الحقيقة تائهة بين ماسبيرو ووزارة التعليم
الرهان الخاسر علي البرامج التعليمية
رئيس القنوات التعليمية: انتظرونا بشكل جديد يوم17 أكتوبر
تحقيق
التعليم عن بعد مازال بعيدا جدا عن الواقع المصري, أشياء كثيرة معوقة مازالت تضعه في خانة الديكور الذي يمكن الاستغناء عنه ولا بأس من استمراره
ومع أن التليفزيون المصري كان رائدا في بث برامجه التعليمية التي تعلم منها الكثيرون قبل أن تظهر موضة التعليم عن بعد إلا أن المسائل تتراجع إلي الوراء بصورة مخيفة.
وفي ظل انتشار وباء انفلونزا الخنازير ومناداة الخبراء بأن تقوم القنوات التعليمية بدور المدرسة, حيث لايذهب التلاميذ إليها وبدور الجامعة إذا لاقدر الله أغلقت ابوابها يصدمنا الواقع العملي بعدم وجود ميزانية لذلك, فالامكانات ضائعة بين وزارة الاعلام التي نفضت يدها وبين وزارة التربية والتعليم التي تكتفي بدفع ايجار القمر الصناعي.
تعالوا إلي التفاصيل الصادقة ولغز الالغاز والتعليم عن بعد. تعالوا نمسك بالقضية التائهة بين ماسبيرو,حيث مبني الاذاعة والتليفزيون وضريح سعد حيث مبني وزارة التربية والتعليم.
في تقييم الدكتورة نادية كمال استاذ أصول التربية بعين شمس أنه أتي الاوان لان نعيد للقنوات التعليمية دورها الحقيقي في نشر الوعي التعليمي وإتاحة الفرصة أمام الطلاب واكتساب مهارات جديدة لاتتوافر في الفصل الدراسي وربما تكون أزمة انفلونزا الخنازير فرصة حقيقية لاعادة صياغة شكل ومضمون ماتعرضه هذه القنوات.
صحيح أنه مازالت هناك فجوة بين الطلاب والقنوات التعليمية الي حرصهم علي متابعة مشاهدة القنوات الترفيهية.. ولكن من الممكن خلق ثقافة المشاهد لها اذا استطعنا توفير عناصر الجذب فيما تقدمه ويقيني أنه من العوامل المؤثرة في بناء جسر التواصل مع الطلاب.. لأن مايتلقاه الطالب في تلك الصورة من مواد تعيلمية تدفعه للنفور منها والابتعاد عن متابعتها.
للقنوات التعليمية فائدة بتعاظم دورها في نشر الثقافة العلمية ليس بين الطلاب وحدهم وانما داخل الاسرة نفسها وبين أفرادها فيما يسمي التعليم المصاحب أو التعليم بالعدوي.
هناك أساليب تعليمية حديثة ونقنيات لابد من مصاحبتها أثناء شرح المناهج كالاستعانة بالمسلسلات والمواد التعليمية المصورة التي تخلق نوعا من الاثاره والمتعة للطالب وتجاهل هذه الاساليب الحديثة يجيد بهذه القنوات عن دورها المنوط في العملية التعليمية.
حدد الدكتور سامي نصار عميد معهد الدراسات التربوية العقبات التي تحول دون الانطلاق المنشود للقنوات التعليمية في قوله الرفض الاجتماعي للتعليم من خلال التليفزيون وشيوع الاعتقاد بأن التعلم من خلال هذه القنوات نوع من التعليم الأدني واعتبار التعليم الحقيقي هو الشكل التقليدي الذي يتلقاه الطلاب عبر الفصول الدراسية.
فعندما خرجت هذه القنوات الي النور لم يصاحبها نشر لثقافة التعليم عن بعد.. حتي يستوعب الناس التربة وتسقط الحواجز التي تحول دون الاستفادة من خدماتها وتصبح منارة حقيقية ونافذة لنشر الوعي التعليمي.
