امتحانات السودان 2014 واجابتها النموذجية --- تابع اخبار التعليم في الفيس بوك

آخـــر الـــمـــشـــاركــــات

صفحة 1 من 2 12 الأخيرةالأخيرة
النتائج 1 إلى 20 من 21

الموضوع: فوائد من محاضرات الشيخ أبى اسحاق الحوينى ....متجدد ان شاء الله

  1. #1
    مُعلم الصورة الرمزية أفنان أحمد
    تاريخ التسجيل
    Mar 2009
    المشاركات
    1,659
    شكراً و أعجبني للمشاركة
    معدل تقييم المستوى
    2324

    Thumbs up فوائد من محاضرات الشيخ أبى اسحاق الحوينى ....متجدد ان شاء الله

    بسم الله الرحمن الرحيم
    السلام عليكم ورحمة الله وبركاته
    *****
    أقدم لحضراتكم فوائد من محاضرات الشيخ أبى اسحاق الحوينى (حفظه الله )


    صناعة الرجال


    • صناعة الرجال صناعة انفردت بها الأمة الإسلامية قرونا طويلة-

    • اصل ميزان تقييم المرء مكارم الأخلاق و الشيم.




    الدليل : ما رواه النسائي و الترمذي و احمد و غيرهم من حديث



    عاصم بن أبى النجود عن بر بن حبيب قال: أتيت صفوان بن عتال و هو احد أصحاب النبي صلى الله عليه و سلم ،


    فقال : ما جاء بك يا بر ، قلت : ابتغاء العلم ، فقال : إن الملائكة لتضع أجنحتها لطالب العلم رضا بما يطلب ، فقال له بر :

    انه قد حاك في صدري شيئا في المسح على الخفين و كنت امرئ من أصحاب النبي صلى الله عليه و سلم فهل

    عندك منه شيء ، قال : نعم ، امرنا إذا كنا سفرا أو مسافرين ألا ننزع خفافنا ثلاث أيام و لياليهن إلا من جنابة لكن من

    غائط أو بول أو نوم . فقلت له : هل سمعته يذكر في الهوى شيئا ، قال : نعم ، بينما كنا في سفر إذ نادى اعرابى


    بصوت جهوري : يا محمد يا محمد ، فقلت له : مه - يعنى اسكت – أو لم تنه عن ذلك ، اغضض من صوتك ، فقال


    والله لا اغضض ، فناداه النبي صلى الله عليه و سلم بنحو من صوته : هاؤم – أي لبيك – فقال الرجل للنبي صلى الله عليه و سلم

    المرء يحب القوم و لما يلحق بهم ، فقال عليه الصلاة و السلام المرء مع من أحب فلا يزال يحدثنا

    حتى اخبرنا أن الله عز و جل فتح بابا ً للتوبة من قبل المغرب مسيرة عرضه سبعون عاما لا يغلق حتى تخرج الشمس من مغربها



    من فوائد الحديث :

    - تسلية للغرباء الذين يجدون أنفسهم على هامش الحياة جهلا بماضيهم المشرف من عزة أمتهم ومكانتها , فيرون انه لا نهوض لهم


    - احد التابعين الثقات عندما حاك في صدره شيء عرف من يسأل فلجأ لأحد أصحاب النبي


    - من اقل ما يحصله مصاحب العالم أن تقل قبائحه فضلا عما يجنيه من فوائد .

    - اللجوء لأعلم أهل الأرض حتى و لو كانت مسألة جزئية .

    - إجابة صفوان توضح الفرق بين إجابة العالم الحق و بين من تشبه بهؤلاء .

    فقد افتتح المقال بتذكير السائل بالأجر حتى يحفزه أن يجعل كل حياته خاضعة لكلام أهل العلم , فقد وضح له إن

    الملائكة تضع أجنحتها و هو دليل الحب و الرضا ، كأن الملائكة راضية عن هذا العبد بإذن ربها سبحانه و تعالى ، فأي عز أكثر من ذلك ؟

    - رفع الرسول صوته مثل الأعرابى حتى يستأنس الأعرابى و هذا من حسن الخلق .


    - من هديه صلى الله عليه و سلم ألا يعاتب .


    - العتاب يأخذ من حكمة الرجل خصوصا لو كان في مقام المعلم و كذلك يصيب بالملل .


    - اقلل من عتاب الناس تكن راشدا و يجعل الله لك من الحشمة في قلوب الناس مالا تقدر على تحصيله بالمال.


    و قد تعرض الشيخ لبعض المسائل الأخرى :

    - الإمام العلم الكبير سفيان بن عيينة سأله رجل عن أحب القولين إليه : ( لأن أعافى فاشكر أحب إلى من ابتلى فاصبر )

    أو ( اللهم أنى رضيت لنفسي ما رضيته لي ) فأجاب سفيان انه يحب المقولة الأولى أكثر ، فلما سأله الرجل

    فقال سفيان : أنى قرأت القران و تدبرته فرأيت صفة نبي الله سليمان عليه السلام مع العافية و

    الملك ( نعم العبد انه أواب ) , و رأيت صفة نبي الله أيوب مع البلاء ( نعم العبد انه أواب ) ، فلما استوت الصفتان و قام

    الشكر مقام الصبر , كان الشكر مع العافية أحب إلى من البلاء مع الصبر .


    - يبحث الرجال عن أربع صفات في المرأة للنكاح ( الجمال – المال – الحسب – الدين ) فلو تزوج رجل من

    امرأة لشوكة أهلها أذلوه ، فلا تخلو حياة من مشاكل و قد يستغل أهلها شوكتهم لتأديبه ، فأي كرامة بقيت لهذا الزوج.


    - كذلك لو تزوج امرأة لمالها اختطفت منه نصف القوامة ، هذا إذا كانت ذات مال و لم تكن صالحة

    - و ينصح الشيخ حفظه الله أي مقبل على الزواج ألا يبحث عن الجمال فقط ، لان الجمال ينتهي و يبقى الدين و الأخلاق


    ماذا بقى إذا ؟؟ بقى الدين ( فاظفر بذات الدين تربت يداك ) أي تعلقت يداك بالبركة .





    يتبع إن شاء الله ..


  2. #2
    مُعلم الصورة الرمزية أفنان أحمد
    تاريخ التسجيل
    Mar 2009
    المشاركات
    1,659
    شكراً و أعجبني للمشاركة
    معدل تقييم المستوى
    2324

    افتراضي

    صناعة الرجال- 2



    _ أول من علمنا صناعة الرجال هو النبي صلى الله عليه و سلم فانه لما دخل المدينة بنى المسجد ثم آخى بين المهاجرين و الأنصار

    و لا تكون صناعة الرجال إلا هكذا , فأول خطوة تقوية الصلة و الرابط بين العبد و ربه , ثم يأتي بعد ذلك أن يكون المرءحميد السيرة مع الناس


    لهذا بدا النبي صلى الله عليه و سلم بالمسجد ليكون العبد موصول بربه عز و جل , ثم ثنى عليه الصلاة و السلام بالمؤاخاة و سهل عليه التقريب بينهم , و وجدنا في قصص المؤاخاة بين المهاجرين و الأنصار قصص عجيبة في البذل والعطاء

    _ كان المسجد يشكل حياة المسلمين جميعا , يدخل العبد المسجد محملا بالخطايا و يخرج منه متطهرا , حيث كان المسجد يؤدى دوره كاملا و رسالته بوضوح , لكن نحن من قصرنا في فهم دور المسجد و جعلناه قاصرا على الصلاةفقط و بالتالي أهملنا في صناعة الرجال
    هذه الصناعة محتكرة لنا عندنا أصولها و لكن ينقصنا الصانعين المهرة
    أفضل دعوة في تامين المجتمع و تامين صناعة الرجال هي الدعوة العلنية

    _ أبى حمزة السكري ( محمد بن ميمون ) رجل مغمور بالنسبة لنا لكنه عملاق وسط رجال الحديث , أراد جاره أن يبيع داره بأربعة آلاف درهم , فجاءه مشترى و استكثر هذا الثمن على هذه الدار , فوضح له الجار أن ثمن الدار ألفى درهم والألفين الأخرى ثمن جيرة أبى حمزة , لما علم أبى حمزة بالموقف أعطى الجار الأربعة آلاف درهم و قال له لا تبع الدار حيث كان معروفا عنه البذل و الكرم

    يقول : ما مرض جار لي حتى قومت مصاريف مرضه و تصدقت بها شكرا لله أن عافاني مما ابتلاه به

    _ العالم قيمه كبيرة , فبجانب العلم يمتاز بالحكمة , فإذا مات العالم احتاجت الأمة زمنا طويلا لوجود عالما أخر مثله

    _ فطرة الناس التفافهم حول رأس , إذا كان التفافهم حول عالم ربانى كان في ذلك الفلاح , لكن لو فقدوا العالم التفواحول أي رأس تجذبهم , و قد يكون التفافهم حول جاهل فيفسد فيهم كثيرا


    يقول الأوزاعي : حيثما كنت فكن بقرب فقيه

  3. #3
    معلم اول أ رياضيات
    مشرف عام ركن القرية الذكية
    الصورة الرمزية محمد عبدالمنعم الملط
    تاريخ التسجيل
    Jun 2009
    الدولة
    إدارة غرب الزقازيق التعليمية مديرية التربية والتعليم بالشرقية
    المشاركات
    865
    شكراً و أعجبني للمشاركة
    معدل تقييم المستوى
    1448

    افتراضي

    شكراااا على الموضوع الرائع





  4. #4
    عضو مميز الصورة الرمزية noha77
    تاريخ التسجيل
    Oct 2009
    العمر
    37
    المشاركات
    535
    شكراً و أعجبني للمشاركة
    معدل تقييم المستوى
    1107

    افتراضي

    جزاكم الله خير ا استاذة أفنان
    وجعله الله في ميزان حسناتكم
    وربنا يشفي الشيخ ويعافيه ويعفو عنه
    ويحفظه من كل سوء يارب العالمين
    والله انى افتخر ان هذا الشيخ الجليل من بلدي كفرالشيخ

  5. #5
    مُعلم الصورة الرمزية أفنان أحمد
    تاريخ التسجيل
    Mar 2009
    المشاركات
    1,659
    شكراً و أعجبني للمشاركة
    معدل تقييم المستوى
    2324

    افتراضي

    اقتباس المشاركة الأصلية كتبت بواسطة محمد عبدالمنعم مشاهدة المشاركة
    شكراااا على الموضوع الرائع




    جزاك الله خيرا على المرور الكريم

    منازل السالكين الى الله - محاسبة النفس

    إن السائر الى الله تبارك وتعالى لابد أن يمر على منازل ولابد أن ينزل فى هذه المنازل

    وهذا السفر الى الله تبارك وتعالى يشبه السفر الحسى تماما فلو أنك مسافر الى العمرة بالسيارة ...فهذا طريق طويل وشاق ، فاذا لم يكن على جانبى هذا الطريق فنادق أو محطات وقود فانك ستنقطع حتما وتتوقف لأنك لابد لك أن تستريح وأن تتزود بوقود السيارة التى تحملك وتنطلق بك الى غايتك .

    ولابد أيضا أن يكون للطريق علامات تشير الى الغاية وان لم تكن فى الطريق علامات تهت ودخلت فى طريق غير الطريق الذى أردت أن تسلكه لتبلغ غايتك .

    وقد ذكر الله عز وجل الطريق المعنوى الذى هو الهداية بعد الطريق الحسى ، قال تعالى :" والخيل والبغال والحمير لتركبوها وزينة " وانما يركب المرء هذه الأنعام ليصل الى غايته ثم قال تبارك وتعالى :" وعلى الله قصد السبيل ومنها جائر ولو شاء لهداكم أجمعين " ... فهذا هو الطريق الى الله عز وجل وأنه هو الذى يهدى سالكه اليه .

    والطريق الى الله عز وجل على جانبيه منازل كالفنادق فلابد أن تنزل فى هذا الفندق لكى تأكل وتشرب وتستريح ثم تنطلق فاذا تعبت وجدت فندقا آخر أكلت وشربت واسترحت ثم انطلقت وهكذا ...حتى تصل الى غايتك .

    •فالمنازل الى الله عز وجل كثيرة ولابد أن تنزل فيها طالما سلكت الطريق الى ربك .

    وفى شهر رمضان وفى يوم 20 منه يقبل الناس عادة على العبادة ثم بعد ذلك تفتر هممهم فيرجعون الى الاهمال مرة أخرى فيا ترى ما هو السبب الذى يجعلك ترجع الى الله فى رمضان وتدبر عنه فى غير رمضان ؟

    فالطبيب لذا عجز عن تشخيص العلة فلن يعطيك دواء ناجحا ، فالطب فى حقيقته هو معرفة العلة ، هذا هو الأصل ثم كتابة الدواء فرع على معرفة هذه العلة .

    فما هو الداء الذى يتلبس المرء به ليقصيه عن ربه فى غير رمضان ؟

    هذا الداء بسبب أن المرء فوّت منزلا من المنازل كان لابد أن ينزل فيه وهذا المنزل اسمه " منزل المحاسبة " أو " محاسبة النفس " ، وكل بلاء يكون بسبب ترك هذا المنزل لأن هذا المنزل يؤدى الى منزل آخر هو أعظم وأشرف منه ولابد للعبد منه من ساعة أن يُكلف حتى يموت ألا وهو " منزل التوبة " ، فلا يستطيع المرء أن يفارق هذا المنزل طرفة عين . ولماذا ؟ لقوله صلى الله عليه وسلم : " كل بنى آدم خطّـــــــاء " يخطئ فيتوب ثم يخطئ فيتوب وهكذا ... فهو مخطئ بعدد الأنفاس .



    -أحد السائرين اليقظين جلس مرة فحسب عمره فوجد أنه ابن 60 سنة فحول السنين الى أيام واذا هو عاش 21900 يوم فاستهول هذا الرقم ولم يدرى بنفسه الا وهو يصرخ وقال لو أنى أذنب كل يوم ذنبا واحدا أفألقى الله بــــ 21900 ذنب ، هذا رجل متيقظ تلبس بمنزلة اليقظة فنفعته هذه اليقظة .

