عجباً لمن يهفو إلى الرضــــــوانِ
وفســـــــــادُه قد عمَّ فى الأركانِ
يرنـــو إلى الدنيــــا ويسلو ربَّهـــا
يبــــغــى السعادةَ من يدِ العُبدانِ
يحيــا ذليـــلاً خاضعـــــاً ولعابـــــدٍ
أبــــــداً وينســــى خالقَ الإنسانِ
يرعـــى النجومَ ويرتمى من عـدِّها
فــــوق الأديــــــمِ كعادةِ الهيمانِ
يجـثو إذا الخيـرُ انجلى متسارعاً
لـو أنَّ شــــراً فى ذرا الأكــــوانِ
يمضى ويسعى فى الثِّرى متسامراً
ينسـى الألى فى ظلمةِ الأحـــزانِ
يرجــــو الخلـــودَ بكونه متجاهـلاً
أنَّ الخــــــــلود لواحـــــــدٍ ديــَّانِ
يا غافــــــلاً .. مالى أراك معانـــداً
هـل تُصطفــى مـن ضمـَّة الأكفانِ
الموتُ مكتــوبٌ ومرســـــومٌ على
وجــــهِ الأنـــامِ بريشةِ السلطــانِ
ماذا بُعيدَ حصولِهِ ؟! .. فالقــبرُ لا
يأبى الـورى ، حتى ذوى التيجـانِ
يأتى زمــــانٌ قــد نــراك حقيقــــةً
غادَرْتَ دُنيــــــانا بــلا استئــــذانِ
فارحم فؤادك لا تسلْ عن زائـــفٍ
فـالحــــقُّ يبـــدو فى رُبـا الرحمنِ
وارجع إلى مأوى صوابـك مـــرةً
فإلام تعـدو فى شـرى النسيـانِ ؟!
يا عاقـلاً .. لا تنــــسَ أنـك مذنـبٌ
إنَّ الذنـــوبَ علـــى شفــا الميزانِ
إبلـيسُ دومـــــاً لا تطعْــــه بذلَّــةٍ
فـالوزرُ يسجـد فى حــذا الشيطانِ
احكم بما يرضـى الإلـه ولا تخـفْ
تنقــذْ رُفَـاتَك من لظـــى النيـــرانِ
كن أنت فيئاً فى الهجير مناصـراً
فالمصطفــى قـــد جــاء بالإحسانِ
نِعمَ الرسولُ فقـد أتــى متراحمــاً
يُهــــدى إلينـــا مبتـــدا الأشطــانِ
ليُظِلَّنا من قيظِ يـومٍ شاحــــبٍ ..
ما السعــــدُ إلا فـى هدى الفرقـانِ
اجنحْ لعدلٍ فى خريــفٍ قـد سطـا
فـالعــدلُ يرعـى ردهــةَ الإيمــــانِ
* * *