اقتباس المشاركة الأصلية كتبت بواسطة نعمه محمود مشاهدة المشاركة
ماشاء الله ولا قوة الا بالله .اللهم اكتب لك ثواباً مثل ثواب كل من قرأ وانتفع بهذه الكلمات
استاذة أفنا جزاك الله عنا كل خير

كم أثرت في هذه العبارات ونسأل الله أن يجنبنا التسويف
بارك الله فيكِ وجزاكِ الله خيرا على هذا الدعاء الجميل أكرمك الله وأعطاك مثله وزيادة
اللهم اجعل هذه الكلمات فى ميزان كل من قرأها وعمل بها واجعلها زادا يوم لا ينفع مال ولا بنون إلا من أتى الله بقلب سليم

ملخص محاضرة غراس الانسان


عبر من قصة الذبيح


مقدمة

إن الحمد لله نحمده ونستعين به ونستغفره ونعوذ بالله من شرور أنفسنا ومن سيئات أعمالنا من يهديه الله فلا مضل له ومن يضلل فلا هادى له واشهد أن لا اله إلا الله وحده لا شريك له وان محمدا عبده ورسوله

" يأيها الذين امنوا اتقوا الله حق تقاته ولا تموتن إلا وانتم مسلمون"

أما بعد فان اصدق الحديث كتاب الله وخير الهدى هدى محمد وشر الأمور محدثاتها وكل محدثة بدعة وكل بدعة ضلالة وكل ضلالة في النار


بيان للمعنى الكامل للعبودية

إن التمكين في الأرض هو اجل ما أحدثته الطائفة المؤمنة لأنهم لا يفرضون عبادة الله على الخلق إلا بالتمكين

ولا يكون التمكين إلا بعد استضعاف ما أتى تمكين قط إلا بعد استضعاف وبذلك سئل الإمام الشافعي رحمه الله: أيبتلى الإنسان أم يمكن؟

قال رحمه الله لا يمكن المؤمن حتى يبتلى فالبلاء ثابت على التمكين وانه لا يمكن في الأرض دين واحد إلا دين الإسلام دينٌ فريد اظهر العبودية لله عز وجل ورحب بها ما فعلها اضطراراً ً ولا كرهاً ً وإنما فعلها بغاية الحب

وهذه هي حقيقة العبودية كمال الحب لله عز وجل مع كمال الذل له ، إن المؤمن يقابل الابتلاء بالرضا والتسليم لأمر الله فالتسليم مشتق من الإسلام فالإسلام حقيقته تسليم ونحن الآن في الذكرى العطرة لقصة الخليل ايراهيم مع ولده عليهم السلام



اكبر صور الايمان والتضحية

تعرفون من الذي يمكن له مثل إسماعيل ذات الابن البار الذي ارتقى إلى اعلي درجات العبودية والطاعة مثل والده عليه إبراهيم عليه السلام، قصتهما أية ضربها الله عز وجل للمؤمنين والدٌ حقق العبودية بكاملها ورزقه الله عز وجل ولدٌ أكمل هذه العبودية نتاج زرعه وتربيته له

هذه القصة قدم لها بهذه الآية " قال إني ذاهبٌ إلى ربى سيهدينى" تعرف لماذا لبيان حقيقة التضحية التي فعلها إبراهيم عليه السلام ، إني ذاهب اى مهاجر بعد ما رأى ما رأى من أهله في عباده ما يعبدون وترك الرفقة كلها وقطع رحمه في الله فصار غريبا ٌ مع حاجة الإنسان دائما ٌ إلى الألفة ولكن قد عوضه الله هذا كله بعدما كبر وهرم رزقه الله بولد ولكنه ليس كأي ولد



صفات الابن المسلم الحليم

ولد قال تعالى


" فبشرناه بغلام حليم " غلام حليم صفة أصيلة في أبيه بل هي صفة أصيلة في العرب فلا ترى الحلم إلا في العرب فالحلم يظهر الصفات جميعا ويغطى على العيوب أما الغضب فيضيع جميع الصفات الحسنة

غلام حليم اى يجبر المرء على حبه ولدٌ به صفة جميلة وهى جماع الخير كله واتى به بعدما كبر أباه وشاق والرجل إذا كبر ورزق بطفل عند الكبر تعلق بالولد اشد تعلق

فلما جاءه الولد وتعلق به وبلغ معه مبلغ السعي صار غلاما ً نافعاً ً ينتفع به ويبدأ الولد في رده للجميل هذه الثمرة التي ينتظرها الوالد من ابنه إذا وصل إلى هذا السن فبعدما صار شابا نافعا قيل له أذبح ولدك الذي تعلقت به اشد تعلق والذي ملء حياتك وأزال وحشتك اذبح ولدك مع كل هذا الحب وفى هذا السن الذي ينتظر فيه الوالد الحصاد قيل له اذبح ولدك فلم يقل يارب الم تجد غيري لتبتليه ؟ كما يقول المتطاولون على الله في هذا الزمان !!!!!يفعل الذنب العظيم الذي تهتز له السموات والأرض ثم يقول ماذا فعلت ؟؟؟؟؟

ثم إذا أصابته مصيبة يقول ماذا فعلت ؟ إلا تعلم أنك فعلت الكثير والكثير فإنك إن خدعت الناس فلا تخدع نفسك فإنك لا تستطيع أن تخدع الله سبحانه وتعالى


الصبر على الابتلاء

ولكن نرجع إلى طبيعة العبودية طبيعة المحبة لله عز وجل وهذا العابد الذي يتلقى أوامر الله سبحانه وتعالى بالرضا والاستسلام قال : يا بنى إني أرى في المنام أنى أذبحك فانظر ماذا ترى ؟ّ!!!!

والنبي قال :" رؤيا الأنبياء حق"

وسؤاله لابنه انظر ماذا ترى ؟ ليس المقصود به عرض التكاليف الشرعية على الابن ثم أخيره يفعل أم لا يفعل؟ ليس الأمر كذلك وإنما لمشاركة الولد في اتخاذ القرار ولتأكد الأب من كمال العبودية لله سبحانه وتعالى لهذا الابن الحليم العاقل فلا تجد حليما إلا عاقلا ولا عاقلا إلا حليما فهما صفتان متلازمتان كالحياء

.وهذه مقدمة للحكم لان المفاجأة تفتت عزم القلب يا بني إذا وقع عليك الابتلاء فنظر ماذا تُرى الله من نفسك؟

" قال ياأبتى أفعل ما تؤمر ستجدني إن شاء الله من الصابرين"

وهذا دليل أخر على انه حليم خطاب عاقل رزين ولفظ ابتى فيه قرب ملئ بالحنان ويشيع الدفء وهذا الفظ كفيل بأن يهز قلب الأب تجاه ابنه ولكن أمر الله اكبر وهذا درس للآباء فلا يقوى القلب إلا بالمحن والابتلاءات كلما عظم قدر المرء كلما عظم بلاءه وهذا القلب لا يحيى إلا بالابتلاء ولهذا شدد الله الابتلاءات على أنبياءه وهذا إبراهيم عليه السلام الذي ابتلاه الله بذبح ابنه فلذة كبده ومما يضاعف الابتلاء انه هو الذي يذبح ابنه بيديه ومما يضاعفه أكثر أن الولد حليم مطيع لوالده وليس ولد عاص وإذا نظرت إلى رد الولد لأبيه والدي الحبيب أنا اعلم أن الأمر ليس بيديك ولو عليك ما فعلت ذلك ولكن اعلم أنك مأمور من الله سبحانه وتعالى وأنا مثلك افعل ما أمرت به