    - وقال رجل مثل هذا اليقظ .... سأله الفضيل بن عياض كم مضى من عمرك ؟ قال مضى من عمرى 60 عام ، قال له : أنت منذ 60 عام وأنت سائر الى الله وتوشك أن تبلغ المنزل ( وهو القبر وهو أول منازل الآخرة ) فكأن الرجل بوغت وفوجئ فقال : إنا لله ، وما العمل يا أبا علي ؟ قال له : أحسِِِِِِِِِن فيما بقى يُغفر لك ما مضى .

    -فان الرب ودود وشكور ورحيم وكم من عاصٍ نزل فى جب العصيان فرفعه فجعله على قمة الولاية ... ليس بين الله وبين عباده خصومة أنت عبده وصنعته وأنزل لك الكتب وأرسل لك الرسل وجعل لك على الشيطان سبيلا ولم يجعل للشبطان عليك سبيلا .... فاذا فعلت الشئ الكثير من الذنب وتبت أسقط عنك المؤاخذة ولا يعاتبك ولا يثنى عليك العقوبة مرتين فهذا ليس من فعل الكريم فالكريم يسقط العقوبة فإن كان لابد أ، يعاقب عاقب مرة ولم يعاقب مرتين فاذا آخذك فى الدنيا لم يؤاخذك فى الآخرة ........أين تجد مثل هذا الرب ؟!!!!

    - لماذا تشتد فرارا منه ؟!!! كأنما هو عدو لك ! ولماذا وضعت يدك فى يد عدوك وعدوه ألا وهو الشيطان ؟!! قال تعالى : " أفتتخذونه وذريته أولياء لكم وهم لكم عدو بئس للظالمين بدلا "

    - يقول أبو نواس : عجبْتُ لإبليس فى كِبْرِه والذى أظهر فى نخوته تاه على آدم فى سجدته وصار قوادا لذريته ، ياللعجب !! إنما رفض أن يسجد لآدم كِبْراً ونخوة قال : أأسجد لمن خلقت طينا وقال : أنا خير منه ( يعنى عنده نخوة ولا يريد أن يسجد للطين ) اذاً كيف صار قوادا للفساق ولأهل الدعارة والزناة والفجور ؟

    أين نخوته التى ظهرت فى ترك السجود لآدم ، كان المفترض طالما أنه عنده نخوة وعنده كبر واباء أنه لا ينزل لهذا المستنقع . لكن ... يرفض أن يسجد لآدم ويرفع عقيرته على ربه ويبدى اعتراضه على أمره ثم يكون قوادا للفساق وأهل الدعارة ؟ أين نخوته اذا ؟ هذا هو الشيطان المتلبس بالمستنقع والقاذورات والنجاسات كلها ، هذا ! تتخذونه وذريته أولياء من دون الله وهم لكم عدو ؟ " بئس للظالمين بدلا " فدعى الله عليهم .. ومن يلعنه الله لا تتركه اللعنة ختى جهنم .

    فالمسألة خطيرة وينبغى أن تعرف لماذا خُلِقت ؟ " أفحسبتم أنما خلقناكم عبثا وأنكم الينا لا ترجعون فتعالى الله "

    - جعل الله عز وجل لك الحجة والسلطان على الشيطان وليس العكس . فاذا قال الشيطان : لا أزال أغويهم ما بَقِيَت فيهم الروح . قال الله عز وجل : وأنا لا أزال أغفر لهم ما بقيت فيهم الروح . فلماذا تشتد هربا منه وهو هو وأنت أنت ، هو هو فى عُلوُه وقدرته وأنت أنت فى الأرض مخلوق من تراب وتمشى على تراب ويُدَاس عليك بعد الموت .... خفف الوطا ماأظن أديم هذه الأرض الا من هذه الأجساد....

    فأين القبور من عهد عاد ؟ فأنت تمشى بنعليك على من سبقك ويأتى اللاحق فيمشى بنعليه عليك ، اعرف قدرك اذا ..أنت عبد شئت أم أبيت فكن عبدا مختارا لا مكرها والعبد المختار هو الذى إذا أُمِرَ أتى طواعية ، واذا لم يأتى طواعية سيكون عبدا بالقهر قال تعالى :"ان كل من فى السماء والأرض الا آتى الرحمن عبدا" لابد أن تكون عبد ولكن من أى نوع أنت ؟ هناك عبد سيساق الى النار ذليل خاضع منكسر القلب ..لماذا لا تكون عبدا محترلاما وتأتى طواعية بدل الاكراه ؟؟!!!

    والقرآن يخاطب الذين آمنوا ليكونوا عبادا بالاختيار.



    -فهؤلاء الذين يتيقظون فى رمضان ثم ينتكسوا الذى حدث معهم أنهم نزلوا منزل المحاسبة غمضة عين ، فكيف اذا إطمأن ونزل منزل المحاسبة وأجال فكره وخاطره لاشك أنه سيكون منتفعا أ:ثر بكثير من رجل نزل ثم خرج .

    -فمنزل المحاسبة ..ما أركانه وما صفاته ؟كثير من الناس يرجع ولا يعرف لماذا رجع ويدبر ولا يعرف لماذا أدبر والسبب أنه لم يعرف معنى المحاسبة ومعنى النفس ...فكل كلمة لها معانى .

    فمثلا..تختلف المطالع فى بلاد المسلمين وهناك من لا يقوم الا ليلة 27 فمن أدراك أن هذه هى ليلة القدر ؟ ويا ترى ؟أنحن أسعد بالليلة أم الذين سبقونا بيوم أم الذين تأخروا عنا بيوم ؟ وحتى تريح نفسك لا تكن كالذى يعبد على شفا جرف هار فهل هو يتملق ربه فى هذه الليلة ؟ أفيخدع الله ؟ هذا لم يعرف معنى محاسبة النفس .

    ..وأمرنا النبى أن نجتهد فى العشرة الأواخر كلها ..فمن أقام العشر الأواخر كلها أصاب ليلة القدر حتما .

    * ما معنى محاسبة النفس ؟

    -هاتين الكلمتين مثل الشجرة لها أصل وفرع أما الأصل فهو النفس فهل تعرفى شيئا عن نفسك ؟ وهل تعرفى شيئا عن النفس عموما ؟

    أما النفس : فهى ظلومة جهولة هذا هو أصل خلقتها ويزول ظلمها وجهلها بقدر ما يدخل عليها نور الوحى ، فاذا كانت ظلومة جهولة فلن تأمرك بخير أبدا.." إن النفس لأمارة بالسوء إلا ما رحم ربى " ولنلاحظ فى هذه الآية الكريمة : ( إنّ – واللام ) حرفان تأكيد – أتى مؤكدان فى ثلاث كلمات فقط ، أي : هى هى لا يأمر بالسوء غيرها إلا ما رحم ربى وعصمها ونفعها بما أُنزل على محمد صلى الله عليه وسلم .

    يقول الشاعر : والظلم من شيم النفوس فإن تجد ذا عفة فَلِعِلة

    فالانسان ظالم بطبعه لكنك تجد من هو عفيفا حليما متسامحا ... لماذا ؟؟ لعلة ما ، فالعلة إما أن تكون :

    - تقوى وخشية من الله وهى أعظم العلل

    -وإما أن يكون جبنا وخوفا ممن هو أقوى منه فأظهر العفة وأظهر المسامحة .

    -وإما أن يكون تملقا ونفاقا لتحصيل مصالح .....واما واما عدى من العلل ما شئتِ .



    لكن النفس فى الأصل ظالمة والحلم طارئ وقد وصف الله عز وجل المرء بهذين الوصفين اللازمين فقال تعالى : " إنا عرضنا الأمانة على السماوات والأرض والجبال ف؟أبين أن يحملنها وأشفقن منها وحملها الانسان إنه كان ظلوما جهولا " هكذا خُلِق قال تعالى : " والله أخرجكم من بطون أمهاتكم لا تعلمون شيئا " ثم يُدْخِل عليه من أنوار الوحى وكلام النبى ما يزيل هذا الجهل .



    * ما هو الكلب العقور ؟

    اذا نفسك التى بين جنبيك كلبٌ عقور ( والكلب العقور هو الذى يعض )

    يقول العتابى مررت بديل راهب فناديته : أيها الراهب ..أيها الناسك ، فلم يرد على أحد فقال : يا صاحب الديل فخرج اليه وقال : ماذا تريد ؟ قال : ناديت عليك مرة فلم تجيبنى ، قال : لأنك ناديتنى بغير اسمى فأنا لست راهبا ولست ناسكا أنا كلبٌ عقور حبست نفسى فى هذه الصومعة كى لا أعقر الناس ، فنفسك التى بين جنبيك كالكلب العقور متى تركت لها الحبل على الغارب عقرت الناس جميعا فتخيل أنت أن لديك كلب عقور اذا لم تربطه فى حبل أو عمود آذيت الناس جميعا نفسك كذلك .... أتترك هذه النفس هكذا ؟!!

    هذه هى النفس التى أهملت النظر اليها ولأأهملت رعايتها وأهملت محاسبتها ، ولذلك لو لم ينتبه العبد مضى الى الله عز وجل خاسرا ، اذاً لابد من محاسبة هذا الكلب العقور .

    كثير من الناس يريد محاسبة نفسه ولكنه لا يدرى من أين يبدأ ولا من أين ينتهى ولا كيف يرتب أفكاره واذا لم يرتب المرء أفكاره لا يستطيع أن يقول كلاما مرتبا معقولا مفهوما .



    ما معنى المحاسبة ؟

    أولا : دليلها من القرآن : قال تعالى : يا أيها الذين آمنوا اتقوا الله ولتنظر نفس ما قدمت لغد واتقوا الله إن الله خبير بما تعملون "

    وقال تعالى :" ولا أقسم بالنفس اللوامة "قال الحسن البصرى رحمه الله : ( لا تجد المؤمن إلا معاتبا نفسه " ، ان تكلم بكلمة قال لها : ماذا أردتى بهذه الكلمة ؟ أردتى وجه الله أم أردتى الناس ؟ وان أكل الأكلة قال لنفسه : ماذا أردتى بهذه الأكلة ؟ تأكلى وتشربى وتصحى لتتم لكِ الشهوة ؟ أم لتتقوى على عبادة الله بصحة؟ واذا شرب الشربة .......وهكذا

    -أما العاجز فيمضى قُدُماً لا يعاتب نفسه ، وهذه النفس اللوامة لا تدع المؤمن يهنأ بشئ دائما تعاتبه ( ماذا فعلتى ؟ أفيرضبك هذا ؟ كيف تقولى لربك غدا اذا لقيتيه ؟ أكسرت قلب هذه ؟ زظلمت هذه ؟وغششت هذه ؟ ) لا تدعه ولا يستطيع أن ينام منها ولا يستريح .

    وقد أشار النبى صلى الله عليه وسلم الى هذه النفس اللوامة أى نفس المؤمن التى تلومه دائما فقال فى الحديث الذى رواه الترمذى وأحمد وحسنه الترمذى: " أخرج الإمام أحمد في مسنده والحاكم في مستدركه على الصحيحين من حديث النواس بن سمعان الكلابي رضي الله عنه قال: قال رسول الله صلى الله عليه وآله وسلم: (ضرب الله مثلاً صراطاً مستقيماً، وعلى جنبتي الصراط سوران، فيهما أبوابٌ مفتحةٌ، وعليها ستورٌ مرخاة، وعلى رأس الصراط داعٍ، يقول: هلم -عباد الله- إلى الصراط ولا تتعوجوا، وفوق الصراط داع، كلما أراد الإنسان أن يفتح باباً قال: ويحك! لا تفتحه؛ فإنك إن فتحته تلجه. فالصراط: الإسلام، والسوران: حدود الله عز وجل، والأبواب: محارم الله تعالى، والداعي على الصراط: كتاب الله عز وجل، والداعي من فوق الصراط: هو داعي الله عز وجل في نفس كل مسلم) . وهذا حديث صحيح، وهو من أجمل الأحاديث وأعذبها، وهو كثير الفوائد! والمقصود من ضرب المثل: تبيين الفكرة المجملة؛ لأن العمل بالشيء فرعٌ عن تصوره، فإذا تصورت الشيء عملته.



    دائما يسمع الوعظ ونفسه تلومه ، فتأملى أختى هذا المثل ما أروعه وما أعجبه .



    - ما من عاصى يفعل العصيان إلا وهو يعلم أنه عصيان ، فاذا قلت له لم فعلت ؟ يقول : أنا لا أدرى . بل كل انسان بصير بنفسه وبما يفعل ولكن كلما سألته يلقى معاذيره .. يعتذر يقول ما كنت أعرف ..اشتبه على ، ولكن أنت فى حقيقة الأمر تعرف نفسك جيدا ، قال تعالى : " بل الانسان على نفسه بصيرة ، ولو ألقى معاذيره " - فهذا الواعظ فى داخل نفسك كلما اقتبت من محارم الله يقول لك " ويحك ، لا تفتح الباب فانك متى فتحت الباب ولجتهواذا دخلت على محارم الله عذبك "

    - كان السالفون من الفضلاء لا يتركون أنفسهم بلا محاسبة .. عن أنس بن مالك قال : كنت مع عمر بن الخطاب فى بستان فابتعد عمر عن أنس ويقول أنس : وبينى وبينه حائط فسمعنه يقول :" بخ بخ عمر بن الخطاب أمير المؤمنين ، والله يا ابن الخطاب لتتقين الله أو ليعذبنك " يُسمع نفسه الكلام ....أخيانا تكون المعانى بداخل قلبك لكن تحتاج أن تسمعها قلبك .

    - وما ينسب الى عمرأنه قال : " حاسبوا أنفسكم قبل أن تحاسبوا وزنوا أعمالكم قبل أن توزن عليكم وتزينوا ليوم العرض الأكبر يوم تعرضون على الله لا تخفى منكم خافية

    -هناك راو ثقة اسمه سعيد بن السائب الكوفى ، قال عنه تلميذه سفيان بن عيينة : " ما رأيت أسرع دمعة من سعيد ، كان يبكى دهره كله إن صلى فهو يبكى وإن طاف فهو يبكى وإن رأيته فى الطريق فهو يبكى ....فعاتبه رجل على ذلك ...فقال له سعيد : " هذا بدلا من أن تلومنى على تقصيرى وتفريطى فانهما قد استوليا على " فلما رأى الرجل منه ذلك تركه كان يجزئه أن تحركه فقط حتى ترى دموعه كالقطر ، يكفى أن تقول له " اتق الله " ما الذى جعل قلبه ساخناً فذرف الدمع الثخين ؟؟؟ ما هى الا المحاسبة ...محاسبة النفس ..

