سقوط عصام شرف
فتوح الشاذلي
لم أتوقع أن يسقط الدكتور عصام شرف بهذه السرعة ولم أتصور أن تتحول حكومته من حكومة تسيير أعمال إلي حكومة تعطيل أعمال في هذه الفترة الوجيزة .. وإذا كان عصام شرف قد تم تنصيبه من ميدان التحرير، والفريق أحمد شفيق جاء إلي موقعه بقرار من الرئىس المخلوع.. إلا أنني أستطيع أن أجزم أن ما أنجزه أحمد شفيق في الأيام القليلة التي تولي فيها المنصب يفوق ما أنجزه الدكتور عصام شرف في شهور.. وفي اعتقادي أن المسألة تتعلق بالإدارة والمقومات الشخصية لها أكثر ولا أقل.
وإذا كان تولي الدكتور شرف رئاسة الوزارة مقبولاً فى الفترة الماضية.. إلا أن استمراره وأعضاء حكومته بهذا النهج يهدد بتعطيل الأعمال.. فإمكانات الرجل لا تؤهله لأكثر من المنصب الذي شغله في بداية حياته وهو مستشار وزير لا أكثر.
الغريب أن الدكتور شرف لا يعرف هذه الحقيقة ويسبح ضد التيار ويحاول أن يركب الثورة ببعض المظاهر المكشوفة والتي جاءت برد فعل عكسي من المواطنين. فإذا كان مقبولاً من شرف أن يحول مقر مجلس الوزراء إلي ديوان مظالم.. إلا أنه من غير المقبول أن يذهب هو وأفراد أسرته وأحفاده إلي محل فول وطعمية شهير بصحبة مصور لزوم التلميع، وليس مقبولاً أن يتم توزيع الصورة علي وسائل الإعلام مع توصية بالنشر.
وإذا كان نزول رئيس الوزراء من سيارته ليشرف علي إسعاف مصابين في حادث وقع في طريق موكبه فهذا فعل حميد.. أما المتاجرة به وتوزيع صوره أثناء وقوفه أمام المصابين فهو رياء مكروه غير مقبول.
كنت أتمني من رئىس الوزراء أن يترك الناس لتتحدث من تلقاء نفسها عن ذهابه لتناول الفطار في محل فول أو عند نزوله من سيارته لإسعاف مصاب.. أما ما حدث من متاجرة بالفعل فهو أمر أصابني وأصاب الكثيرين بالاشمئزاز، خاصة أن ثمن وجبة الإفطار في مطعم الفول الذي ذهب إليه شرف يزيد على ثمن وجبة الكباب في المحلات التي يرتادها البسطاء من الشعب.
باختصار.. إذا كان الدكتور شرف يطمع في الترشح لمنصب رئيس الجمهورية فهذا حقه.. ولكن ليس هذا هو الطريق.
لقد خان الدكتور شرف الثورة عندما اصطحب حاشيته من سكرتارية خاصة (4) ومراسم وأمن والمستشار الإعلامي وآخرين في سفرياته المكوكية إلي إيطاليا وفرنسا والسعودية والكويت وأثيوبيا والرحلة القادمة إلي جنوب أفريقيا غداً.. فعل شرف ما لم يفعله أي رئىس وزراء سابق، ونسي أن الأموال الباهظة التي تنفق في هذه السفريات هي أموال الشعب الذي قام بالثورة من أجل الفساد.
لقد خان الدكتور شرف الثورة عندما ترك اثنين من سكرتاريته الخاصة يديران الحكومة ومقر مجلس الوزراء وعاد بنا إلي الأيام السوداء التي شهدت تحكم اثنين من السكرتارية الخاصة للمرحوم الدكتور عاطف صدقي في إدارة الوزراء والمحافظين والأمانة العامة للمجلس حتي أطلق الجميع علي مجلس الوزراء وقتها »مجلس سونيا وفهيمة«.
لقد خان الدكتور شرف الثورة عندما استعان بمقربين منه ليسوا فوق مستوي الشبهات وذلك طبقاً للتحريات الموثقة بأحكام قضائية وهو ما سنتطرق إليه في مقال قادم.
إن الأمانة التي حملها الدكتور شرف.. واللقب الذي يحمله »رئيس وزراء الثورة« يفرض عليه أن يعيد النظر في سياساته سواء علي مستوي الحكومة أو داخل مقر مجلس الوزراء.. والفرصة مازالت قائمة.
http://www.alwafd.org/index.php?opti...#axzz1P5jac6IB
اقرأ المقال الأصلي علي بوابة الوفد الاليكترونية سقوط عصام شرف