بقلم جلال عامر ٨/ ٣/ ٢٠١٠يا ريتنى طير وأنا أطير حواليك.. وعندى قناعة أن «المرتب» من فصيلة «الطيور» وله أجنحة مثل أجنحة الحزب أو أجنحة الفندق، وأن «الوظائف» المتوفرة الآن فى مصر هى «وظائف الكلى» فقط، وهو ما يفسر لك ظاهرة العنف عند «الشحاتين» الذين يعدك أحدهم بالجنة فى برنامجه الانتخابى فإذا رفضت يشتمك أو يدعو عليك.. وقد تسلمت «المرتب» وغنيت له «باشوفك بس بعيون غير عيون الناس.. وباحبك بكل ما فى القلب من إحساس»، ثم سلّمته إلى أهل الاختصاص واحتفظت لنفسى بحق الأداء العلنى، ثم مضى شهر وراء شهر و«النيابة» مازالت تستمع إلى قصص الوزير السابق، وتمضى ليلة وراء ليلة و«النيابة» لاتزال تستمع، لأن الدفاع تقريباً يتبع خطة «شهرزاد» فى الحكى إحياءً للتراث.
فكل شىء فى مصر خاضع للمط والتطويل من أول «المسلسلات» حتى «المحاكمات»، لذلك يقال إن دولة «الظلم» ساعة إلا ربع لكن دولة «العدل» إلى «الأبد» يا ترى مين يعيش؟ فى بلادنا «العدل» أبطأ من الأتوبيس، وأتذكر أن جدى أوصى أبى وهو يموت «إوعى تنسى قضية البيت»، وهو ما ردده أبى لى وهو يتوفى، ثم يشاء حظى التعس - بعد ثلاثة أجداد - أن يحكموا فى عهدى بالغرامة وطردى من البيت.. وبسبب المط والتطويل لا تقاس فترة الحاكم بالمدة الزمنية بل بالحقبة الجيولوجية.. وكل ما أعمل رسم قلب يؤكد لى الطبيب أن عندى دقات زيادة ويهددنى بالإبلاغ عنى.. ما نعيشه الآن فى كل المجالات هو «ركود» وليس «استقراراً».. وقريباً ومن طول الركود سوف يطلع لنا طحالب خضراء على وجوهنا مثل المستنقعات..
اختفت البركة «بفتح الباء» وظهرت البركة «بكسر الباء».. والبرادعى «طوبة» فى المياة الآسنة لذلك نقذفه بالأحجار لأننا مرتاحين كده!.. تحولنا إلى تمثال أو كارت بوستال وتفوقنا على قدماء المصريين لأننا «نحنط» الأحياء ولأنهم أخذوا مال «قارون» وتركوا لنا صبر «أيوب» فإن ما نراه الآن هو «هرش جلد» وليس «حراك سياسى».. آخر مرة فحصنى الطبيب وطلب منى «كشف عيلة»، وأخبرنى أن مصر ستكون بخير بعد أن «تفك الجبس».