قصة الضادي

قصة الضادي
............................


قال رسلان البغدادي :
كان رجل بالبصرة يكثر من الضادات حتى وسم بالضادي وكان قاضيها يتمنى أن يقع له إليه حاجة ليسمع كلامه،فدخل عليه بعض حجابه يوما وقال: يا سيدي، الضادي بالباب،قال ائذن له،فمحصول ما يتكلم به ضادات، وما هو إلا أن يقول السلام عليكم أيها القاضي، إن فلانا ضلمني وأنا ضعيف .فأقول له الظلم بالظاء وليس بالضاد، فأقهره - يستهزئ القاضي بالضادي-
فدخل عليه وقال - أي الضادي- : السلام عليك أيها القاضي الفاضل الأفضل ابن الأفاضل،إن ضرار بن ضمرة الضبي اهتضمني، وعضني، وضلع ضلعي وأخذ ضيعة لي على الغياض بالضيعي، اعترضها ضمانا ولم يعوضني عنها، وأنت أيها القاضي غضبان علي معرض عني ، نتعرض بعرض عرضك، أن تمضي إلى ضرار بن ضمرة الضبي وتحضره بحضرتك إحضارا، وتفرض لي عليه فرضا، ليخضع ويضرع، ويعوضني البعض عن الضمان، فإني ضعيف متضعف، مهضوض مهضوم من بين الضعفاء، فاهتضمني بضوضائه، قال:فأقبل القاضي على خصمه وقال له : إن خصمك هذا لمجنون، انطلق وخذ الضيعة.
فلما ولى أخذ الضادي بأهدابه وأنشد:
أيا من أقرض القاضي : له أرضي لكي يرضى
أهذا في القضا فرض : بأن ترضى ولا أرضى
قضى قاضيك في أرضي : قضاء ليت لم يقضى
فأين المعوض المقروض : لا عوضا ولا قرضا
ضعافا مهضم ضيم : مضت ضيعتهم أيضا
قال : فاستفرغ القاضي منه ضحكا ووقع له بالضيعة.


.................................................. ...........