امتحانات السودان 2014 واجابتها النموذجية --- تابع اخبار التعليم في الفيس بوك

آخـــر الـــمـــشـــاركــــات

صفحة 2 من 2 الأولىالأولى 12
النتائج 21 إلى 36 من 36

الموضوع: فُقَهَاءٌ وَأَعْلام "منقول للفائدة"

  1. #1
    محرر بصفحة الاخبار الرئيسية للموقع
    مشرف ركن الاخبار بالمنتدى
    الصورة الرمزية سمير الجابرى
    تاريخ التسجيل
    Jan 2010
    الدولة
    دمياط
    العمر
    50
    المشاركات
    5,328
    شكراً و أعجبني للمشاركة
    معدل تقييم المستوى
    5950

    افتراضي فُقَهَاءٌ وَأَعْلام "منقول للفائدة"

    بسم الله الرحمن الرحيم
    أما بعد
    أرجوا من الله القبول وأن يوفقنى فى ذكر بعض التراجم لمشاهير الفقهاء والأعلام
    وعلى الله قصد السبيل.


    ترجمة لحياة الإمام الأعظم ابو حنيفة النعمان

    هوأبو حنيفة أو أبو حنيفة النعمان أو النعمان بن ثابت بن النعمان بن زوطي المولود سنة (80هـ/699م). أبوه ثابت بن النعمان رجل تقي من أهل الكوفة، واشتهر بورعه، وكان تاجــراً مشهوراً بالصدقِ والأمانة والوفاء، أخذ عنهُ الاشتغال بالتجارة أبنهِ النعمان والذي ولد في الكوفة وكانت آنذاك حاضرة من حواضر العلم، تموج بحلقات الفقه والحديث والقراءات واللغة والعلوم، وتمتلئ مساجدها بشيوخ العلم وأئمته، وفي هذه المدينة قضى النعمان معظم حياته متعلماً وعالماً، وتردد في صباه الباكر بعد أن حفظ القرآن على هذه الحلقات، لكنه كان منصرفاً إلى مهنة التجارة مع أبيه، فلما رآه عامر الشعبي الفقيه الكبير ولمح ما فيه من مخايل الذكاء ورجاحة العقل أوصاه بمجالسة العلماء والنظر في العلم، فاستجاب لرغبته وانصرف بهمته إلى حلقات الدرس وما أكثرها في الكوفة، فروى الحديث ودرس اللغة والأدب، وكان من كثرة أهتمامهِ بأن لا يضيع عنه ما يتلقاه من العلم يقضي الوقت في الطواف على المجالس حاملاً أوراقه وقلمه و حنيفة الحبر، فاشتهر بها وكني أبا حنيفة، واتجه إلى دراسة علم الكلام حتى برع فيه براعة عظيمة مكّنته من مجادلة أصحاب الفرق المختلفة ومحاجّاتهم في بعض مسائل العقيدة، ثم انصرف إلى الفقه ولزم دروس الفقه عند حماد بن أبي سليمان.
    تتلمذ أبو حنيفة على يد حماد بن أبي سليمان . ولقد أدرك أبو حنيفة جماعة من أصحاب النبي محمد ومنهم: أنس بن مالك بن النضر، وعبد الله بن أوفى، ووائلة بن الأسقع، وسهل بن سعد ولازم أبو حنيفة شيخهُ حماد بن أبي سليمان وتخرج عليه، وواصل دراستهُ عنده ثماني عشرة عاماً، ولم يفارق شيخهُ حماداً حتى توفى، ومما يدل على حبهِ له أنه سمى ولده (حماد) إعتزازاً بشيخهِ.
    ولقد هاجر من الكوفة إلى مكة وأقام فيها عدة سنوات، وأكمل دراسته الفقهية على عطاء بن أبي رباح، ومجاهد وهما تلميذي الصحابي عبد الله بن عباس.
    وبلغ عدد العلماء الذين أخذ منهم إجازة العلم وأتصل بهم أكثر من سبعين عالماً. ومنهم الإمام جعفر الصادق و اللذي قال أبو حنيفة في حقه : (لولا السنتان لهلك النعمان) مشيرا للسنتان التي قضاهما لديه في طلبه للعلم.
    رئاسة حلقة الفقه
    وبعد موت شيخه حماد بن أبي سليمان آلت رياسة حلقة الفقه إلى أبي حنيفة، وهو في الأربعين من عمره، والتفّ حوله تلاميذه ينهلون من علمه وفقهه، وكانت له طريقة مبتكرة في حل المسائل والقضايا التي كانت تُطرح في حلقته؛ فلم يكن يعمد هو إلى حلها مباشرة، وإنما كان يطرحها على تلاميذه، ليدلي كل منهم برأيه، ويعضّد ما يقول بدليل، ثم يعقّب هو على رأيهم، ويصوّب ما يراه صائبا، حتى تُقتل القضية بحثاً، ويجتمع أبو حنيفة وتلاميذه على رأي واحد يقررونه جميعا.
    وكان أبو حنيفة يتعهد تلاميذه بالرعاية، وينفق على بعضهم من مالهِ، مثلما فعل مع تلميذه أبي يوسف حين تكفّله بالعيش لما رأى ضرورات الحياة تصرفه عن طلب العلم، وأمده بماله حتى يفرغ تماما للدراسة، يقول أبو يوسف المتوفى سنة (182هـ = 797م): "وكان يعولني وعيالي عشرين سنة، وإذا قلت له: ما رأيت أجود منك، يقول: كيف لو رأيت حماداً –يقصد شيخه- ما رأيت أجمع للخصال المحمودة منه".
    وكان مع اشتغاله يعمل بالتجارة، حيث كان له محل في الكوفة لبيع الخزّ (الحرير)، يقوم عليه شريك له، فأعانه ذلك على الاستمرار في خدمة العلم، والتفرغ للفقه.
    أصول مذهبه
    نشأ مذهب أبي حنيفة في الكوفة مهد مدرسة الرأي، وتكونت أصول المذهب على يديه، وأجملها هو في قوله: "إني آخذ بكتاب الله إذا وجدته، فما لم أجده فيه أخذت بسنة رسول الله صلى الله عليه وسلم، فإذا لم أجد فيها أخذت بقول أصحابه من شئت، وادع قول من شئت، ثم لا أخرج من قولهم إلى قول غيرهم، فإذا انتهى الأمر إلى إبراهيم، والشعبي والحسن و ابن سيرين وسعيد بن المسيب فلي أن أجتهد كما اجتهدوا".
    وهذا القدر من أصول التشريع لا يختلف فيه أبو حنيفة عن غيره من الأئمة، فهم يتفقون جميعا على وجوب الرجوع إلى الكتاب والسنة لاستنباط الأحكام منهما، غير أن أبا حنيفة تميّز بمنهج مستقل في الاجتهاد، وطريقة خاصة في استنباط الأحكام التي لا تقف عند ظاهر النصوص، بل تغوص إلى المعاني التي تشير إليها، وتتعمق في مقاصدها وغاياتها.
    ولا يعني اشتهار أبي حنيفة بالقول بالرأي والإكثار من القياس أنه يهمل الأخذ بالأحاديث والآثار، أو أنه قليل البضاعة فيها، بل كان يشترط في قبول الحديث شروطاً متشددة؛ مبالغة في التحري والضبط، والتأكد من صحة نسبتها إلى رسول الله صلى الله عليه وسلم، وهذا التشدد في قبول الحديث هو ما حملهُ على التوسع في تفسير ما صح عنده منها، والإكثار من القياس عليها حتى يواجه النوازل والمشكلات المتجددة.
    ولم يقف اجتهاد أبي حنيفة عند المسائل التي تعرض عليه أو التي تحدث فقط، بل كان يفترض المسائل التي لم تقع ويقلّبها على جميع وجوهها ثم يستنبط لها أحكاماً، وهو ما يسمى بالفقه التقديري وفرص المسائل، وهذا النوع من الفقه يقال إن أبا حنيفة هو أول من استحدثه، وقد أكثر منه لإكثاره استعمال القياس، روي أنه وضع ستين ألف مسألة من هذا النوع.
    تلاميذ أبي حنيفة
    لم يؤثر عن أبي حنيفة أنه كتب كتاباً في الفقه يجمع آراءه وفتاواه، وهذا لا ينفي أنه كان يملي ذلك على تلاميذه، ثم يراجعه بعد إتمام كتابته، ليقر منه ما يراه صالحاً أو يحذف ما دون ذلك، أو يغيّر ما يحتاج إلى تغيير، ولكن مذهبه بقي وانتشر ولم يندثر كما اندثرت مذاهب كثيرة لفقهاء سبقوه أو عاصروه، وذلك بفضل تلاميذهِ الموهوبين الذين دونوا المذهب وحفظوا كثيرا من آراء إمامهم بأقواله وكان أشهر هؤلاء:
    أبو يوسف يعقوب بن إبراهيم الأنصاري المتوفي عام(183هـ/799م)، ومحمد بن الحسن الشيباني المتوفي في عام(189هـ/805م)، وزفر بن الهذيل، وهم الذين قعدوا القواعد وأصلوا الأصول في المذهب الحنفي.
    ولقد قضى الإمام أبو حنيفة عمرهُ في التعليم والتدريس ولقد تخرج عليه الكثير من الفقهاء والعلماء، ومنهم ولدهُ حماد ابن ابي حنيفة، وإبراهيم بن طهمان، وحمزة بن حبيب الزيات، وأبو يحيى الحماني، وعيسى بن يونس، ووكيع، ويزيد بن زريع، وأسد بن عمرو البجلي، وحكام بن يعلى بن سلم الرازي، وخارجن بن مصعب، وعبد الحميد ابن أبي داود، وعلي بن مسهر، ومحمد بن بشر العبدي، ومصعب بن مقدام، ويحيى بن يمان، وابو عصمة نوح بن أبي مريم، وأبو عبد الرحمن المقريء، وأبو نعيم وأبو عاصم، وغيرهم كثير.
    تدوين المذهب
    وصلت إلينا كتب محمد بن الحسن الشيباني كاملة، وكان منها ما أطلق عليه العلماء كتب ظاهر الرواية، وهي كتب المبسوط والزيادات، والجامع الكبير والجامع الصغير، والسير الكبير والسير الصغير، وسميت بكتب ظاهر الرواية؛ لأنها رويت عن الثقات من تلاميذه، فهي ثابتة عنه إما بالتواتر أو بالشهرة.
    وقد جمع أبو الفضل المروزي المعروف بالحاكم الشهيد المتوفى سنة (344هـ/955م) كتب ظاهر الرواية بعد حذف المكرر منها في كتاب أطلق عليه "الكافي"، ثم قام بشرحه شمس الأئمة السرخسي المتوفى سنة (483هـ/1090م) في كتابه "المبسوط"، وهو مطبوع في ثلاثين جزءاً، ويعد من أهم كتب الحنفية الناقلة لأقوال أئمة المذهب، بما يضمه من أصول المسائل وأدلتها وأوجه القياس فيها.
    انتشار المذهب
    انتشر مذهب أبي حنيفة في البلاد منذ أن مكّن له أبو يوسف بعد تولّيه منصب قاضي القضاة في الدولة العباسية، وكان المذهب الرسمي لها، كما كان مذهب السلاجقة والدولة الغزنوية ثم الدولة العثمانية، وهو الآن شائع في أكثر البقاع الإسلامية، ويتركز وجوده في مصر و الشام و العراق و أفغانستان وباكستان والهند والصين .
    وفاة أبي حنيفة
    مد الله في عمر أبي حنيفة، وهيأ له من التلاميذ النابهين من حملوا مذهبه ومكنوا له، وحسبه أن يكون من بين تلاميذه أبو يوسف، ومحمد بن الحسن، وزفر، والحسن بن زياد، وأقر له معاصروه بالسبق والتقدم، قال عنه النضر بن شميل: "كان الناس نياماً عن الفقه حتى أيقظهم أبو حنيفة بما فتقه وبيّنه"، وبلغ من سمو منزلته في الفقه أن قال فيهِ الإمام الشافعي : "الناس في الفقه عيال على أبي حنيفة".
    كما كان ورعاً شديد الخوف والوجل من الله، وتمتلئ كتب التاريخ والتراجم بما يشهد له بذلك، ولعل من أبلغ ما قيل عنه ما وصفه به العالم الزاهد فضيل بن عياض بقوله: "كان أبو حنيفة رجلاً فقيهاً معروفاً بالفقه، مشهورا بالورع، واسع المال، معروفا بالأفضال على كل من يطيف به، صبورا عل تعليم العلم بالليل والنهار، حسن الليل، كثير الصمت، قليل الكلام حتى ترد مسألة في حلال أو حرام، فكان يحسن أن يدل على الحق، هاربا من مال السلطان".
    وتوفي أبو حنيفة في بغداد بعد أن ملأ الدنيا علماً وشغل الناس في (11 من جمادى الأولى 150هـ/14 من يونيو 767م) ويقع قبره في مدينة بغداد بمنطقة الأعظمية في مقبرة الخيزران على الجانب الشرقي من نهر دجلة.


  2. #21
    محرر بصفحة الاخبار الرئيسية للموقع
    مشرف ركن الاخبار بالمنتدى
    الصورة الرمزية سمير الجابرى
    تاريخ التسجيل
    Jan 2010
    الدولة
    دمياط
    العمر
    50
    المشاركات
    5,328
    شكراً و أعجبني للمشاركة
    معدل تقييم المستوى
    5950

    افتراضي

    الإمام طاوس
    هو طاوس ابن كيسان ، الفقيه القدوة عالم اليمن ، أبو عبد الرحمن الفارسي ، ثم اليمني الجندي الحافظ .

    كان من أبناء الفرس الذين جهزهم كسرى لأخذ اليمن له ، فقيل : هو مولى بحير بن ريسان الحميري ، وقيل : بل ولاؤه لهمدان . أراه ولد في دولة عثمان - رضي الله عنه - أو قبل ذلك .


    سمع من زيد بن ثابت ، وعائشة ، وأبي هريرة ، وزيد بن أرقم ، وابن عباس ، ولازم ابن عباس مدة ، وهو معدود في كبراء أصحابه .


    وروى أيضا عن جابر ، وسراقة بن مالك ، وصفوان بن أمية ، وابن عمر ، وعبد الله بن عمرو ، وعن زياد الأعجم ، وحجر المدري ، وطائفة . وروى عن معاذ مرسلا .