ولم تستطع تحقيق ماكان يتوقعه البعض بشأن محاربة الدروس الخصوصية لوجود عيوب في طرق التدريس وعرض المناهج الدراسية وعدم استغلال التقدم التكنولوجي في اسلوب التقديم. حتي أصبحت أسيرة أنماط تقليدية دفعت الطلاب إلي العزوف عن مشاهدتها.. لتفقد جسور التواصل والتفاعل
من المفترض ان تقدم هذه القنوات مالم تقدمه المدرسة جاء عرض المناهج الدراسية وتقديمها في صورة مبتذلة وغير كاملة جعلت الطالب يتوه ويفقد بوصلة المعرفة والفهم وكان ذلك نابعا من قلة الموارد المالية وتقليل ساعات الارسال والانتاج الذي يدعم العملية التعليمية.
اعترافات قوية اراد الدكتور يسري عفيفي ـ مدير مركز المناهج بالتربية والتعليم ـ تسجيلها في تحديد هوية القنوات التعليمية قائلا القنوات لاتتمكن أن تكون بديلا كاملا للمدرسة وكلاهما له طبيعة خاصة فيما يقدمه
والقنوات التعليمية تحقق بعض الأهداف التي قد لاتتمكن المدرسة من تحقيقها ولها جوانب تعليمية مضيئة لانستطيع إغفالها ولو تمكنا من خلق تكامل للادوار بين مايتلقاه الطالب في فصله الدراسي وبين مايكتسبه من معرفة علمية يحصل عليها عبر شاشات القنوات التعليمية سيكون للعملية التعليمية مفهوم مختلف وتحقق دفعة قوية للارتقاء بالمستوي التعليمي والمهاري للطالب.
ويأتي ضعف الامكانات المالية المتاحة لتحويل المنتج التعليمي الذي بث عبر القنوات ـ عقبة حقيقية نحو انطلاقها وتحقيق رسالتها بكل وضوح ودقة وليس من المعقول ان يبقي الوضع علي هذا النحو المهين.
والازمة التي حدثت فتحت الباب من جديد لاعادة صياغة وانطلاق القنوات التعليمية لتقوم بدورها التنويري وسيكون لوزارة التربية والتعليم قرارات مؤثرة في هذا الصدد ويحظي المنتج التعليمي برعاية كاملة لتحقيق التكامل بين القنوات والفصل الدراسي, وهذه الصياغة تحكمها رؤية وضعت لنشر ثقافة التعليم التليفزيوني.
رؤية ضعيفة
انتقادات لاذعة يوجهها الدكتور نادر سعيد استاذ تكنولوجيا التعليم بعين شمس واستشاري التصميم التعليمي والتدريب بالمجلس الاعلي للجامعات. لمحتوي وشكل الاداء التعليمي للقنوات في قوله يغيب الشكل العلمي الذي يفترض اعتماد عرض المناهج عليه فمثلا قناة المرحلة الابتدائية تبث برامجها بصورة عشوائية دون تحديد الفئة التي تخاطبها وبأسلوب تقليدي بحت لاينمي في التلميذ القدرة علي الخلق والابداع ولايختلف في طريقة عرضه عما يقدمه المدرس في الفصل الدراسي
هذه العيوب في طريقة التناول للمناهج الدراسية تفقد القنوات هويتها وتجعلها تعمل بشكل ارتجالي ولاتحقق الهدف مما تعرضه في غياب تحديد الجمهور المستهدف.
الموقف التعليمي الذي تعرضه القنوات التعليمية يغيب عنه مشاهد ثلاثة غيابهم يطيح بقدرة الطالب علي الاستيعاب والفهم ويضع حاجزا امامه يصعب تحطيمه.. هذه المشاهد تتمثل في الخبير والمصمم التعليمي والجزء الفني وتلك العناصر تتعامل معها القنوات التعليمية بنوع من عدم الفهم والوعي.. مما يجعل وجودهم غير ذي أثر خصوصا المصمم التعليمي الذي لاوجود له فيما يقدم من محتوي تعليمي.
وتعد التفاعلية عنصرا مؤثرا في خلق التواصل بين الطالب والقنوات وغيابها يفقدها الحيوية ويمكن تحقيقها من خلال اتصالات تيلفونية والمواقع الالكترونية ورسائل الموبايل.