    -وهذا أحد العظماء من أمة ملآنة بالعظماء الكبار وهى أمة ولاّدة اذا كانت الجماهير لا تعرفه فان الله يعرفه وهو إبراهيم التيمي قال : " مثلت نفسى فى الجنة آكل من ثمارها وأشرب من أنهارها وأعانق أبكارها ، ثم مثلت نفسى فى النار أعانى من حرها وأشرب من صديدها وأتوجع من أغلالها ، فقلت يا نفس ماذا تريدين ؟ ( أى وهى فى النار ) قالت : أريد أن أرجع الى الدنيا فأعمل صالحا فقال : أنتِ فى الأمنية فاعملى " أنتِ مازلتِ على قيد الحياة فاعملى .

    واذا قيل للمجرم وهو على شفير النار ماذا تريد ؟ لقال كما ذكر الله عز وجل : " ولو ترى اذ وُقُفُوا على النار فقالوا يا ليتنا نُرَد ولا نكذب بآيات ربنا ونكون من المؤمنين " ولو رُدوا لعادوا لما كانو عليه قال تعالى : " بل بدا لهم ما كانوا يخفون من قبل ولو رُدوا لعادوالِما نُهوا عنه وانهم لكاذبون " سيسلك نفس السيرة الأولى ..والذى يخبر عنهم هو ربهم الذى فطرهم وخلقهم وهو خبير بنفوسهم . أنتِ مازلتِ حيةً ...فاعملى قبل أن يُقَال لكِ : ماذا تريدين ؟؟

    - كيف خفت المحاسبة على السلف الأول وكبرت علينا ؟؟

    ذلك بسبب الجهل التام بمعنى المحاسبة ، فيا أيتها السائرة الى الله تبارك وتعالى وترجو النجاة غدا وترجى أن تسيرى بنفس قوة دفع الايمان بعد رمضان ولا ترتدى على أدبارك مهملة غدا ؟اعلمى معنى المحاسبة واعلمى أن للمحاسبة ثلاثة أركان : فهى مثل الفندق له ثلاثة أعمدة تقوم عليها فما هى ؟

    1-أن تقايسى بين نعمته عليكِ وجنايتكِ ، وتجرى المقارنة .

    2-أن تعلمى ما له عليكِ من حق العبودية ووجوب الطاعة واجتناب المعصية ، أى تعرفى ما لكِ وما عليكِ فتؤدى ما عليكِ أما ما هو لكِ فواصل يقيناً

    3-أن كل طاعة عملتيها فرضيتِ عن نفسكِ فيها فهى عليكِ وأن كل معصية عيرتى بها غيركِ فهى اليكِ .

    -اذا أردتى أن تحاسبى نفسكِ فلتعلمى أن حسابكِ لنفسكِ اليوم مهما كان مُراً فهو أخف بكثير جدا من أن تقفى بين يدى ربكِ يقول لكِ : فعلت لك ِ فماذا فعلتِ أنتى ؟

    -والمسألة ليست مسألة عتاب خالى من الجزاء ، فعلت لك كذا فماذا فعلتِ أنتى ؟ لا جواب ..وفعلت لكِ ماذا فعلتى ؟ لا جواب ...فى النهاية هى النار ..فهو عتاب بعده جزاء .

    -العاقل الذى يعلم أنه لابد أن يصل الى منزله فى يوم من الأيام لا يهمل أبدا هذه المحاسبة .

    -أول شئ يلجم لسانكِ ويكسر قلبكِ ويجعل بصركِ خاشعاً قى الأرض : أن تقايسى بين نعم الله عليكِ وبين جنايتكِ ، هذا الركن فى الحقيقة كافى جدا لانهاء المسألة قال تعالى : وإن تعدوا نعمة الله لا تحصوها إن الانسان لظلومٌ كفار "

    " وإن تعدوا نعمة الله لا تحصوها إن الله لغفورٌ رحيم " – هذه الآية انتهت بأن الله غفور رحيم – لأنه سبحانه لو آخذنا بما قصرنا ما ترك على ظهرها من دابة .

    = هنا فى هذه الآية الكريمة لفتة طريفة للعلماء كلمة نعمة هى مفردة فأنتِ لا تستطيعى أن تعدى ما بالنعمة الواحدة من النعم فكيف بالنعم كلها ؟؟ سبحان ربى الخلاق

    فالعين هذه نعمة واحدة ولكن تشمل على نعم كثيرة .. الحدقة –الشبكية- الخلايا الدمعية الرموش بحركتها الدائمة لتوزيع الدمع والتخلص من الشوائب دون أن تتضايقى من هذه الحركة المتصلة .........الخ كذلك نعمة البنكرياس والكبد والقلب ...والمخ ما هى هذه الذاكرة التى تحفظ القرآن كاملا ولا يتفلت حرف وتتذكر أحداث 50 أو 60 عام قال أحد الباحثين أنه لو أحضر ورقة بحجم الكرة الأرضية بملايين المرات لرسم خلايا المخ على أن تكون كل خلية تساوى سن قلم (نقطة )لن نحيط بعدد خلايا المخ ، " وإن تعدوا نعمة الله لا تحصوها أن الانسان لظلوم كفار " كل هذه النعم ويذهب لعبادة صنم أو حجر حقا انه ظلوم كفار !!!!

    " وما بكم من نعمة فمن الله ثم اذا مسكم الضر فاليه تجئرون "

    - فكل نعمة عليك فهى من الله ولكن يجب أن تعرفى أن كل نعمة يكون فى مقابلها عمل وشكر فهى منّة ...وإلاّ فهى حُجّة . انتبهى للكلام فهذا كلام غالى ونفيس ذكره العلماء فى كتبهم .

    مثال : أعطاكِ الله نعمة الأولاد وحرم آخرين فاذا أديتى الحق الذى عليكِ فى تربية الأولاد كانت منّة وتصلى بهم الى الدرجات العليا من الجنة ، فكل ما يعمل ابنك حسنة أنتى من علمتيه توضع فى صحيفتك ، قال تعالى :" الذين آمنوا واتبعتهم ذريتهم بايمان ألحقنا بهم ذريتهم وما ألتناهم من أعمالهم من شئ كل امرئ بما كسب رهين " وقال رسول الله صلى الله عليه وسلم : " إن الرجل ليصل الى الدرجة فى الجنة يقول يارب ما عملت لها ؟ قال : هذا باستغفار ولدك لك " ولابد ان يكون الولد صالح ليُقبل منه .

    وإذا لم تقومى بما أوجبه الله عز وجل عليكِ من رعاية النعمة كانت حُجّة عليكِ .

    قال رسول الله صلى الله عليه وسلم :" يُؤتى بالرجل يوم القيامة فيقول الله عز وجل له : أي فُلْ ألم أذ1رك ترأس وتربع وأُزوجك النساء وأركبك الخيل والابل أين شكرك ؟ قال : أي ربى نسيت ، قال : اليوم أنساك . "

    -نرى كثير من العبا يلومون الله على ما نزل بهم ( لم أنا يارب ؟ ماذا فعلت لأبتلى ؟ ) ويعترضون على قضاء الله مع أنه سبحانه يوم ابتلاه بهذه المصيبة قصد أن يؤبه ويرجعه فهلا رجع ؟ وهلا قال أنا مخطئ ؟ وهلا قال اللهم بك أستجيرفاكشف عنى ، والله عز وجل ودود فلو قال هذا كان رفع عنه ، كان من الواجب اظهار الذل والاخبات والندم ولكن قست قلوبهم .



    -جاء أحدهم لأحد العلماء يشكو الفقر فقال له : أتريد سمعك بمئة ألف ؟ قال : لا قال له : أتريد بصرك بمئة ألف ؟ قال : لا . قال له : ورجلك ويدك وقلبك ........الخ قال : لا .قال له العالم : عندك مئين ألوف وجئت تشكو الفقر ؟!!! كل هذه المليارات . فأنت أيها الانسان غالى جدا . قال تعالى :" وفى أنفسكم أفلا تبصرون " فلو ملك أحدهم الدنيا وفقد بصره فيدفع كل ما يملك ليعود اليه بصره .

    -وقيل أن هارون الرشيد أخر صلاة العصر مدة نصف ساعة ، وكان قديما الحكام والملوك يقربون العلماء منهم لنصحم ومشورتهم ، فأراد أبو يوسف العالم أن يقوم بما أوجبه الله تعالى عليه من النصح فقال له : لو أنك تسير فى صحراء واستبد بك العطش وظهر لك أحدهم بكوب ماء وقال لك أتشترى ؟ فكم تفع ؟ قال له : أدفع نصف مملكتى ( وما هى مملكة هارون الرشيد ؟ كان يخطب على المنبر فيرى السحابة تمر فيقول لها : أمطرى هنا او أمطرى هناك فسيأتينى خراجك )

    قال له العالم : شربت الماء ثم انحبس فيك البول فكم تدفع ليعالجك طبيب ؟ قال له : النصف الآخر . قال أبو يوسف : يا أمير المؤمنين مملكة لا تساوى شربة ماء، الله سقاكاها مجانا وصرفها لك مجانا .

    •انتبهى لا تقابلى نعم الله بجنايتك .

    • ما وجدنا أعبد من نبينا محمد صلى الله عليه وسلم كان يصلى حتى تتورم قدماه ، ويقول : " أفلا أكون عبدا شكورا " وهذه هى سيما أهل الوفاء .

    •ومع ذلك يقول صلى الله عليه وسلم : " اعلموا أنه لن يدخل أحد منكم الجنة بعمله ، قالوا : ولا أنت يا رسول الله ؟ قال : ولا أنا إلا أن يتغمدنى الله برحمته "

    فأنتى عندما تستحضرى أن النبى صلى الله عليه وسلم مع جلالة قدره وعظم عبادتة ومكانته عند ربه لن يدخل الجنة بعمله ...اذا اغسلى يدكِ وابحثى لنفسكِ عن مخرج فعملك لن يوصلك .. اللهم عاملنا بالفضل ولا تعاملنا بالعدل .

    نعود الى الركن الأول من أركان المحاسبة : مقايسة نعم الله بجنايتكِ

    " وان تعدوا نعمة الله لا تحصوها "

    الله عز وجل عجزنا أن نحيط بالنعم فى النعمة الواحدة كيف بل النعم ؟!!!

    اذاً يا ربى كيف أوفى كل هذه النعم بالشكر ؟؟؟؟؟؟؟؟



    قال ابن تيمية :" اذا عملت طاعة فلم تقبل منك فاتهم نفسك فإن الرب شكور "

    فلو أن الانسان عنده ضمير وأخلاق أعتقد أن هذا الركن يكون كافيا لأن يرجع الى الله عز وجل ولا يقيم على معاصى الله طرفة عين .


  6. #6
    عضو فعال الصورة الرمزية عبــــدالــــرحمـــــن
    تاريخ التسجيل
    Jul 2009
    العمر
    42
    المشاركات
    1,444
    شكراً و أعجبني للمشاركة
    معدل تقييم المستوى
    2024

    افتراضي

    جزاكم الله خيرآ
    وثقل به موازينكم
    المقال ملئ بالمقاطع الرائع



    المرء يحب القوم و لما يلحق بهم ، فقال عليه الصلاة و السلام المرء مع من أحب


    و ينصح الشيخ حفظه الله أي مقبل على الزواج ألا يبحث عن الجمال فقط ، لان الجمال ينتهي و يبقى الدين و الأخلاق



    لا تكون صناعة الرجال إلا هكذا , فأول خطوة تقوية الصلة و الرابط بين العبد و ربه , ثم يأتي بعد ذلك أن يكون المرءحميد السيرة مع الناس




    فان الرب ودود وشكور ورحيم وكم من عاصٍ نزل فى جب العصيان فرفعه فجعله على قمة الولاية ... ليس بين الله وبين عباده خصومة أنت عبده وصنعته وأنزل لك الكتب وأرسل لك الرسل وجعل لك على الشيطان سبيلا ولم يجعل للشبطان عليك سبيلا .... فاذا فعلت الشئ الكثير من الذنب وتبت أسقط عنك المؤاخذة ولا يعاتبك ولا يثنى عليك العقوبة مرتين فهذا ليس من فعل الكريم فالكريم يسقط العقوبة فإن كان لابد أ، يعاقب عاقب مرة ولم يعاقب مرتين فاذا آخذك فى الدنيا لم يؤاخذك فى الآخرة ........أين تجد مثل هذا الرب ؟!!!!


    مقال رائع كعاده مقالاتك

  7. #7
    مُعلم الصورة الرمزية أفنان أحمد
    تاريخ التسجيل
    Mar 2009
    المشاركات
    1,659
    شكراً و أعجبني للمشاركة
    معدل تقييم المستوى
    2324

    افتراضي

    اقتباس المشاركة الأصلية كتبت بواسطة noha77 مشاهدة المشاركة
    جزاكم الله خير ا استاذة أفنان
    وجعله الله في ميزان حسناتكم
    وربنا يشفي الشيخ ويعافيه ويعفو عنه
    ويحفظه من كل سوء يارب العالمين
    والله انى افتخر ان هذا الشيخ الجليل من بلدي كفرالشيخ
    وخيرا جزاكِ أختى الكريمة
    تقبل الله دعاءنا ودعاءكم
    ونعم الفخر ما تفخرين به
    *************

    بسم الله والحمد لله والصلاة والسلام على رسول الله


    الدين النصيحه


    روى الامام مسلم فى صحيحه من حديث تميم رضى الله عنه ان النبى صلى الله عليه وسلم قال :الدين النصيحه قلنا لمن يارسول الله: قال: لله ولكتابه ولرسوله وللأئمة المسلمين وعامتهم


    فالنصيحه واجب الامر بالمعروف والنهى عن المنكر وقد أجوزها الرسول صلى الله عليه وسلم فى هذه الكلمه البديعه الجامعه (الدين النصيحه) فجعل الدين كله فى النصح


    معنى النصيحه عند العلماء



    :قال العلماء : وأصل النصح مأخوذ من قولك نصحت العسل (اى صفيته) فأنت اذا نصحت أخاك فصفى له النصيحه صفيها من الكدر ولا تغش فان الغاش فى النصيحه لايدخل الجنة والغاش فى النصيحه سلفه ابليس فانه قال لآدم وزوجه مانهاكم ربكما عن هذه الشجره الا أن تكونا ملكين او تكونا من الخالدين وقاسمهما انى لكما من الناصحين فدلهما بغرور أى اغتر بالقسم ما ظن ابدا ان يكون حالفا بالله غاش. ولذلك اغتر لما سمع اسم الله عز وجل فى القسم .