    روى عنه عطاء ، ومجاهد ، وجماعة من أقرانه ، وابنه عبد الله ، والحسن بن مسلم ، وابن شهاب ، وإبراهيم بن ميسرة ، وأبو الزبير المكي ، وسليمان التيمي ، وسليمان بن موسى الدمشقي ، وقيس بن سعد المكي ، وعكرمة بن عمار ، وأسامة بن زيد الليثي ، وعبد الملك بن ميسرة ، وعمرو بن دينار ، وعبد الله بن أبي نجيح ، وحنظلة بن أبي سفيان ، وخلق سواهم . وحديثه في دواوين من الإسلام ، وهو حجة باتفاق .


    فروى عطاء بن أبي رباح عن ابن عباس قال : إني لأظن طاوسا من أهل الجنة .


    وقال قيس بن سعد : هو فينا مثل ابن سيرين في أهل البصرة .


    سفيان بن عيينة ، عن ابن أبي نجيح قال : قال مجاهد لطاوس : رأيتك يا أبا عبد الرحمن تصلي في الكعبة ، والنبي صلى على بابها يقول لك : اكشف قناعك ، وبين قراءتك ، قال طاوس : اسكت لا يسمع هذا منك أحد ، قال : ثم خيل إلي أنه انبسط في الكلام ، يعني فرحا بالمنام .


    عبد الرزاق ، عن دواد بن إبراهيم أن الأسد حبس ليلة الناس في طريق الحج ، فدق الناس بعضهم بعضا ، فلما كان السحر ، ذهب عنهم ، فنزلوا وناموا ، وقام طاوس يصلي ، فقال له رجل : ألا تنام ، فقال : وهل ينام أحد السحر .


    أخبرنا إسحاق بن أبي بكر ، أخبرنا يوسف بن خليل ، أخبرنا أبو المكارم اللبان ، أخبرنا أبو علي الحداد ، أخبرنا أبو نعيم الحافظ ، حدثنا محمد بن بدر ، حدثنا حماد بن مدرك ، حدثنا عثمان بن طالوت ، حدثنا عبد السلام بن هاشم ، عن الحر بن أبي الحصين العنبري قال : مر طاوس برواس قد أخرج رأسا فغشي عليه .


    وروى عبد الله بن بشر الرقي قال : كان طاوس إذا رأى تلك الرءوس المشوية ، لم يتعش تلك الليلة . سمعه منه معمر بن سليمان .


    وبه إلى أبي نعيم ، حدثنا الطبراني ، حدثنا إسحاق ، حدثنا عبد الرزاق ، عن معمر ، عن ابن طاوس أو غيره أن رجلا كان يسير مع طاوس ، فسمع غرابا ينعب فقال : خير ، فقال طاوس : أي خير عند هذا أو شر؟ لا تصحبني ، أو قال : لا تمش معي .


    وبه إلى عبد الرزاق سمعت النعمان بن الزبير الصنعاني يحدث أن محمد بن يوسف ، أو أيوب بن يحيى بعث إلى طاوس بسبعمائة دينار أو خمسمائة ، وقيل للرسول : إن أخذها الشيخ منك ، فإن الأمير سيحسن إليك ويكسوك ، فقدم بها على طاوس الجند ، فأراده على أخذها ، فأبى فغفل طاوس ، فرمى بها الرجل في كوة البيت ، ثم ذهب وقال لهم : قد أخذها ، ثم بلغهم عن طاوس شيء يكرهونه فقال : ابعثوا إليه ، فليبعث إلينا بمالنا ، فجاءه الرسول ، فقال : المال الذي بعث به الأمير إليك ، قال ما قبضت منه شيئا ، فرجع الرسول ، وعرفوا أنه صادق ، فبعثوا إليه الرجل الأول ، فقال : المال الذي جئتك به يا أبا عبد الرحمن ، قال : هل قبضت منك شيئا ؟ قال : لا ، ثم نظر حيث وضعه ، فمد يده فإذا بالصرة قد بنى العنكبوت عليها ، فذهب بها إليهم .


    وبه قال أبو نعيم ، حدثنا أحمد بن جعفر ، حدثنا عبد الله بن أحمد ، حدثني أبو معمر ، عن ابن عيينة قال : قال عمر بن عبد العزيز لطاوس : ارفع حاجتك إلى أمير المؤمنين - يعني سليمان بن عبد الملك - قال : مالي إليه حاجة ، فكأن عمر عجب من ذلك . قال سفيان : وحلف لنا إبراهيم بن ميسرة وهو مستقبل الكعبة : ورب هذه البنية ما رأيت أحدا ، الشريف والوضيع عنده بمنزلة ، إلا طاوسا .


    وبه حدثنا أحمد بن جعفر ، حدثنا عبد الله بن أحمد ، حدثني أبي ، حدثنا عبد الرزاق ، أخبرنا معمر ، عن ابن طاوس قال : كنت لا أزال أقول لأبي : إنه ينبغي أن يخرج على هذا السلطان ، وأن يفعل به ، قال : فخرجنا حجاجا ، فنزلنا في بعض القرى ، وفيها عامل - يعني لأمير اليمن - يقال له : ابن نجيح ، وكان من أخبث عمالهم ، فشهدنا صلاة الصبح في المسجد ، فجاء ابن نجيح ، فقعد بين يدي طاوس ، فسلم عليه ، فلم يجبه ، ثم كلمه فأعرض عنه ، ثم عدل إلى الشق الآخر ، فأعرض عنه ، فلما رأيت ما به قمت إليه ، فمددت بيده وجعلت أسائله ، وقلت له : إن أبا عبد الرحمن لم يعرفك ، فقال العامل : بلى معرفته بي فعلت ما رأيت قال : فمضى وهو ساكت لا يقول لي شيئا ، فلما دخلت المنزل قال : أي لكع ، بينما أنت زعمت تريد أن تخرج عليهم بسيفك ، لم تستطع أن تحبس عنه لسانك . محمد بن المثنى العنزي ، حدثنا مطهر بن الهيثم الطائي ، عن أبيه ، قال : حج سليمان بن عبد الملك ، فخرج حاجبه فقال : إن أمير المؤمنين قال : ابغوا إلي فقيها أسأله عن بعض المناسك ، قال : فمر طاوس ، فقالوا : هذا طاوس اليماني ، فأخذه الحاجب فقال : أجب أمير المؤمنين ، قال : أعفني ، فأبى ، ثم أدخله عليه ، قال طاوس : فلما وقفت بين يديه قلت : إن هذا المجلس يسألني الله عنه ، فقلت : يا أمير المؤمنين إن صخرة كانت على شفير جب في جهنم ، هوت فيها سبعين خريفا ، حتى استقرت قرارها ، أتدري لمن أعدها الله ؟ قال : لا ويلك لمن أعدها ؟ قال : لمن أشركه الله في حكمه فجار قال : فكبا لها .


    قال أبو عاصم النبيل : زعم لي سفيان قال : جاء ابن لسليمان بن عبد الملك ، فجلس إلى جنب طاوس ، فلم يلتفت إليه فقيل له : جلس إليك ابن أمير المؤمنين فلم تلتفت إليه ! قال : أردت أن يعلم أن لله عبادا يزهدون فيما في يديه .


    روى أبو أمية عن داود بن شابور قال : قال رجل لطاوس : ادع الله لنا ، قال : ما أجد لقلبي خشية ، فأدعو لك .


    ويروى أن طاوسا جاء في السحر يطلب رجلا ، فقالوا : هو نائم ، قال : ما كنت أرى أن أحدا ينام في السحر ابن عيينة ، عن ابن أبي نجيح ، عن أبيه أن طاوسا قال له : يا أبا نجيح ! من قال واتقى الله خير ممن صمت واتقى الله .


    ابن عيينة عن هشام بن حجير ، عن طاوس قال : لا يتم نسك الشاب حتى يتزوج . وروى سفيان الثوري عن سعيد بن محمد قال : كان من دعاء طاوس : اللهم احرمني كثرة المال والولد ، وارزقني الإيمان والعمل . [

    قال ابن شهاب : لو رأيت طاوسا ، علمت أنه لا يكذب . الأعمش ، عن عبد الملك بن ميسرة ، عن طاوس قال : أدركت خمسين من أصحاب رسول الله - صلى الله عليه وسلم - . وعن حبيب بن أبي ثابت قال : اجتمع عندي خمسة لا يجتمع مثلهم عند أحد : عطاء وطاوس ومجاهد وسعيد بن جبير وعكرمة .

    معمر ، عن ابن طاوس ، عن أبيه قال : لقي عيسى عليه السلام إبليس ، فقال : أما علمت أنه لا يصيبك إلا ما قدر لك ، قال : نعم ، قال : فارق ذروة هذا الجبل فترد منه ، فانظر أتعيش أم لا ، قال عيسى : إن الله يقول : لا يجربني عبدي ، فإني أفعل ما شئت . ورواه معمر عن الزهري وفيه : فقال : إن العبد لا يبتلي ربه ، ولكن الله يبتلي عبده ، قال : فخصمه .


    حفص بن غياث ، عن ليث قال : كان طاوس إذا شدد الناس في شيء ، رخص هو فيه ، وإذا ترخص الناس في شيء ، شدد فيه ، قال ليث : وذلك للعلم .


    عنبسة بن عبد الواحد ، عن حنظلة بن أبي سفيان قال : ما رأيت عالما قط يقول : لا أدري أكثر من طاوس . وقال سفيان الثوري : كان طاوس يتشيع وقال معمر : احتبس طاوس على رفيق له حتى فاته الحج . قلت : قد حج مرات كثيرة .


    وقال جرير بن حازم : رأيت طاوسا يخضب بحناء شديدة الحمرة وقال فطر بن خليفة : كان طاوس يتقنع ويصبغ بالحناء .


    قال عبد الرحمن بن أبي بكر المليكي : رأيت طاوسا وبين عينيه أثر السجود .


    سفيان الثوري ، عن رجل قال : كان من دعاء طاوس اللهم احرمني كثرة المال والولد .


    قال معمر عن ابن طاوس ، عن أبيه قال : عجبت لإخوتنا من أهل العراق يسمون الحجاج مؤمنا . قلت : يشير إلى المرجئة منهم الذين يقولون : هو مؤمن كامل الإيمان مع عسفه وسفكه الدماء وسبه الصحابة .


    ابن جريج : حدثنا إبراهيم بن ميسرة أن محمد بن يوسف الثقفي استعمل طاوسا على بعض الصدقة ، فسألت طاوسا كيف صنعت ؟ قال : كنا نقول للرجل : تزكي رحمك الله مما أعطاك الله ؟ فإن أعطانا أخذنا ، وإن تولى ، لم نقل تعال .


    وبلغنا أن ابن عباس كان يجل طاوسا ، ويأذن له مع الخواص ولما قدم عكرمة اليمن ، أنزله طاوس عنده ، وأعطاه نجيبا .


    روى إبراهيم بن ميسرة ، عن طاوس قال : لو أن مولى ابن عباس اتقى الله وكف من حديثه ، لشدت إليه المطايا .


    توفي طاوس بمكة أيام الموسم ، ومن زعم أن قبر طاوس ببعلبك ،فهو لا يدري ما يقول ، بل ذاك شخص اسمه طاوس إن صح ، كما أن قبر أبي بشرقي دمشق ، وليس بأبي بن كعب البتة .


    وطاوس هو الذي ينقل عنه ولده أنه كان لا يرى الحلف بالطلاق شيئا ، وما ذاك إلا أن الحجاج وذويه كانوا يحلفون الناس على البيعة للإمام بالله وبالعتاق والطلاق والحج وغير ذلك . فالذي يظهر لي أن أخا الحجاج - وهو محمد بن يوسف أمير اليمن - حلف الناس بذلك ، فاستفتي طاوس في ذلك ، فلم يعده شيئا ، وما ذاك إلا لكونهم أكرهوا على الحلف . فالله أعلم .


    ضمرة بن ربيعة ، عن ابن شوذب قال : شهدت جنازة طاوس بمكة سنة خمس ومائة ، فجعلوا يقولون : رحم الله أبا عبد الرحمن ، حج أربعين حجة .


    وروى عبد الرزاق ، عن أبيه قال : مات طاوس بمكة فلم يصلوا عليه حتى بعث ابن هشام بن عبد الملك بالحرس ، قال : فلقد رأيت عبد الله بن الحسن بن الحسن واضعا السرير على كاهله ، فسقطت قلنسوة كانت عليه ، ومزق رداؤه من خلفه ، فما زايله إلى القبر ، توفي بمزدلفة أو بمنى .

    وقال محمد بن عمر الواقدي ، ويحيى القطان ، والهيثم وغيرهم : مات طاوس سنة ست ومائة ، ويقال : كانت وفاته يوم التروية من ذي الحجة وصلى عليه الخليفة هشام بن عبد الملك ، اتفق له ذلك ، ثم بعد أيام اتفق له الصلاة بالمدينة على سالم بن عبد الله .

  3. #22
    محرر بصفحة الاخبار الرئيسية للموقع
    مشرف ركن الاخبار بالمنتدى
    الصورة الرمزية سمير الجابرى
    تاريخ التسجيل
    Jan 2010
    الدولة
    دمياط
    العمر
    50
    المشاركات
    5,328
    شكراً و أعجبني للمشاركة
    معدل تقييم المستوى
    5950

    افتراضي

    الإمام ابن خُزَيْمة
    هو‌ محمد بن إسحاق بن خزيمة بن المغيرة بن صالح بن بكر. الحافظ الحجة الفقيه , شيخ الإسلام , إمام الأئمة أبو بكر السلمي النيسابوري الشافعي , صاحب التصانيف.

    ولد سنة ثلاث وعشرين ومائتين وعني في حداثته بالحديث والفقه , حتى صار يضرب به المثل في سعة العلم والإتقان.


    سمع من إسحاق بن راهويه , ومحمد بن حميد , ولم يحدث عنهما , لكونه كتب عنهما في صغره وقبل فهمه وتبصره , وسمع من محمود بن غيلان , وعتبة بن عبد الله المروزي , وعلي بن حجر , وأحمد بن منيع , وبشر بن معاذ , وأبي كريب , وعبد الجبار بن العلاء , وأحمد بن إبراهيم الدورقي , وأخيه يعقوب , وإسحاق بن شاهين , وعمرو بن علي , وزياد بن أيوب , ومحمد بن مهران الجمال , وأبي سعيد الأشج , ويوسف بن واضح الهاشمي , ومحمد بن بشار , ومحمد بن مثنى , والحسين بن حريث , ومحمد بن عبد الأعلى الصنعاني , ومحمد بن يحيى , وأحمد بن عبدة الضبي , ونصر بن علي , ومحمد بن علي , ومحمد بن عبد الله المخرمي , ويونس بن عبد الأعلى , وأحمد بن عبد الرحمن الوهبي , ويوسف بن موسى , ومحمد بن رافع , ومحمد بن يحيى القطعي , وسلم بن جنادة , ويحيى بن حكيم , وإسماعيل بن بشر بن منصور السليمي والحسن بن محمد الزعفراني , وهارون بن إسحاق الهمداني , وأمم سواهم , ومنهم : إسحاق بن موسى الخطمي , ومحمد بن أبان البلخي.


