حان الوقت ليعبر الطفل عن حاجاتة ومشاعرة ونظرتة الى الاخرين خاصة (الكبار)
يقول حسام:
فى الحقيقة لا أريد ان يقرأ قصتى احد من الكبار
انهم غريبون جدا ,
فهم عبوسون لايضحكون الا عند الضرورة,
ويكرهون أن يروا الاطفال يلعبون ويضحكون كما يحلو لهم.
وأنا حتي الآن, وقد صرت علي حدود السنه السادسه من عمري,
لكني لا أفهم لماذا يمنعني الكبار من عمل ما أحبه وهذا يزعجني جدا...............جدا.
فمثلا اذا امتدت يدي الي احد الرفوف لاعرف ما فوقه, وقبل أن تصله يدي أسمعهم يهتفون بي:
ياولد! انزل,ماذا تفعل عندك؟!
أعد الكرسي كما كان......
فأسرع لأعيد الكرسي الثقيل بعد أن تعبت في سحبه.وليت هذا وحده يحدث,
فأنا كلما جلست أمام التلفاز لأشاهد أفلام الرسوم المتحركه التي أحبها, تبدأ الاصوات تصل الي بسرعه الريح:حسام , حبيبي, ألا يكفيك ماشاهدت؟!
أو:
كفاك هذا اليوم ياحسام, هيا لتكمل دراستك..........
وأنهض متثاقلا الي كتبي ,فأري ((توم)) يسخر مني ويهزأ وهو يمد لي لسانه الاحمر مثل قطعة من اللفت المخلل وكأنه يقول: حسام عد الي التلفاز لتري كيف سأغلب((جيري)) الفأر الشقي, وأنتقم منه, وأهم ان اسرع ملبيا لكن صوت أمي يعيدني الي انتباهي من جديد:
هل بدأت تدرس؟ فأقول :نعم ياأمي, بدأت منذ زمن, هل تريدين أن تري بنفسك؟.
_نعم بعد قليل ريثما أتم تنظيف الصحون وترتيب المطبخ.
أنتم تعرفون كم أحب مشاهدة أفلام الرسوم المتحركه,فأنا أعتبر شخصياتها أصدقائي, وهم يعرفونني كما أعرفهم, لذلك فأنا أجلس أمام التلفاز, وأضع كتبي الي جانبي وبالقرب منها دفاتري وأقلامي, فاذا كان أبي يقرأ صحيفه كالمعتاد بعد عودته من العمل, أنظر اليه وأعجب كيف انه يجلس بهدوء تام كل هذه الفتره, منشغلا تماما بهذه الصحيفه التي لايمل من قراءتها...
فأسأله:
بابا متي تبدأ الرسوم المتحركه؟ فيجيبني دون أن ينظر الي: أكتب واجبك الان.
لكني ألح: بابا,يعني نصف ساعه,صحيح؟
_نعم , أكتب يابني.
وأعود لأقرأ:
"وقف محمد وهيفاء عند محل لبيع الخضار.."فأشم رائحة الجزر والبندوره والقرنبيط تفوح من بين صفحات الكتاب فأسأل أمي:
_ماما هل لا يزال عندنا جزر؟ وقبل أن أسمع جوابها ,
يأتيني صوت أبي: حسام ,عدنا نرفع أصواتنا؟ أقرأ بهدوء.
ألم أقل لكم ؟!انهم الكبار دائما !لماذا لايتركوننا نقرأ ونتكلم بصوت عال؟ فلا تسمعهم الا وهم يوزعون الأوامر:
اهدأ ياولد. دع لعبة أختك. كم صرفت من النقود؟ ثم ألم تنم بعد؟!
هيا اطفئ النور, والا فانك سوف تتأخر في النهوض مبكرا..........
وأنتم تعرفون البقيه.
كل هذا يظل بسيطا لو أنهم لا يتهموننا_نحن الصغار_ بكثرة الكلام, وزيادة المطاليب.....!!!
وتصبحوا على خير
والقصة لا تزال مستمرة فانتظرونا.
فى رعاية الله.
المفضلات