بسم الله الرحمن الرحيم
أهلا بحضراتكم جميعا
كل عام أنتم بخير
وأيام مباركة وسعيدة على الجميع بإذن الله
وبعـــــــــــــــد
بداية دعونى أؤكد
أنه
ليست هذه القصة من تأليفى أو من وحى خيالى
لكنها قصة واقعية من أروع ما قرأت
فأحببت أن تقرأوها معي وترون ما فيها
من عجائب الغيب الذي لا يعلمه إلا الله
القصة حدثت تفاصيلها في الأندلس في الدولة الأموية يرويها لنا التاريخ.وهي تحكي ثلاثة من الشباب كانوا يعملون حمّارين - أو بلغتنا الدارجة عربجية
( أصل كلمة عربجى تركى وليس عربى) –
يحملون البضائع للناس من الأسواق إلى البيوت على الحمير –
وفي ليلة من الليالي وبعد يوم من العمل الشاق ,
تناولوا طعام العشاء وجلس الثلاثة يتسامرون
فقال أحدهم واسمه " محمد " افترضا أني خليفة .. ماذا تتمنيا ؟
فقالا يا محمد إن هذا غير ممكن . فقال : افترضاجدلاً أني خليفة..
فقال أحدهم هذا محال وقال الآخر يا محمدأنت تصلح حمّار أما الخليفة فيختلف عنك كثيراً ..
قالمحمد قلت لكما افترضا جدلاً أني خليفة , وهام محمد في أحلام اليقظة .
وتخيل نفسه على عرش الخلافة وقال لأحدهما : ماذا تتمنى أيها الرجل؟
فقال : أريد حدائق غنّاء , وماذا بعد قال الرجل :
إسطبلاً من الخيل ,
وماذا بعد , قال الرجل : أريد مائة جارية ... وماذا بعدأيها الرجل , قال مائة ألف دينار ذهب .
ثمماذا بعد , يكفي ذلك يا أمير المؤمنين .
كل ذلك ومحمد ابن أبي عامريسبح في خياله الطموح ويرى نفسه على عرش الخلافة ,
ويسمع نفسه وهو يعطي العطاءات الكبيرة
ويشعر بمشاعر السعادة وهو يعطي بعد أن كان يأخذ ,
وهو ينفق بعد أن كان يطلب ,
وهو يأمر بعد أن كان ينفذ وبينما هو كذلك التفت إلى صاحبه الآخروقال
ماذا تريد أيهاالرجل . فقال : يامحمد إنما أنت حمّار ,
والحمار لا يصلح أن يكون خليفة .....
فقال محمد : يا أخي افترض جدلاً أنني الخليفة ماذا تتمنى ؟
فقال الرجل أن تقع السماء على الأرض أيسر من وصولك إلى الخلافة ,
فقال محمد دعني من هذا كله ماذا تتمنى أيها الرجل ,
فقال الرجل : إسمع يا محمدإذا أصبحت خليفة
فاجعلني على حمار ووجه وجهي إلى الوراء
وأمر منادي يمشي معي في أزقة المدينة
وينادي أيها النااااااا س ! أيها الناااااا س ! هذا دجال محتال
من يمشي معه أو يحدثه أودعته السجن
...
وانتهى الحوار ونام الجميع ومع بزوغ الفجر استيقظ محمد وصلى صلاة الفجر وجلس يفكر ..
صحيح الذي يعمل حمارا لن يصل إلى الخلافة ,
فكرمحمد كثيرا ما هي الخطوة الأولى للوصول إلى الهدف المنشود .
توصل محمد إلى قناعة رائعة جداً وهي تحديد الخطوةالأولى
حيث قرر أنه يجب بيع الحمار
وفعلاً باع الحمار !!!!!!!!!!!!
وانطلق ابن أبي عامر بكل إصراروجد.
يبحث عن الطريق الموصل إلى الهدف .
وقرر أن يعمل في الشرطة بكل جدونشاط –
تخيلوا .. أخواني ... أخواتي الجهد الذي كان يبذله محمد وهو حمار يبذله في عمله الجديد ..
أعجب به الرؤساء والزملاء والناس وترقى في عمله حتى أصبح رئيساً لقسم الشرطة في الدولة الأموية في الأندلس .
ثم يموت الخليفة الأموي ويتولى الخلافة بعده ابنه هشام المؤيد بالله
وعمره في ذلك الوقت عشر سنوات ,
وهل يمكن لهذا الطفل الصغير من إدارة شئون الدولة .
وأجمعوا على أن يجعلوا عليه وصياً
ولكن خافوا أن يجعلوا عليه وصياً من بني أمية فيأخذ الملك منه...
فقرروا أن يكون مجموعة من الأوصياء من غير بني أمية ,
وتم الاختيار على محمد ابن أبي عامر
وابن أبي غالب والمصحفي .
وكان محمد ابن أبي عامرمقرب إلى صبح أم الخليفة واستطاع أن يمتلك ثقتها
ووشى بالمصحفي عندها وأزيل المصحفي من الوصاية
وزوج محمد ابنه بابنة ابن أبي غالب ثم أصبح بعد ذلك هوالوصي الوحيد
ثم اتخذ مجموعة من القرارات ؛ فقرر أن الخليفة لا يخرج إلا بإذنه ,
وقرر انتقال شئون الحكم إلى قصره ,
وجيش الجيوش وفتح الأمصار واتسعت دولة بني أمية في عهده
وحقق من الانتصارات ما لم يحققه خلفاء بني أمية في الأندلس .