    وقد يقال ان النصيحه مأخوذه من المنصحه والمنصحه هى ابرة الخياطه فكأنك اذا نصحت لأخيك تلم شعثه كما تلم الابره الرقعه .

    ومنه قوله تبارك وتعالى ( يا أيها الذين آمنوا توبوا الى الله توبة نصوحه ) فان الذنب يمزق الدين والتوبة ترقعه.

    وهكذا لم يترك الرسول الكريم اى جانب من جوانب الحياه الا وسدد اليها سهم النصيحه




    كثرة المطاعن المسدده للمسلمين


    أيها الاخوه نحن فى زمان فتنه ومن طبائع الفتن انها تدع الحليم حيران عندما أرسل بصرى لأنظر واقعنا اشعر بغصه شديده فى حلقى واشعر بحاجه ماسه الى الخير والسبب فى ذلك كثرة المطاعن المسدده الى المسلمين ونحن والحمد لله لم ندعى قط ان كل من أعفى لحيته فهو فاضل بل هناك رجال اعفوا لحاهم وهم يحتاجون الى التعزير المستمر وما المشكله فى التعزير فنحن بشر !! ولكن القصد من ذلك معروف وهو التشويه الدائم المتعمد لهذا التيار كله واذا جمعنا كل هؤلاء الذين اعفوا لحاهم بما فيهم من بؤساء وضعفاء أليس فيهم فضلاء أليس فيهم صالحون !! الجواب :نعم .فلماذا ذكرهم دائما بانهم ارهابيون ومتذمتون وهم فجره لايوجد فيهم فاضل واحد!! فهذا ليس من النصح وانما من الغش والخداع والتزوير

    النصيحه000 الغش فيها مشكله لان الغش يأتيك من حيث تريد الصدق واذا غش المرء فى الصدق فأين المخرج,لذلك ينبغى على كل متكلم وكاتب ان يعلم انه سيقف امام الله غدا وانه سائله على كل كلمه كتبها ماذا يريد بها فلا تكتب بكفيك غير شىء يسرك فى القيامه ان تراه.




    انصح الناس للناس هم الأنبياء


  8. #8
    ادارة الموقع الصورة الرمزية نعمه محمود
    تاريخ التسجيل
    Mar 2009
    الدولة
    في بيتنا
    العمر
    47
    المشاركات
    6,041
    شكراً و أعجبني للمشاركة
    معدل تقييم المستوى
    10

    افتراضي

    تسلم ايدك استاذة أفنان
    اللهم أشف أبا اسحق الحوينى

  9. #9
    مُعلم الصورة الرمزية أفنان أحمد
    تاريخ التسجيل
    Mar 2009
    المشاركات
    1,659
    شكراً و أعجبني للمشاركة
    معدل تقييم المستوى
    2324

    افتراضي

    اقتباس المشاركة الأصلية كتبت بواسطة amrelblassy مشاهدة المشاركة
    جزاكم الله خيرآ
    وثقل به موازينكم
    المقال ملئ بالمقاطع الرائع


    اللهم آمين
    جزاكم الله خيرا وعلمنا ما جهلنا

    محاضرة : القلب ملك البدن

    إن الحمد لله تعالى، نحمده ونستعينه ونستغفره، ونعوذ بالله تعالى من شرور أنفسنا، وسيئات أعمالنا، من يهده الله تعالى فلا مضل له، ومن يضلل فلا هادي له، وأشهد أن لا إله إلا الله وحده لا شريك له، وأشهد أن محمداً عبده ورسوله

    وزن العبد عند الله بقلبه لا ببدنه


    إن المرء يوزن عند الله عز وجل بقلبه لا بجسمه، ولذلك دعا إبراهيم الخليل ربه تبارك وتعالى بدعوات، أبان لنا بهذه الدعوات أن الأمر كله معلق بسلامة القلب، فقال: وَلا تُخْزِنِي يَوْمَ يُبْعَثُونَ * يَوْمَ لا يَنْفَعُ مَالٌ وَلا بَنُونَ * إِلَّا مَنْ أَتَى اللَّهَ بِقَلْبٍ سَلِيمٍ [الشعراء:87-89]. القلب: هو ملك البدن

    الملك والرعية


    وإذا طاب الملك طابت رعيته، وإذا فسد الملك فسدت رعيته، كما قال النبي صلى الله عليه وسلم: (إن الأعضاء تكفر اللسان، تقول له: يا لسان! اتق الله فينا فإنما نحن بك، إذا استقمت استقمنا وإذا اعوججت اعوججنا).


    (أَفَرَأَيْتَ إِنْ مَتَّعْنَاهُمْ سِنِينَ * ثُمَّ جَاءَهُمْ مَا كَانُوا يُوعَدُونَ * مَا أَغْنَى عَنْهُمْ مَا كَانُوا يُمَتَّعُونَ )

    روى أبو العلي القشيري محمد بن سعيد الحراني ، في تاريخ الرقة ، في ترجمة ميمون بن مهران ، وميمون هذا كان كاتباً لـعمر بن عبد العزيز رضي الله عنه. شعر ميمون بن مهران بقسوة في قلبه، وكان قد تقاعد، فقال لابنه عمرو : يا بني! خذ بيدي وانطلق بنا إلى الحسن ، قال عمرو : فأخذت بيد أبي أقوده إلى الحسن البصري ، قال: فاعترضنا جدول ماء -قناة- فلم يستطع الشيخ أن يعبرها، فجعلت نفسي قنطرة عليها فمر من فوق ظهري، ثم انطلقت به أقوده، فلما وصلنا إلى بيت الحسن ، وطرقنا الباب خرجت الجارية، فقالت: من؟ قال لها: ميمون بن مهران ، فقالت له الجارية: يا شيخ السوء ما أبقاك إلى هذا الزمان السوء، فبكى ميمون ، وعلا نحيبه، فسمع الحسن بكاءه فخرج، فلما رآه اعتنقا فقال ميمون للحسن البصري : يا أبا سعيد : إني آنست من قلبي غلظة، فاستلم لي -استلم لي: يعني: قل لي شيئاً يلينه أو قل لي شيئاً أصمت له وتزول القسوة التي أشعر بها. فقال الحسن : بسم الله الرحمن الرحيم: أَفَرَأَيْتَ إِنْ مَتَّعْنَاهُمْ سِنِينَ * ثُمَّ جَاءَهُمْ مَا كَانُوا يُوعَدُونَ * مَا أَغْنَى عَنْهُمْ مَا كَانُوا يُمَتَّعُونَ [الشعراء:205-207]، فأغشي على ميمون ، فجعل الحسن يتفقد رجله كما تتفقد رجل الشاة المذبوحة، يظن أنه مات، وبعد مدةٍ أفاق، فقالت الجارية لهما: اخرجا، لقد أزعجتما الشيخ اليوم. نفهم من كلام الجارية: أن هذه الآيات فتتت كبد الحسن هو الآخر، وبمجرد ما تلاها انهار هو الآخر، وانخرط في بكاء، حتى قالت الجارية: ازعجتماه، اخرجا. قال عمرو : فلما خرجت بأبي أقوده، قلت له: يا أبي! هذا هو الحسن ، قال: نعم يا بني، قال: قلت: كنت أظنه أكبر من ذلك. قال عمرو : فضرب أبي بيده في صدري، وقال: يا بني! لقد قرأ عليك آيات لو تدبرتها بقلبك لأرسلت لها، لكنه لؤم فيك؟ هذه الآيات لا تغادر سمعك حتى تجرح قلبك: أَفَرَأَيْتَ إِنْ مَتَّعْنَاهُمْ سِنِينَ * ثُمَّ جَاءَهُمْ مَا كَانُوا يُوعَدُونَ * مَا أَغْنَى عَنْهُمْ مَا كَانُوا يُمَتَّعُونَ


    مصائب غيرنا تهون علينا مصيبتنا ..فهل كذلك في الآخرة؟

    . قال الله عز وجل مخبراً لنا عن هذا الخُلق وأنه لا يكون في الآخرة، فقال تبارك وتعالى: (وَلَنْ يَنفَعَكُمُ الْيَوْمَ إِذْ ظَلَمْتُمْ أَنَّكُمْ فِي الْعَذَابِ مُشْتَرِكُونَ) ، لا تتخيل أنك إذا دخلت النار فوجدت رجلاً يعذب بجانبك أن هذا يخفف عنك؟ لا. هذا كان في الدنيا، إذا رأيت مصيبة غيرك هانت عليك مصيبتك، لكن في الآخرة لا، فإن هذا الخلق يزول، ولا ينفعك أن ترى غيرك يعذب وَلَنْ يَنفَعَكُمُ الْيَوْمَ إِذْ ظَلَمْتُمْ أَنَّكُمْ فِي الْعَذَابِ مُشْتَرِكُونَ)


    وما ذكر الموت في ضيق إلا وسعه

    أي رجل مبتلى بمرض، وصار هذا المرض ملازماً له لسنين طويلة، فهو يعذب ويتألم منه، لكن أول ما يتذكر القبر، ووحدة القبر، وعذاب القبر والسؤال يقول: ما أنا فيه نعمة؛ فيوسع عليه الأمر، ويخفف عليه المرض


    مادتي حياة القلب:

    إن مادة حياة القلب في اثنتين: في الوحي: كما قال الله عز وجل: (يَا أَيُّهَا الَّذِينَ آمَنُوا اسْتَجِيبُوا لِلَّهِ وَلِلرَّسُولِ إِذَا دَعَاكُمْ لِمَا يُحْيِيكُمْ) [الأنفال:24]، -فحياتك في الوحي قرآناً وسنة- (وَاعْلَمُوا أَنَّ اللَّهَ يَحُولُ بَيْنَ الْمَرْءِ وَقَلْبِهِ وَأَنَّهُ إِلَيْهِ تُحْشَرُونَ )[الأنفال:24]، هذه مادة الحياة الأولى. ومادة حياته الثانية: المحن


    لماذا جعل الله البلاء قرين الأنبياء وأتباع الأنبياء؟

    لماذا لا يمكّن الله لأنبيائه، ويترك السوقة والرعاع من الناس يتطاولون عليهم ويعذبونهم؟ لماذا يخرج موسى خائفاً يترقب؟ موسى عليه السلام أكثر الأنبياء تعرضاً للخوف، من حين ولادته إلى وفاته عليه الصلاة والسلام. (فَخَرَجَ مِنْهَا خَائِفًا يَتَرَقَّبُ) [القصص:21]..( فَأَوْجَسَ فِي نَفْسِهِ خِيفَةً )مُوسَى [طه:67].. فَأَخَافُ أَنْ يَقْتُلُونِ [الشعراء:14]، لماذا لا يؤمن الله عز وجل وليه وكليمه. وكذلك الرسول عليه الصلاة والسلام يتطاول عليه أبو جهل وأبو لهب ، وسفهاء قريش، لماذا لا يمكن له؟ لأن العبد يوزن عند الله بقلبه، فلأن يبتليك في بدنك حتى يستقيم لك قلبك، أفضل من أن يعافيك في بدنك ويضعف قلبك. إذاً حياة القلب في المحن، فالإنسان الممتحن المبتلى من أقوى الناس قلباً، وأضعف الناس قلوباً هم أهل الترف


    أيهما أفضل: الفقير الصابر أم الغني الشاكر؟

    انفصل محققوهم: على أن الغني الشاكر أفضل، قالوا: لأن الصبر في أهل الفقر كثير، والشكر في أهل الغنى قليل، قلّ مَا تجد غنياً شاكراً يقوم بحق الله في المال، والمال وسيلة الطغيان، فقالوا: إن الغني الشاكر أفضل، لا يقوم بشكر المال إلا أفذاذ من الرجال


    منافذ القلب


    منافذ القلب: الحواس: الذوق، والشم، والسمع، والنظر، فالجوارح لها طريق إلى القلب، وهي تتفاوت في ذلك. قال صلى الله عليه وسلم: (أكثر ما يدخل الناس النار: الأجوفان: الفم والفرج)


    فكل منفذ إلى قلبك سده


    ما الذي أبكى سفيان الثوري عند موته؟

    كان سفيان الثوري نائماً واضعاً رأسه في حجر عبد الرحمن ، ويحيى بن سعيد القطان عند رجليه، وفجأة انخرط سفيان في بكاءٍ عميق، فقال له: يحيى بن سعيد : ما يبكيك يا أبا عبد الله ، ألست تقدم على الذي كنت تعبده؟ الذي أفنيت حياتك فيه ولأجله، فأنت قادم عليه، وتخرج من الضيق إلى السعة، وأنت ممن قضى حياته في عبادة ربه، أتخشى ذنوبك؟ فأخذ سفيان الثوري تبنة -قشة من على الأرض- وقال: لذنوبي أهون عليّ من هذه، إنما أخشى سوء الخاتمة، ما أخشى ذنبي، إنما أخشى سوء الخاتمة. سفيان العابد الزاهد الورع الكبير، يقول: أخشى سوء الخاتمة، لا يزال المرء يذكر الموت والبلى فيرق قلبه