    حدث عنه : البخاري , ومسلم في غير" الصحيحين " , ومحمد بن عبد الله بن عبد الحكم - أحد شيوخه , وأحمد بن المبارك المستملي , وإبراهيم بن أبي طالب , وأبو حامد بن الشرقي , وأبو العباس الدغولي , وأبو علي الحسين بن محمد النيسابوري , وأبو حاتم البستي , وأبو أحمد بن عدي , وأبو عمرو بن حمدان , وإسحاق بن سعد النسوي , وأبو حامد أحمد بن محمد بن بالويه , وأبو بكر أحمد بن مهران المقرئ , وحفيده محمد بن الفضل بن محمد بن خزيمة , ومحمد بن أحمد بن علي بن نصير المعدل , وأبو بكر بن إسحاق الصبغي , وأبو سهل الصعلوكي , والحسين بن علي التميمي حُسَيْنَك .


    وبشر بن محمد بن محمد بن ياسين , وأبو محمد عبد الله بن أحمد بن جعفر الشيباني وأبو الحسين أحمد بن محمد البحيري , والخليل بن أحمد السِّجْزي القاضي , وأبو سعيد محمد بن بشر الكرابيسي , وأبو أحمد محمد بن محمد الكرابيسي الحاكم , وأبو نصر أحمد بن الحسين المرواني , وأبو العباس أحمد بن محمد الصندوقي , وأبو الحسن محمد بن الحسين الآبري , وأبو الوفاء أحمد بن محمد بن حمويه المزكي , وخلق كثير.


    قال الحافظ أبو علي النيسابوري : لم أرَ أحدا مثل ابن خزيمة.


    قلت : يقول مثل هذا وقد رأى النسائي.


    قال أبو أحمد حسينك : سمعت إمام الأئمة أبا بكر يحكي عن علي بن خشرم , عن ابن راهويه : أنه قال : أحفظ سبعين ألف حديث. فقلت لابن خزيمة : كم يحفظ الشيخ ؟ فضربني على رأسي وقال : ما أكثر فضولك ! ثم قال : يا بني ، ما كتبت سوداء في بياض إلا وأنا أعرفه.


    قال أبو علي الحافظ : كان ابن خزيمة يحفظ الفقهيات من حديثه كما يحفظ القارئ السورة.


    أخبرنا أبو علي الحسن بن علي , أخبرنا عبد الله بن عمر , أخبرنا أبو الوقت , أخبرنا شيخ الإسلام أبو إسماعيل الأنصاري أخبرنا عبد الرحمن بن محمد بن محمد بن صالح , حدثنا أبي , حدثنا أبو حاتم بن حبان التميمي قال : ما رأيت على وجه الأرض من يحفظ صناعة السنن , ويحفظ ألفاظها الصحاح , وزياداتها , حتى كأن السنن كلها بين عينيه إلا محمد بن إسحاق بن خزيمة فقط.


    قال أبو الحسن الدارقطني : كان ابن خزيمة إماما ثبتا , معدوم النظير.


    حكى أبو بشر القطان قال : رأى جار لابن خزيمة -من أهل العلم- كأن لوحا عليه صورة نبينا -صلى الله عليه وسلم- وابن خزيمة يصقُلُه. فقال المعبر : هذا رجل يحيي سنة رسول الله -صلى الله عليه وسلم.


    قال الإمام أبو العباس بن سريج -وذُكر له ابن خزيمة- فقال : يستخرج النكت من حديث رسول الله بالمنقاش.


    وقد كان هذا الإمام جهبذا بصيرا بالرجال , فقال -فيما رواه عنه أبو بكر محمد بن جعفر- شيخ الحاكم : لست أحتج بشهر بن حوشب , ولا بحريز بن عثمان لمذهبه ولا بعبد الله بن عمر , ولا ببقية , ولا بمقاتل بن حيان , ولا بأشعث بن سوار , ولا بعلي بن جدعان لسوء حفظه , ولا بعاصم بن عبيد الله , ولا بابن عقيل , ولا بيزيد بن أبي زياد , ولا بمجالد , ولا بحجاج بن أرطاة إذا قال : عن , ولا بأبي حذيفة النهدي , ولا بجعفر بن برقان , ولا بأبي معشر نجيح , ولا بعمر بن أبي سلمة , ولا بقابوس بن أبي ظبيان. ثم سمى خلقا دون هؤلاء في العدالة ؛ فإن المذكورين احتج بهم غير واحد.


    وقال أبو زكريا يحيى بن محمد العنبري : سمعت ابن خزيمة يقول : ليس لأحد مع رسول الله -صلى الله عليه وسلم- قول إذا صح الخبر.


    قال الحاكم : سمعت محمد بن صالح بن هانئ , سمعت ابن خزيمة يقول : من لم يُقرَّ بأن الله على عرشه قد استوى فوق سبع سماواته فهو كافر حلال الدم , وكان ماله فَيْئا.


    قلت : من أقرَّ بذلك تصديقا لكتاب الله , ولأحاديث رسول الله -صلى الله عليه وسلم- , وآمن به مفوضا معناه إلى الله ورسوله , ولم يخض في التأويل ولا عمق , فهو المسلم المتبع , ومن أنكر ذلك , فلم يدر بثبوت ذلك في الكتاب والسنة فهو مقصِّر , والله يعفو عنه , إذ لم يوجب الله على كل مسلم حفظ ما ورد في ذلك , ومن أنكر ذلك بعد العلم , وقفا غير سبيل السلف الصالح , وتمعقل على النص , فأمره إلى الله , نعوذ بالله من الضلال والهوى.


    وكلام ابن خزيمة هذا -وإن كان حقا- فهو فَج , لا تحتمله نفوس كثير من متأخري العلماء.


    قال أبو الوليد حسان بن محمد الفقيه : سمعتُ ابن خزيمة يقول : القرآن كلام الله تعالى , ومن قال إنه مخلوق. فهو كافر , يستتاب , فإن تاب وإلا قُتل , ولا يُدفن في مقابر المسلمين.


    ولابن خزيمة عظمة في النفوس , وجلالة في القلوب لعلمه ودينه , واتباعه السنة.


    وكتابه في " التوحيد " مجلد كبير , وقد تأوَّل في ذلك حديث الصورة فليعذر من تأول بعض الصفات. وأما السلف فما خاضوا في التأويل ؛ بل آمنوا وكفوا , وفوضوا علم ذلك إلى الله ورسوله , ولو أن كل من أخطأ في اجتهاده -مع صحة إيمانه , وتوخيه لاتباع الحق- أهدرناه , وبدعناه , لقل من يسلم من الأئمة معنا. رحم الله الجميع بمنه وكرمه.


    قال الحاكم : فضائل إمام الأئمة ابن خزيمة عندي مجموعة في أوراق كثيرة , ومصنفاته تزيد على مائة وأربعين كتابا سوى المسائل , والمسائل المصنفة أكثر من مائة جزء. قال : وله فقه حديث بريرة في ثلاثة أجزاء.


    قال حمد بن عبد الله المعدل : سمعت عبد الله بن خالد الأصبهاني يقول : سئل عبد الرحمن بن أبي حاتم عن أبي بكر بن خزيمة فقال : ويحكم ! هو يُسأل عنا ولا نُسأل عنه ! هو إمام يُقتدى به.


    قال الإمام أبو بكر محمد بن علي الشاشي : حضرت ابن خزيمة , فقال له أبو بكر النقاش المقرئ : بلغني أنه لما وقع بين المزني وابن عبد الحكم , قيل للمزني : إنه يرد على الشافعي. فقال المزني : لا يمكنه إلا بمحمد بن إسحاق النيسابوري. فقال أبو بكر : كذا كان.


    وعن أبي إسحاق إبراهيم بن محمد بن المضارب قال : رأيت ابن خزيمة في النوم , فقلت : جزاك الله عن الإسلام خيرا , فقال : كذا قال لي جبريل في السماء.


    قال الحاكم : حدثني أبو بكر محمد بن حمدون وجماعة من مشايخنا -إلا أن ابن حمدون كان من أعرفهم بهذه الواقعة- , قال : لما بلغ أبو بكر بن خزيمة من السن والرئاسة والتفرد بهما ما بلغ , كان له أصحاب صاروا في حياته أنجم الدنيا , مثل أبي علي محمد بن عبد الوهاب الثقفي , وهو أول من حمل علوم الشافعي ودقائق ابن سريج إلى خراسان , ومثل أبي بكر أحمد بن إسحاق -يعني الصبغي- خليفة ابن خزيمة في الفتوى , وأحسن الجماعة تصنيفا , وأحسنهم سياسة في مجالس السلاطين , وأبي بكر بن أبي عثمان , وهو آدبهم , وأكثرهم جمعا للعلوم , وأكثرهم رحلة , وشيخ المطوعة والمجاهدين , وأبي محمد يحيى بن منصور , وكان من أكابر البيوتات , وأعرفهم بمذهب ابن خزيمة وأصلحهم للقضاء.


    قال : فلما ورد منصور بن يحيى الطوسي نيسابور , وكان يكثر الاختلاف إلى ابن خزيمة للسماع منه , وهو معتزلي , وعاين ما عاين من الأربعة الذين سميناهم حسدهم , واجتمع مع أبي عبد الرحمن الواعظ القدري بباب معمر في أمورهم غير مرة فقالا : هذا إمام لا يسرع في الكلام , وينهى أصحابه عن التنازع في الكلام وتعليمه , وقد نبغ له أصحاب يخالفونه وهو لا يدري , فإنهم على مذهب الكلابية فاستحكم طمعهما في إيقاع الوحشة بين هؤلاء الأئمة.


    قال الحاكم : سمعت الإمام أبا بكر أحمد بن إسحاق يقول : كان من قضاء الله -تعالى- أن الحاكم أبا سعيد لما توفي أظهر ابن خزيمة الشماتة بوفاته , هو وجماعة من أصحابه -جهلا منهم- فسألوه أن يتخذ ضيافة , وكان لابن خزيمة بساتين نزهة. قال : فأكرهت أنا من بين الجماعة على الخروج في الجملة إليها.


    وحدثني أبو أحمد الحسين بن علي التميمي : أن الضيافة كانت في جمادى الأولى سنة تسع وثلاث مائة , وكانت لم يعهد مثلها , عملها ابن خزيمة , فأحضر جملة من الأغنام والحملان , وأعدال السكر , والفرش , والآلات , والطباخين , ثم إنه تقدم إلى جماعة المحدثين من الشيوخ والشباب , فاجتمعوا بجَنْزَرُوذ وركبوا منها , وتقدمهم أبو بكر يخترق الأسواق سوقا سوقا , يسألهم أن يجيبوه , ويقول لهم : سألت من يرجع إلى الفتوة والمحبة لي أن يلزم جماعتنا اليوم. فكانوا يجيئون فوجا فوجا حتى لم يبق كبير أحد في البلد -يعني نيسابور- والطباخون يطبخون , وجماعة من الخبازين يخبزون , حتى حمل أيضا جميع ما وجدوا في البلد من الخبز والشواء على الجمال والبغال والحمير , والإمام -رحمه الله- قائم يجري أمور الضيافة على أحسن ما يكون , حتى شهد من حضر أنه لم يشهد مثلها.


    فحدثني أبو بكر أحمد بن يحيى المتكلم قال : لما انصرفنا من الضيافة اجتمعنا عند بعض أهل العلم , وجرى ذكر كلام الله : أقديم هو لم يزل , أو نثبت عند إخباره تعالى أنه متكلم به ؟ فوقع بيننا في ذلك خوض , قال جماعة منا : كلام البارئ قديم لم يزل.


    وقال جماعة : كلامه قديم غير أنه لا يثبت إلا بإخباره وبكلامه. فبكرت إلى أبي علي الثقفي , وأخبرته بما جرى فقال : من أنكر أنه لم يزل فقد اعتقد أنه محدث. وانتشرت هذه المسألة في البلد , وذهب منصور الطوسي في جماعة إلى ابن خزيمة , وأخبروه بذلك حتى قال منصور : ألم أقل للشيخ : إن هؤلاء يعتقدون مذهب الكلابية ؟ وهذا مذهبهم. قال : فجمع ابن خزيمة أصحابه وقال : ألم أنهكم غير مرة عن الخوض في الكلام ؟ ولم يزدهم على هذا ذلك اليوم.


    قال الحاكم : وحدثني عبد الله بن إسحاق الأنماطي المتكلم قال : لم يزل الطوسي بأبي بكر بن خزيمة حتى جرأه على أصحابه , وكان أبو بكر بن إسحاق وأبو بكر بن أبي عثمان يردان على أبي بكر ما يمليه , ويحضران مجلس أبي علي الثقفي , فيقرءون ذلك على الملأ , حتى استحكمت الوحشة.


    سمعت أبا سعد عبد الرحمن بن أحمد المقرئ , سمعت ابن خزيمة يقول : القرآن كلام الله ووحيه وتنزيله غير مخلوق , ومن قال : شيء منه مخلوق. أو يقول : إن القرآن محدث , فهو جهمي , ومن نظر في كتبي , بان له أن الكلابية -لعنهم الله- كذبة فيما يحكون عني بما هو خلاف أصلي وديانتي , قد عرف أهل الشرق والغرب أنه لم يصنف أحد في التوحيد والقدر وأصول العلم مثل تصنيفي , وقد صح عندي أن هؤلاء -الثقفي , والصبغي , ويحيى بن منصور- كذبة , قد كذبوا علي في حياتي , فمحرم على كل مقتبس علم أن يقبل منهم شيئا يحكونه عني , وابن أبي عثمان أكذبهم عندي , وأقولهم علي ما لم أقله.


    قلت : ما هؤلاء بكذبة ؛ بل أئمة أثبات , وإنما الشيخ تكلم على حسب ما نقل له عنهم. فقبح الله من ينقل البهتان , ومن يمشي بالنميمة.


    قال الحاكم : وسمعت محمد بن أحمد بن بالويه , سمعت ابن خزيمة يقول : من زعم بعض هؤلاء الجهلة : أن الله لا يكرر الكلام , فلا هم يفهمون كتاب الله. إن الله قد أخبر في مواضع أنه خلق آدم , وكرر ذكر موسى , وحمد نفسه في مواضع , وكرر فَبِأَيِّ آلَاءِ رَبِّكُمَا تُكَذِّبَانِ ولم أتوهم أن مسلما يتوهم أن الله لا يتكلم بشيء مرتين , وهذا قول من زعم أن كلام الله مخلوق , ويتوهم أنه لا يجوز أن يقول : خلق الله شيئا واحدا مرتين.