حتى اعتبر بعض المؤرخين أن تلك الفترة فترة انقطاع في الدولة الأموية ,
وسميت بالدولة العامرية . هكذا صنع الحاجب المنصور محمد ابن أبي عامر ,
واستطاع بتوكله على الله واستغلاله القدرات الكامنة التي منحه الله إياها أن يحقق أهدافه .
أخواني ... أخواتي ..
القصة لم تنتهي بعد ففي يوم من الأيام وبعد ثلاثين سنة من بيع الحمار
والحاجبالمنصور يعتلي عرش الخلافة وحوله الفقهاء والأمراء والعلماء ..
تذكر صاحبيه الحمارين فأرسل أحد الجند وقال له : اذهب إلىمكان كذا
فإذا وجدت رجلين صفتهما كذا وكذا فأتي بهما .
أمرك سيدي ووصل الجندي ووجد الرجلين بنفس الصفة وفي نفس المكان ...
العمل هو هو .. المقر هو هو .. المهارات هي هي ..
بنفس العقلية حمار منذ ثلاثين سنة .. قال الجندي : إن أمير المؤمنين يطلبكما ,
أمير المؤمنين إننا لم نذنب . لم نفعل شيئاً .. ما جرمنا ..
قال الجندي : أمرني أن آتي بكما . ووصلواإلى القصر , دخلوا القصر نظرا إلى الخليفة ..
قالا باستغراب إنه صاحبنا محمد ...
قال الحاجب المنصور : اعرفتماني ؟
قالا نعم يا أمير المؤمنين , ولكن نخشى أنك لم تعرفنا ,
قال : بل عرفتكما ثم نظر إلى الحاشية وقال :
كنت أنا وهذين الرجلين سويا قبل ثلاثين سنة
وكنا نعمل حمارين وفي ليلة من الليالي جلسنا نتسامر
فقلت لهما إذا كنت خليفة فماذا تتمنيا ؟ فتمنيا
ثم التفت إلى أحدهما وقال : ماذا تمنيت يا فلان ؟ قال الرجل حدائق غنّاء ,
فقال الخليفة لك حديقة كذا وكذا .
وماذا بعد قال الرجل : اسطبل من الخيل
قال الخليفة لك ذلك وماذابعد ؟
قال مائة جارية , قال الخليفة لك مائة من الجواري ثم ماذا ؟
قال الرجل مائة ألف دينارذهب ,
قال : هو لك وماذا بعد ؟ قال الرجل كفى يا أمير المؤمنين .
قال الحاجب المنصور ولك راتب مقطوع - يعني بدون عمل – وتدخل عليّ بغير حجاب .
ثم التفت إلى الآخر وقال له ماذا تمنيت ؟
قال الرجل اعفني يا أميرالمؤمنين ,
قال : لا و الله حتى تخبرهم
قال الرجل : الصحبة يا أمير المؤمنين ,
قال حتى تخبرهم . فقال الرجل
قلت إن أصبحت خليفة فاجعلني على حمار واجعل وجهي إلى الوراء
وأمر منادي ينادي في الناس
أيها الناس هذا دجال محتال من يمشي معه أو يحدثه أودعته السجن
قال الحاجب المنصور محمد ابن أبي عامر افعلوا به ما تمنى حتى يعلم
( أن الله على كل شيء قدير..)
وبعد
أخواتى - أخوتى ....
دعونا نحن أيضا نبيع القناعات تلك التي يحملها الكثير مثل – لا أستطيع – لا أصلح
أنا لا أنفع في شيء,
وأن تستبدلها بقولنا أنا أستطيع بإذن الله..
إذا القوم قالوا من فتى خلت أنني ** عنيت فلم أكسل ولم أتبلد
كن فاصله اذا تعرضت لعائق من عوائق الحياة لتستمر الحياة
ولا تكن نقطه تتوقف عند أي مشكلة تصادفك...
كن فاصلة اذا تعثرت في بداية الدرب الامل
ولا تكن نقطه تتوقف ويدب اليأس فينفسك عند اول وقعه
كن فاصلة تمضي في حياتك وتتعلم من أخطائك
ولا تكن نقطه تتوقف عند أول خطأ لك لأن من أخطائك تتعلم
أخي .. أختي....
هل يمكن أن تحقق أحلامك وأن تصل إلى أهدافك قل وبكل ثقة – نعم
إن شاء الله
وتذكر دائما
((إن الله على كل شيء قدير))
كن فاصلة تصبر على الألم وتجتهد لتحقق مرادك
ولا تكن نقطة تتوقف عند أول صدمة أو عمل خاطئ قمت به ..
وتذكر قول المصطفى صلى الله عليه وسلم عن ربه
في الحديث القدسي :
" أنا عند ظن عبدي بي فليظن بي ما شاء"
يسر الله لنا من كل أمورنا رشدا
دمتم بكل ود

المفضلات