نريد التخلص من العرض التعليمي التقليدي الذي يعتمد علي اجتهادات شخصية والكلام للدكتور نادر سعيد وايجاد منظومة علمية لعرض المناهج الدراسية بصورة كاملة والاستعانة بعناصر مؤثرة وجذابة كالتمثيليات خصوصا في المرحلة الابتدائية والصورة الذكية وكلها أشياء متاحة وتتوافر العناصر المدربة التي تجيد صناعتها.
القنوات التعليمية كنز نملكه ولا نقدره ولا نضع له رؤية علمية لا ستقباله وتوظيفه لخدمة الطالب والعملية التعليمية ولو تمكنا من اعادة صياغة شكل ومحتوي ما تعرضه سيكون لها دور فعال ومؤثر لا يقل بأي حال من الاحوال عن دور المدرسة وفي تقديري مشكلة الامكانيات المالية تقف حائلا دون تحقيق انطلاقه فعاله لها.
يدعم أحمد سعد الباحث بمعهد الدراسات التربوية' التعلم الالكتروني' وجهة النظر التي نقضي بضرورة الاستعانة بالتقدم التكنولوجي في عرض المعلومة أمر لايشكل عقبه بعدما أصبح لمصر قاعدة متقدمة في هذا المجال وخبراء يمكن الاستعانة بهم في توظيف استخدامات العملية التعليمية ويقيني ان اسلوب عرض المحتوي التعليمي لن يكون مؤثرا دون الاستعانة بهذه الادوات.
تفرض أزمة الدعم المادي وتجاهل تحمل مسئولية القنوات التعليمية ـ أو وضع منظومة العمل فيها ـ الدوران في حلقة مفرغة. وزارة الاعلام تريد غسل يدها وانهاء علاقتها المالية ووزارتا التربية والتعليم والتعليم العالي ـ لا ارادة لهما في خلق شكل جديد للتعاون يصيغ علاقة تفاعلية ووجود حقيقي للقنوات.
صفحة جديدة
تري لطيفة الشافعي رئيس القنوات التعليمية أنه ليس من العدل قيام اتحاد الاذاعة والتليفزيون منفردا بتحمل المسئولية المالية كاملة في مواجهة تزايد الانفاق علي الانتاج التعليمي واكتفاء وزارة التربية والتعليم فقط بدفع ايجار القنوات علي القمر الصناعي.
المسألة أعمق واخطر من تلك الرؤية المحدودة, لدينا أعباء مالية ضخمة وضعف الميزانية المخصصة للقنوات خلال الفترة الماضية أثر بصورة سلبية علي حجم الانتاج وعدد ساعات الارسال واسلوب عرض المناهج الدراسية لمراحل التعليم المختلفة, المعاناة كانت موجودة لاجدال في ذلك وأمرها طبيعي في ظل الاوضاع السائدة.
لا أريد تقليب صفحات الماضي فنحن الآن نفتح افاقا جديدة ونري دعائم مختلفة للانتاج التعليمي للقنوات لنخلق منها جسرا للتواصل مع الطلاب في مراحل التعليم المختلفة ووضعنا صورة كاملة تعد نموذجا للتعاون بين وزارتي الاعلام والتربية والتعليم ووضع كل الامكانيات المطلوبة لخروج منتج متميز يحدث الجذب وفق تعليمات وزير الاعلام ويوم17 اكتوبر القادم ستولد القنوات التعليمية من جديد بشكل ومحتوي يعكس منظومة علمية وتقنيات جديدة في اسلوب عرض المناهج وزيادة عدد القنوات التعليمية الي ست قنوات قناتان للتعليم الابتدائي وواحدة للاعدادي وواحدة للثانوي العام وقناتان للتعليم الفني ووحدة للصناعي وأخري للتجاري والزراعي.. كل هذا يعد رؤية منهجية لبلورة أداء أفضل للعملية التعليمية التي تظل علي الشاشة.