    قال الحاكم : سمعت أبا بكر أحمد بن إسحاق يقول : لما وقع من أمرنا ما وقع , وجد أبو عبد الرحمن ومنصور الطوسي الفرصة في تقرير مذهبهم , واغتنم أبو القاسم , وأبو بكر بن علي , والبردعي السعي في فساد الحال , انتصب أبو عمرو الحيري للتوسط فيما بين الجماعة , وقرر لأبي بكر بن خزيمة اعترافنا له بالتقدم , وبين له غرض المخالفين في فساد الحال , إلى أن وافقه على أن نجتمع عنده , فدخلت أنا , وأبو علي , وأبو بكر بن أبي عثمان , فقال له أبو علي الثقفي : ما الذي انكرت أيها الأستاذ من مذاهبنا حتى نرجع عنه ؟ قال : ميلكم إلى مذهب الكلابية , فقد كان أحمد بن حنبل من أشد الناس على عبد الله بن سعيد بن كلاب على أصحابه مثل الحارث وغيره.


    حتى طال الخطاب بينه وبين أبي علي في هذا الباب , فقلت : قد جمعت أنا أصول مذاهبنا في طبق , فأخرجت إليه الطبق , فأخذه وما زال يتأمله وينظر فيه , ثم قال : لست أرى هاهنا شيئا لا أقول به. فسألته أن يكتب عليه خطه أن ذلك مذهبه , فكتب آخر تلك الأحرف , فقلت لأبي عمرو الحيري : احتفظ أنت بهذا الخط حتى ينقطع الكلام , ولا يتهم واحد منا بالزيادة فيه. ثم تفرقنا , فما كان بأسرع من أن قصده أبو فلان وفلان وقالا : إن الأستاذ لم يتأمل ما كتب في ذلك الخط , وقد غدروا بك وغيروا صورة الحال.


    فقبل منهم , فبعث إلى أبي عمرو الحيري لاسترجاع خطه منه , فامتنع عليه أبو عمرو , ولم يرده حتى مات ابن خزيمة , وقد أوصيت أن يدفن معي , فأحاجه بين يدي الله -تعالى- فيه وهو : القرآن كلام الله تعالى , وصفة من صفات ذاته , ليس شيء من كلامه مخلوق , ولا مفعول , ولا محدث , فمن زعم أن شيئا منه مخلوق أو محدث , أو زعم أن الكلام من صفة الفعل , فهو جهمي ضال مبتدع , وأقول : لم يزل الله متكلما , والكلام له صفة ذات , ومن زعم أن الله لم يتكلم إلا مرة , ولم يتكلم إلا ما تكلم به , ثم انقضى كلامه , كفر بالله , وأنه ينزل تعالى إلى سماء الدنيا فيقول : هل من داع فأجيبه .


    فمن زعم أن علمه تنزل أوامره ضلّ , ويكلم عباده بلا كيف الرَّحْمَنُ عَلَى الْعَرْشِ اسْتَوَى لا كما قالت الجهمية إنه على الملك احتوى , ولا استولى. وإن الله يخاطب عباده عودا وبدءا , ويعيد عليهم قصصه وأمره ونهيه , ومن زعم غير ذلك , فهو ضال مبتدع. وساق سائر الاعتقاد.


    قلت : كان أبو بكر الصبغي هذا عالم وقته , وكبير الشافعية بنيسابور , حمل عنه الحاكم علما كثيرا.


    ولابن خزيمة ترجمة طويلة في " تاريخ نيسابور " تكون بضعا وعشرين ورقة , من ذلك وصيته , وقصيدتان رُثِيَ بهما.


    وضبط وفاته في ثاني ذي القعدة سنة إحدى عشرة وثلاث مائة عاش تسعا وثمانين سنة.

  4. #23
    محرر بصفحة الاخبار الرئيسية للموقع
    مشرف ركن الاخبار بالمنتدى
    الصورة الرمزية سمير الجابرى
    تاريخ التسجيل
    Jan 2010
    الدولة
    دمياط
    العمر
    50
    المشاركات
    5,328
    شكراً و أعجبني للمشاركة
    معدل تقييم المستوى
    5950

    افتراضي

    الإمام ابن قدامة
    هو الشيخ الإمام القدوة العلامة المجتهد شيخ الإسلام موفق الدين أبو محمد بن عبد الله بن أحمد بن محمد بن قدامة بن مقدام بن نصر المقدسي الجماعيلي ثم الدمشقي الصالحي الحنبلي صاحب " المغني " مولده بجماعيل من عمل نابلس سنة إحدى وأربعين وخمس مائة في شعبان .

    وهاجر مع أهل بيته وأقاربه ، وله عشر سنين ، وحفظ القرآن ، ولزم الاشتغال من صغره ، وكتب الخط المليح ، وكان من بحور العلم وأذكياء العالم . ورحل هو وابن خاله الحافظ عبد الغني في أول سنة إحدى وستين في طلب العلم إلى بغداد فأدركا نحو أربعين يوما من جنازة الشيخ عبد القادر ، فنزلا عنده بالمدرسة ، واشتغلا عليه تلك الأيام ، وسمعا منه ومن هبة الله بن الحسن الدقاق ، وأبي الفتح بن البطي ، وأبي زرعة بن طاهر ، وأحمد بن المقرب وعلي بن تاج القراء ومعمر بن الفاخر ، وأحمد بن محمد الرحبي ، وحيدرة بن عمر العلوي ، وعبد الواحد بن الحسين البارزي ، وخديجة النهروانية ، ونفيسة البزازة ، وشهدة الكاتبة ، والمبارك بن محمد البادرائي ، ومحمد بن محمد بن السكن ، وأبي شجاع محمد بن الحسين المادرائي ، وأبي حنيفة محمد بن عبيد الله الخطيبي ، ويحيى بن ثابت .


    وتلا بحرف نافع على أبي الحسن البطائحي ، وبحرف أبي عمرو على أستاذه ابو الفتح بن المني .


    وسمع بدمشق من أبي المكارم بن هلال ، وعدة . وبالموصل من خطيبها أبي الفضل الطوسي . وبمكة من المبارك بن الطباخ . وله مشيخة سمعناها .


    حدث عنه البهاء عبد الرحمن والجمال أبو موسى ابن الحافظ، وابن نقطة ، وابن خليل ، والضياء ، وأبو شامة ، وابن النجار ، وابن عبد الدائم ، والجمال ابن الصيرفي ، والعز إبراهيم بن عبد الله ، والفخر علي ، والتقي ابن الواسطي ، والشمس ابن الكمال ، والتاج عبد الخالق ، والعماد ابن بدران ، والعز إسماعيل ابن الفراء ، والعز أحمد ابن العماد ، وأبو الفهم ابن النميس ، ويوسف الغسولي ، وزينب بنت الواسطي ، وخلق آخرهم موتا التقي أحمد بن مؤمن يروي عنه بالحضور أحاديث . وكان عالم أهل الشام في زمانه.


    قال ابن النجار : كان إمام الحنابلة بجامع دمشق ، وكان ثقة حجة نبيلا ، غزير الفضل ، نزها ، ورعا عابدا ، على قانون السلف ، عليه النور والوقار ، ينتفع الرجل برؤيته قبل أن يسمع كلامه .


    وقال عمر بن الحاجب : هو إمام الأئمة ومفتي الأمة خصه الله بالفضل الوافر ، والخاطر الماطر ، والعلم الكامل طنت بذكره الأمصار وضنت بمثله الأعصار ، أخذ بمجامع الحقائق النقلية والعقلية . إلى أن قال : وله المؤلفات الغزيرة ، وما أظن الزمان يسمح بمثله ، متواضع ، حسن الاعتقاد ، ذو أناة وحلم ووقار ، مجلسه معمور بالفقهاء والمحدثين ، وكان كثير العبادة ، دائم التهجد ، لم نر مثله ، ولم ير مثل نفسه .


    وعمل الشيخ الضياء سيرته في جزئين فقال : كان تام القامة ، أبيض ، مشرق الوجه ، أدعج ، كأن النور يخرج من وجهه لحسنه ، واسع الجبين ، طويل اللحية قائم الأنف ، مقرون الحاجبين ، صغير الرأس ، لطيف اليدين والقدمين ، نحيف الجسم ، ممتعا بحواسه .


    أقام هو والحافظ ببغداد أربع سنين فأتقنا الفقه والحديث والخلاف ، أقاما عند الشيخ عبد القادر خمسين ليلة ومات ، ثم أقاما عند ابن الجوزي ، ثم انتقلا إلى رباط النعال ، واشتغلا على ابن المني . ثم سافر في سنة سبع وستين ومعه الشيخ العماد ، وأقاما سنة .


    صنف " المغني " عشر مجـلدات و " الكافي " أربعة ، و" المقنع " مجلدا ، و " العمدة " مجيليدا ، و " القنعة" في الغريب مجيليد و " الروضة " مجلد ، و " الرقة " مجلد ، و " التوابين " مجلد ، و " نسب قريش " مجيليد ، و " نسب الأنصار " مجلد ، و " مختصر الهداية " مجيليد ، و " القدر " جزء ، [و] " مسألة العلو " جزء ، و " المتحابين " جزء ، و " الاعتقاد " جزء ، و " البرهان " جزء ، و " ذم التأويل " جـزء ، و " فضائل الصحابة " مجيليد ، و " فضل العشر " جزء ، [و] "عاشوراء " أجزاء ، [و] " مشيخته " جزآن ، [و] " وصيته " جزء ، [و] " مختصر العلل للخلال " مجلد ، وأشياء .


    قال الحافظ الضياء : رأيت أحمد بن حنبل في النوم فألقى علي مسألة ، فقلت : هذه في الخرقي ، فقال : ما قصر صاحبكم الموفق في شرح الخرقي .


    قال الضياء : كان رحمه الله إماما في التفسير وفي الحديث ومشكلاته ، إماما في الفقه ، بل أوحد زمانه فيه ، إماما في علم الخلاف ، أوحد في الفرائض ، إماما في أصول الفقه ، إماما في النحو والحساب والأنجم السيارة ، والمنازل .


    وسمعت داود بن صالح المقرئ ، سمعت ابن المني يقول - وعنده الإمام الموفق - : إذا خرج هذا الفتى من بغداد احتاجت إليه .


    وسمعت البهاء عبد الرحمن يقول : كان شيخنا ابن المني يقول للموفق : إن خرجت من بغداد لا يخلف فيها مثلك .


    وسمعت محمد بن محمود الأصهباني يقول : ما رأى أحد مثل الشيخ الموفق .


    وسمعت المفتي أبا عبيد الله عثمان بن عبد الرحمن الشافعي يقول عن الموفق : ما رأيت مثله ، كان مؤيدا في فتاويه .


    وسمعت المفتي أبا بكر محمد بن معالي بن غنيمة يقول : ما أعرف أحدا في زماننا أدرك درجـة الاجتهاد إلا الموفق .


    وسمعت الحافظ أبا عبد الله اليونيني يقول : أما ما علمته من أحوال شيخنا وسيدنا موفق الدين ، فإنني إلى الآن ما أعتقد أن شخصا ممن رأيته حصل له من الكمال في العلوم والصفات الحميدة التي يحصل بها الكمال سواه ; فإنه كان كاملا في صورته ومعناه من حيث الحسن والإحسـان والحلم والسؤدد والعلوم المختلفة والأخلاق الجميلة ، رأيت منه ما يعجز عنه كبار الأولياء ، فإن رسول الله -صلى الله عليه وسلم- قال : ما أنعم الله على عبد نعمة أفضل من أن يلهمه ذكره فقلت بهذا : إن إلهام الذكر أفضل من الكرامات ، وأفضل الذكر ما يتعدى إلى العباد ، وهو تعليم العلم والسنة ، وأعظم من ذلك وأحسن ما كان جبلة وطبعا ; كالحلم والكرم والعقل والحياء ، وكان الله قد جبله على خلق شريف ، وأفرغ عليه المكارم إفراغا ، وأسبغ عليه النعم ، ولطف به في كل حال .


    قال الضياء : كان الموفق لا يناظر أحدا إلا وهو يتبسم .


    قلت : بل أكثر من عاينا لا يناظر أحدا إلا ويَنْسَمُّ .


    وقيل : إن الموفق ناظر ابن فضلان الشافعي الذي كان يضرب به المثل في المناظرة فقطعه .


    وبقي الموفق يجلس زمانا بعد الجمعة للمناظرة ، ويجتمع إليه الفقهاء ، وكان يشـغل إلى ارتفاع النهار ، ومن بعد الظهر إلى المغرب ، ولا يضجر ، ويسمعون عليه ، وكان يقرئ في النحو ، وكان لا يكاد يراه أحد إلا أحبه . إلى أن قال الضياء : وما علمت أنه أوجع قلب طالب ، وكانت له جـارية تؤذيه بخلقها فما يقول لها شيئا ، وأولاده يتضاربون وهو لا يتكلم . وسمعت البهاء يقول : ما رأيت أكثر احتمالا منه .


    قال الضياء : كان حسـن الأخلاق لا يكاد يراه أحد إلا متبسما ، يحكي الحكايات ويمزح . وسمعت البهاء يقول : كان الشيخ في القراءة يمازحنا وينبسط . وكلموه مرة في صبيان يشتغلون عليه ، فقال : هم صبيان ولا بد لهم من اللعب ، وأنتم كنتم مثلهم . وكان لا ينافس أهل الدنيا ، ولا يكاد يشكو ، وربما كان أكثر حاجة من غيره ، وكان يؤثر .


    وسمعت البهاء يصفه بالشجاعة ، وقال : كان يتقدم إلى العدو وجرح في كفه ، وكان يرامي العدو .


    قال الضياء : وكان يصلي بخشوع ، ولا يكاد يصلي سنة الفجر والعشائين إلا في بيته ، وكان يصلي بين العشائين أربعا "بالسـجدة" ، و "يس" ، و "الدخان" ، و "تبارك" ، لا يكاد يخل بهن ، ويقوم السحر بسبع وربما رفع صوته ، وكان حسن الصوت .


