جزاك الله خيرا
عرض للطباعة
جزاك الله خيرا
فدنا منه ، وسأله عن سبب بكائه ، فرفع رأسه ، وقال مجيباً بصوت يتقطّع ألماً وحسرة : (( إنّ حبيبته التي منحها مهجة قلبه ، وثمرة فؤاده قد هجرته إلى الأبد ، وأحبّت غيره )) ثمّ عاد إلى بكائه ... !! وعاد الرجل إلى قومه يفرك يديه سروراً مبشّراً لهم بالنصر ... إن قوة الأمة وضعفها يكمن في مدى تمسكها بكتاب ربّها وسنّة نبيّها صلى الله عليه وسلم ، ولعل أفضل واقع يترجم ذلك : اهتمامات وشبابها وفتيانها – ذكوراً وإناثاً – كما قال الشاعر :ولما كان الحبّ أصل فعل ومبدأه ، وأصل حركة كلّ متحرّك (1) ، وكان محلّه القلب الذي هو أصل صلاح المرء وفساده ، كان أمره في غاية الخطورة ... وكان جديراً بالعناية والبيان والتوضيح ... فأقول – وبالله التوفيق - : إنّ الحبّ أنواع : فمنه ما هو واجب كحبّ الله ورسوله ، وما يندرج تحت ذلك من الحبّ في الله ولله . ومنه ماوينشأ ناشئ الفتيان منّا على ما كان عوده أبوه
(1) -ذكر ذلك الإمام ابن قيّم الجوزيّة رحمه الله في كتابه : (( روضة المحبّين ، ونزهة المشتاقين )) .
[فالشاعر هنا قد جعل الوطن قبلته الأولى التي يدير إليها وجهه إذا نطق بالشهادة قبل القبلة التي جعلها الله لعباده المسلمين ، ولا شكّ أنّ ذلك من الضلال الواضح ، والطغيان المبين . ومنه ما هو محرم ، وهو الحبّ مع الله ، كما قال تعالى : {وَمِنَ النَّاسِ مَنْ يَتَّخِذُ مِنْ دُونِ اللَّهِ أَنْدَاداً يُحِبُّونَهُمْ كَحُبِّ اللَّهِ} [ البقرة: من الآية165] ، وهذا نوع من الشرك ، يسمّى : ( شرك المحبّة ) ، وهو درجات بحسب ما يقوم بقلب صاحبه من التعلّق بالمحبوب ومحبّته من دون الله ، وهذا النوع هو الذي أردت الحديث عنه في هذا الكتاب ، وهو ما يمكن أن نسميه بـ ( حبّ الأفلام والمسلسلات والمجلات الهابطة ) ، الذي نشأ عليه الصغير ، وهرم عليه الكبير إلا من رحم الله عز وجل ، حتى إن بعض ما يسمى بالمسلسلات الدينية ! التي يُمثل فيها الصحابة رضي الله عنهم(3) لم يسلم من إقحام هذا النوع منأدير إليك قبل البيت وجهي إذا فهت الشهادة والمتابا(2)
(2) للشاعر أحمد شوقي ، انظر ديوانه : ج2 ص 13 .
(3) قد صدرت فتوى من هيئة كبار العلماء في تحريم تمثيل الصحابة رضي الله عنهم ، ومنع ذلك . ( انظر : مجلة البحوث الإسلامية ، المجلد الأول ، العدد الأول ص 235 )
شكرااااااااااااااااااااااااااااااااااااااااااااااا ااااااا