السلام عليكم ورحمة الله وبركاته
الموضوع ده شغل تفكيرى
من فترة وشاهدت مناقشته كثيرا فى المنتديات
وحبيت اتناقش معاكم فيه
طبعا معظمنا شاهد برنامج لعبة الحياة
الموجود على قناة الحياة الحمرا
واحب اشرح فكرة البرنامج ولعبة الحياة
لكى يتفهم من لم يشاهد البرنامج
اللعبة عبارة عن صناديق مقفولة على أرقام مبالغ مالية.. بتبدأ القيمة بتاعتها من قرش وتصل إلى ربع مليون جنيه.. المتسابق يقعد طول الحلقة يختار في صناديق يتم استثناؤها من اللعبة لغاية ما يوصل للنهاية أو يقرر يبطل وياخد عرض من البنك.. البنك ده اللي هو المعدّ اللي بيتصل بالمذيعة ويعرض على المتسابق المغادرة بأي مبلغ هو يقدره..
من كام سنة كان فى برنامج امريكى اسمهdeal or no deal وكنا معتقدين إن البرنامج ده عمره ما هيتعرض في مصر أو في أي بلد فيها مسلمين؛ لأنه قُمار بيِّن.. دي لعبة حظ.. واللعب فيها على فلوس.. لو جبت أي طفل هيقول لك: "ده حرام "..
والغريب إن البرنامج مش بيتستّر تحت أي عباءة أخرى.. لا بيقول لك جاوب أسئلة عويصة زي: "كم عدد أهرامات الجيزة؟" أو "حرب 73 كانت سنة كام؟"
الموضوع واضح وصريح.. حظ ورهان وقُمار.. القمار اللي ربنا حرّمه في الآية الكريمة اللي بتقول:
{يَا أَيُّهَا الَّذِينَ آمَنُوا إِنَّمَا الْخَمْرُ وَالْمَيْسِرُ وَالأَنْصَابُ وَالأَزْلامُ رِجْسٌ مِنْ عَمَلِ الشَّيْطَانِ فَاجْتَنِبُوهُ لَعَلَّكُمْ تُفْلِحُونَ. إِنَّمَا يُرِيدُ الشَّيْطَانُ أَنْ يُوقِعَ بَيْنَكُمْ الْعَدَاوَةَ وَالْبَغْضَاءَ فِي الْخَمْرِ وَالْمَيْسِرِ وَيَصُدَّكُمْ عَنْ ذِكْرِ اللَّهِ وَعَنْ الصَّلاةِ فَهَلْ أَنْتُمْ مُنْتَهُونَ} [سورة المائدة 90-91]
.. نيجي بقى لنوعية الناس المشاركة في البرنامج واللي لأ.. مش منحرفين أخلاقيا ولا بيلعبوا قمار.. دول ناس عادية.. واسمع بقى ناويين يعملوا إيه بالفلوس.. أحد المشاركين قرر إنه بالفلوس اللي هيكسبها هيكفل يتيم! وإحدى المشاركات -واللي أخدت لقب "حاجّة" من المذيعة- نفسها تاخد الفلوس عشان تحجّ! طب بالذمة ده كلام؟؟ وإيه التناقضات العجيبة اللي إحنا عايشنها دي؟؟!! بقى أنا آخد فلوس من المفترض انها حرام علشان أروح أحج بيها؟ ناقص كمان أطلع الحج عشان أسرق الحجاج!
بصراحة شفت في البرنامج ده صفات كتير ماكانش نفسي أشوفها.. شفت الطمع بيعمل إيه في البني آدمين.. شفت مدى هشاشتنا وضعفنا قدام الإغراءات المادية.. ويعني إيه راجل يعيط لما تضيع منه فرصة لكسب 10 آلاف جنيه.. شفت مدى تشويش فهمنا لعقيدتنا.. وشباب زي الورد معلق مستقبله في رقبة ضربة حظ..
خلونا نفكّر سوا...
هل فعلا الحياة لعبة؟
ويا ترى لو كسبت في يوم من الأيام مبلغ كبير من ضربة حظ، وقت الجد هتقبل تدخل الفلوس دي بيتك وتأكّل منها أولادك.. ولاّ هتستحرم؟
ويا ترى هل أصبحت ضربة الحظ دي هي الأمل الوحيد لملايين المصريين اللي ماسكين الموبايلات امام التليفزيون دلوقتي حالا عشان يشتركوا في المسابقات دي؟
ويا ترى إيه رأيك في الطريقة دي للتعامل مع الحياة؟ يعني ينفع إننا بدل ما نسعى ونجتهد ونبقى إيجابيين نقعد ننتظر ضربة حظ؟
يلّا ركز وفكر وخليك صريح معانا ومع نفسك
المفضلات