فجرت ورقة بحثية ، ناقشها مؤتمر تنمية الثروة السمكية بشرق بورسعيد الذي استضافته كلية العلوم بجامعة قناة السويس، مفاجأة من العيار الثقيل، عندما كشفت عن احتمالية تعرض منطقة شرق بورسعيد الى الغرق، وفقًا لدراسات علمية تتوقع ارتفاع منسوب البحر المتوسط نصف متر على الأقل في عام 2080.
وأشارت الورقة البحثية، التي عرضها الدكتور فكرى خلف، أستاذ جيولوجيا البيئة بكلية العلوم، إلى ارتفاع منسوب سطح البحر الأبيض منذ عام 1930 حوالي ثلاثة أمتار، لافتًا إلى أن الخبراء قالوا إن بورسعيد ستتعرض للغرق بعد ارتفاعه نصف متر إضافي عام 2080، فضلاً عن توقع علمي بتعرض المنطقة لمخاطر جيولوجية كـ الزلازل، وانخفاض الأرض، ونحر، وإطماء للشواطئ.
واستنكرت الورقة عدم الاستعانة أو الاستماع الى علماء وخبراء وأساتذة البيولوجيا والبيئة أثناء البدء فى عمل مشروعات صناعية ضخمة بشرق بورسعيد والتي أنفق عليها مليارات الدولارات بالرغم من أنها عرضة للغرق بعد 70 عامًا.
وأكدت أن السبب الرئيسي فى تجريف بحيرة المنزلة التى كانت المصدر الرئيسي لإنتاج الأسماك وتصديرها هو تقرير من مكتب استشاري مجهول الهوية نصح يوسف والى، وزير الزراعة الأسبق بتحويل بحيرة المنزلة من الاستزراع السمكي الى النشاط الزراعي، لافتًة إلى أن والي نفذ تعليمات ذلك المكتب وتقلصت على إثرها مساحة بحيرة المنزلة من 750 ألف فدان إلى 120 ألف فقط، كما خسرت مصر أهم مصدر لإنتاج الأسماك، فضلاً عن تشريد الآلاف من أسر الصيادين، وتأثر الدخل القومي للبلاد.
وحذرت الورقة من مؤامرة أخرى لتجريف ومحو هوية بحيرة الملاحات ببور فؤاد والتي كانت تنتج أجود وأرقى أنواع الأسماك فى مصر، والعالم العربي كالقاروص، والبوري، والحنشان، والجمبري، واللوت، والسهيلي.
وأرجع أحد المشاركين تعاقد المستثمر الأجنبي على إقامة محطة حاويات العاملة الآن بشرق بورسعيد لمدة 40 عامًا فقط ، إلى علمه بطبيعة التربة، التي لن تستمر طويلا بعد ارتفاع منسوب سطح البحر عام 2080 ..
وفي نفس السياق، استنكرت أبحاث المؤتمر تحويل هذه المنطقة إلى مشروعات صناعية، لا يوجد لإنتاجها أطر زمنيه، بالرغم من أنها كانت مصدر رئيسي للدخل القومي، كما أن تنمية الاستزراع السمكي بها كان ثروة قومية تعلمها كل دول العالم.
وأشارت إلى أن شرق بورسعيد كانت من أجود أماكن "مرابي" أغلى أنواع الطيور كالبط، والشرشير، والسمان، والصقور بأنواعها والبشروش، مضيفين: لو أن هذه المنطقة بدولة أوروبية لكانت الآن من أفضل المنتجعات السياحية فى العالم كله. واتهم المؤتمر الحكومة بهدم الاستزراع السمكي ومحاربته فى شرق بورسعيد، واستبداله بمشروعات صناعية، مؤكدًا أن ردم بحيرة المنزلة "غشاوة، وغياب لبعد النظر"، لطبيعة المنطقة التى من الممكن أن تستيقظ الأجيال القادمة فى المستقبل القريب على كارثة حقيقية بها.
كما أوصى المؤتمر بضرورة التقييم العلمي، ووضع المخاطر المستقبلية بالمنطقة فى الحسبان عند التفكير فى إقامة أي مشروعات بها والحفاظ على استدامة الموارد الطبيعية اللازمة لإطعام هذا الشعب الفقير، إضافًة إلى التفكير فى كيفية إدارة المخلفات في حال إقامة مجتمعًا عمرانيا بشرق بورسعيد
كما دعا إلى النظر بجدية إلى الأبحاث العلمية التى تؤكد ارتفاع منسوب البحر نصف متر عام 2080، والحفاظ على "مرابي" الطيور، وتنمية الاستزراع السمكي الذي يعد ثروة قومية تفتقدها دول عظمى كثيرة.
وانتقد الشروع في إقامة مدينة أطلقت عليها الحكومة "المدينة المليونية" بشرق المدينة بالرغم من أن الفرد الواحد له مخلفات يومية تقدر بـ نصف كيلوجرام، وبالتالي لن تتحمل هذه المنطقة تدوير هذه المخلفات، وتساءل الحضور: ماذا سيفعل الأهالي إذا تعرضت المنطقة للغرق؟.
وأخيرًا، أكد الدكتور أشرف يوسف، المدير التنفيذي لمركز البحوث البحري بالعريش، ورئيس قسم الثروة السمكية بكلية العلوم بجامعة قناة السويس، أن الاستثمار فى الاستزراع السمكي، لاسيما بمنطقة شرق بورسعيد وبحيرة الملاحة ببور فؤاد ينمو بشكل غير مسبوق، كما يعد طعامًا آمنًا لأن المياه التى تعيش فيها الأسماك آمنة تماما من الصرف الصحي، والصناعي، والزراعي، كما أنها مصدرًا رئيسيًا للبروتين الحيواني الآمن، خاصًة بعد انتشار أمراض جنون البقر، وأنفلونزا الطيور، والخنازير.
http://www.almesryoon.com/ShowDetail...D=63977&Page=6
المفضلات