    من مفسدات القلب السمع


    ورد في صحيح البخاري ومسلم : أن النبي صلى الله عليه وسلم قال لـأنجشة ، وكان يحدو الإبل، وكان يركب بعض هذه الإبل بعض أزواج النبي عليه الصلاة والسلام، وكان أنجشة حسن الصوت جداً، ومعروف أن الإبل إذا حدوت خلفها جدت في السير، فقال عليه الصلاة والسلام: (رويدك يا أنجشة رفقاً بالقوارير)، القوارير في هذا الحديث هن النساء، والقارورة أرق الزجاج وأخفه، وأسرعه كسراً، (رفقاً بالقوارير). وفي مستدرك الحاكم، بيان لمعنى هذا الأمر: وذلك أن النبي صلى الله عليه وسلم خاف على زوجاته من حسن صوت أنجشة هذا أحد المعنيين في الحديث، خاف على زوجاته من حسن صوت أنجشة، وهن زوجاته وأمهات المؤمنين، العفيفات المؤمنات، خاف عليهن، فكيف يترك الرجل امرأته وبناته يستمعن إلى الخنا في ألفاظ الغناء، وهو يأمن عليهن؟

    المفسد الثاني للقلب: النظر

    النظر ليس ممنوعاً لذاته، إنما هو ممنوع لما يجلبه من الفاحشة بعد ذلك، فأمر الله عز وجل المؤمنين أن يغضوا من أبصارهم حتى لا يقعوا في الزنا. إذاً: منع النظر إلى النساء سداً لذريعة الزنا. أما لو وجد في النظر مصلحة راجحة كالنظر إلى المخطوبة، كرجل أراد أن يخطب امرأة أجنبية، فالأصل أنه لا يجوز له النظر إلى المرأة الأجنبية، لكنه يريد أن يحطب ويختار شريكةً لحياته، فيقال له: النظر الذي منعناه سداً لذريعة الزنا أبحناه لك في هذا الموضع؛ تحقيقاً للمصلحة الراجحة؛ لأن النبي عليه الصلاة والسلام قال للمغيرة بن شعبة لما قال له: (إني خطبت امرأة من الأنصار، قال: هل نظرت إليها؟ قال: لا. قال: فانظر إليها فإنه أحرى أن يؤدم بينكما)، يؤدم: أي: يدوم الود. وفي الرواية الأخرى قال: (فانظر إليها؛ فإن في أعين الأنصار شيئاً)، شيئاً: يعني صغراً، كانت عيون نساء الأنصار ضيقة، فلعلها لا تعجب المغيرة


  10. #10
    مُعلم الصورة الرمزية أفنان أحمد
    تاريخ التسجيل
    Mar 2009
    المشاركات
    1,659
    شكراً و أعجبني للمشاركة
    معدل تقييم المستوى
    2324

    افتراضي

    اقتباس المشاركة الأصلية كتبت بواسطة نعمه محمود مشاهدة المشاركة
    تسلم ايدك استاذة أفنان
    اللهم أشف أبا اسحق الحوينى
    سلمتِ أختى من كل سوء
    وبارك الله فيكِ
    اللهم تقبل دعاءنا أجمعين
    دراسة جدوى حياة المسلم

    عمرك هو بمقدار عمل عند الله عز وجل:

    ولا يحسب من عمر المرء حقاً إلا ما كان ذاكراً فيه لله عز وجل، كما قال النبي صلى الله عليه وسلم: (ما من ساعة يضيعها ابن آدم لا يذكر الله عز وجل فيها إلا ندم عليها يوم القيامة)


    دراسة جدوى حياة إنسان يعيش ستين سنة:


    صح عن النبي صلى الله عليه وسلم أنه قال: (أعمار أمتي ما بين الستين إلى السبعين، وأقلهم من يتجاوز ذلك) فنسبة الوفيات الكبرى من أعمار هذه الأمة تكون ما بين الستين إلى السبعين عاماً، وقليل هو الذي يصل إلى الثمانين، وأقل من ذلك من يصل إلى المائة، وأقل القليل من يتجاوز المائة


    التجارة ..في الدنيا...ومع الله عز وجل:

    إذا أراد أي تاجر أن يفتتح محلاً تجارياً، فقبل أن يقدم على هذه الخطوة فإنه يصنع ما يسمى بدراسة الجدوى، فينظر إلى المكان، وينظر إلى القوى الشرائية في هذا المكان أهي عالية أم لا، ثم ينظر إلى حاجة المشتري حتى يعين نوعية البضاعة التي يبيعها، فإذا هو لم يحسب هذه الحسابات كلها كان تاجراً خاسراً

    قال الله عز وجل:

    {إنَّ اللَّهَ اشْتَرَى مِنَ الْمُؤْمِنِينَ أَنفُسَهُمْ وَأَمْوَالَهُمْ بِأَنَّ لَهُمُ الْجَنَّةَ}

    اشترى: أي أن القضية عبارة عن صفقة وعقد بيع،

    وقال تعالى: {فَلْيُقَاتِلْ فِي سَبِيلِ اللَّهِ الَّذِينَ يَشْرُونَ الْحَيَاةَ الدُّنْيَا بِالآخِرَةِ }يشرون) أي: يبيعون. فهذه المعاني أوصلها الله عز وجل لنا في صورة عقد بيع وشراء؛ لأن العباد بطبيعتهم جبلوا على حب البيع والشراء


    فالذي ضيع وفرط في حياته الماضية ينبغي عليه أن يفيق؛ فإن العمر يمر. أنت الآن اقتربت من الموت خطوة عن الأمس، وبالأمس كنت أبعد عن الموت يوماً، وأنت الآن أيضاً أبعد عن الموت منك في غدٍ -إذا حفظ الله حياتك إلى غد- وهكذا


    العمر الحقيقي لنا ..هل هو ستون سنة؟

    حياة الإنسان ستون سنة: أولاً: هو ينام عشرين سنة، لأن ثماني ساعات في اليوم في ستين سنة محصلتها عشرون سنة، فهو بهذا لا يحاسب على عشرين سنة من حياته، لقول النبي صلى الله عليه وسلم: (رفع القلم عن ثلاثة، منها: النائم حتى يستيقظ) ، وعن النبي صلى الله عليه وسلم قال: (النوم أخو الموت، وأهل الجنة لا ينامون). ثم هو لا يؤاخذ حتى يصل إلى سن البلوغ، وسن البلوغ ينحصر بين عشر سنين وخمس عشرة سنة، فبإضافة خمس عشرة سنة مع عشرين سنة يكون مجموعها خمساً وثلاثين سنة، وهو لا يؤاخذ من يوم أن يولد حتى يبلغ؛ لقول النبي صلى الله عليه وسلم في ذات الحديث: (رفع القلم عن ثلاثة، منها: عن الغلام حتى يحتلم). كم بقي من الستين عاماً؟ خمسة وعشرون سنة،


    تصور معي هذه الوحشة ..هل تطيقها؟

    تصور أنك في غرفة بمفردك ولا أقول: تحاسب أو تعذب أو تؤاخذ، فلا أحد يطرق عليك الباب، ولا أحد يتصل بك، ولا أحد يكلمك، وظللت على هذا مائة عام، أضف إلى ذلك أن الإنسان جبل على حب الخلطة، فإذا لم يكن له أنيس من نفسه وصبّر نفسه ووطّنها على ذلك فإنه يصاب بالملل والضجر، وإنما سمي الإنسان إنساناً لأنه يأنس، وتأمل قول الله عز وجل:{إِنَّ الْخَاسِرِينَ الَّذِينَ خَسِرُوا أَنْفُسَهُمْ وَأَهْلِيهِمْ يَوْمَ الْقِيَامَةِ}[الزمر:15] إذا انقطع عنك حبل أهلك، وحبل ولدك؛ شعرت بحجم الغربة


    أليست هذه الغربة أوحش....فلم لم تعد لها عدتها؟

    فهذا الميت يا له من غريب! كم من حسرات في بطون المقابر!! لو أذن لكل ميت أن يتكلم لقال: أهلكتني (سوف) و (السين) سأتوب.. سوف أتوب .. سأتصدق.. سوف أتصدق، سأصلي.. سوف أصلي.. وهكذا. مات كثير من الناس ولم يحققوا أمنياتهم، فمات وفي نفسه غصة

    قال صلى الله عليه وسلم: (إن الميت ليسمع وقع نعالهم إذا انصرفوا عنه) وتأمل! رجل صار فريداً يسمع وقع نعال ذويه وهم يغادرونه ويتركونه، ويسأل السؤال المعتاد الذي أعلمنا به النبي صلى الله عليه وسلم، ثلاثة أسئلة هي محصلة خمسة وعشرين سنة: من ربك؟ ما دينك؟ ما تقول في الرجل المبعوث فيكم؟ لقد ظل حياته كلها لا يفكر في الإجابة عن هذه الأسئلة


    وبعد كل هذا ولازلت تتبجح؟ يال جرأتك!

    سيأتي المجرم الأحمق يوم القيامة، الذي أغلق على نفسه الباب وهو يفعل المعصية، وظن أن الله لا يعلم كثيراً مما يفعل، فجاء يوم القيامة وقد ظن أنه بعدما استتر أن لا حجة عليه، فلما وقف أمام الله عز وجل ليحاسبه قال العبد الأحمق مبادراً ربه: رب! ألم تجرني من الظلم؟ قال: بلى. قال: فإني لا أجيز علي إلا شاهداً من نفسي. لأنه لما فعل المعصية كان وحده، وهو يظن أن الله عز وجل لا يستطيع أن يقيم عليه الحجة، لذلك بادر الله بهذا القول. فقال الله عز وجل: لك ذلك، وختم على فمه، فنطقت يده، ونطقت رجلاه، ونطق فخذه بما كان يعمل، فقال: تباً لكُن، فعنكن كنت أجادل وأدافع

    {قُلْ فَلِلَّهِ الْحُجَّةُ الْبَالِغَةُ فَلَوْ شَاءَ لَهَدَاكُمْ أَجْمَعِينَ}


    ضحيت حتى بولدك وزوجك ووالدك...فهل ستنجو؟

    قال النبي صلى الله عليه وآله وسلم فيها: (يؤتى بأنعم أهل الأرض -الذي ما ذاق بؤساً قط، ولا مرضاً قط، وكان سيداً مطاعاً، تعقد عليه الخناصر، يؤتى بهذا الرجل- فيغمس في النار غمسةً واحدة فقط ثم يخرج، فيقال له: هل مر بك نعيم قط -أرأيت في حياتك كلها يوم راحة-؟ يقول: لا، وعزتك ما مر بي نعيم قط) فكيف إذا كان من الكافرين؟! وهذه ما هي إلا غمسةٌ واحدة فقط، فما بالك الآن أيها المجرم تعرض ولدك لدخول النار، {يبَصَّرُونَهُمْ يَوَدُّ الْمُجْرِمُ لَوْ يَفْتَدِي مِنْ عَذَابِ يَوْمِئِذٍ بِبَنِيهِ}[المعارج:11]، قال: رب! إذا لم يكف ولدي وَصَاحِبَتِهِ وَأَخِيهِ خذوا امرأتي وخذوا أخي، وإذا لم يكف ولدي ولا امرأتي ولا أخي {َفَصِيلَتِهِ الَّتِي تُؤْويهِ}[المعارج:13] خذوا الأسرة بكاملها، وإذا لم تكف الأسرة بكاملها،{وَمَنْ فِي الأَرْضِ جَمِيعًا}[المعارج:14] اطرحهم جميعاً في جهنم، المهم أن أنجو أنا. فانظر إلى الأنانية! هل الأنانية لم تكن موجودةً عنده؟ بلى كانت موجودةً في الدنيا لكن لم يظهر مقتضاها


    كيف تعيش حياتك الحقيقية ( 25 عاما فقط)؟:

    ألزم نفسك في هذه اللحظات بما يقربك إلى الله عز وجل، من ذكرٍ أو تأملٍ، أو أمرٍ بمعروفٍ أو نهيٍ عن منكر، أو سدّ حاجة إنسان، أو تعليم جاهل، لا تضيع لحظاتك؛ فإن اللحظات هي العمر، وقد علمنا أن خمسة وعشرين عاماً فقط يسأل العبد فيها: من ربك؟ ما دينك؟ ما تقول في الرجل المبعوث فيكم؟


    عندما يضحك رب العزة تبارك وتعالى:

