. بعينه فقري) .... حفظتها عن ظهر قلب لانه ومنذ اكثر من خمس سنوات يتحفنا بها ليل مساء ولا افهم ما علاقتها بالبطيخ ... حتى اجابني اخي وقال اهوه كله بطيخ
نذهب الى اعمالنا وفي الطرق و المواصلات نجد الوانا من التعذيب لأذاننا المسكينة هذه ابواق السيارات تعمل بجد واجتهاد لتنفس عن غضب اصحابها ورغبتهم للوصول مبكرا الى اعمالهم ، وكذلك تباعي سيارات الاجرة وصياحهم يالا اخصاص .. اخصاص .. اخصاص ( منطقة عندنا في المنيا ) ومع هذا الصوت الرهيب في ارتفاعه والذي لا يخرج الا من حنجرة فولاذية ( ماشاء الله ) تجد ايديهم تأبى الا ان تضرب و ترزع على جوانب السيارات والعجيب مع كل هذه التنبيهات الشديدة تجد من يذهب الى عمله نائماً... !!
ترجع من عملك تنشد الراحة والخلود الى النوم لساعة تساعدك على استكمال يومك بنشاط ، فيغلق عليك سرادق العزاء الطريق الى بيتك والى الراحة ايضا ..!! ، فلا راحة وهنك متوفي في منطقتك ولا اعلم بصراحة لماذا الاصرار على السماعات الضخمة في سرادق العزاء ، فالقرآن يجب ان ننصت ونسعى اليه ( وإذا قرأ القرأن فاستمعوا له وأنصتوا لعلكم ترحمون ) الأعراف 204 ، اما ما يحدث اليوم من فرض لسماع القرآن على الداني والقاصي وعدم مراعاة ظروف الاخرين وحاجتهم للراحه فهذا في اعتقادي ليس من الاسلام في شيء . ووما يحزنني ايضا هو تعارض اصوات المؤذنين وهم يرفعون اغلى واعظم نداء فلا نشعر بحلاوة وجمال هذا النداء ... !!
و ما فقدناه من هدوء في الصباح والظهيرة بالتأكيد وانه مفقود .. مفقود .. مفقود في المساء لأنه اليوم وبفضل الله ستتزوج ابنت الجيران وسنستريح من صراخها ليل نهار ولكن قبل ان نودعها بلا عودة بإذن اللهلابد ان تسمم آذاننا باقبح الاصوات وتوافه الكلمات ( النهارده فرحي يا جدعااااااااااااااااااااان ،،، وهنروح المووووووووووووولد ، وهتجوز .. هتجوز ) .. واذا ما ابديت تزمراً تجد صوت حكيم ( حكيم هذا العصر طبعاً ) يقول لك معلش يا استاذ ماهو ده فرح وسيب الناس تفرح عايزين نرقص الحاجه يا عم ... يالا يا حاجه .
واقول لهذا اللئيم ان الفرحة والسعادة لا تكون الا بطاعة المولى ورضاه عنا عز وجل ، وايضاً برؤية من حولك سعيدين .
وتحقيق التواصل مع الآخر هو ان اشاركه المشاعر والوجدان لا ان اقتحم عليه حياته في كل زمان ومكان .
ياترى في قنا بياع البطيخ هيقول ايه ؟؟؟
المفضلات