    وسمعت الحافظ اليونيني يقول : لما كنت أسمع شناعة الخلق على الحنابلة بالتشبيه عزمت على سؤال الشيخ الموفق ، وبقيت أشهرا أريد أن أسأله ، فصعدت معه الجبل فلما كنا عند دار ابن محارب قلت : يا سيدي ، وما نطقت بأكثر من سيدي ، فقال لي : التشبيه مستحيل ، فقلت : لم ؟ قال : لأن من شرط التشبيه أن نرى الشيء ، ثم نشبهه ، من الذي رأى الله ثم شبهه لنا ؟


    وذكر الضياء حكايات في كراماته .


    وقال أبو شامة كان إماما علما في العلم والعمل ، صنف كتبا كثيرة ، لكن كلامه في العقائد على الطريقة المشهورة عن أهل مذهبه ، فسبحان من لم يوضح له الأمر فيها على جلالته في العلم ومعرفته بمعاني الأخبار .


    قلت : وهو وأمثاله متعجب منكم مع علمكم وذكائكم كيف قلتم ! وكذا كل فرقة تتعجب من الأخرى ، ولا عجب في ذلك ، ونرجو لكل من بذل جهده في تطلب الحق أن يغفر له من هذه الأمة المرحومة .


    قال الضياء : وجـاءه من بنت عمته مريم المجد عيسى ، ومحمد ، ويحيى ، وصفية ، وفاطمة ، وله عقب من المجد . ثم تسرى بجـارية ، ثم بأخرى ، ثم تزوج عزية فماتت قبله ، وانتقل إلى رحمة الله يوم السبت يوم الفطر ، ودفن من الغد سنة عشرين وست مائة ، وكان الخلق لا يحصون . توفي بمنزله بالبلد . قال : وكنت فيمن غسله .

  5. #24
    محرر بصفحة الاخبار الرئيسية للموقع
    مشرف ركن الاخبار بالمنتدى
    الصورة الرمزية سمير الجابرى
    تاريخ التسجيل
    Jan 2010
    الدولة
    دمياط
    العمر
    50
    المشاركات
    5,328
    شكراً و أعجبني للمشاركة
    معدل تقييم المستوى
    5950

    افتراضي


    الإمام ابن رشد
    (450 - 520 هـ = 1058 - 1126 م)
    الإمام العلامة شيخ المالكية قاضي الجماعة بقرطبة أبو الوليد محمد بن أحمد بن أحمد بن رشد القرطبي المالكي . من أعيان المالكية. وهو جد ابن رشد الفيلسوف محمد بن أحمد.

    ولد في قرطبة ، وبها نشأ، كان محمد ابن رشد ـ بإجماع من ترجموا له ـ ناسكاً عفيفاً، كريم الخلق سهل الحجاب، كما كان أستاذاً بطبعه، يحب التدريس ويحسن طرق التبليغ، تسعفه مادة غزيرة، وتفكير منظم، وعبارة منطلقة، وحرص على نفع الطلبة. ولم ينل ابن رشد تقدير الأوساط العلمية ببلده وكفى، بل أجله الناس في العدوتين، حتى أمير المسلمين ملك المرابطين في مراكش، واعتقده أهل قرطبة بصفة خاصة وأحبوه لأنه كان إمامهم وخطيبهم في الجامع الأعظم الذي كان يسع أهل المدينة جميعاً، ورأوا فيه العالم بالشريعة المتحلي بها، إياه يستفتون في مسائل دينهم ودنياهم، وإليه يفزعون فيما يلم بهم من ريب الدهر ونوائبه.


    وتعلم على يد أعلام علماء الأندلس :

    - كفقيه قرطبة أبي جعفر بن رزق .
    - والفقيه الحافظ أبي عبد الله محمد بن خيرة الأموي المعروف بابن أبي العافية .
    – والمحدث المسند أبي العباس أحمد بن عمر بن أنس العذري الدلائي .
    - وإمام اللغة في الأندلس أبي مروان عبد الملك بن سراج
    - وزعيم المفتين بقرطبة أبي عبد الله محمد بن فرج المعروف بابن الطلاع .
    - ورئيس المحدثين بها أبي على حسين بن محمد الغساني الجياني.
    - وغيرهم من كبار الشيوخ.

    وأخذ عنه عدد لا يحصى من طلبة الأندلس والمغرب، من أشهرهم :

    - قاضي الجماعة بقرطبة محمد بن أصبغ الأزدي.
    - وجامع نوازل ابن رشد الفقيه أبو الحسن محمد بن عبد الرحمن المعروف بابن الوزان .
    - والقاضي عياض بن موسى السبتي .
    والمحدث الفقيه أبو مروان عبد الملك ابن مسرة اليحصبي .
    –والمحدث محمد بن يوسف ابن سعادة مؤلف كتاب شجرة الوهم .
    - والحافظ المفسر أبو الحسن علي بن عبد الله الأنصاري المعروف بابن النعمة .
    –والمؤرخ خلف بن عبد الملك ابن بشكوال صاحب الصلة .

    مؤلفاته :

    - البيان والتحصيل
    -المقدمات الممهدات
    - نوازل ابن رشد، في مجلد ضخم، جمعها تلميذه أبو الحسن ابن الوزان ( وتسمى أيضاً الفتاوى، والأجوبة .
    - اختصار المبسوطة ليحيى بن إسحاق بن يحيى بن يحيى الليثي.
    - تهذيب مشكل الآثار، لأحمد الطحاوي الحنفي .
    - النوادر .
    - المسائل الخلافية .
    - حجب المواريث .
    - اختصار الحجب على مذهب مالك بن أنس مما روي عن زيد بن ثابت .
    - فهرسة .
    - وقد نسب بعضهم - خطأ - إلى محمد ابن رشد الجد كتاب بداية المجتهد، وهو مطبوع معروف النسبة لابن رشد الحفيد.
    عاش سبعين سنة ومات في ذي القعدة سنة عشرين وخمس مائة وصلى عليه أبو القاسم وروى عنه أبو الوليد بن الدباغ فقال: كان أفقه أهل الأندلس.

  6. #25
    محرر بصفحة الاخبار الرئيسية للموقع
    مشرف ركن الاخبار بالمنتدى
    الصورة الرمزية سمير الجابرى
    تاريخ التسجيل
    Jan 2010
    الدولة
    دمياط
    العمر
    50
    المشاركات
    5,328
    شكراً و أعجبني للمشاركة
    معدل تقييم المستوى
    5950

    افتراضي

    الإمام بن سيرين
    هو أبوبكر محمد بن سيرين البصري التابعي الكبير، والإمام القدير في التفسير، والحديث، والفقه، وتعبير الرؤيا، والمقدم في الزهد والورع وبر الوالدين، وكان محدثًا بارعًا وفقيهًا متمكنًا، وقد اجتمع على حبه أهل زمانه، حيث وجدوا فيه من العلم والحكمة والأدب والزهد والتواضع ما جعله يتربع في أفئدتهم ونفوسهم وعقولهم ويحظى بتلك المنزلة الرفيعة ..
    وقد اشتهر ابن سيرين بتعبير الرؤى والأحلام بما شكل مدرسة في علم تفسير الأحلام، وهو علم من العلوم الشرعية والفراسات الربانية، من أبرز مؤلفات ابن سيرين كتاب تفسير الأحلام.
    مــولده ونشــأته
    ولد "محمد بن سيرين" رحمه الله في خلافة [عثمان بن عفان] . كان أبوه (سيرين) مملوكًا لانس بن مالك الصحابي، وكان من نصيبه بعد معركة عين التمر وهي بلدة غربي الكوفة افتتحها خالد بن الوليد في خلافة أبو بكر الصديق ، فأعتقه أنس. قال أنس بن سيرين : ولد أخي محمد لسنتين بقيتا من خلافة عمر رضي الله عنه وأمه اسمها (صفية) وكانت أمة لابي بكر الصديق فأعتقها أيضًا. عرف أبوه وأمه بالصلاح وحُسن السيرة.
    طلبه للــعلم
    نشأ "محمد بن سيرين" في بيت تحوطه التقوى والورع واتصل بمجموعة كبيرة من الصحابة م مثل: زيد بن ثابت ، عمران بن الحصين ، انس بن مالك, أبو هريرة ، عبد الله بن الزبير ، عبد الله بن عباس ، عبد الله بن عمر أقبل "محمد بن سيرين" على هؤلاء الصحب الكرام ينهل من علمهم وفقههم وروايتهم لحديث الرسول صلى الله عليه وسلم. قال هشام بن حسان : أدرك محمد ثلاثين صحابياَ .
    ومن تلاميذه / قتادة ، وأيوب ، و يونس بن عبيد ، و ابن عون ، و خالد الحذّاء ، وهشام بن حسان ، و عوف الأعرابي ، و قرة بن خالد ، ومهدي بن ميمون ، و جرير بن حازم ، و أبو زياد محمد بن سليم ، و يزيد بن إبراهيم التستري ، و عقبة بن عبد الله الأصم و غيرهم خلق كثير .
    شهـرته
    اشتهر محمد بن سيرين وذاع صيته وعلت شهرته في البلاد وعُرف بالعلم والورع وقد كانت له مواقف مشهورة مع ولاة بني أمية صدع فيها بكلمة الحق وأخلص النصح لله ولرسوله؛ منها: سأله مرة عمر بن هبيرة والي بني أمية على (العراقين): كيف تركت أهل مصرك يا أبا بكر (كنية ابن سيرين)؟! فقال محمد بن سيرين: تركتهم والظلم فيهم فاش وأنت عنهم لاهٍ. فغمزه ابن أخيه بمنكبه، فالتفت إليه قائلا: إنك لست الذي تُسأل عنهم وإنما أنا الذي أسأل وإنها لشهادة (ومن يكتمها فإنه آثم قلبه) فأجزل ابن هبيرة له العطاء فلم يقبل، فعاتبه ابن أخيه قائلا: ما يمنعك أن تقبل هبة الأمير؟ فقال: إنما أعطاني لخير ظنه بي، فإن كنت من أهل الخير كما ظن، فما ينبغي لي أن أقبل، وإن لم أكن كما ظن، فأحرى بي ألا استبيح قبول ذلك.
    ورعـــه
    ومن ورع محمد بن سيرين رحمه الله أنه سمع أحد الناس يسب الحجاج بن يوسف بعد وفاته فقال له:" صه يا ابن أخي، فإن الحجاج مضى إلى ربه، وإنك حين تقدم على الله عز وجل ستجد أن أحقر ذنب ارتكبته في الدنيا أشد على نفسك من أعظم ذنب اجترحه الحجاج، فلكل منكما يومئذ شأن يغنيه، واعلم يا ابن أخي أن الله عز وجل سوف يقتص من الحجاج لمن ظلمهم كما سيقتص للحجاج ممن يظلمونه، فلا تشغلن نفسك بعد اليوم بسب أحد" . منح الله ابن سيرين سمتًا صالحًا وقبولا في قلوب الناس، فكان الناس إذا رأوه في السوق وهم غارقون في غفلتهم انتبهوا وذكروا الله وهللوا وكبَّروا. وكانت له تجارة وله بيع وشراء في السوق فإذا رجع إلى بيته بالليل أخذ في القيام يتلو القرآن ويبكي. وكان في تجارته ورعًا لدرجة أنه ذات مرة اشترى زيتًا بأربعين ألفًا مؤجلة، فلما فتح أحد زقاق الزيت وجد فيه فأرًا ميتًا متفسخًا فقال في نفسه: إن الزيت كله كان في المعصرة في مكان واحد وإن النجاسة ليست خاصة بهذا الزق دون سواه، وإن رددته للبائع بالعيب فربما باعه للناس. فأراق الزيت كله.
    ثناء العلمـــاء عليه
    قال مورق العجلي: " ما رأيت رجلا أفقه في ورعه، ولا أورع في فقهه من محمد بن سيرين" .
    قال بن عون : كان محمد يأتي بالحديث على حروفه وقال أيضاً : ما رأيت مثل محمد بن سيرين وقال حماد بن زيد ، عن عثمان البتى ، قال : لم يكن أحد بالبصرة أعلم بالقضاء من ابن سيرين . وعن حماد أيضاً عن عاصم ، سمعت مورقاً العجلي يقول : ما رأيت أحدا أفقه في ورعه ولا أورع في فقهه من محمد بن سيرين . قال ابن عون ثلاثة لم تر عيناي مثلهم : ابن سيرين بالعراق ، والقاسم بن محمد بالحجاز ، ورجاء بن حيوة بالشام ، كأنهم التقوا فتواضوا . قال أبو عوانة : رأيت محمد بن سيرين في السوق فما رآه أحد إلا ذكر الله . قال محمد بن جرير الطبري : كان ابن سيرين فقيهاً ، عالماً ، ورعاً ، أديباً ، كثير الحديث ، صدوقاً ، شهد له أهل العلم و الفضل بذلك ، وهو حجة .
    قال مهدي بن ميمون : رأيت محمد بن سيرين يحدث بأحاديث الناس ، وينشد الشعر ، ويضحك حتى يميل ، فإذا جاء بالحديث من المسند كلح و تقبض . قال أشعث : كان ابن سيرين إذا سئل عن الحلال و الحرام ، تغير لونه حتى نقول : كأنه ليس بالذي كان . قال ابن شبرمة : دخلت على محمد ابن سيرين بواسط فلم أر أجبن من فتوى منه ، ولا أجرأ على الرؤيا منه . قال هشام : ما رأيت أحداً عند السلطان أصلب من ابن سيرين . وكان ابن سيرين قد حبس في السجن على دين أصابه و قد حبسه مالك بن المنذر ، وقدر روى عبد الحميد بن عبد الله أن السجّان قال لإبن سيرين : إذا كان الليل فأذهب إلى أهلك فإذا أصبحت فتعال . قال لا والله ، لا أكون لك عوناً على خيانة السلطان .
    عن ابن عون قال : أن محمد كان إذا كان عند أمه لو رآه رجل لا يعرفه ظن أن به مرضاً من خفض كلامه عندها .
    وفـــاته
    قال بن عون : كانت وصية محمد بن سيرين لأهله و بنيه : أن يتقوا الله و يصلحوا ذات بينهم و أن يطيعوا الله ورسوله إن كانوا مؤمنين و أوصاهم بما أوصى به (( إبراهيم بنيه و يعقوب يا بنيّ إن الله اصطفى لكم الدين فلا تموتن إلا و أنت مسلمون )) و أوصاهم ألا يدعوا أن يكونوا إخوان الأنصار و مواليهم في الدين ، فإن العفاف و الصدق خير و أبقى و أكرم من الزنى و الكذب قال غير واحد : مات محمد بعد الحسن البصري بمائة يوم ، سنة عشر و مئة . توفي محمد بن سيرين بعد أن عمَّر حتى بلغ السابعة والسبعين عامًا، رحمه الله.

