إنا كل شيء خلقناه بقدر




صورة لجزء من الكون تم تصويرها عبر ناسا في 10 أكتوبر 2010
إعداد الدكتور أحمد عواد عبد الهادي
أستاذ في كلية العلوم جامعة المنيا - مصر
الحمد لله ذي القوَّةِ القادرَة والحِكمةِ الباهِرَة، لا ينفُذ إلا أمرُه، ولايمضِي إلا قدَرُه وبعد،كيف نستنتج أن شيئا ما قد تم صنعه ولم يأت بسبب الصدفة؟
اذا وجدنا حروف محدده وواضحة على الصخر لن نقول بأن الرياح نتيجة لاصطدامها بتلك الصخرة على مر العصور قد تسببت بهذه الحروف لكننا سنستنتج بأنها من صنع شخص ما نظرا لأنها تقدم لنا معلومة اي لها وظيفة وسبب. و بنفس الطريقة فان الخلق المعجز ليس بفعل الطبيعة بل الخلق (الكون - الأنسان - المادة - الذرة) مصمم "مخلوق" يقول تعالي (إِنَّا كُلَّ شَيْءٍ خَلَقْنَاهُ بِقَدَرٍ) القمر:49 .ولم يتكون نتيجة عوامل طبيعية أو الصدفة!.
الكون
يحوي الكون البلايين من المجرات وجميعها تسير بنظام عجيب لا يمكن أن نتصور أن الصدفة العمياء هي التي أحكمت مثل هذا النظام!. وقد تم حديثا وللمرة الأولى في التاريخ ايجاد حقائق يقينية عن شكل الكون، وتوزع المجرات فيه «النسيج الكوني». كما تم تحديد الطرق التي تسلكها المجرات والنجوم. لقد تبين أن كل خيط من خيوط هذا النسيج يتألف من آلاف المجرات، وهذه المجرات قد رصفت بطريقة شديدة الإحكام، أي أن هذا النسيج محكم إحكاماً شديداً. ولذلك قال عنه هذا العالم:
"these collections of thousands of very bright galaxies very tightly packed together."
"هذه المجموعات من آلاف المجرات شديدة اللمعان قد رُصّت بإحكام شديد" فتأمل دقة هذا الخيط الكوني، فهو رفيع جداً وطويل جداً، وعلى الرغم من ذلك نجده محكماً ومشدوداً بقوى كونية عظيمة. والسؤال: ألا يدل هذا على عظمة هذه الخيوط ودقة صنعها وإتقانها؟ ومن هنا ربما ندرك لماذا أقسم الله بها في كتابه المجيد (وَالسَّمَاءِ ذَاتِ الْحُبُكِ) الذاريات: 7.و (الْحُبُكِ) من أقوال المفسرين وعلماء اللغة فوجدتهم يؤكدون على أن كلمة تشير إلى النسيج المحكم. هذا هو الإمام القرطبي يقول في تفسيره لكلمة (الحُبُك): «قال ابن عباس وقتادة ومجاهد: الخَلْق الحسن المستوي، وقاله عكرمة قال: ألم تر إلى النساج إذا نسج الثوب فأجاد نسجه، يقال منه حبك الثوب يحبِكه حبكاً، أي أجاد نسجه. قال ابن الأعرابي كل شيء أحكمته وأحسنت عمله فقد احتبكته».
الكون وتظهر فيه النجوم والغبار والدخان الكوني (إلى اليمين), مجرة حلزونية تسير في الكون وفق نظام محكم (إلى اليسار)
أما علماء الإعجاز العلمي حديثاً فقد فهموا هذه الآية بشكل يوافق الحقائق العلمية المكتشفة في القرن العشرين، ومنهم الدكتور زغلول النجار الذي تحدث عن هذه الآية بقوله: «وهنا يتضح جانب من الوصف القرآني للسماء‏,‏ بأنها ذات (حُبُك) أي ذات ترابط محكم شديد يربط بين جميع مكوناتها‏,‏ من أدق دقائقها وهي اللبنات الأولية في داخل نواة الذرة‏,‏ إلى أكبر وحداتها وهي التجمعات المجرية العظمى إلى كل الكون».ثم يختم بحثه بقوله: «وقد يرى القادمون في هذا الوصف القرآني ما لا نراه الآن‏,‏ لتظل اللفظة القرآنية مهيمنة على المعرفة الإنسانية مهما اتسعت دوائرها وتظل دلالاتها تتسع مع الزمن ومع اتساع معرفة الإنسان في تكامل لا يعرف التضاد‏,‏ وليس هذا لغير كلام الله‏.
أما معجم القاموس المحيط فيعطينا معنى هذه الكلمة كما يلي: «الحَبْكُ هو الشدّ والإحكام، وتحسين أثر الصنعة في الثوب». و (الحُبُك) تجمع عدة صفات منها انها تشير إلى نسيج متعدد من خيوط محكمة مترابطة قوية متينة ومتماسكة. وتشير هذه الكلمة أيضاً لوجود نظام ما في هذه الخيوط، لأن الحائك عندما ينسج الثوب فإنه يستخدم نظاماً محدداً لنسج الخيوط، وهذا النظام يجعل النسيج محكماً، وإلا فإنه سيكون مفككاً وضعيفاً.وجميع هذه المعاني جمعتها كلمة (الحُبُك)، وهذا من إعجاز القرآن أيضاً، أنه يعطينا التعبير الدقيق ويترك البشر ليبحثوا ويكتشفوا ويغيروا مصطلحاتهم مع مر الزمن، ولكنهم في النهاية عندما يتوصلون إلى الحقيقة اليقينية فإنهم يجدونها واضحة في كتاب الله تعالى، فهل هنالك أعظم من هذا القرآن!
1 انظروا ( رحمكم الله تعالى ) كيف تمر ( الجبال ) مرور( السحاب ) ظهر الفساد في البر والبحر القرآن الكريم.. تأملات في بعض شهادات الغربيين المُنصفين. لحظة خروج الروح من الجسد فيديوا رائع الهدي النبوي في تسويك اللسان .. سبق علمي السلوك الجماعي لدى الحيوانات آية من آيات الله من دلائل القدرة الإلهية في تكيفات النباتات الأرضية