رؤية تقويمية للمنظومة التعليمية المصرية

الحمد لله وكفى ، والصلاة والسلام على رسوله المصطفى
وبعد
منذ أن عملت معلما ، وانا احاول أن أحصر سلبيات المنظومة التعليمية ،وذلك لوضع تصور لحلها ، وكنت أصاب باليأس أحيانا ، وأسأل نفسي ماجدوى ما تفعله ،تضيع ساعات طوال في التفكير والتدوين ، ولكن كنت أقنع نفسي بأنني سأتمكن في يوم ما أن أعرض سلبيات المنظومة التعليمية على المسئولين ، وربما نما هذا الإحساس معرفتي ببعض القيادات التعليمية والشعبية عن قرب ، وكنت أنشط حينا ، وأتكاسل أحيانا أخرى ثم جاءت الثورة فجددت النشاط والأمل ، ثم هديتُ أن أطرح ما جمعته في سنوات عدة على صفحات هذا المنتدى .
وأعتذر لزملائي أن اطلت في حديث ربما يبدو لغوا في نظر الكثيرين .
أولا : مكونات المنظومة التعليمية
تتكون المنظومة التعليمية من عنصرين : عنصر بشري ، وعنصر مادي
1- العنصر المادي
ويتمثل في ( المباني والأدوات التي تخدم المنظومة التعليمية )
2- العنصر البشري
ويتمثل في الأفرد المشاركين في المنظومة التعليمية
وكلا العنصرين يعاني من السبيات والقصور
ثانيا : سلبيات العنصر المادي
- عدم توفر مباني مجهزة للكثير من الإدارات التعليمية ، فلا يوجد في كثير من الإدارات غرف مستقلة لكل قسم .وهذا يؤثر بلا شك على الأداء ، ويشجع على الفوضى ، كذلك تواضع الأثاث والتجهيزات ، فعدد العاملين في أي إدارة تعليمية يفوق بكثير عدد الكراسي والمكاتب الموجودة بها ، فكثير من العاملين في الإدارات التعليمية ليس لهم مكاتب خاصة بهم ، بل ربما يشترك القسم كله في مكتب أو أكثر .
- قلة المدارس، وضعف شديد في الأثاث والتجهيزات ، فكثير من الطلاب لا يجدون مقاعد ، كما تعاني الكثير من المدارس من ضيق الأفنية ، عدم صلاحية دورات المياه للاستخدام الآدمي .
- الفقر الشديد في الأدوات والوسائل التعليمية ، فبعض المدارس وخاصة الريفية لا يوجد بها خريطة واحدة
- عدم توفر وسائل مواصلات لبعض المدارس مما يجعل مجرد الوصول إليها مشقة
( أعلم مدرسة في قلب الأرض الزراعية تبرع أحد الوجهاء بنصف فدان لإقامة المدرسة فأقيمت في مكان لا تصل إليه وسائل المواصلات )
- ندرة الطباشير أو الأقلام السبورية ، والمعلم هو الذي يتحمل العبء
( حكى لي مدير إدارة تعليمية سابق أنه كان يتابع إحدى المدارس ، فدخل على مدرس في فصل ، فوجد السبورة خالية ، وعندما سأله عن السبب ، فأخبره بعدم وجود طباشير في المدرسة ، فلم يستطع احالته للتحقيق )
- عدم وجود أماكن مخصصة لأعمال الكنترولات والتصحيح ، وهذا يؤثر على الأداء ، فالمعلمون يصححون الأوراق في جو يدعو إلى الضيق والضجر والكآبة والملل وخاصة في الصيف .
- عدم وجود غرف للمدرسين في كثير من المدارس ، فكثير من المدرسين يحتارون في إيجاد أماكن يحفظون فيها أغراضهم الشخصية إضافة إلى كراسات الطلاب وأواراقهم .
هذه بعض سلبيات العنصر المادي .
يتبع

الأستاذ الفاضل / عادل أبو خليل

تحية طيبة لشخصكم الكريم

أستاذنا الفاضل .... من منا لاينكر تدهور العملية التعليمية علي مدار ثلاثون عاماً وعدم الإهتمام بها مما أدي إلي تدهور الحالة الإقتصادية في مصر ووصل بنا الحال إلي حالة من الإحباط بسبب كثرة الفساد الذي أستشري في السنوات السابقة .

