http://graphics8.nytimes.com/images/...se.xlarge1.jpg
الأول : يعيش فى هذه الدنيا ضيفا , لا يحسب حساب شئ , يعتمد على الله .. يأخذ بالاسباب المتاحة و لكن لا يلهث وراءها , يؤمن أكثر بالله و يؤمن أن كل مقدرات حياته بيده , يدين لله بأن ما أراده الله له هو الخير كله , هو الرزق كله , و يؤمن أنه لعل كل ما يحدث فى حياته خير , فلن يفعل الله بنا الشر أبدا , لا يحسب حساب المستقبل , لا يقتفى أثر القلم و الورقة كى يسجل فيها كل شئ , و أى شئ , بل يتركها على الله كما يقولون , يؤمن تماما أن الله تعالى يضع الأرضين على اصبع و السموات على اصبع و الشجر على اصبع و الجبال على اصبع ثم يهزهن و يقول أنا الملك !
بيده ملكوت السموات و الأرض . لا يشغل باله بمرض أو بمصيبة أو بموت أحد أقاربه أو بنفاذ مال أو سلطة , أو فقدان حبيب أو قريب . يحزن ... نعم , و لكن لا يبات يغنى الاطلال طوال الليل ! نفسه راضية ... استطاع أن يتأقلم مع الصبر الجميل ..و يدرك معناه جيدا , و يحب أن يرى الله منه ذلك , يؤمن بكل حواسه بأنه ما شاء الله كان و ما لم يشأ لم يكن .. يستخدم سلاح الدعاء . لا يهتم بالتفاصيل ايمانا منه ان الدنيا ساعة .. و لا ينبغي ان نهتم فيها بما لن يهم .. عندما يقرأ القرآن ... يتغنى به و يحلو صوته و يتدبر معانيه و يقشعر بدنه و يتفاعل معه و يبكى من خشية الله .
,,,,,,,,,,,,,,,,,,,,,,,,,,,,,,,,,,,,
الثانى : عقل مستيقظ 24 ساعة , يحسب حساب كل شئ و أى شئ , بالورقة و القلم يسجل كل لحظات حياته و ملاحظاته و خططه المستقبلية , يخطط و يخطط و يخطط لثلاثين عاما قادمة .. يبذل حياته كلها ليلا و نهارا فى التفكير و الأخذ بالأسباب , يؤمن تماما أنه يجب أن نسير بالورقة و القلم , بالشوكة و السكين ! , لا يهتم كثيرا بالقدر و حكمته ... و الكون و سنته , بل ينظر فيما هو أمامه و لا يصدق الا عينيه , دائما ما ينشغل بالتفاصيل و بردود الافعال , دائم الملاحظة بعقل لا يرتاح أبدا , كثيرا ما يكون ملتهب الاعصاب .. تشتكى خلايا جسده قلة الراحة و السكينة ,
يحزن بشدة لدرجة الانهيار إذا لم يحصل على ما يريد , إذا حدث ما لم يتوقع , يأسى على ما فاته و يفرح بما أوتى , متوتر دائما .. لأن كل ما حوله يشغله بشدة , قد يقرأ القرآن ... و لكن لأنه يؤمن أن على كل حرف يقرأه حسنة و الحسنة بعشرة أمثالها و قد يلتقط الآلة الحاسبة لكى يحسب عدد الحسنات ...و كم ستكون خلال شهر ..و يجلس ليكتب كم من الحسنات سيحصل خلال سنة !
,,,,,,,,,,,,,,,,,,,,,,,,,,,,,,,,
أؤمن أن العمر لحظات ... و بنفس هادئة مطمئنة راضية ..
يجب أن نعيش تلك اللحظات
أى الفريقين أنت ؟ إذا لم ترد أن تعترف فقل لى : أيهما أصح ؟
دع الايام تفعل ما تشاء
طب نفسا يا ابن ادم اذا حكم القضاء
دع الأيام تفعـل مـا تشـاء
وطب نفساً إذا حكم القضاء
ولا تجزع لحادثـه الليالـي
فما لحـوادث الدنيـا بقـاء
وكن رجلاً عن الأهوال جلداً
وشيمتك السماحة والوفـاء
وأن كثرت عيوبك في البرايا
وسرك يكـون لهـا غطـاء
تستر بالسخاء فكـل عيـبٍ
يغطيه كمـا قيـل السخـاء
ولا ترى للأعادي قـط ذلاً
فإن شماتـه الأعـدا بـلاء
ولا ترج السماحة من بخيل
فما في النار للظمـآن مـاء
ورزقك ليس ينقصه التأنـي
وليس يزيد في الرزق العناء
إذا ما كنت ذا قلـب قنـوعٍ
فأنت ومالك الدنيـا سـواء
ومن نزلت بساحته المنايـا
فلا أرض تقيـه ولا سمـاء
وأرض الله واسعـة ولكـن
إذا نزل القضا ضاق الفضاء
دع الأيام تغدر كـل حيـن
فما يغني عن الموت الدواء