    وتأمل -أيها المسلم- هذا الحديث الرائع الذي رواه الإمام البخاري ومسلم عن ابن مسعود رضي الله عنه، لتعلم قدر رحمة ربك، قال صلى الله عليه وآله وسلم: (آخر رجلٍ يخرج من النار ويدخل الجنة رجلٌ يمشي مرة، ويحبو مرة -أي: ينكفئ على وجهه مرة- وتلفحه النار مرة، فهو ينادي ربه عز وجل ويستغيث به، قائلاً: رب قد قشبني ريحها وأحرقني ذكاؤها، فأخرجني منها. فيقول الله عز وجل له: لئن أخرجتك من النار تعاهدني على ألا تسألني شيئاً بعد ذلك؟ فيقول: وعزتك لا أسألك غيرها، فيخرجه من النار، فما إن خرج حتى التفت إليها وقال: تبارك الذي نجاني منك، لقد أعطاني الله شيئاً ما أعطاه أحداً من العالمين، فرفعت له شجرة...) الحديث. أنت في اليوم الشديد الحر تأوي إلى الظل، وتشعر بقيمة هذا الظل في الحر، فما بالك بمجرم خارج من النار أعاذنا الله وإياكم منها، فإن أعظم يوم حر على وجه الأرض قال النبي صلى الله عليه وآله وسلم عنه (هو نفس من جهنم) لأن جهنم اشتكت إلى ربها، قالت: رب! أكل بعضي بعضاً، فأذن لها بنفسين، مثل القدر الذي يغلي، فأنت تجعل فيه ثقباً حتى لا ينفجر القدر من البخار، فالنار يأكل بعضها بعضاً، فاشتكت إلى الله، فأذن لها بنفسين: نفس في الشتاء ونفس في الصيف، قال عليه الصلاة والسلام: (فنفس الصيف هو أشد ما تجدونه من الحر، ونفس الشتاء هو أشد ما تجدونه من البرد) فالرجل خرج من النار ووجد شجرة، فلما رآها ما أطاق ولا تحمل، فنسي العهد الذي أعطاه ربه منذُ قليل، (وقال: رب! أدنني من هذه الشجرة، لأستظل بظلها، وأشرب من مائها. فقال الله عز وجل: ما أغدرك يا ابن آدم! أولم تعاهدني على ألا تسألني شيئاً بعد ذلك؟! وربه يعذره لأنه يرى ما لا صبر له عليه. فيقول له: لئن أدنيتك من هذه الشجرة تعاهدني على ألا تسألني عن شيء بعد ذلك؟ فيقول: إيه، وعزتك لا أسألك غيرها، فيدنيه من الشجرة)، فيشعر بالبرد، ويشرب من الماء البارد الذي حرم أهل النار منه؛ لأن الماء الساخن لا يروي، ولذلك كان النبي صلى الله عليه وآله وسلم يقول: (اللهم اجعل حبك أحب إلي من الماء البارد) ولا يطلب أن يكون حب الله أحب إليه من شيء إلا لأنه أعظم شيء، الماء الساخن لا يروي أبداً، فكيف إذا كان ماءً مغلياً؟ وَإِنْ يَسْتَغِيثُوا يُغَاثُوا بِمَاءٍ كَالْمُهْلِ يَشْوِي الْوُجُوهَ [الكهف:29] وَسُقُوا مَاءً حَمِيمًا فَقَطَّعَ أَمْعَاءَهُمْ [محمد:15]، فكان هذا الرجل محروماً من نعمة الماء البارد، فأول ما رأى؛ عين ماءٍ تجري، ورأى ظلاً وارفاً لم يحتمل، ونقض العهد والميثاق، فأدناه الله من الشجرة (فاستظل بظلها وشرب من مائها، ولكن سرعان ما رفع إليه شجرة هي أعظم من الأولى، فنسي الرجل -أيضاً- العهد والميثاق، وقال: رب! أدنني من هذه الشجرة، لأستظل بظلها وأشرب من مائها. فقال الله عز وجل له: ما أغدرك يا بن آدم! أولم تعاهدني على ألا تسألني عن شيئاً بعد ذلك، وربه يعذره)، وتأمل هذه الكلمة! بعد كل نقض يقول: (وربه يعذره!) كذلك لو نقض العبد العهد والميثاق في الدنيا ومضى في غيه وضلاله سنين عدداً، واعتذر إلى الله عز وجل ورجع لعذره الله؛ لأنه لا أحد أحب إليه العذر من الله، لذلك أرسل الرسل حتى يعذر الناس. فقال: ما أغدرك يا ابن آدم! أولم تعاهدني على ألا تسألني عن شيء بعد ذلك؟! وربه يعذره لأنه يرى ما لا صبر له عليه، فقال الله عز وجل له: عبدي! لئن أدنيتك من هذه الشجرة تعاهدني على ألا تسألني عن شيء بعد ذلك؟ يقول: إيه، وعزتك لا أسألك غيرها، فيدنيه من الشجرة، ثم يفتح له باب إلى الجنة، وإذا المؤمنون يتضاحكون ويسامر بعضهم بعضاً، والرجل وحيد، فيريد أن يدخل الجنة، لكنه تذكر أنه نقض العهد مرتين فسكت، لكن غلبه ما يجد ولم يتحمل، فنقض العهد، وقال: (رب! أدخلني الجنة، فإنه لا يضرك. فقال الله عز وجل: ادخل الجنة، ولك مثل الدنيا). فالرجل أول ما سمع كلمة (مثل الدنيا) لم يصدق، فكأنه يقول بلسان الحال: وأنا ظللت طيلة حياتي أكافح لتوفير راتب هزيل آكل به أنا وعيالي، ومضيت من الدنيا ولم أتمتع بأسهل متعها!! لم يصدق الرجل، كيف امتدت عينه إلى نعمٍ أنعم الله بها على أناس، لعل الله عز وجل نهاه وَلا تَمُدَّنَّ عَيْنَيْكَ إِلَى مَا مَتَّعْنَا بِهِ أَزْوَاجًا مِنْهُمْ زَهْرَةَ الْحَيَاةِ الدُّنيَا [طه:131] وسماها زهرة؛ لأن عمر الزهور قليل، لا روح للزهور، لو تركتها ساعتين لذبلت، زَهْرَةَ الْحَيَاةِ الدُّنيَا لِنَفْتِنَهُمْ فِيهِ وَرِزْقُ رَبِّكَ خَيْرٌ وَأَبْقَى [طه:131] فكيف أمَّل؟ وكم أرسل قلبه إلى نعم، ومضى من الدنيا ولم يتمتع بأكثرها! وإذا به الآن يسمع أن له مثل الدنيا!! لذلك لم يصدق، فلما قال النبي صلى الله عليه وآله وسلم ذلك ضحك،فقال لأصحابه: (ألا تسألوني مم أضحك؟ قالوا: مم تضحك يا رسول الله؟ قال: أضحك من ضحك رب العزة، لما قال له الرجل: أتستهزئُ بي وأنت رب العالمين؟! -أي: أنت تعدني بكل هذا وأنت لا تعطيه، فإذا وعد الرجل أخاه ولم يعطه كأنما استهزأ به، يقول: أتستهزئُ بي وأنت ربُ العالمين؟- فيضحك الله عز وجل من قول العبدِ (أتستهزئُ بي؟!) فيقول له: أما إني لا أستهزئُ بك، ولكني على ما أشاء قادر، ادخل الجنة ولك عشرة أمثالها) إذا كان (مثل الدنيا) فقط كاد أن يطير رأسك من عدم التصديق، فأنا أتحفك بعشرة أمثالها، فلو جاز أن نقول: إن في الجنة فقيراً لكان أفقر رجل في الجنة له مثل الدنيا عشرة أمثالها.

    أتظن أن الأمر بهذه السهولة؟

    أول عقبة كئود تعترض الرجل بعد موته وبعد دفنه هو السؤال، إذا أحب الله عز وجل عبداً ألهمه الإجابة: - من ربك؟ - ربي الله. - ما دينك؟ - ديني الإسلام. - ما تقول في الرجل المبعوث فيكم؟ - هو محمد صلى الله عليه وآله وسلم. بعض الناس قد يجيبُ صواباً ولكنه لا يعتقده،

    إجابةً صحيحة فهل تظنون أنه سلم له؟ ليت الأمر كان كذلك، لكن الأمر ليس كذلك، إن الملكان يشككانه في الجواب، وينتهرانه أشد الانتهار، وقد ورد في بعض الأحاديث: (أن ملكي الموت أصواتهما كالرعد القاصف، وعيونهما كالبرق الخاطف) وهذا عبد ضعيف أمام هذه القوة الهائلة، فينتهرانه ويصرخان فيه، ويعيدان الأسئلة مرةً أخرى، فاليقين الذي لم يتحقق بـ(لا إله إلا الله) في الدنيا لن يكون موجوداً في تلك اللحظة، فيقول العبد في نفسه: إذا كانت الإجابة صحيحة لم ينتهرني الملكان؟! أكيد أنني أجبت خطأً، فيبدل الجواب


    ُيثَبِّتُ اللَّهُ الَّذِينَ آمَنُوا بِالْقَوْلِ الثَّابِتِ فِي الْحَيَاةِ الدُّنْيَا وَفِي الآخِرَةِ وَيُضِلُّ اللَّهُ الظَّالِمِينَ

    لم تسمع النبي صلى الله عليه وسلم من نحيب الصحابة!!

    وهذه هي الفتنة العظيمة التي بكى الصحابة لها، حتى إن أسماء بنت أبي بكر رضي الله عنها لما روت هذا الحديث قالت: فلم أسمع كلام النبي صلى الله عليه وآله وسلم من نحيب الصحابة، لما قال لهم: (إنكم تفتنون في قبوركم كفتنة الدجال، أو قريباً من فتنة الدجال) لم تستطع أسماء أن تسمع بقية الكلام قالت: فقلت لرجلٍ بجانبي: ماذا قال؟ فقال: إنه يقول: (إنكم تفتنون في قبوركم كفتنة الدجال، أو قريباً من فتنة الدجال)

    فتنة الدجال بإختصار:

    إنها باختصار كما قال عنها النبي صلى الله عليه وآله وسلم: (ما بين آدم إلى قيام الساعة لا توجد فتنة كفتنة الدجال). رجل معه جنةٌ ونار، فجنته نارٌ، وناره جنة، يأمر السماء أن تمطر فتمطر، ويأمر الأرض أن تخرج كنوزها فتتبعه كيعاسيب النحل، ويأتي على الرجل فيقطعه إرباً إرباً، ثم يقول له: قم؛ فيتهلل ضاحكاً..!



    (ما أحدٌ أصبر على أذى سمعه من الله):

    قال النبي صلى الله عليه وسلم: (ما أحدٌ أصبر على أذى سمعه من الله) لو أن بعضنا تعرض لسماع جزءٍ يسيرٍ مما يسمعه الله القادر لما تحمل. إنهم ليدعون أن له ولداً، وأنه لا يحيي الموتى، وأنه لا يرزقهم ويعافيهم!!


    إنتظر دورك:

    ويقف العبد خمسين ألف سنة على قدمه، ينظر إلى العباد يساق ببعضهم إلى النار ويساق ببعضهم إلى الجنة، والهمُّ يقتله: ترى من أي طريق يساق؟ فهو ينتظر دوره على مدى خمسين ألف سنة، ثم بعد ذلك يسحب إلى الجحيم. كل هذا مقابل خمسة وعشرين سنة فقط يعيشها الإنسان في الدنيا؟! أهذه هي دراسة الجدوى أيها التجار؟!

    فقد آن لنا أن نرجع إلى الله عز وجل أَلَمْ يَأْنِ لِلَّذِينَ آمَنُوا أَنْ تَخْشَعَ قُلُوبُهُمْ لِذِكْرِ اللَّهِ وَمَا نَزَلَ مِنَ الْحَقِّ ؟! نسأل الله تبارك وتعالى أن يردنا إلى دينه رداً جميلاً، وأن يتوب علينا وأن يغفر لنا ذنوبنا، وأن يجزينا بأحسن الذي كنا نعمل


  11. #11
    ادارة الموقع الصورة الرمزية نعمه محمود
    تاريخ التسجيل
    Mar 2009
    الدولة
    في بيتنا
    العمر
    47
    المشاركات
    6,041
    شكراً و أعجبني للمشاركة
    معدل تقييم المستوى
    10

    افتراضي

    ماشاء الله ولا قوة الا بالله .اللهم اكتب لك ثواباً مثل ثواب كل من قرأ وانتفع بهذه الكلمات
    استاذة أفنا جزاك الله عنا كل خير
    فهذا الميت يا له من غريب! كم من حسرات في بطون المقابر!! لو أذن لكل ميت أن يتكلم لقال: أهلكتني (سوف) و (السين) سأتوب.. سوف أتوب .. سأتصدق.. سوف أتصدق، سأصلي.. سوف أصلي.. وهكذا. مات كثير من الناس ولم يحققوا أمنياتهم، فمات وفي نفسه غصة
    كم أثرت في هذه العبارات ونسأل الله أن يجنبنا التسويف

  12. #12
    مُعلم الصورة الرمزية أفنان أحمد
    تاريخ التسجيل
    Mar 2009
    المشاركات
    1,659
    شكراً و أعجبني للمشاركة
    معدل تقييم المستوى
    2324

    افتراضي

    اقتباس المشاركة الأصلية كتبت بواسطة نعمه محمود مشاهدة المشاركة
    ماشاء الله ولا قوة الا بالله .اللهم اكتب لك ثواباً مثل ثواب كل من قرأ وانتفع بهذه الكلمات
    استاذة أفنا جزاك الله عنا كل خير

    كم أثرت في هذه العبارات ونسأل الله أن يجنبنا التسويف
    بارك الله فيكِ وجزاكِ الله خيرا على هذا الدعاء الجميل أكرمك الله وأعطاك مثله وزيادة
    اللهم اجعل هذه الكلمات فى ميزان كل من قرأها وعمل بها واجعلها زادا يوم لا ينفع مال ولا بنون إلا من أتى الله بقلب سليم

    ملخص محاضرة غراس الانسان


    عبر من قصة الذبيح


    مقدمة

    إن الحمد لله نحمده ونستعين به ونستغفره ونعوذ بالله من شرور أنفسنا ومن سيئات أعمالنا من يهديه الله فلا مضل له ومن يضلل فلا هادى له واشهد أن لا اله إلا الله وحده لا شريك له وان محمدا عبده ورسوله

    " يأيها الذين امنوا اتقوا الله حق تقاته ولا تموتن إلا وانتم مسلمون"

    أما بعد فان اصدق الحديث كتاب الله وخير الهدى هدى محمد وشر الأمور محدثاتها وكل محدثة بدعة وكل بدعة ضلالة وكل ضلالة في النار


    بيان للمعنى الكامل للعبودية

    إن التمكين في الأرض هو اجل ما أحدثته الطائفة المؤمنة لأنهم لا يفرضون عبادة الله على الخلق إلا بالتمكين

    ولا يكون التمكين إلا بعد استضعاف ما أتى تمكين قط إلا بعد استضعاف وبذلك سئل الإمام الشافعي رحمه الله: أيبتلى الإنسان أم يمكن؟

    قال رحمه الله لا يمكن المؤمن حتى يبتلى فالبلاء ثابت على التمكين وانه لا يمكن في الأرض دين واحد إلا دين الإسلام دينٌ فريد اظهر العبودية لله عز وجل ورحب بها ما فعلها اضطراراً ً ولا كرهاً ً وإنما فعلها بغاية الحب

    وهذه هي حقيقة العبودية كمال الحب لله عز وجل مع كمال الذل له ، إن المؤمن يقابل الابتلاء بالرضا والتسليم لأمر الله فالتسليم مشتق من الإسلام فالإسلام حقيقته تسليم ونحن الآن في الذكرى العطرة لقصة الخليل ايراهيم مع ولده عليهم السلام



    اكبر صور الايمان والتضحية

    تعرفون من الذي يمكن له مثل إسماعيل ذات الابن البار الذي ارتقى إلى اعلي درجات العبودية والطاعة مثل والده عليه إبراهيم عليه السلام، قصتهما أية ضربها الله عز وجل للمؤمنين والدٌ حقق العبودية بكاملها ورزقه الله عز وجل ولدٌ أكمل هذه العبودية نتاج زرعه وتربيته له

