رسول الله صلى الله عليه وسلم كان معلماً وكان يشيد بالعلم وأهله .
فقد دخل صلى الله عليه وسلم ذات مرة المسجد فوجد فرقتين إحداهما تتعلم والأخرى تتعبد فجلس صلى الله عليه وسلم مع الفرقة التي تتعلم وقال عبارته المشهورة " إنما بعثت معلماً " فهذا دليل صريح على فضل العلم والمعلم على غيره من سائر الناس لأن المعلم ينفع نفسه وينفع غيره بخلاف المتعبد ، فالمتعبد لا ينفع إلا نفسه ،
كذلك ما ورد عنه صلى الله عليه وسلم قوله: ( إذا مات ابن آدم انقطع عمله إلا من ثلاث ، صدقة جارية ، أو علم ينتفع به ، أو ولد صالح يدعوا له)
فالشاهد من الحديث أو علم ينتفع به ، فتصور أنك إذا مت وانتقلت من عالم الدنيا إلى عالم الآخرة لا يبقى لك إلا هذه الأشياء صدقة جارية ، أو علم ينتفع به ، كتعليم نشرته ، أو كتاب ألفته أو شريط سجلته ، أو نحو ذلك مما يتعلق بنشر العلم، أو ولد صالح يدعو له .
كذلك ما روي عن معاوية رضي الله عنه أن رسول الله صلى الله عليه وسلم ( من يرد الله به خيراً يفقهه في الدين )
كذلك ما ورد عنه صلى الله عليه وسلم " نحن معاشر الأنبياء لا نورث …" فهذا فيه إشادة بأهل العلم وأنهم ورثة الأنبياء والرسل ، كذلك ما ورد في فضل العلم " وإن الملائكة لتضع أجنحتها لطالب العلم رضاً بما يصنع "
فإنك إذا أحسنت النية وأخلصتها لله سبحانه وتعالى ، وجئت للمدرسة أو للمسجد وأنت تقصد وجه الله وأن تنفع نفسك وتنفع غيرك من أبناء المسلمين (فإن الملائكة لتضع أجنحتها لك رضاً بما تصنع)
وهذا حديث ثابت عن الرسول صلى الله عليه وسلم مما يدل على فضل العلم وفضل المعلمين وفضل التدريس والمدرسين كذلك ما روي في الترمذي عن رسول الله صلى الله عليه وسلم ( وإن فقيه واحداً أشد على الشيطان من ألف عابد ) فكما تعلمون أن العبادة فضلها يقتصر على صاحبها لا يتعداه إلى غيره أما فضل العلم فإنه يتعدى من صاحبه إلى غيره فقد يكون هؤلاء الألف يعبدون الله إما بزيادة في الدين أو نقصان فيه وكلاهما مخالف لهدي النبي صلى الله عليه وسلم يقول الرسول صلى الله عليه وسلم : ( من عمل عملاً ليس عليه أمرنا فهو رد)
المفضلات