هذا مقال ليس منقولا عن أعمدة فى صحف أو مقالا لأحد المشاهير فى الصحف ولكنه مقال لطالبة فى الصف الثانوى عام 1994 ولكنه ظل فى مذكراتها كل هذه السنوات ولم يكن يعلم أنه سوف يجىء اليوم الذى سوف يحرر ويقرأه من قدر له قراءته


أنه من سخرية القدر ما يسمع الآن ويسمى بمعجزة القرن العشرين وهو توقيع معاهدة سلام بين عربى ويهودى وإن قام فإنه أقيم على نقص وباطل ونهايته السقوط ، كيف ننسى ما تجرعه آبائنا وأبنائنا من ألم وحزن ووجيعة الفراق ، ما هذا الذى يتجرعه العربى فى كئوس مزيفة مضغوط عليه ، فلقد استغل اليهودى ضعفنا وسلب أرضنا وشرد نا اشترى أرض عربية بشعبها بالمال وحتى الآن يحاول أثرياء اليهود يسيطرون على العالم وهذا جزاء الدول الأجنبية فليس العرب فقط خاضعون لليهود وإنما العالم كله وإن كان خفى من وراء حجاب هل لأنهم لا يريدون كشف الحقيقة أم لأن اجتمعت أهواءهم وهى حب المال والسلطة ، كيف ينسى أى عربى حرب 1948 وشهدائنا وشهداء العالم العربى والمسلمين ورجال الانتفاضة الفلسطينية وكل فلسطينى كل يوم يقتل على أرضه ولا يؤخذ بثأره ولا يستطيع أن يدافع ويستغيث كيف تنسى وتتلاشى صرخات أمة وشعب عربى أخا له يستغيث من عشرات السنين
بالله على كل مسلم عربى قبل هذا السلام كيف قبِّل هذا السلام بأى عقل وفكر ووجهة نظر وافق وأيد هذا السلام إن أبنائنا فى حاجة إلى أمن وسلام ليس بالمعاهدات والهدن فمصيرها تنتهك من شعب لا يعرف العهد ولا الوفاء بالعهد فلم يحافظ على أنبيائه ورسله ودينه أيحافظ على عدو له !
إن ما نفعله الآن تهلكة لأبنائنا كيف نفهم أبنائنا أن اليهود إخواننا وهم خداعون يجرى فى عروقهم الغدر كما قال الرسول صلى الله عليه وسلم فيما معناه " ما اجتمع مسلم ويهودى إلا وحدثت نفس اليهودى بقتل المسلم "
إن أرض فلسطين تصرخ وصراخها يدوى فى كل أرجاء العالم " كيف يضيع دم أبنائى وشهدائى هدر إنى لا أريد سلاما وإنما أريد أن أطفىء ظمأى بدم الأعداء فكم روانى دم شهدائى قطعوا شريانيهم وسقونى ولكن غضبى لن يطفأه إلا دم الأعداء جثث ضحايا الانتفاضة الفلسطينية والعرب تتساءل فى تعجب واستنكار من سلام العربى واليهودى قائلة : سمعنا سلام قام بين العربى واليهودى فتعجبنا بين كيف يدوى صياح السلام بين إخواننا العرب وأعدائنا
أى سلام هذا يجمع اليهودى وإخواننا هل ينسى العربى يوم التلاقى هنا وتشهد الأرض التى سقيت بدمائنا كيف السهو عن الحزن والألم الذى تجرعه آبنائنا وآبائنا وإخواننا كيف من تجرع ألم اليهودى يجعله أخا لنا بالله نتساءل أى أخ لنا سعى لسلامنا إن كان السلام شيمة المسلم العربى والعفو فضيلته فليس مع أعدائنا فليس مع أعدائنا "

نسيج السلام غير متكامل وخيوطه واهنة والمسك بأحد طرفيه ينسخ العمل ونعود إلى حالتنا الأولى ومن البداية ــ فلماذا لانوفر الوقت والجهد ونلقى عن أنفسنا تعب يذهب هباء