    هذه القصة قدم لها بهذه الآية " قال إني ذاهبٌ إلى ربى سيهدينى" تعرف لماذا لبيان حقيقة التضحية التي فعلها إبراهيم عليه السلام ، إني ذاهب اى مهاجر بعد ما رأى ما رأى من أهله في عباده ما يعبدون وترك الرفقة كلها وقطع رحمه في الله فصار غريبا ٌ مع حاجة الإنسان دائما ٌ إلى الألفة ولكن قد عوضه الله هذا كله بعدما كبر وهرم رزقه الله بولد ولكنه ليس كأي ولد



    صفات الابن المسلم الحليم

    ولد قال تعالى


    " فبشرناه بغلام حليم " غلام حليم صفة أصيلة في أبيه بل هي صفة أصيلة في العرب فلا ترى الحلم إلا في العرب فالحلم يظهر الصفات جميعا ويغطى على العيوب أما الغضب فيضيع جميع الصفات الحسنة

    غلام حليم اى يجبر المرء على حبه ولدٌ به صفة جميلة وهى جماع الخير كله واتى به بعدما كبر أباه وشاق والرجل إذا كبر ورزق بطفل عند الكبر تعلق بالولد اشد تعلق

    فلما جاءه الولد وتعلق به وبلغ معه مبلغ السعي صار غلاما ً نافعاً ً ينتفع به ويبدأ الولد في رده للجميل هذه الثمرة التي ينتظرها الوالد من ابنه إذا وصل إلى هذا السن فبعدما صار شابا نافعا قيل له أذبح ولدك الذي تعلقت به اشد تعلق والذي ملء حياتك وأزال وحشتك اذبح ولدك مع كل هذا الحب وفى هذا السن الذي ينتظر فيه الوالد الحصاد قيل له اذبح ولدك فلم يقل يارب الم تجد غيري لتبتليه ؟ كما يقول المتطاولون على الله في هذا الزمان !!!!!يفعل الذنب العظيم الذي تهتز له السموات والأرض ثم يقول ماذا فعلت ؟؟؟؟؟

    ثم إذا أصابته مصيبة يقول ماذا فعلت ؟ إلا تعلم أنك فعلت الكثير والكثير فإنك إن خدعت الناس فلا تخدع نفسك فإنك لا تستطيع أن تخدع الله سبحانه وتعالى


    الصبر على الابتلاء

    ولكن نرجع إلى طبيعة العبودية طبيعة المحبة لله عز وجل وهذا العابد الذي يتلقى أوامر الله سبحانه وتعالى بالرضا والاستسلام قال : يا بنى إني أرى في المنام أنى أذبحك فانظر ماذا ترى ؟ّ!!!!

    والنبي قال :" رؤيا الأنبياء حق"

    وسؤاله لابنه انظر ماذا ترى ؟ ليس المقصود به عرض التكاليف الشرعية على الابن ثم أخيره يفعل أم لا يفعل؟ ليس الأمر كذلك وإنما لمشاركة الولد في اتخاذ القرار ولتأكد الأب من كمال العبودية لله سبحانه وتعالى لهذا الابن الحليم العاقل فلا تجد حليما إلا عاقلا ولا عاقلا إلا حليما فهما صفتان متلازمتان كالحياء

    .وهذه مقدمة للحكم لان المفاجأة تفتت عزم القلب يا بني إذا وقع عليك الابتلاء فنظر ماذا تُرى الله من نفسك؟

    " قال ياأبتى أفعل ما تؤمر ستجدني إن شاء الله من الصابرين"

    وهذا دليل أخر على انه حليم خطاب عاقل رزين ولفظ ابتى فيه قرب ملئ بالحنان ويشيع الدفء وهذا الفظ كفيل بأن يهز قلب الأب تجاه ابنه ولكن أمر الله اكبر وهذا درس للآباء فلا يقوى القلب إلا بالمحن والابتلاءات كلما عظم قدر المرء كلما عظم بلاءه وهذا القلب لا يحيى إلا بالابتلاء ولهذا شدد الله الابتلاءات على أنبياءه وهذا إبراهيم عليه السلام الذي ابتلاه الله بذبح ابنه فلذة كبده ومما يضاعف الابتلاء انه هو الذي يذبح ابنه بيديه ومما يضاعفه أكثر أن الولد حليم مطيع لوالده وليس ولد عاص وإذا نظرت إلى رد الولد لأبيه والدي الحبيب أنا اعلم أن الأمر ليس بيديك ولو عليك ما فعلت ذلك ولكن اعلم أنك مأمور من الله سبحانه وتعالى وأنا مثلك افعل ما أمرت به


  13. #13
    عضو فعال الصورة الرمزية عبــــدالــــرحمـــــن
    تاريخ التسجيل
    Jul 2009
    العمر
    42
    المشاركات
    1,444
    شكراً و أعجبني للمشاركة
    معدل تقييم المستوى
    2024

    افتراضي

    جزاكم الله خيرآ
    لمتابعتكم وتجددكم فى المحاضرات
    وجعلكم الله فى عليين

    ووحفظ الله شيخنا الجليل
    وامد الله لنا فى عمره

  14. #14
    مشرف قسم كادر المعلم المساعد
    مشرف اللغة العربية للمرحلة الابتدائية
    الصورة الرمزية أستاذ السيد على
    تاريخ التسجيل
    Sep 2009
    الدولة
    الشرقية - مصر
    العمر
    46
    المشاركات
    1,532
    شكراً و أعجبني للمشاركة
    معدل تقييم المستوى
    2120

    افتراضي

    جزاك الله خيرا

  15. #15
    مُعلم الصورة الرمزية أفنان أحمد
    تاريخ التسجيل
    Mar 2009
    المشاركات
    1,659
    شكراً و أعجبني للمشاركة
    معدل تقييم المستوى
    2324

    افتراضي

    اقتباس المشاركة الأصلية كتبت بواسطة مستر عمرو البلاصي مشاهدة المشاركة
    جزاكم الله خيرآ
    لمتابعتكم وتجددكم فى المحاضرات
    وجعلكم الله فى عليين

    ووحفظ الله شيخنا الجليل
    وامد الله لنا فى عمره
    اللهم آمين
    وجزاكم الله خيرا لمتابعتكم

    *************************
    وهذه حلقة عن دور الام فى التنشئة وجيل التمكين

  16. #16
    مُعلم الصورة الرمزية أفنان أحمد
    تاريخ التسجيل
    Mar 2009
    المشاركات
    1,659
    شكراً و أعجبني للمشاركة
    معدل تقييم المستوى
    2324

    افتراضي

    اقتباس المشاركة الأصلية كتبت بواسطة مستر السيد علي مشاهدة المشاركة
    جزاك الله خيرا
    وخيرا جزاكم


    منازل الفرار إلى الله


    ((ففروا الى الله انى لكم منه نذير مبين)) سورة الذاريات

    من أعجب الآيات وذلك لان الفرار يكون من وليس إلى لان الذى يفر خائف هارب

    ((لو اطلعت عليهم لوليت منهم فرارا ولملئت منهم رعبا))

    (((قل ان الموت الذى تفرون منه فإنه ملاقيكم))

    لماذا الفعل عدل إلى ( إلى )فى الآية؟؟؟

    اذا نظرنا للأيات قبلها وبعدها ظهر المعنى بوضوح........

    الله تعالى هو الوحيد الذى تفر منه اليه لان الله تعالى قال::

    ((يامعشر الجن والانس ان استطعتم ان تنفذوا من أقطار السموات والأرض فانفذوا))

    هذا تمام الإحاطة بالعباد


    اذا اردت ان تفر منه الى من تفر؟؟؟

    وهو محيط بكل شىء ستفر منه اليه

    نبينا يأمرنا ان نعلن الفراركل يوم منه اليه

    فقد أمرنا النبى صلى الله عليه وسلم
    أن نتوضأ وضوء الصلاة قبل النوم ونم على شقك الأيمن وقل:

    ( اللهم انى وجهت وجهى اليك وفوضت أمرى إليك رغبة ورهبة اليك لا ملجأ ولا منجى منك إلا إليك آمنت بكتابك الذى أنزلت وبرسولك الذى أرسلت

    فبقولنا هذا الذكر قبل النوم فإننا نعلن الفرار إلى الله .


    ما سبب ذكر الفرار دون غيره؟؟

    اذا توجهت إلى الله لابد أن يطمئن قلبى فإن أعبر بلفظ الفرار.

    للفرار مهرب ومطلب مهرب له ومطلب يرجوه.

    فى الآية نجد أنه:

    لم يذكر الجهة التى نفر منها وذكر الجهة المطلوبة وذلك لان الجهة التى نهرب منهاواضحة من أول لوط عليه السلام لانك اذا أعرضت مثل هؤلاء سيحدث لك ما حدث لهم. الجهة التى نهرب منها هى العذاب.

    بأيد يعنى بقوة((والسماء بنيناها بأيد وإنا لموسعون والأرض فرشناها فنعم الماهدون ففرورا إلى الله انى لكم منه نذير مبين))

    لموسعون من السعة.

    السماء التى تمتلك سعة كبيرة المولى سبحانه وتعالى قادر على توسيعها.

    أبو إسماعيل الهروى يقول :الفرارمن من لم يكن إلى من لم يزل


    وذكر ان الفراريكون على ثلاث مراتب:

    1ـ الفرار من الجهل إلى العلم عقدا وانسياقا

    2ـ ومن الكسل الى التشمير جدا وعزما.

    3ـ ومن الضيق إلى السعة ثقا ورجاء.

    الفرار (من) لم يكن (أى المخلوق) أو من النار وهى أيضاً مخلوقة الى من (لم يزل) وهو الله سبحانه وتعالى.

    هذا اللفظ تكرر فى الآية التى بعدها(((ففروا إلى الله إنى لكم منه نذير مبين)))

    الفرار أول ما يكون من الشرك إلى التوحيد

    العلم بالله وصفاته أول ما ينبغى على العبد أن يطلبه فى الفرار إليه

    (( لولا العقل لما فهمنا الوحى))

    المعتزلة جعلت للعقل منزلة فوق منزلة الوحى قالو أن العقل أولاًثم النقل.....

    حادوا عن طريق النجاة ونفوا الصفات عن الله سبحانه وتعالى.

    كان الرسول صلى الله عليه وسلم: يقول بعد الحمد فى خطبته (( وخير الهدى هدى محمد صلى الله عليه وسلم))

    قال الرسول صلى الله عيه وسلم:

    افترقت اليهودعلى احدى وسبعين فرقة وافترقت النصارى على ثنتين وسبعين وافترقت أمتى الى ثلاثة وسبعين فرقة كلهم فى النار إلا واحدة قيل وما هى يا رسول الله قال:ما عليه اليوم أنا وأصحابى .
    أو كما قال
    اختلافهم فى مسائل التوحيد والإيمان .......

    كم من المسائل التى اختلف فيها الصحابة

    لكن لم يختلفوا أبدا فى مسائل العقيدة،مستحيل نجد ذلك!!!

    كانوا دائما يسلمون بأمور الإعتقاد....

    لما قرأ النبى صلى الله عيه وسلم:

    ( اننى معكما أسمع وأرى) فأشار الى أذنه وعينيه.

    ـ
    أبو مسلم
    كان يصلى طوال الليل وعندما تعجز القدمان عن الوقوف يأخذ عصاه ويضرب رجليه ويقول والله انكم أحق بالضرب من دابتى أيظن أصحاب محمد صلى الله عليه وسلم أنهم لم يخلفوا رجالا والله لأزاحمنهم على الحوض ثم يقوم ويستأنف الصلاة


    كيف نصل إلى درجة الإحسان ؟؟

    نتمم الواجبات ونجتنب المحرمات فيسهل علينا أن يصل إلى درجة الإحسان...

    لابد أن نكف عن أبوباب المحرمات تماما حتى نصل إلى درجة الإحسان.

    الأوزاعى
    (عبد الرحمن ابن عمرو الأوزاعى) أحد الأمة المشهورين

    كان معظما عند العلماء لدرجة أن سفيان الثورى لما رأى الأوزاعى فى السوق يركب دابته أخذ سفيان بلجام دابته يسله من الزحام ويقول: أوسعوا لبغلة الشيخ...

    كان الإمام أبومالك يقول لازال أهل الشام بخير ما بقى فيهم الأوزاعى...

    كان قواما لليل سريع الدمعة وكان اذا صلى بالليل وأراد أن يخرج اكتحل عينيه حتى لايظهر الذبول على عينيه.


    كيف نصل إلى مثل هذا وقد فعلنا محرمات؟؟؟

    عبد الله بن عمرو بن العاص يختم القرآن كل ليلة وكان قد تزوج بإمرأة تركها لشدة تعلقه بالله وتمسكه بالعبادة وكان يصوم كل يوم حتى عتب عليه النبى صلى الله عليه وسلم هذا الجد فى العبادة.

    سبحان الله فعلا الإعانة من الله عز وجل ولا نسأل عن الوقت فى حقه

    عثمان بن عفان
    ختم القرآن كله فى الوتر.

    على بن أبى طالب
    حمل صخرة عجز أربعين رجلا عن زحززحتها من على الأرض.

    قال تعالى:

    ((لن تنالوا البر حتى تنفقوامما تحبون))

    أنفق ولا تخف من ذى العرش إقلالاً......

    ابن عمر
    ضاعت ناقة له فلم يجدها فقال هى فى سبيل الله وهو فى المسجد فجاء اليه واحد وقال له وجدنا الناقة فخرج من المسجد وقال :

    "أستغر الله قلت هى فى سبيل الله ورجع"

    فلا ينبغى له أن يرجع فما عند الله أبقى.

    حياتنا ترجمة للوحى لابد أن نخرج من الجهل إلى الجد والعمل والتشمير عزماً


    من الضيق إلى السعة الأخرة ثقة ورجاء.

    انك فررت إلى الله عز وجل....

