السيدة الأولي

ليلي طرابلسي زوجة الرئيس المخلوع زين العابدين بن علي
مصطفي بكري
لم تكن ليلي طرابلسي تحلم في يوم ما بأنها ستكون السيدة الأولي في تونس ولم يرد في خاطرها أن تصبح عائلتها من أغني العائلات في تونس خلال سنوات معدودة.. ولدت في أسرة فقيرة، حصلت علي الشهادة الابتدائية والتحقت بمدرسة 'الحلاقة' عملت كوافيرة في أحد المحلات، لم يكن مكسبها يزيد علي مبلغ بسيط من الدنانير.

تعرفت علي رجل أعمال تونسي، أملاً في إنقاذها من حالة الفقر التي تعيشها هي وأسرتها، انبهر خليل المعاوي بجمالها وقرر الزواج منها، ولم يكن عمرها قد بلغ الثامنة عشرة في هذا الوقت.

لم يستمر الزواج لأكثر من ثلاثة أعوام فقط، اشتدت الخلافات مع زوجها، بعد أن تشعبت علاقاتها مع رجال الأعمال، فراحت تستغل علاقتها ببعضهم لتعمل في التجارة والاستيراد والتصدير بين تونس وإيطاليا.

وبسبب التجاوزات التي ارتكبتها والغش التجاري الذي مارسته تم القبض عليها وسحب منها جواز سفرها ولكنها طلبت واسطة الجنرال طاهر مقراني أحد أصدقائها في هذا الوقت، ومنه تعرفت علي زين العابدين بن علي الذي كان مديرا للأمن في هذا الوقت.

تزوجت ليلي من بن علي وانجبت منه اثنتي من البنات وأحد الذكور، غير أن سلطاتها تمددت، وبسطت همينتها علي النظام السياسي في البلاد، فكانت تعين الوزراء والسفراء، وتصدر أوامر الاعتقال، وتمنح الصكوك والوعود لمن تشاء، وازداد طموحها لتفكر في تولي رئاسة البلاد حال رحيل الرئيس بن علي وابتداء من عام 1996 تزايدت شراهة عائلة ليلي الطرابلسي للمال والسلطة واستطاع أخوها الأكبر 'بلحسن' أن يضع يده علي كثير من مقدرات البلاد واستحوذ علي واحدة من أهم شركات الطيران 'كارتاجو - ايرلينز'، بينما استطاع الآخر 'عماد الطرابلسي' أن يضع يده علي عشرات الملايين من الدولارات، وأن تتحول العائلة إلي مافيا فساد متحركة في ربوع البلاد.

ومؤخراً صدر في باريس كتاب علي جانب كبير من الأهمية هو 'حاكمة قرطاج' لكاتبين نيكولابو وكاترين غراسيه تحدث فيه الكاتبان عن الدور الخفي والمعلن لليلي الطرابلسي وتدخلها السافر في شئون الحكم في البلاد.

لقد كانت ليلي الطرابلسي هي أول من هرب من البلاد، وكانت وجهتها إلي دبي لأنها كانت تدرك أن رأسها مطلوب من كل التونسيين، وتركت زوجها وحملت ملايين الدولارات في جعبتها ومضت بعيدً تاركة زوجها الذي سقط ضحية نهمها وأطماعها وسطوتها وعنفوانها.