  7. #26
    محرر بصفحة الاخبار الرئيسية للموقع
    مشرف ركن الاخبار بالمنتدى
    الصورة الرمزية سمير الجابرى
    تاريخ التسجيل
    Jan 2010
    الدولة
    دمياط
    العمر
    50
    المشاركات
    5,328
    شكراً و أعجبني للمشاركة
    معدل تقييم المستوى
    5950

    افتراضي

    الإمام أبو بكر بن عبد الرحمن


    هوأبو بكر بن عبد الرحمن ابن الحارث بن هشام بن المغيرة بن عبد الله بن عمر بن مخزوم ، الإمام، أحد الفقهاء السبعة بالمدينة النبوية ، أبو عبد الرحمن ، والصحيح أن اسمه كنيته ، وهو من سادة بني مخزوم ، وهو والد عبد الله ، وسلمة ، وعبد الملك ، وعمر ، وأخو عبد الله ، وعبد الملك ، وعكرمة ، ومحمد ، ومغيرة ، ويحيى ، وعائشة ، وأم الحارث ، وكان ضريرا

    .
    قال ابن سعد وُلد في خلافة عمر ، وكان يقال له : راهب قريش لكثرة صلاته ، وكان مكفوفا .

    حدث عن أبيه ، وعمار بن ياسر ، وأبي مسعود الأنصاري ، وعائشة ، وأم سلمة ، وأبي هريرة ، ونوفل بن معاوية ، ومروان بن الحكم ، وعبد الرحمن بن مطيع ، وأبي رافع النبوي ، وأسماء بنت عميس ، وطائفة .


    وعنه ابناه عبد الله وعبد الملك ، ومجاهد ، وعمر بن عبد العزيز ، والشعبي ، وعراك بن مالك ، وعمرو بن دينار ، والزهري ، وعبد ربه بن سعيد ، وعكرمة بن خالد ، وسمي مولاه ، وإبراهيم بن مهاجر ، وعبد الله بن كعب الحميري ، وعبد الواحد بن أيمن ، وابن أخته القاسم بن محمد بن عبد الرحمن ، وخلق كثير .


    قال الواقدي : اسمه كنيته ، وقد أضرَّ ، وقد استُصغر يوم الجمل فرُدَّ هو وعروة . وكان ثقة ، فقيها ، عالما سخيا ، كثير الحديث .



    وقال العجلي وغيره : تابعي ثقة .


    وقال ابن خراش : هوأحد أئمة المسلمين ، هو وإخوته يُضرب بهم المثل .


    قال أبو داود : كان إذا سجد يضعُ يدَه في طشْت ماء من علة كان يجدها .


    وقال الزبير بن بكار : هو أحد فقهاء المدينة السبعة ، وكان يُسمَّى الراهب ، وكان من سادات قريش .


    قال إبراهيم بن المنذر : حدثنا معن ، عن ابن أبي الزناد ، أن الفقهاء السبعة الذين كان أبو الزناد يذكرهم : سعيد بن المسيب ، وعروة ، والقاسم ، وأبو بكر بن عبد الرحمن ، وعبيد الله بن عبد الله بن عتبة ، وخارجة بن زيد بن ثابت ، وسليمان بن يسار .


    وروي الشعبي عن عمر بن عبد الرحمن أن أخاه أبا بكر كان يصوم ولا يفطر .. في حديثٍ ذكره .


    قلت : كان أبو بكر بن عبد الرحمن ممن جمع العلم والعمل والشرف ، وكان ممن خلف أباه في الجلالة .


    قال الهيثم بن عدي ، وعلي بن عبد الله التميمي ، وابن نمير ، وابن معين ، وأبو عمر الضرير ، والفلاس ، وأبو عبيد : مات سنة أربع وتسعين .


    وروى الواقدي ، عن عبد الله بن جعفر المخرمي ، قال : صلى أبو بكر بن عبد الرحمن العصر ، فدخل مُغْتَسَلَهُ فسقط ، فجعل يقول : والله ما أحدثت في صدر نهاري هذا شيئا . فما علمت أن الشمس غربت حتى مات ، وذلك في سنة أربع وتسعين بالمدينة .

  8. #27
    محرر بصفحة الاخبار الرئيسية للموقع
    مشرف ركن الاخبار بالمنتدى
    الصورة الرمزية سمير الجابرى
    تاريخ التسجيل
    Jan 2010
    الدولة
    دمياط
    العمر
    50
    المشاركات
    5,328
    شكراً و أعجبني للمشاركة
    معدل تقييم المستوى
    5950

    افتراضي

    الإمام عبد الله بن وهب
    هوعبد الله بن وهب ابن مسلم ، الإمام شيخ الإسلام أبو محمد الفهري ، مولاهم المصري الحافظ ،الفقيه .

    مولده : سنة خمس وعشرين ومائة أرخه ابن يونس ، وقال : قيل : ولاؤه للأنصار .


    طلب العلم ، وله سبع عشرة سنة .


    روى عن : ابن جريج ، ويونس بن يزيد ، وحنظلة بن أبي سفيان ، وحيي بن عبد الله المعافري ، وحيوة بن شريح ، وعمرو بن الحارث ، وأسامة بن زيد الليثي ، وعمر بن محمد العمري ، وعبد الحميد بن جعفر ، وموسى بن علي بن رباح ، وعبد الله بن عامر الأسلمي ، وأبي صخر حميد بن زياد ، وموسى بن أيوب الغافقي ، وأفلح بن حميد ، وعبد الله بن زياد بن سمعان ، ومالك ، والليث ، وابن لهيعة، وحرملة بن عمران ، وسلمة بن وردان المدني ، والضحاك بن عثمان ، وعبد الله بن عياش القتباني ، وعبد الرحمن بن زياد الإفريقي وخلق كثير .


    لقي بعض صغار التابعين ، وكان من أوعية العلم ، ومن كنوز العمل .


    ذكر ابن عبد البر في كتاب "العلم" له : قال ابن وهب : كان أول أمري في العبادة قبل طلب العلم ، فولع بي الشيطان في ذكر عيسى ابن مريم -عليه السلام- كيف خلقه الله -تعالى- ؟ ونحو هذا ، فشكوت ذلك إلى شيخ ، فقال لي : ابن وهب ، قلت : نعم قال : اطلب العلم . فكان سبب طلبي العلم .


    قلت : مع أنه طلب العلم في الحداثة ، نعم ، وحدث عنه خلق كثير ، وانتشر علمه ، وبعد صيته .


    روى عنه : الليث بن سعد شيخه ، وعبد الرحمن بن مهدي ، وأصبغ ابن الفرج ، وسعيد بن أبي مريم ، وعبد الله بن صالح ، وأحمد بن عيسى التستري ، وحرملة بن يحيى ، وأحمد بن صالح ، والحارث بن مسكين ، وأبو الطاهر بن السرح ، وعمرو بن سواد ، وهارون بن سعيد الأيلي ، ويحيى بن أيوب المقابري ، وسحنون بن سعيد عالم المغرب ، ويحيى ابن يحيى الليثي ، وعبد الله بن محمد بن رمح ، ويونس بن عبد الأعلى ، وبحر بن نصر الخولاني ، وإبراهيم بن منقذ الخولاني ، ومحمد بن عبد الله بن عبد الحكم ، وابن أخيه أحمد بن عبد الرحمن الوهبي ، وعلي بن خشرم وعيسى بن مثرود الغافقي ، والربيع بن سليمان المردي ، وعبد الملك بن شعيب بن الليث ، وأحمد بن سعيد الهمداني ، وغيرهم .


    وعن ابن وهب قال : رأيت عبيد الله بن عمر قد عمي ، وقطع الحديث ، ورأيت هشام بن عروة جالسا في مسجد النبي -صلى الله عليه وسلم- فقلت : آخذ عن ابن سمعان ، ثم أصير إلى هشام ، فلما فرغت قمت إلى منزل هشام ، فقالوا : قد نام ، فقلت : أحج ، وأرجع ، فرجعت ، فوجدته قد مات . كذا هذه الرواية ، وإنما مات هشام ببغداد ، فلعله سار إلى بغداد بعد .


    قال محمد بن سلمة : سمعت ابن القاسم يقول : لو مات ابن عيينة ، لضربت إلى ابن وهب أكباد الإبل ، ما دون العلم أحد تدوينه .


    وروى يونس بن عبد الأعلى ، عن ابن وهب قال : أقرأني نافع بن أبي نعيم .


    وقال أبو زرعة : نظرت في نحو من ثلاثين ألف حديث لابن وهب ، ولا أعلم أني رأيت له حديثا لا أصل له ، وهو ثقة ، وقد سمعت يحيى بن بكير يقول : ابن وهب أفقه من ابن القاسم .


    قلت : موطأ ابن وهب كبير لم أره ، وله كتاب "الجامع" وكتاب "البيعة" وكتاب "المناسك" وكتاب "المغازي" وكتاب "الردة" ، وكتاب " تفسير غريب الموطأ " وغير ذلك .


    قال أحمد بن صالح الحافظ : حدث ابن وهب بمائة ألف حديث ، ما رأيت أحدا أكثر حديثا منه ، وقع عندنا سبعون ألف حديث عنه .


    قلت : كيف لا يكون من بحور العلم ، وقد ضم إلى علمه علم مالك ، والليث ، ويحيى بن أيوب ، وعمرو بن الحارث ، وغيرهم !


    قال علي بن الجنيد الحافظ : سمعت أبا مصعب الزهري يعظم ابن وهب ، ويقول : مسائله عن مالك صحيحة .


    وقال أبو حاتم الرازي : هو صدوق صالح الحديث .


    وقال أبو أحمد بن عدي في "كامله" هو من الثقات ، لا أعلم له حديثا منكرا ، إذا حدث عنه ثقة .


    وروى أبو طالب ، عن أحمد بن حنبل ، قال : ابن وهب يفصل السماع من العرض ، ما أصح حديثه ، وأثبته ، وقد كان يسيء الأخذ ، لكن ما رواه أو حدث به ، وجدته صحيحا .


    وقال يحيى بن معين : ثقة .


    قال خالد بن خداش : قرئ على عبد الله بن وهب كتاب أهوال يوم القيامة -تأليفه- فخر مغشيا عليه ، قال : فلم يتكلم بكلمة حتى مات بعد أيام -رحمه الله تعالى- .


    وعن سحنون الفقيه قال : كان ابن وهب قد قسم دهره أثلاثا ، ثلثا في الرباط ، وثلثا يعلم الناس بمصر ، وثلثا في الحج ، وذكر أنه حج ستا وثلاثين حجة .


    وعن عبد الله بن وهب ، قال : دعوت يونس بن يزيد إلى وليمة عرسي .


    وبلغنا أن مالكًا -الإمام- كان يكتب إليه : إلى عبد الله بن وهب مفتي أهل مصر ، ولم يفعل هذا مع غيره . وقد ذكر عنده ابن وهب وابن القاسم ، فقال مالك : ابن وهب عالم ، وابن القاسم فقيه .


    قال أحمد بن سعيد الهمداني : دخل ابن وهب الحمام ، فسمع قارئا يقرأ وَإِذْ يَتَحَاجُّونَ فِي النَّارِ فغشي عليه .


    قال أبو زيد بن أبي الغمر : كنا نسمي ابن وهب ديوان العلم .


    قال عبد الرحمن بن أبي حاتم : سمعت أبا زرعة : نظرت لابن وهب في نحو ثمانين ألف حديث .


    قلت : هذه رواية أخرى عن أبي زرعة .


    قال أبو عمر بن عبد البر : جد عبد الله بن وهب هو مسلم مولى ريحانة مولاة عبد الرحمن بن يزيد بن أنيس الفهري .


    وقال أحمد بن عبد الرحمن : بحشل : طلب عباد بن محمد الأمير عمي ليوليه القضاء ، فتغيب عمي ، فهدم عباد بعض دارنا ، فقال الصباحي لعباد : متى طمع هذا الكذا وكذا أن يلي القضاء ؟! فبلغ ذلك عمي ، فدعا عليه بالعمى . قال : فعمي الصباحي بعد جمعة .


    قال ابن أبي حاتم : حدثنا أبي ، حدثنا حرملة : سمعت ابن وهب يقول : نذرت أني كلما اغتبت إنسانا أن أصوم يوما ، فأجهدني ، فكنت أغتاب وأصوم ، فنويت أني كلما اغتبت إنسانا أن أتصدق بدرهم ، فمن حب الدراهم تركت الغيبة .


    قلت : هكذا والله كان العلماء وهذا هو ثمرة العلم النافع ، وعبد الله حُجة مطلقا ، وحديثه كثير في الصحاح ، وفي دواوين الإسلام ، وحسبك بالنسائي وتعنته في النقد حيث يقول : وابن وهب ثقة ، ما أعلمه روى عن الثقات حديثا منكرا .


    قلت : أكثر في تواليفه من المقاطيع والمعضلات ، وأكثر عن ابن سمعان وبابته ، وقد تمعقل بعض الأئمة على ابن وهب في أخذه للحديث ، وأنه كان يترخص في الأخذ ، وسواء ترخص ورأى ذلك سائغا ، أو تشدد ، فمن يروي مائة ألف حديث ، وينذر المنكر في سعة ما روى ، فإليه المنتهى في الإتقان .


    قال أبو الطاهر بن عمرو : جاءنا نعي ابن وهب ، ونحن في مجلس سفيان بن عيينة ، فقال : إنا لله وإنا إليه راجعون ، أصيب به المسلمون عامة ، وأصبت به خاصة .


    قلت : قد كان ابن وهب له دنيا وثروة ، فكان يصل سفيان ، ويبره ، فلهذا يقول : أصبت به خاصة .



    قال ابن عبد البر : أخبرني أحمد بن عبد الله بن محمد بن علي ، حدثني أبي ، حدثنا محمد بن عمر بن لبابة ، سمعت محمد بن أحمد العتبي يقول : حدثني سحنون بن سعيد أنه رأى عبد الرحمن بن القاسم في النوم ، فقال : ما فعل الله بك ؟ فقال : وجدت عنده ما أحب . قال له : فأي أعمالك وجدت أفضل ؟ قال : تلاوة القرآن . قال : قلت له : فالمسائل ؟ فكان يشير بأصبعه يلشيها . قال : فكنت أسأله عن ابن وهب ، فيقول لي : هو في عليين .