    روى البخارى ومسلم أن النبى صلى الله عليه وسلم أرسل سارية وأمر عليهم رجلاً ويقال ان هذا الرجل كان به دعابة فضايقوه

    فقال لهم:

    "ألم يأمركم رسول الله صلى الله عليه وسلم بطاعتى"

    قالوا
    : بلى

    فقال لهم
    :اجمعوا لى حطباً

    فجمعوا الحطب

    قال
    : أججوه ناراً ..فأججوه ناراً


    قال
    :ادخلوا فيه.


    فلا زال بعضهم يدفع بعضاً فى النار


    فقال القائل
    : انما فررتم إلى الله ورسوله من النار فلا زال يدفع بعضهم بعضاً حتى انطفأت النار وسكن غضب هذا الأمير فلما رجعوا إلى النبى صلى الله عليه وسلم فقال والله لودخلوها ما خرجوا منها انما الطاعة فى المعروف.

    فى الصححين عن ابن عباس رضى الله عنهما:لما وقع الطاعون أيام عمر ابن الخطاب فأراد عمر ان لايخرج من الأرض التى هو فيها


    فقال له أبو عبيدة:"ياعمر أفرار من قدر الله!!! "

    قال
    : يا أبا عبيدة لوغيرك قالها نعم نفر من قدر الله إلى قدر الله<<< ده معنى لا ملجأ ولا منجا منك إلا إليك.

    نفر من قدر الله إلى قدر الله.....

    الصحابة كانوا يعرفون جهة الفرار(( المهاجر هو من هجر ما نهى الله عنه...))

    فالصحابة كانوا يخافون من المعصية.

    عمر بن الخطاب كان يقول
    : لو أن لى ملىء الأرض ذهبا لافتديت به من عذاب الله عز وجل.

    لابد من الثقة بالعمل الذى نفعله...

    عائشة
    لما قرأت قول الله تعالى:" والذين يؤتون ما أتوا وقلوبهم وجلة أنهم إلى ربهم راجعون"

    فقالت للنبى صلى الله :أهذا الزانى يزنى وهذا السارق يسرق ."يفعل ما يشاء وهو يعرف أنه سيحاسب"

    قال:لا يا ابنة الصديق هؤلاء القوم أتوا بالصيام والصلاة ولكن يخافون أن لايتقبل منهم.

    ملحوظة: إذا حققت معنى الشهادة وصلت إلى درجة الإحسان .


    التعديل الأخير تم بواسطة أفنان أحمد ; 01-01-2010 الساعة 11:42 AM

  17. #17
    عضو فعال الصورة الرمزية عبــــدالــــرحمـــــن
    تاريخ التسجيل
    Jul 2009
    العمر
    42
    المشاركات
    1,444
    شكراً و أعجبني للمشاركة
    معدل تقييم المستوى
    2024

    افتراضي

    بارك الله لنا فيكم
    وجعلكم ممن يرفعون رايه هذا الدين
    وان يكون مقامكم فى عليين
    التعديل الأخير تم بواسطة عبــــدالــــرحمـــــن ; 18-01-2010 الساعة 10:12 PM

  18. #18
    مشرف قسم كادر المعلم المساعد
    مشرف اللغة العربية للمرحلة الابتدائية
    الصورة الرمزية أستاذ السيد على
    تاريخ التسجيل
    Sep 2009
    الدولة
    الشرقية - مصر
    العمر
    46
    المشاركات
    1,532
    شكراً و أعجبني للمشاركة
    معدل تقييم المستوى
    2120

    افتراضي

    بارك الله فيك استاذه افنان وفى شيخنا الجليل
    التعديل الأخير تم بواسطة أستاذ السيد على ; 18-01-2010 الساعة 09:50 PM

  19. #19
    مُعلم الصورة الرمزية أفنان أحمد
    تاريخ التسجيل
    Mar 2009
    المشاركات
    1,659
    شكراً و أعجبني للمشاركة
    معدل تقييم المستوى
    2324

    افتراضي

    حديث السحابة

    أخرج البخارى ومسلم فى صحيحيهما من حديث أبى هريرة رضى الله عنه قال : قال رسول الله صلى الله عليه وعلى آله وسلم ( بينما رجل يمشى فى أرض فلاة إذ سمع صوتاً فى سحابة يقول : اسق أرض فلان فأفرغ السحاب ماءه فى شرجة من شراج الحرة فذهب ذلك الرجل الذى كان يمشى إلى المكان الذى أفرغ السحاب ماءه فيه فرأى رجلاً معه فأساً يمهد مجرى للماء حتى يذهب إلى أرضه أو بستانه حتى استوعب الماء كله فذهب إليه وقال : السلام عليك يا فلان باسمه الذى سمعه فى السحابة فقال وعليك السلام من أين عرفت اسمى؟ قال : إنى سمعت صوتاً فى سحابة يقول : اسق أرض فلان فأفرغ السحاب ماءه عندك فماذا تصنع؟قال : أما قد قلت لى ذلك

    فإنى أنتظر ما يخرج من الأرض فأقسمه ثلاث أقسام: قسم أتصدق به وقسم آكله أنا وعيالى وقسم أرده فى بطنها)

    وقسم أرده فى بطنها:أى بذراً فى باطن الأرض حتى يخرج مرة أخرى

    هذا الحديث أحد الأحاديث الصحيحة من أحاديث كثيرة قصها علينا النبى صلى الله عليه وسلم من قصص الأقدمين.

    فهو يشتمل على ثلاث فوائد وكل فائدة تشتمل أيضاً على فوائد


    الفائدة الأولى:

    فضل الصدقة


    الفائدة الثانية فضل النفقة على العيال


    لفائدة الثالثة :الأخذ بالأسباب


    الفائدة الأولى فضل الصدقة

    فقد قال الرجل: (فإني أتصدق بثلثها). وقد وردت في فضل الصدقة أحاديث كثيرة نقتصر على بعضها. وأصل الصدقة مأخوذة من الصدق، ولهذا يلزم المتصدق أن يكون صادقاً، فإن كان كذلك فإن النبي صلى الله عليه وآله وسلم قال: (إن الله يقبل الصدقة بيمينه، ثم يربيها للعبد كما يربي أحدكم فلوه)، والفلو: هو المُهر.


    أقسم النبي عليه الصلاة والسلام - مع أنه قلما يقسم في الأحاديث - فقال كما رواه الترمذي وغيره: (ثلاثٌ أقسم عليهن: ما نقص مالٌ من صدقة...)


    وكان عمر بن الخطاب رضي الله عنه يتصدق بحبات العنب، فَيُسأل: وما تغني حبة عنب، فإنها لا تشبع ولا تروي ظمأ ظامئ؟ فقال: ( إن فيها مثاقيل كثيرة، قال الله عز وجل: فَمَنْ يَعْمَلْ مِثْقَالَ ذَرَّةٍ خَيْرًا يَرَه والذرة لا ترى بالعين المجردة، فلو فعلت مثقال ذرة خيراً لوجدته، فما بالك بحبة عنب! فإن فيها مثاقيل كثيرة.


    ويروى أن السيدة عائشة رضي الله عنها كانت تعطر الدنانير والدراهم قبل أن تتصدق بها، فتسأل عن ذلك؟ فتقول: إنني أضعها في يد الله تبارك وتعالى قبل أن تصل إلى يد المسكين.


    لقد أدبنا الله تبارك وتعالى أدباً آخر، فقال تعالى: ( وَلا تَيَمَّمُوا الْخَبِيثَ مِنْهُ تُنفِقُونَ وَلَسْتُمْ بِآخِذِيهِ إِلَّا أَنْ تُغْمِضُوا فِيهِ ) ، فإذا كان لديك تمر، أو أي شيء تريد أن تتصدق به، فإياك أن تذهب إلى الردىء منه فتخرجه.


    وهناك أمر آخر، وهو: أن مهمتك أن تخرج الصدقة من عندك وليست مهمتك أن تصل الصدقة إلى موضعها المرجو ولكن نلفت نظرك إلى شيءٍ هام، وهو: أنك إن أعطيت بعض أهل المعاصي مثل هذه الصدقات فقد يرق قلبه.

    فإياك أن تحتقر أهل المعاصي، لا تشدد عليهم، وارحمهم، وأنت إنما تفعل ذلك رجاء وجه الله تبارك وتعالى، وهذا الحديث حجة في هذا الباب: فيجوز أن تعطي الزكاة - فضلاً عن الصدقة - لأهل المعاصي، وكم يحصل الإنسان من الأجر إذا سلك طريق الصدقة مع أنها لا تضره! فإذا جاء إليك السائل فلا ترده، وأعطه من مال الله الذي أعطاك، ولذلك قال الله تبارك و تعالى: وَمَنْ يُوقَ شُحَّ نَفْسِهِ فَأُوْلَئِكَ هُمُ الْمُفْلِحُونَ


    الفائدة الثانية فضل النفقة على العيال


    لقد أرسل الله تبارك وتعالى لهذا الرجل الصالح سحابة أفرغت ماءها في بستانه؛ وما ذلك إلا لأنه قائمٌ بالقسط والعدل، فقد قال: (أما ثلثها فأتصدق به، والثلث الآخر آكله أنا وعيالي)، وفي هذا وجوب النفقة على الأهل، قال صلى الله عليه وسلم: (كفى بالمرء إثماً أن يضيع من يقوت) ، وفي رواية: (أن يضيع من يعول)، وفي مسلم: (كفى بالمرء إثماً أن يحبس عمن يملك قوته) وكلمة (كفى إثماً) تدل على عظم هذا الإثم، أي: يكفيه من الإثم أن يضيع زوجته وأولاده، أن يضيع من يقوت، فلا يجوز أن تحبس النفقة عن الأولاد.. لأن الأولاد ليست لهم زكاة.. لماذا منعك الشارع أن تعطي الزكاة لأولادك أو لأبيك وأمك؟ فلا يجوز أن تعطي الزكاة للأصول ولا للفروع، فوالدك لا يجوز لك أن تعطي له الزكاة؛ لأن له نفقةً واجبة عليك، وكذلك أولادك لهم عليك نفقةٌ واجبة، فلا يجوز أن تضيع أولاك، بل إنك تتعبد الله تبارك وتعالى بإطعام أولادك.

    وأيضاً من الفوائد يجوز للمرأة ان تأخذ من مال زوجها البخيل ما يكفيها هى وأولا دها


    وأيضاً لا ينبغى للداعية أن يدعو خارج بيته ويترك أهله يفعلون ما يشاءون فعليه ان يبدأ بدعوة أهل بيته.


    الفائدة الثالثة: الأخذ بالأسباب


    بقى الثلث الأخير وهو

    قال: (وأرد فيها ثلثه)، أي: في الأرض. وهذا دليل على أن الإسلام يحث على استثمار الأرض، ويحث على استيعاب الطاقات والاستفادة من الجهود المبعثرة، بخلاف بعض الناس الذي يظنون أن الإسلام دين الكسل والتواكل، وهذه فرية بلا مرية، لكن - بكل أسف


    من فوائد هذه الفائدة


    هى الحث على زراعة الأرض واستثمارها

    والنبي صلى الله عليه وسلم قد قال في حديث آخر: (إذا قامت الساعة وفي يد أحدكم فسيلة فليغرسها)، فلو أن أحداً يزرع نخلة وقامت الساعة فإياه أن يقول: لن أزرعها، ولمن أزرعها؟ فالقيامة قد قامت؟! وهل هناك حث أكثر من قوله صلى الله عليه وسلم (ما من مسلم يزرع زرعاً أو يغرسُ غرساً، فيأكل منه إنسان أو حيوان أو طائرٌ إلا كان له به صدقة) ، هل هناك أكثر من هذا في الحث على زراعة الأرض واستثمارها؟

    فهذا الرجل الفاضل الذي ذكر اسمه في هذه السحابة يقول: (وأرد فيها ثلثه) يستثمر الأرض ويزرعها؛ لأنك لا تستطيع أن تتصدق وأنت فقير، وكلما كنت غنياً وتصدقت كان لك فضل، واليد العليا خيرٌ من اليد السفلى. أقول قولي هذا وأستغفر الله لي ولكم، ونسأل الله عز وجل أن يبارك لنا في علمنا وأن ينفعنا به، وأن يأخذ بأيدينا ونواصينا إلى الخير.
    التعديل الأخير تم بواسطة أفنان أحمد ; 21-01-2010 الساعة 08:18 AM

  20. #20
    مُعلم الصورة الرمزية أفنان أحمد
    تاريخ التسجيل
    Mar 2009
    المشاركات
    1,659
    شكراً و أعجبني للمشاركة
    معدل تقييم المستوى
    2324

صفحة 1 من 2 12 الأخيرةالأخيرة

معلومات الموضوع

الأعضاء الذين يشاهدون هذا الموضوع

الذين يشاهدون الموضوع الآن: 1 (0 من الأعضاء و 1 زائر)

المواضيع المتشابهه

  1. مشاركات: 89
    آخر مشاركة: 12-01-2013, 04:32 PM
  2. حكم إحتفال المسلم بشم النسيم لفضيلة الشيخ ابو اسحاق الحوينى
    بواسطة محمد بن عباس في المنتدى صوتيات و مرئيات اسلامية
    مشاركات: 4
    آخر مشاركة: 01-05-2010, 07:45 PM
  3. §§ فداك روحي يا رسول الله §§ الشيخ أبو إسحاق الحويني §§ قناة الحكمة §§
    بواسطة أستاذ السيد على في المنتدى صوتيات و مرئيات اسلامية
    مشاركات: 0
    آخر مشاركة: 08-11-2009, 07:07 PM
  4. فوائد قرصة النملة!!!سبحان الله
    بواسطة سعد يوسف في المنتدى القسم الاسلامي العام
    مشاركات: 5
    آخر مشاركة: 17-07-2009, 04:30 PM
  5. سلسله ماذا تعرف عن صحابه رسول الله صلي الله عليه وسلم(متجدد)
    بواسطة مسيو وليد عسكر في المنتدى السيرة النبوية و التراجم
    مشاركات: 11
    آخر مشاركة: 31-03-2009, 05:39 PM

المفضلات

ضوابط المشاركة

  • لا تستطيع إضافة مواضيع جديدة
  • لا تستطيع الرد على المواضيع
  • لا تستطيع إرفاق ملفات
  • لا تستطيع تعديل مشاركاتك
  •  
RSS RSS 2.0 XML MAP HTML