أىمستقبل هذا الذى يتواصل معه الانسان المسلم إنه زمن مفتوح على مصراعيه ممتد فى الابديه لا تقطع فيه ولا حواجز ولا زوال انها الرؤية الامتدادية التى تلغى واقعة الموت من حسابها وتحرر الانسان من عمره المسطح المحدود وتطلقه فى المدى عبر الاف السنين صوب يوم الحساب ويوم الحساب فى كتاب الله قريب بعيد ومهما يكن من قربه أو بعده فانه يجىء بمثابة البدء لزمن الخلود الذى لاينتهى أو ينعدم أبدا كل منا أحس فى مجابهته الضغوط النفسيه والمتاعب التى لا تنقضى والاحزان المتجدده أنه قدير على تجاوز الاسر على الانطلاق فى الزمن حيث لاخوف ولاتناقص ولا عد تنازلى باتجاه لحظة الافول الاخيرة
ليس الموت حاجزا أو فاصلا
ليس الموت نهاية طريق أو بابا موصدا إنه مجرد نقلة ينتقل بها الانسان لزمن الخلود الذى لاينتهى أو ينعدم أبدا
كل منا تملكه هذا الاحساس اللذيذ العزيز المطمئن بين الحين والحين إن عمره ليس بفان وإنه ممتد بمشيئة الله تعالى ثم بقوة الروح فى الزمن القادم
ما أروعه من إحساس يملاْ وجدان الانسان المسلم وعقله وقلبه وروحه باقتناع ليس لتعريفه من سبيل ويدفعه لنفور جارف ورفض حاسم لكل أولئك الذين رأو فى حياتهم الدنيا فرصتهم الاولى والاخيرة
إن الانسان خلق ليبقى فلا يكون عرضة لانعدام أو فناء وهذا هو الذى يميز الانسان عن الحيوانات والاشياء انها مرهونة بعمر محدود تتلاشى بعده وتضيع اما الانسان فانه باق ممتد فى الابدية دائم فى الزمان ليس الانسان شيئا أو حيوانا
والقرءان الكريم معروفة طرائقه الفنية المؤثرة فى التعامل مع الزمن حيث تلتقى الازمان الثلاثة الماضى والحاضر والمستقبل فى خط واحد غيرمنصرم ولا مقطوع وهذا الموقف الشمولى الذى يصور ادم وذريته جيلا واحدا من البشر منذ لحظة الهبوط الى العالم وحتى يوم الحساب تمنح الانسان المسلم قدرا هائلا من التحرر من الاحساس بالقدرة الجارفة على الا ستجابة لتحديات الموت والانقطاع والفناء بل على تحديها ومجابهتها واختراقها انه حى موجود على اية حال فى دنيا الفناء أم فى زمن الخلود انه حى موجود فمم يخاف وعلام والقرءان الكريم يقولها بوضوح (ولاتحسبن الذين قتلوا فى سبيل الله أمواتا بل أحياء عندربهم يرزقون )
وهذا الذى يفسر لماذا كانت جماعات المسلمين تتهافت على الموت تتعشقه تتزين وتطهم خيولها وهى ذاهبة اليه لقد كان الموت دائما بمثابة العرس الذى يزف ارواح المجاهدين الى الخلود وكانت لياليه المترعة تصنع الفجر الاسلامى المرة تلو المرة
لقد كانت جماعات المسلمين ولا تزال تحمل هذا الاحساس المترع بالديمومة بالاستمرار بالتواصل فما الموت وما القتل انهم موجودون قبل الموت وبعده حاضرون قبل القتل وبعده أحياء فى الارض وفى السماء
لقد فتح المسلمون العالم غيروا خرائطه أسقطوا دولا وممالك وامبراطوريات سحبوا العروش المحملة بالذهب والفضة من تحت الاكاسرة والقياصرة فعلوا هذا كله لانهم كانوا يحملون مفتاحه الوحيد (حب الموت)وليس ذلك لانهم يريدون أن يموتوا ولكن لانهم يطمحون للحياة يتعشقون الدوام والامتداد وما كانوا بقادرين على تحقيق أمنيتهم الكبيرة هذه دون مجابهة الفناء
وصلى اللهم وسلم وبارك على نبينا محمد وعلى اله وصحبه وسلم تسليما كثيرا وسلام على المرسلين والحمد لله رب العالمين