كل ساعة تمر على وأنا وسط هذه الغابة الشرسة احس بضيق شديد أحس كأنني بلا فائدة بلا قيمة وهذا هو نفس الاحساس الذي يمر على كل المتعاقدين أمثالى الذين مر عليهم أكثر من نصف عقد وهم على نفس الحال ، وقد يكونوا من سيء الى أسوأ ، هو بالفعل كذلك فالعمر يتقدم بنا والمرتب يتناقص ، فليجبني أحد في أي عرف هذا ، في أي قانون هذا ؟ في العام الماضى كان المرتب 363 جنيه أصبح هذا العام 362 جنيه ، أعتقد أن الرد الوحيد المتاح لنا في هذا هو قول "حسبي الله ونعم الوكيل" ، سل نفسك كم مرة تقول هذه الجملة في حياتك ، بالنسبة الى اني اقولها تقريبا كل يوم أكثر من مرة ، في وسط هذا الظلم الجم والقهر الشديد الذي نعيشه نحن فئة متعاقدي التربية والتعليم ، لن أتحدث عن باقى الفئات المضطهده في المجتمع فالمقال لا يتسع لمرارة كل هذه الفئات، بالنسبة الى كمتعاقد أحس بمرارة من نوع غريب في فمي كل يوم ، هذا ناتج من كثرة وتكرار الظلم والاضطهاد الواقع علينا، السؤال لم نحن ؟ لماذا اختارونا نحن لكي يوقعوا علينا هذا العذاب الأليم ، الإجابة بديهية يردها الجاهل قبل المتعلم، هو أننا فئة في مقتبل العمر ليس لنا نقابة تدافع عنا ولا سند في النظام يطالب بحقوقنا، فمن البديهي أن يحدث هذا لنا، كم مرة أجمع وألملم في الأوراق الغريبة التي اقتنع في قرارة نفسي أن لا فائدة منها ، وأقف في طوابير وأنتقل الى طوابير أخرى، كم ألف اتصال أجريته انصياعا لمجرد اشاعة تقول بقرب تثبيتنا، وكل هذا باء بالفشل، لقد وصلنا لدرجة التشبع بالأوهام والآلام والمصاعب، حتى صار كل منا يتخبط في دربه، فاقدا للأمل، وفاقدا للوعي أيضا ، وهذا هو معنى أن نسير مهمومين بحالنا ، متى سوف يتم تثبيتنا، بالاضافة الى هذا لقد فقدنا القيمة بداخل مدارسنا التي نعمل بها، كم مرة قال لك المدير "اسمك مكتوب بالرصاص" ، كم مرة قالوا لك أنك بادئ وصغير وكلمات من هذا اقبيل، كم مرة أحسست بالتدني عندما تقبض المرتب وتقرنه بمرتب موظف مثبت، ستجد أن مرتبك أنت الذي تقضي طوال وقتك ممسكا بالطباشير على السبورة، وغيرك الموظف المثبت جالسا يتسامر مع زملائه المثبتين، حيث أن الحمل بأكمل على المتعاقدين في كل مدرسة، هذا يحدث في الغالب لكن لا نتناسى مجهود المثبتين الذين مازال ضميرهم حي وينبض حتى الان ، هؤلاء لهم منا كل اجلال وتقدير، كل مرة نقرأ في الجرائد والتلفاز والانترنت أن تثبيتنا قد قرب أو أنه بالفعل قد تم ولم يبقى سوى القليل، بالنبيابة عن نفسي فاني تقريبا كل شهر أسمع خبرا للتثبيت، أأصبحنا عبئا ثقيلا على كل الحكومة الموقرة، ترفض تثبيتنا ، وعندنا تؤجل فهي تؤجل تلاعبا بنا، فالحقيقة أننا بلا قيمة عندها، الكارثة المحتملة أن يتم استخدامنا كورقة في الانتخابات الرئاسية ، هذا كارثي لأن الانتخابات بعيدة في الوقت حيث أنها في شهر نوفمبر 2011 ، هذا معناها انتظار أكثر من سنة ، وسط الاشاعات والترهات التي تقول بتثبيتنا، هذا خطأ جسيم ليس لطول مدة الانتظار فحسب، ولكن من البديهي أن الظاهر أمامنا فوضى وتخبطات من نوع غريب علينا واعتاد عليه النظام، فكيف للأكاديمية أن تعقد امتحانا آخر للكادر، ولم يتم النظر في الدفعة السابقة ؟! هذا يثير التساؤل والتعجب، إلى هذه الدرجة وصلت الاستهانة بالقوانين، فقانون الكادر ينص على أن كل من أمضى سنة ونجح في اختبار الكادر ، لابد أن يترقى إلى درجة معلم ، لم أرى في حياتي صفة وظيفية في العالم كله تسمى معلما مساعدا لمدة ست سنوات مثلنا ، بالإضافة الى أن النظام تدارك خطؤه في المسى الأولى لوظيفتنا، فقد كان المسمى الوظيفى لنا معلم تحت الاختبار، ولما أدرك أن هذا المسمى لا يتناسب مع طول المدة التي قرر النظام أن نمضيها منذ فترة، فغير المسمى حتى لا تكون ذريعة لنا لكن نتساءل هل هناك اختبار يدوم كل هذه المدة ، ناهيك عن المرتبات الخيالية التى نسمع عنها حتى في الدول الفقير مثل السودان ، حتى فلسطين مرتب المعلم فيها على الأقل 500 دولار ، ونحن مرتبنا بالمقارنة تقريبا 52 دولار ، انظر الى الفرق وحدد بنفسك ، يتبع ...

محمود فتحي مدرس أنجليزي في أسوان