لاستاذنا الشاعر محمد حفنى القرشى
الحمد لله ما طابت لى الصور
ولاطربت ولاغنى بها وتر
ولاسعدت بأوروبا إذ اجتهدت
فى بثها مبدأ يربو وينتشر
لكننى ضقت ذرعا حينما اجترأوا
وهاج نفسى أن القوم قد صبروا
بل قام فى الحال من أسقى مواهبه
يناشد الناس عن أمر له خطر
فدار فى النسل رأى لن أباركه
ولن أحدد ما أملى به القدر
لا شك أن قض خيط النسل فى وطنى
تعطلت سوقه وانتابه ضجر
فكم بلاد سمعنا أنها افتقرت
وكان تعدادها لو بان يحتقر
الان تزخر بالسكان ناهضة
فأزهرت حالها وتناثرت درر
فقر الخليقة لا يربو بكثرتها
إنما الفقر بالتسويف ينهمر
ولا يضيق لشعب رزقه أبدا
إذا تكاثر أو يعترى وطر
أبناء مصر ترووا فى مشاكلكم
وألجيؤها إلى الإصلاح وابتكروا
فهذه الأرض جوبوها لقد عمرت
وعنصر العيش فيها طيب نضر
وحولوا الصخر إن صممتم ذهبا
وإن عزمتم ففى واديكم الفكر
وهيئوا الحقل للفلاح يزرعه
وقدموا العلم للأذهان تقتدروا
وشيدوا مصنعا فى كل دائرة
ووفروا العامل الموهوب واصطبروا
وإن أردتم رخاء فى معيشتكم
لا تتركوا داعى الإقطاع يحتكر
هناك من يتقاضى الألف محترما
واخر لاتبيت بجيبه العشر
وبينما يزهو البعض فى مراتعه
يعيش فى ظلمة ومتاهة أخر
فلا تميزوا جزافا إن نهضتنا
تلغى الفوارق فليحيا بها النظر
إذا تبارت إلى التصنيع خطوتنا
فأين محترفوا الأعمال والنفر
أقسمت أن علانا فى تزايدنا
ولن يبين لنا فى قلة أثر
فكيف نهزم الاستعمار أجمعه
وقد أعد جيوشا هابها البشر
ومن يذود عن الأوطان إن قصدت
ومن يصد الأعادى إن هم انحدروا
ياليت شعرى أن الدين مسلكنا
وأننا بكتاب الله نعتبر
فاية الرزق فى القرءان صادقة
تأملوها ولا تأخذكم الصور
المفضلات