حتى اللحظات الأخيرة للثورة وأنا أخشاها ولا أستطيع أن أفرح بها وتعجبت من شدة فرح الثوار والناس بها مما جعلنى أبحث عن السبب وهل أنا لست مصرية مثلهم ؟!وخاصة إنى لم أعانى أو أتعرض لظلم مباشر من النظام ولا أهوى السياسة ولا أتابعها ولا أجيدها ولأنى الحمد لله أمورى مستقرة فى نواحى عديدة ومعاناتى قضاء من الله أرضاه وانتظر الأجر والثواب منه

وتجادلت مع زميلاتى شديدات الفرح بها وقلت لهن إنى لم أعش 30 عاما ظلما وفقرا وجهلا بل تعلمت وميسورة الحال وأشعر بحرية وكنت أذهب لمدارس فى مناطق نائية للمراقبة فأجدها معدة على أحدث طراز ولكن أهلها لا يشعرون بقيمتها ويخربونها وهناك مشاريع كثيرة أقيمت فى بلدى أى لم يقصر القائد والنظام فى شىء بل الناس هم من لا يحسنون استخدام هذه الأشياء ويخربونها فقالوا لى لأن الرقابة منعدمة من أكبر كبير لأصغرهم فلماذا لا ينتشر الفساد فطلبوا منى أن أتعرف على فساد الأسرة الحاكمة (آل مبارك ) من النت وفعلت فصدمت واتضح لى أنى لا أعيش على أرض مصر بل أعيش فى عالم من خيالى بعيد عن أرض الواقع وأكذب عليك لو قلت إنه تغير حزنى بل زاد الحزن والأسى على ما وصل إليه وطنى وقائده مما دفعنى لأن أبارك هذه الثورة على نية حب مصر والعمل لأجلها

ولذلك أسجل اعتذارى لكلاهما للشباب الحر الذى فاض به الكيل من وعى هذا الفساد وحاربه وللقائد الذى ظللت كل هذه السنوات أنظر له نظرة الاحترام والتقدير وأدافع عنه وأشعر بالأسى له لهذه النهاية المؤلمة

وأتمنى حياة شريفة حرة آمنة لمصر