ولكن بعد ثورة يناير

لابد من إعادة منظومة التعليم بالكامل وتغيير الفكر القديم في العملية التعليمية إلي فكر متطور يلائم المرحلة القادمة وأن يكون تغيير منظومة التعليم هدف قومي وعلينا أن نعبيء الجهود لذلك وأنني متفائل للمرحلة القادمة بإذن الله تعالي

تقبل إحترامنا وتقديرنا لشخصكم الكريم

أستاذ/محمود عبدالمجيد مرزبان
جزيت خيرا على هذا التفاعل ، وعلى هذا الحرص على إعادة منظومة التعليم بالكامل وتغيير الفكر القديم في العملية التعليمية ، ونحن نذكر السلبيات لنتفاداها أو نعمل على إصلاحها
وشكرا

ثالثا : سلبيات العنصر البشري
يندرج تحت العنصر البشري ، الأشخاص القائمون على المنظومة التعليمية ، والعقول المنظمة للمنظومة التعليمية ، ولكل سلبياته
أولا :- سلبيات الأشخاص القائمين على المنظومة التعليمية
يمكن تقويم أداء العنصر البشري لمعرفة سلبياته وفق عدة معايير:-
1- الكفاءة
2- الإخلاص
أولا : الكفاءة
لنكن صرحاء ، تعاني المنظومة التعليمية من قصور شديد في كفاءة بعض القائمين على العملية التعليمية ، من معلمين ومديرين ، وبنظرة بسيطة يمكن لكل منا ان يحكم على نفسه
ثانيا : الإخلاص
الإخلاص مسألة قلبية ، لا يعلمها إلا الله ولكن لها شواهد ، وكذلك عدم الإخلاص له شواهد ، فالمعلم الحريص دائما على الحضور في موعده ، ليس بالمعلم المعتاد على التأخير مثلا
ثانيا : سلبيات العقول المنظمة للمنظومة التعليمية
والمقصود بالعقول نواتجها ، فهنا لن نتحدث عن أشخاص بعينها ولكن نتحدث عما انتجته هذه العقول ويمكن حصر تلك النواتج فيما يلي :-
- القوانين ، واللوائح ، والقرارات
- المناهج .
وهذا باب طويل ، ولن أزعم انني سأطرح كافة السلبيات ، ولكن سأتحدث عن بعضها ، والباب مفتوح للجميع
سلبيات القوانين
1- قانون الاجور ، وهذا ما تدرسه الحكومة حاليا
2- انصبة المعلم
اللوائح المحددة للأنصبة تحتاج إلى تعديل ، فالظلم فيها واضح
مثال : كيف يتم تساوي نصاب معلم يدرس لفصل كثافته (80) طالب بمعلم يدرس لفصل كثافته (20) طالب في بعض الأماكن النائية .
3- لوائح المكافأت
يتفق المعلمان في عمل واحد ويختلفان في الأجر ، وهذا يحدث في أعمال الملاحظة ، ففي لجنة الثانوية العامة مثلا ، يوجد ملاحظان أحدهما حديث التخرج والآخر أوشك على الستين ، فالعمل واحد والأجر مختلف .
4- اللوائح المحددة لأعمال المعلم
تفتقر هذه اللوائح إلى معايشة الواقع ، فكيف يمكن للمعلم أن يؤدي دوره كاملا في يوم دراسي ، وهذا عرض لبعض الأعمال المكلف المعلم بأدائها في يوم واحد :-
- تدريس فترتين (180دقيقة )
- الإشراف العام
- اجتماع مع جماعة نشاط
- تصحيح تقويمات شهرية
- تصويب كراسات حصة وواجب لفصوله
- إعداد الدروس .
- حصة احتياطية .
قد تجتمع هذه الأعمال في يوم واحد .