كلام رئيس القنوات التعليمية يحمل رؤية متفائلة. لكنه لا يعكس واقعا حقيقيا لمنظومة قنوات أهمل العمل فيها اكثر من خمس سنوات وحسب ما يؤكد مصدر مسئول ان هناك عقبات كثيرة تحول دون تحقيق أداء حيوي للخريطة البرامجية في ظل غياب الاستديوهات وواحدات المونتاج والكاميرات والكوادر المدربة وكل هذه الادوات يستحيل توفيرها في فترة قصيرة, فاتحاد الاذاعة والتليفزيون لا يملك توفير استديوهات لبث البرامج علي الهواء مباشرة لخلق تفاعلية حقيقية بين الطالب وما تعرضه القنوات اضافة الي الكوادر التي هجرت القناة في ظل ضعف الاجور.
ورغم ما يؤكده مخلص عبده نائب رئيس القنوات التعليمية بوجود الكوادر المدربة والماهرة والقادرة علي قيادة دفة الانتاج التعليمي فان هناك صياغة جديدة لمسألة الاجور لإعادة الكوادر التي تركت العمل بالقنوات.
لا نريد الحكم علي التجربة بالفشل قبل ان نبدأ.. نحن نريد فرصة حقيقية والامكانيات التي تتاح لنا الآن تعد اضافة جديدة ومشجعة لإعادة الكوادر الماهرة اليها مرة أخري وسوف يشعر الطالب بقوة ما تعرضه وتقدمه إليه من منتج تعليمي.
نملك خطة ورؤية للعمل وخبره عريقة في مجال العمل التعليمي تجعلنا نحقق المطلوب وان كانت هناك عقبات سوف تتجاوزها طالما وفرت الامكانيات المالية التي تدفع بعجلة العمل وسيكون هناك عرض تقليدي للمناهج الدراسية.
المسئولية
اذا كان المهندس اسامة الشيخ رئيس قطاع القنوات المتخصصة قد انهي دراسة لاستبعاد القنوات التعليمية من باقة قنوات القطاع, فان القيادات الاعلامية والخبراء يرفضون تنصل وزارة الاعلام من مسئوليتها.
فعلي حد قول مني المهندس رئيس قناة المنارة, البحث العلمي, وزارة التعليم العالي ليس لديها الكوادر الاعلامية القادرة علي ادارة القنوات الفضائية بدليل فشل قنوات جامعة القاهرة التي تديرها الجامعة منفردة.. لكن علي وزارة التعليم العالي دور مالي يجب ان تتحمله ولا تتنصل منه.
نفس الكلام تؤكده فريدة حمدي رئيسة قناة التعليم العالي, قائلة: المشكلة الحقيقية التي تواجه القنوات التعليمية هي ضعف الميزانية المخصصة لها والتي انعكست بصورة سلبية علي محتوي وشكل الشاشة وليس من المعقول قيام اتحاد الاذاعة والتليفزيون بالانفاق علي الانتاج بمفرده في ظل تزايد تكلفة المنتج الاعلامي, مما ادخل القنوات في نفق مظلم وجعلها كما مهملا.
في المقابل يرفض الدكتور يسري عفيفي مدير مركز تطوير المناهج تحمل وزارة التربية والتعليم مسئولية ادارة وتشغيل القنوات علي اعتبار أنها مسألة تحتاج الي كوادر اعلامية لا تملكها الوزارة ولا تستطيع توفيرها كما أنها لاتملك القدرة المالية علي تحمل نفقات الانتاج التعليمي للقنوات.. دور وزارة التربية والتعليم لا يمكن أن يخرج عن اطار البروتوكول الموقع مع الاعلام بشأن توفير المادة العلمية وكتابة السيناريو.
اذا كانت هذه وجهات نظر قيادات اعلامية وخبراء في مجال التعليم فان الواقع يشهد نذير أزمة مالية مكتومة بين وزارات التعليم العالي والتربية والتعليم والاعلام من ناحية والمالية من ناحية أخري والامر يحتاج لقرار سيادي يضمن ميزانية مستقلة تحتوي وتضمن استمرار ايقاع جاذب للقنوات التعليمية.
منقووووووووووووووووووووووووووووووووووول
تحقيق" القنوات التعليمية إلى أين؟ "
رد مع اقتباس
شكراً لهذا
أعجبني هذا
المفضلات