    أخبرنا عبد الحافظ بن بدران ، ويوسف بن أحمد ، قالا : أخبرنا موسى بن عبد القادر ، أخبرنا أبو القاسم سعيد بن أحمد ، أخبرنا علي بن البسري ، أخبرنا محمد بن عبد الرحمن المخلص ، حدثنا يحيى بن محمد ، حدثنا إبراهيم بن منقذ الخولاني (ح) وأخبرنا أحمد بن المؤيد ، أخبرنا الفتح بن عبد السلام ، أخبرنا هبة الله بن الحسين ، أخبرنا أحمد بن محمد بن النقور ، حدثنا عيسى بن علي إملاء ، قال : قرئ على عبد الله بن سليمان بن الأشعث ، وأنا أسمع : حدثكم أحمد بن صالح قالا : حدثنا ابن وهب -وهذا لفظ أحمد- أخبرني مخرمة بن بكير ، عن أبيه ، سمعت يونس بن سيف ، عن سعيد بن المسيب ، قال : قالت عائشة : إن رسول الله -صلى الله عليه وسلم- قال : ما يوم أكثر من أن يعتق الله فيه عبيدا من النار من يوم عرفة زاد فيه إبراهيم بن منقذ : وإنه -عز وجل- ليدنو ، ثم يباهي بهم الملائكة .


    أخبرنا إسماعيل بن عبد الرحمن ، وأبو الحسين علي بن محمد ، قالا : أخبرنا الحسن بن يحيى المخزومي ، أخبرنا عبد الله بن رفاعة ، أخبرنا أبو الحسن الخلعي ، أخبرنا عبد الرحمن بن عمر بن النحاس ، أخبرنا أبو الطاهر أحمد بن محمد بن عمرو المديني ، حدثنا يونس بن عبد الأعلى ، حدثنا ابن وهب ، أخبرني أفلح بن حميد ، عن أبي بكر بن حزم ، عن سلمان الأغر ، عن أبي هريرة قال : قال رسول الله -صلى الله عليه وسلم- : صلاة في مسجدي هذا كألف صلاة فيما سواه إلا المسجد الحرام ، وصلاة الجماعة خمس وعشرون درجة على صلاة الفذ .


    روى عباس الدوري ، عن يحيى بن معين ، سمع ابن وهب يقول لسفيان : يا أبا محمد ، الذي عرض عليك فلان أمس أجزها لي ، قال : نعم .


    قلت : هذا الفعل مذهب طائفة ، وإن الرواية سائغة به ، وبه يقول الزهري ، وابن عيينة .


    وروى ابن عدي ، حدثنا إبراهيم بن عبد الله المخزومي ، عن أبيه ، قال : كنت عند سفيان ، وعنده ابن معين ، فجاءه ابن وهب بجزء ، فقال : يا أبا محمد ، أحدث بما فيه عنك ؟ فقال له ابن معين : يا شيخ ، هذا والريح سواء ، ادفع الجزء إليه حتى ننظر في حديثه .


    قال عبد الله بن الدورقي : سمعت ابن معين يقول : ابن وهب ليس بذاك في ابن جريج ، كان يستصغر . وقد ورد أن الليث بن سعد سمع من ابن وهب أحاديث ابن جريج .


    فمن غرائبه عن ابن جريج ، عن أبي الزبير ، عن جابر : أن رجلا زنى ، فأمر به النبي -صلى الله عليه وسلم- فجُلِد ، ثم أخبر أنه محصن فرجمه لكن هذا تابعه عليه أبو عاصم ، وأخرجه أبو داود والنسائي .


    قال هارون بن معروف : سمعت ابن وهب يقول : قال لي عبد الرحمن ابن مهدي : اكتب لي أحاديث عمرو بن الحارث ، فكتبت له مائتين ، وحدثته بها .


    عمرو بن سواد : قال لي ابن وهب : سمعت من ثلاث مائة وسبعين شيخا ، فما رأيت أحفظ من عمرو بن الحارث ، وذلك أنه كان يتحفظ كل يوم ثلاثة أحاديث .


    يونس ، عن ابن وهب ، قال : ولدت سنة خمس وعشرين ومائة ، وطلبت العلم وأنا ابن سبع عشرة ، ودعوت يونس يوم عرسي .


    قال عثمان بن سعيد : سألت يحيى بن معين عن ابن وهب ، قال : أرجو أن يكون صدوقا .


    قال عبد الله بن عدي : حدثنا ابن يعلى ، حدثنا ابن معين ، حدثنا سعيد بن أبي مريم ، حدثنا الليث ، عن عبد الله بن وهب ، عن العمري ، عن نافع ، عن ابن عمر أن رسول الله -صلى الله عليه وسلم- لم يسجد يوم ذي اليدين سجدتي السهو .


    وعن أحمد بن صالح قال : صنف ابن وهب مائة ألف وعشرين ألف حديث ، كله سوى حديثين عند حرملة .


    قلت : ومع هذه الكثرة فيعترف ابن عدي ، ويقول : لا أعلم له حديثا منكرا من رواية ثقة عنه .


    وروى أبو طالب ، عن أحمد بن حنبل ، قال : ما أصح حديث ابن وهب وأثبته ، يفصل السماع من العرض ، والحديث من الحديث ، فقيل له : أليس كان سييء الأخذ ؟ قال : بلى ، ولكن إذا نظرت في حديثه ، وما روى عن مشايخه ، وجدته صحيحا -مر هذا مختصرا .


    وعن الحارث بن مسكين قال : شهدت سفيان بن عيينة ، ومعه ابن وهب ، فسئل عن شيء ، فسأل ابن وهب ، ثم قال : هذا شيخ أهل مصر أخبر عن مالك بكذا .


    قال أبو حاتم البستي : ابن وهب هو الذي عني بجمع ما روى أهل الحجاز وأهل مصر ، وحفظ عليهم حديثهم ، وجمع وصنف ، وكان من العباد .


    قال يونس الصدفي : عرض على ابن وهب القضاة ، فجنن نفسه ، ولزم بيته .


    ابن أبي حاتم : حدثنا أحمد ابن أخي ابن وهب ، حدثني عمي قال : كنت عند مالك ، فسئل عن تخليل الأصابع ، فلم ير ذلك ، فتركت حتى خف المجلس ، فقلت : إن عندنا في ذلك سنة : حدثنا الليث وعمرو بن الحارث ، عن أبي عشانة ، عن عقبة بن عامر ، أن النبي -صلى الله عليه وسلم- قال : إذا توضأت ، خلل أصابع رجليك فرأيته بعد ذلك يسأل عنه ، فيأمر بتخليل الأصابع ، وقال لي : ما سمعت بهذا الحديث قط إلى الآن .


    سمعنا في "إرشاد" الخليلي : حدثني جدي ، وعلي بن عمر الفقيه، والقاسم بن علقمة ، ومحمد بن سليمان ، وصالح بن عيسى قالوا : حدثنا ابن أبي حاتم .

    قال يونس بن عبد الأعلى : كانوا أرادوا ابن وهب على القضاء ، فتغيب . قال : ومات في شعبان سنة سبع تسعين ومائة .

    قلت : عاش اثنتين وسبعين سنة . وقد وقع لنا جملة من عالي حديثه في "الخلعيات" وفي "الثقفيات" وغير ذلك .

  9. #28
    محرر بصفحة الاخبار الرئيسية للموقع
    مشرف ركن الاخبار بالمنتدى
    الصورة الرمزية سمير الجابرى
    تاريخ التسجيل
    Jan 2010
    الدولة
    دمياط
    العمر
    50
    المشاركات
    5,328
    شكراً و أعجبني للمشاركة
    معدل تقييم المستوى
    5950

    افتراضي

    الإمام إسحاق بن راهويه
    هو إسحاق بن إبراهيم بن مخلد بن إبراهيم بن عبد الله بن مطر بن عبيد الله بن غالب بن وارث بن عبيد الله بن عطية بن مرة بن كعب بن همام بن أسد بن مرة بن عمرو بن حنظلة بن مالك بن زيد مناة بن تميم التميمي ثم الحنظلي المروزي ، نزيل نيسابور .
    مولده في سنة إحدى وستين ومائة .
    وقد ارتحل في سنة أربع وثمانين ومائة ، ولقي الكبار ، وكتب عن خلق من أتباع التابعين ، وسمع الفضل بن موسى السيناني ، والفضيل بن عياض ، ومعتمر بن سليمان ، وعبد العزيز بن عبد الصمد العمي ، وعبد العزيز بن محمد الدراوردي ، وأبا خالد الأحمر ، وجرير بن عبد الحميد ، وسفيان بن عيينة ، وعيسى بن يونس ، وأبا تميلة يحيى بن واضح ، وعتاب بن بشير الجزري ، وأبا معاوية الضرير ، ومرحوم بن عبد العزيز ، وعبد الله بن وهب ، ومخلد بن يزيد ، وحاتم بن إسماعيل ، وعمر بن هارون البلخي ، ومحمد بن جعفر غندرا ، والوليد بن مسلم ، وإسماعيل ابن علية ، ووكيع بن الجراح ، وبقية بن الوليد ، وحفص بن غياث ، وعبد الله بن إدريس ، والوليد بن مسلم ، وشعيب بن إسحاق ، وعبد الأعلى بن عبد الأعلى السامي ، والنضر بن شميل ، ومحمد بن فضيل ، ويزيد بن هارون ، وأسباط بن محمد ، وعبد الوهاب الثقفي ، ويحيى بن سعيد القطان ، وأبا بكر بن عياش ، وعبيدة بن حميد ، وعبد الرحمن بن مهدي ، وعبد الرزاق ، وأمما سواهم بخراسان والعراق والحجاز واليمن والشام .

    حدث عنه : بقية بن الوليد ، ويحيى بن آدم ، وهما من شيوخه ، وأحمد بن حنبل ، ويحيى بن معين ، وهما من أقرانه ، وإسحاق بن منصور ، ومحمد بن يحيى ، ومحمد بن إسماعيل البخاري ، ومسلم بن الحجاج في " صحيحيهما " ، وأبو داود ، والنسائي في " سننهما " ، ومحمد بن عيسى السلمي في " جامعه " ، وأحمد بن سلمة ، وإبراهيم بن أبي طالب ، وموسى بن هارون ، ومحمد بن نصر المروزي ، وداود بن علي الظاهري ، وعبد الله بن محمد بن شيرويه ، وولده محمد بن إسحاق ، وجعفر الفريابي ، وإسحاق بن إبراهيم البشتي -بشين معجمة- والحسين بن محمد القباني ، ومحمد بن النضر الجارودي ، وأبو العباس الحسن بن سفيان ، وأبو العباس السراج خاتمة أصحابه ، وخلق سواهم .

    كان شيخ المشرق، سيد الحفاظ، أحد أئمة المسلمين، وعلماء الدين، اجتمع له الحديث والفقه والحفظ والصدق والورع والزهد.
    قال محمد بن عبد الوهاب الفراء : رحم الله إسحاق ، ما كان أفقهه وأعلمه .
    وقال النسائي : ابن راهويه أحد الأئمة ، ثقة مأمون . سمعت سعيد بن ذؤيب ، يقول : ما أعلم على وجه الأرض مثل إسحاق .
    وقال إمام الأئمة ابن خزيمة : والله لو كان إسحاق في التابعين ، لأقروا له بحفظه وعلمه وفقهه .
    وعن إسحاق بن راهويه ، قال : ما سمعت شيئا إلا وحفظته ، ولا حفظت شيئا قط فنسيته .
    وقال أبو بكر بن نعيم : سمعت محمد بن يحيى الذهلي يقول : وافقت إسحاق بن إبراهيم صاحبنا سنة تسع وتسعين ببغداد ، اجتمعوا في الرصافة أعلام الحديث فيهم أحمد بن حنبل ، ويحيى بن معين وغيرهما ، فكان صدر الجلس لإسحاق ، وهو الخطيب .

    قال عبد الرحمن بن إسماعيل العروضي : حدثنا النسائي ، قال : إسحاق بن راهويه أحد الأئمة .

    وقال عبد الكريم بن النسائي : أخبرني أبي ، قال : إسحاق ثقة مأمون . سمعت سعيد بن ذؤيب ، يقول : ما أعلم على وجه الأرض مثل إسحاق .
    توفي ـ رحمه الله ـ سنة ثمان وثلاثين ومائتين ، وله سبع وسبعون سنة.

  10. #29
    محرر بصفحة الاخبار الرئيسية للموقع
    مشرف ركن الاخبار بالمنتدى
    الصورة الرمزية سمير الجابرى
    تاريخ التسجيل
    Jan 2010
    الدولة
    دمياط
    العمر
    50
    المشاركات
    5,328
    شكراً و أعجبني للمشاركة
    معدل تقييم المستوى
    5950

    افتراضي

    الإمام عبد الله بن المبارك

    هو عبد الله بن المبارك ابن واضح الإمام شيخ الإسلام، عالم زمانه ، وأمير الأتقياء في وقته أبو عبد الرحمن الحنظلي ، مولاهم التركي ، ثم المروزي ، الحافظ ، الغازي ، أحد الأعلام ، وكانت أمه خوارزمية .

    مولده في سنة ثمان عشرة ومائة.
    طلب العلم وهو ابن عشرين سنة . فأقدم شيخ لقيه : هو الربيع بن أنس الخراساني ، تحيل ودخل إليه إلى السجن ، فسمع منه نحوا من أربعين حديثا ، ثم ارتحل في سنة إحدى وأربعين ومائة ، وأخذ عن بقايا التابعين ، وأكثر من الترحال والتطواف إلى أن مات في طلب العلم ، وفي الغزو ، وفي التجارة ، والإنفاق على الإخوان في الله ، وتجهيزهم معه إلى الحج .

    سمع من : سليمان التيمي ، وعاصم الأحول ، وحميد الطويل ، وهشام بن عروة ، والجريري ، وإسماعيل بن أبي خالد ، والأعمش ، وبريد بن عبد الله بن أبي بردة ، وخالد الحذاء ، ويحيى بن سعيد الأنصاري ، وعبد الله بن عون ، وموسى بن عقبة ، وأجلح الكندي ، وحسين المعلم ، وحنظلة السدوسي ، وحيوة بن شريح المصري ، وكهمس ، والأوزاعي ، وأبي حنيفة ، وابن جريج ، ومعمر ، والثوري ، وشعبة ، وابن أبي ذئب ، ويونس الأيلي ، والحمادَين ، ومالك ، والليث ، وابن لهيعة ، وهشيم ، وإسماعيل بن عياش ، وابن عيينة ، وبقية بن الوليد ، وخلق كثير . وصنف التصانيف النافعة الكثيرة .


