الإمام الأكبر .. في تصريحات خاصة لـ"المساء ":
التعليم الأزهري "لازم يرجع زي زمان"
إعادة النظر في المناهج جذرياً .. لربط الدارسين بالتراث وعلوم العصر

كتب-حسام حسين ( المساء 25 / 3 / 2010 م )

أكد فضيلة الإمام الأكبر د.أحمد الطيب شيخ الأزهر أن التعليم الأزهري "لازم يرجع زي زمان". وسيتم تشكيل لجنة من كبار خبراء التعليم داخل الأزهر وخارجه لإجراء دراسة مستفيضة عن الواقع التعليمي الأزهري من مختلف الجوانب: "المعاهد. العاملون من مدرسين وغيرهم. القيادات. المناهج الدراسية". وقد تستمر حتي نهاية العام الدراسي الحالي. وذلك في محاولة لإجراء تقييم ذاتي للتعليم الأزهري بحيث تتحدد مناطق القصور ويتم طرح الحلول المقترحة للعلاج. ومعرفة ما إذا كانت الأهداف التعليمية تتحقق في المحصلة النهائية أم لا. وإذا كانت تتحقق فبأي نسبة.. ولماذا؟
قال ــ في تصريحات خاصة لـ"المساء"ــ: إنه سيتم إعادة النظر في المناهج الدراسية بالأزهر بمختلف المراحل التعليمية جذرياً من أجل ربط الطلاب بالتراث الإسلامي الذي يضم نشر صحيح الإسلام المعتدل.. مؤكداً أن ربط الطلاب بالتراث الإسلامي يعد صمام الأمان لهم من أي تيارات أو أفكار متطرفة لا تعرف صحيح الدين الحنيف.. ولن يتم المساس بالثوابت الدينية أو إغفال المواد التي تربط الطلاب بعلوم العصر والحداثة.
أضاف أنه ستتم إعادة هيكلة المعاهد الأزهرية من جديد بحيث تكون جميعها مؤهلة إلي أن تكون منارات تعليمية من خلال توفير جميع المقومات اللازمة لذلك. مشيراً إلي أنه ستتم محاصرة ظاهرة ضم المعاهد الأهلية التي أقيمت بالجهود الذاتية للأزهر بالعمالة المعينة بها.. فلا يصح أبداً ــ علي سبيل المثال ــ إنشاء معهد لتعيين 5 عمال يدفع كل منهم "ألفين جنيه" ويضعون الأساس ثم يتم تسليمه للأزهر ليكمل الإنشاءات وغيرها حتي يصير معهداً.
أوضح أنه يوجد في كل قرية معهد أو أكثر ولكن للأسف كثير من هذه المعاهد يفتقد لمقومات عديدة مما يؤثر علي حسن سير العملية التعليمية. كما بدا من الواضح وجود بعض من التساهل في الامتحانات بما لا يجعلها تقيس المستويات الفعلية للطلاب.. إضافة إلي تساهل في بعض المعاهد من حيث حضور المدرسين والتزامهم بالشرح داخل الفصول.. وغيرها من الأمور التي سيتم دراستها جيداً خلال المرحلة المقبلة. وإعادة النظر فيها.
أشار إلي أنه لابد من امتحانات حقيقية تقيس المستويات الفعلية للطلبة وإعادة هيكلة المعاهد الأزهرية من جديد.. من أجل التطوير للأفضل بما يساهم في العودة بالتعليم الأزهري إلي أصله وجذوره بحيث يكون لدينا خريجون مؤهلون للابتعاث للخارج منذ نعومة أظافرهم ينهلون من علوم الأزهر ويدركون صحيح الإسلام القائم علي التعددية وقبول الآخر والوحدة الوطنية والوسطية والتسامح. والانفتاح علي الآخر.
أكد أنه سيتم الاهتمام بتدريس اللغات والعلوم التكنولوجية الحديثة بحيث يجمع الطالب الأزهري بين التراث والحداثة بما يؤهله للحوار مع الآخر.