    حدث عنه : معمر ، والثوري ، وأبو إسحاق الفزاري ، وطائفة من شيوخه ، وبقية ، وابن وهب ، وابن مهدي ، وطائفة من أقرانه ، وأبو داود ، وعبد الرزاق بن همام ، والقطان ، وعفان ، وابن معين ، وحبان بن موسى ، وأبو بكر بن أبي شيبة ، ويحيى بن آدم ، وأبو أسامة ، وأبو سلمة المنقري ، ومسلم بن إبراهيم ، وعبدان ، والحسن بن الربيع البوراني ، وأحمد بن منيع ، وعلي بن حجر ، والحسن بن عيسى بن ماسرجس ، والحسين بن الحسن المروزي ، والحسن بن عرفة ، وإبراهيم بن مجشِّر ، ويعقوب الدورقي ، وأمم يتعذر إحصاؤهم ، ويشق استقصاؤهم . وحديثه حجة بالإجماع ، وهو في المسانيد والأصول . ويقع لنا حديثه عاليا . وبيني وبينه بالإجازة العالية ستة أنفس .

    قال أحمد بن سنان القطان : بلغني أن ابن المبارك أتى حماد بن زيد ، فنظر إليه ، فأعجبه سمْته فقال : من أين أنت ؟ قال : من أهل خراسان ، من مرو . قال : تعرف رجلا يقال له : عبد الله بن المبارك ؟ قال : نعم . قال : ما فعل ؟ قال : هو الذي يخاطبك ، قال : فسلم عليه ، ورحب به .
    قال أحمد العجلي : ابن المبارك ثقة ثبت في الحديث ، رجل صالح يقول الشعر ، وكان جامعا للعلم .

    قال العباس بن مصعب : جمع عبد الله الحديث ، والفقه ، والعربية ، وأيام الناس ، والشجاعة ، والسخاء ، والتجارة ، والمحبة عند الفرق .


    قال محمد بن عبد الوهاب الفراء : ما أخرجت خراسان مثل هؤلاء الثلاثة : ابن المبارك ، والنضر بن شميل ، ويحيى بن يحيى .

    وقال محمد بن المثنى : سمعت عبد الرحمن بن مهدي يقول : ما رأت عيناي مثل أربعة : ما رأيت أحفظ للحديث من الثوري ، ولا أشد تقشفا من شعبة ، ولا أعقل من مالك ، ولا أنصح للأمة من ابن المبارك .
    وقال محمد بن أعين : سمعت عبد الرحمن بن مهدي ، واجتمع إليه أصحاب الحديث ، فقالوا له : جالست الثوري ، وسمعت منه ، ومن ابن المبارك ، فأيهما أرجح ؟ قال : لو أن سفيان جهد على أن يكون يوما مثل عبد الله لم يقدر .
    وقال أحمد بن يحيى بن الجارود : قال علي بن المديني : عبد الله بن المبارك أوسع علما من عبد الرحمن بن مهدي ، ويحيى بن آدم .

    قال أبو سلمة التبوذكي : سمعت سلام بن أبي مطيع يقول : ما خلف ابن المبارك بالمشرق مثله .


    وفاته : قال عبدان بن عثمان : مات ابن المبارك في شهر رمضان سنة إحدى وثمانين ومائة .


    قال حسن بن الربيع : قال لي ابن المبارك قبل أن يموت : أنا بن ثلاث وستين سنة .

  11. #30
    محرر بصفحة الاخبار الرئيسية للموقع
    مشرف ركن الاخبار بالمنتدى
    الصورة الرمزية سمير الجابرى
    تاريخ التسجيل
    Jan 2010
    الدولة
    دمياط
    العمر
    50
    المشاركات
    5,328
    شكراً و أعجبني للمشاركة
    معدل تقييم المستوى
    5950

    افتراضي

    ومن أعلام المغرب العربي بكر بن حمّاد

    هو أبو عبد الرحمان بكر بن حمّاد بن سهل بن أبي إسماعيل الزناتي ، ولد بتيهرت (ولاية بالغرب الجزائري حاليا)


    حوالي سنة 200 هجري 816 ميلادي ، نشأبها وانكبّ منذ صغره على الدّرس فتعلّم على مشاهير علماء بلده


    ولم يلبث أن فارق وطنه وهو في حداثة سنّه عام 217هجري 832 ميلادي فشخص إلى القيروان في طلب العلم ،


    فأخذ عن علماء تلك المدينة أمثال (سحنون ) صاحب المدونة ثمّ ارتحل إلى الشّرق فدخل بغداد وكانت يومئذ زاخرة


    بالعلماء ،فاتّصل بهم وأخذ عن أبي مسدد وعمر بن مرزوق وبشر بن حجر ولقى أدباء لهم ذكر وصيت منهم أبو


    تمّام ودعبل الخزاعي ومسلم بن الوليد وابن الأعرابي والرياشي وابن حاتم السجستاني فصاحبهم وكانت له معهم


    مساجلات أدبية أسفرت عن ثبوت قدمه في الآداب وفي صناعتي الشعر والنثر ، واتصل (بكر) بخلفاء الدولة


    العباسية وقال فيهم الشعر الرائق فأصفوه ودّهم وأغدقوا عليه إحسانهم كغيره من أدباء بلاطهم ، وما عتم أن قفل


    راجعا إلى مربع صباه ،فدخل في طريقه إلى القيروان ،سنة 274هجري 887ميلادي فتصدّر للتعليم وترامى صيته


    في الآفاق ووصل خبره إلى الأندلس فقصده الكثير من أهلها للأخذ عنه والتخرّج على يده ، وكان منهم قاسم بن


    أصبغ البياني وقرّبه بنو الأغلب إليهم فقال فيهم القصائد الرائعة ، لكنه لم يدم مكوثه بتلك الربوع بل آب إلى بلده


    تيهرت سنة 295للهجرة فأصبح بها حجة أدباء عصره ، فقال شعرا ساحرا في أمراء بني رستم

    .
    توفي بكر بن حمّاد بقلعة ابن حمّة شمال مدينة تيهرت في شوّال سنة 295 للهجرة 907 للميلاد

    شهد ببراعة بكر العلمية في الأدب وبشاعريته الكثير من الأدباء فقال عنه البكري :إنّه كان ثقة مأمونا حافظا


    للحديث ) وقال عنه ابن عذارى : كان عالما بالحديث وتمييز الرجال وشاعرا مفلقا ) والتاريخ قد سجّل له شعرا


    كثيرا في جميع الأغراض من غزل ومدح ورثاء وهجاء واعتذار وزهد ووعظ .


    ومن شعره الكثير اقتطفنا هذه الأبيات التي عارض بها مدح عمران ابن حطّان لابن ملجم قاتل علي كرّم اللّه وجهه



    قل لابن ملجم ، والأقدار غالبـــــة 000 هدمت ،ويلك للإسلام أركانا

    قتلت أفضل من يمشي على قدم000 وأوّل النّاس اسلاما وايمانـــــا

    وأعلم الناس بالقرآن ثمّ بما 000 سنّ الرّسول لنا شرعا وتبيانــــــا


    إلى أن يصل....


    كأنّه لم يرد قصدا بضربتــــــه000 إلاّليصلى عذاب الخلد نيرانــــــــــا

  12. #31
    محرر بصفحة الاخبار الرئيسية للموقع
    مشرف ركن الاخبار بالمنتدى
    الصورة الرمزية سمير الجابرى
    تاريخ التسجيل
    Jan 2010
    الدولة
    دمياط
    العمر
    50
    المشاركات
    5,328
    شكراً و أعجبني للمشاركة
    معدل تقييم المستوى
    5950

    افتراضي


    أبو قلابة الرقاشي (1)

    الإمام , الحافظ , القدوة , العابد , محدث البصرة أبو قلابة , عبد الملك بن الحافظ محمد بن عبد الله بن محمد بن عبد الملك بن مسلم , الرقاشي البصري .

    ولد سنة تسعين ومائة .

    وسمع في حداثته من : يزيد بن هارون , وروح بن عبادة , وأبي عامر العقدي , وعبد الله بن بكر السهمي , وأبي عاصم النبيل , وأبي عتاب سهل بن حماد الدلال , وعشبيد بن عقيل الهلالي , وعمر بن حبيب العدوي , ويعقوب الحضرمي , وسعد بن الربيع أبي زيد الهروي , وعون بن عمارة , ووالده محمد بن عبد الله , وخلق سواهم .

    وكان أحد الأذكياء المذكورين .

    حدث عنه : ابن ماجه , وابن صاعد , وأبو بكر النجاد , وأبو سهل القطان , وإبراهيم بن علي الهجيمي , وأبو بكر الشافعي , وأبو جعفر بن البختري , والحافظ حفص بن عمر الأردبيلي وأبو سعيد بن الأعرابي , وعلي بن الفضل البلخي الحافظ , وإسحاق بن إبراهيم الجرجاني البحري , وخلق كثير .


    وقال أحمد بن كامل القاضي : قيل إن أبا قلابة كان يصلي في اليوم والليلة أربع مائة ركعة . قال : ويقال : إنه حدث من حفظه بستين ألف حديث .

    وقال أبو عبيد الآجري : سألت أبا داود عنه , فقال : أمين مأمون , كتبت عنه .

    وقال محمد بن جرير الطبري : ما رأيت أحدا أحفظ من أبي قلابة الرقاشي .

    قلت : توفي في شوال سنة ست وسبعين ومائتين .

    أخبرنا عبد الرحمن بن محمد الفقيه في كتابه , أخبرنا عمر بن محمد , أخبرنا هبة الله بن الحصين , أخبرنا أبو طالب بن غيلان , أخبرنا أبو بكر محمد بن عبد الله , حدثنا أبو قلابة , سنة 276 حدثنا يعقوب الحرمي , وسعيد بن عامر , قالا : حدثنا شعبة , عن سفيان (ح) : وحدثنا أبو قلابة , حدثنا أبو عاصم , حدثنا سفيان , عن علي بن الأقمر , عن أبي جحيفة , قال : قال رسول الله -صلى الله عليه وسلم- : أما أنا فلا آكل متكئا .

    هذا حديث حسن من العوالي , بل هو أعلى ما وقع لأبي قلابة .

    قيل : إن أم أبي قلابة أُرِيت وهي حامل به كأنها ولدت هدهدا , فقال لها عابر : إن صدقت رؤياك تلدين ولدا يكثر الصلاة .

    المصدر
    (1) المكتبة الإسلامية

  13. #32
    عضو ممتاز الصورة الرمزية أبوبكر أحمد العملة
    تاريخ التسجيل
    Sep 2009
    الدولة
    القاهرة
    العمر
    54
    المشاركات
    7,167
    شكراً و أعجبني للمشاركة
    معدل تقييم المستوى
    7789

    افتراضي

    بارك الله لكم

    في كل لحظة وثانية ودقيقة وساعة ويوم وشهر وسنة ....

    ببوابة التعليم المصرى


    وجزاكم الله خيراً

  14. #33
    محرر بصفحة الاخبار الرئيسية للموقع
    مشرف ركن الاخبار بالمنتدى
    الصورة الرمزية سمير الجابرى
    تاريخ التسجيل
    Jan 2010
    الدولة
    دمياط
    العمر
    50
    المشاركات
    5,328
    شكراً و أعجبني للمشاركة
    معدل تقييم المستوى
    5950

    افتراضي

    اقتباس المشاركة الأصلية كتبت بواسطة أبوبكر أحمد العملة مشاهدة المشاركة
    بارك الله لكم

    في كل لحظة وثانية ودقيقة وساعة ويوم وشهر وسنة ....

    ببوابة التعليم المصرى


    وجزاكم الله خيراً



  15. #34
    مشرف سوبر الركن الاسلامي ( تعالى للجنة) الصورة الرمزية زهره المدائن
    تاريخ التسجيل
    Jan 2010
    الدولة
    دنيـــــــــ الله ــــــــــــــــــــا
    المشاركات
    1,359
    شكراً و أعجبني للمشاركة
    معدل تقييم المستوى
    2004

    افتراضي

    جزاك الله خيرا أخي الفاضل
    أ / سميـــــــــر
    وجعله الرحمن في ميزان حسناتك
    منور ديما في الركن الديني
    في انتظار المزيد من مشاركاتك
    العطرة العامرة بذكر الله

  16. #35
    محرر بصفحة الاخبار الرئيسية للموقع
    مشرف ركن الاخبار بالمنتدى
    الصورة الرمزية سمير الجابرى
    تاريخ التسجيل
    Jan 2010
    الدولة
    دمياط
    العمر
    50
    المشاركات
    5,328
    شكراً و أعجبني للمشاركة
    معدل تقييم المستوى
    5950

    افتراضي

    اقتباس المشاركة الأصلية كتبت بواسطة زهره المدائن مشاهدة المشاركة
    جزاك الله خيرا أخي الفاضل
    أ / سميـــــــــر
    وجعله الرحمن في ميزان حسناتك
    منور ديما في الركن الديني
    في انتظار المزيد من مشاركاتك
    العطرة العامرة بذكر الله



  17. #36
    عضو جديد
    تاريخ التسجيل
    Dec 2016
    المشاركات
    18
    شكراً و أعجبني للمشاركة
    معدل تقييم المستوى
    325

    افتراضي

    وعلى الله قصد السبيل....

صفحة 2 من 2 الأولىالأولى 12

معلومات الموضوع

الأعضاء الذين يشاهدون هذا الموضوع

الذين يشاهدون الموضوع الآن: 1 (0 من الأعضاء و 1 زائر)

المواضيع المتشابهه

  1. التعلم النشط (منقول للفائدة)
    بواسطة الأستاذ في المنتدى الانشطة المدرسية
    مشاركات: 2
    آخر مشاركة: 03-08-2010, 04:01 PM
  2. السيرة سؤال وجواب (منقول للفائدة )
    بواسطة عزيز شومان في المنتدى الفيديو التعليمي
    مشاركات: 1
    آخر مشاركة: 03-06-2010, 02:01 AM
  3. مشاركات: 1
    آخر مشاركة: 30-03-2010, 09:26 PM
  4. مشاركات: 2
    آخر مشاركة: 28-03-2010, 10:14 PM
  5. أحمد زكى بدر : سأراجع كل ملفات "التعليم" وعلى رأسها "الكادر" و"الثانوية الجديدة".
    بواسطة محمد بن عباس في المنتدى اخبار التعليم الاساسي
    مشاركات: 4
    آخر مشاركة: 06-01-2010, 05:29 PM

الكلمات الدلالية لهذا الموضوع

المفضلات

ضوابط المشاركة

  • لا تستطيع إضافة مواضيع جديدة
  • لا تستطيع الرد على المواضيع
  • لا تستطيع إرفاق ملفات
  • لا تستطيع تعديل مشاركاتك
  •  
RSS RSS 2.0 XML MAP HTML