رجال الدين يرفضون اللجوء إلي المفتي لتعديل المناهج

أكدوا ان الأزهر صاحب الحق الأصيل
رجال الدين يرفضون اللجوء إلي المفتي لتعديل المناهج

انقسم أساتذة التربية وعلماء الدين بين مؤيد ومعارض حول استعانة وزارة التربية والتعليم بدار الافتاء لتعديل مناهج التربية الدينية الإسلامية.
المؤيدون يرون أن دار الافتاء امتداد للأزهر وأراءها استشارية تتسم بخبرة صاحبها.
أما المعارضون فأكدوا ان اللجوء إلي الأزهركان لابد كخطوة أولي علي أساس انه مؤسسة تعليمية منوط بها نشر الإسلام الصحيح.
قال د. حسن شحاته أستاذ المناهج بتربية عين شمس: ان الاقتراح بتعديل مقررات التربية الدينية جاء بعد دراسة قامت بها وزارة الأسرة والسكان ذكرت فيها ان المقررات الحالية لا تراعي مفهوم المواطنة من هنا جاء قرار وزير التعليم بإرسال المقررات إلي الجهات المعنية ومنها دار الافتاء المصرية للمراجعة والتأكد من صحة ما قيل عن المنهج وليس التأليف أو إضافة زيادات.
وطالب بوجود لجان مشتركة من علماء المسلمين والمسيحيين لوضع رؤية موضوعية بعيدة عن الفتنة والتطرف لأن المقررات موضوعة من علماء الأزهر ويتم مراجعتها سنويا وتشتمل علي معايير تعكس قضايا معاصرة وأصيلة خاصة بحقوق الطفل والتسامح وقبول الآخر.. فاللجوء للمفتي نوع من الاستشارة لرجل من رجال الدين.
أولي الأمر
أشار د. نبوي عبدالرحمن أستاذ بتربية عين شمس ان وزير التعليم لجأ لأخذ رأي أولي الأمر فليس المشكلة إلي من تلجأ الوزارة في مراجعة المناهج ولكن الأهم هو الإعداد والشكل النهائي لهذه المراجعة وأهم تعديلاتها والتي يجب أن يشرف عليها الأزهر مع الوضع في الاعتبار ان مقررات التربية الدينية. تم وضعها ومراجعتها من قبل علماء الأزهر وأساتذة الجامعات ويوجد مسودة يجب الاستعانة بها حيث صدرت في مارس من العام الماضي تسمي وثيقة المحتوي لمادة التربية الدينية تحت إشراف الهيئة القومية لضمان جودة التعليم والاعتماد للوصول بالتعديلات إلي المستوي المطلوب.
أيد د. إبراهيم حنفي وكيل تربية حلوان لشئون الطلاب سابقاً أن تستعين الوزارة بفضيلة المفتي علي أساس انه رجل دين ويمثل الأزهر وعالم يستفاد من علمه لوضع معايير تصحيحية لجميع مراحل التعليم الابتدائي والاعدادي والثانوي والتعليم الفني وخاصة ان هذا مجرد تصحيح وليس إضافات تحتاج للأزهر وفي نفس الوقت نبتعد عن الروتين والبيروقراطية والتأخير في الظهور.
استشارة
أضاف د. صلاح الدين عرفة أستاذ المناهج بتربية حلوان ان الاستعانة برأي المفتي استشاري علي أساس الخبرة الدينية ومشاركة الجهات التي يعنيها الأمر لتنظيم المعلومات والمفاهيم بحيث تناسب المرحلة السنية للطلاب وتراعي عقليتهم.
قال: انه يجب الرجوع للأزهر علي أساس انه مؤسسة تعليمية والجهة المنوط بها التعديل مع التنسيق مع وزارة التعليم لتنسيق المنهج.
آراء اقتصادية
علماء وأساتذة الدين اختلفوا في استعانة وزارة التربية والتعليم للمفتي بدلاً من الأزهر فمنهم مؤيد ومعارض المؤيد يؤكد علي أن دار الافتاء تمثل امتدادا للأزهر وجميعهم رجال دين أجلاء وذوي علم يؤهلهم لاستعانة أي جهة بهم وليس فقط وزارة التعليم في حين أن المعارضين يؤكدون ان دار الافتاء لها وظيفة راسخة تختص بالافتاء في الأمور التي يحدث فيها جدل ولكن المنهج يجب أن يرسل للمراجعة للأزهر كمؤسسة تعليمية لها باع في تصحيح العلل والأخطاء في المناهج.
أشار د. عبدالحي عزب عميد كلية الدراسات الإسلامية والعربية ببني سويف ان بث المنهج الديني في التعليم قبل الجامعي يكون من خلال اعطاء فكرة عن علوم الدين والمعارف الأخري مؤكداً انه سواء استعانت وزارة التربية والتعليم بدار الافتاء أو الأزهر فشيء عادي حيث ان دار الافتاء ليست بعيدة أو غريبة والمفتي رجل تخرج في الأزهر ودرس معارفه وحصل علي الدكتوراة في كليات الدراسات الإسلامية والعربية.. ووزارة التعليم لها الحرية في اللجوء لمن تريد لمراجعة مناهجها التربوية ولا داعي للاثارة لأن دار الافتاء والأزهر توأمان ويجب النظر لمضمون المراجعة والهيكلة بدلاً من الانشغال بالشكليات لتخرج المعايير التربوية الإسلامية علي نهج سليم يربي الطالب علي الوسطية والاعتدال.
اختلاف
اختلفت معه د. آمنة نصير عميدة كلية الدراسات الإسلامية سابقاً باعتراضها علي تدخل دار الافتاء في وضع معايير لتصحيح المنهج لبعدها عن مجال اختصاصها كدار للافتاء ولتعديل المناهج يجب الاستعانة بالأزهر كمؤسسة مختصة بذلك.
قالت: ان تصحيح ما بالمنهج من علل وأخطاء يجب الرجوع فيه لأهل الاختصاص حتي نخرج بمناهج قوية تشكل مواطن صحيح الفكر والعقيدة والبنية الثقافية لأنها بذلك تصحح مسار المجتمع في بناء إنسان معتدل بعيد عن التطرف.
يري د. إبراهيم عبدالعزيز أستاذ الفقه المقارن بجامعة الأزهر ان توجه وزارة التربية والتعليم إلي فضيلة المفتي لتوضح المناهج الخاصة بالثقافة الإسلامية لطلاب الوزارة وطالباتها بمراحلها المختلفة توجه رشيد لا يقلل من شأن الأزهر لأن الأساتذة الذين يقومون علي هذا التوصيف المنهجي كلهم من علماء الأزهر وخيار أساتذته الذين لهم فضل عظيم في تخصصاتهم المختلفة ويدل علي هذا التوجه علي استشعار وزير التربية والتعليم لضياع الثقافة الدينية والأخلاقيات الحسنة بالبيئة المدرسية.
قال: ان هذا الأمر لا يقف عند وقته وإنما النظر لما هو أبعد من ذلك لأن المناهج الركن الأساسي فيها هو تعلم شعائر الإسلام وآدابه وأخلاقياته وربما هذا كان السبيل للاتجاه للمفتي لدرايته من خلال دراسته بهذا المنهج والاختلاط بعلمائه.
اختصاصات
رفض د. حامد أبو طالب عضو مجمع البحوث الإسلامية وعميد كلية الشريعة الأسبق تدخل دار الافتاء متمثلة في المفتي لعدم اختصاصها وكان يجب الاستعانة بالأزهر الشريف باعتباره جهة مختصة بالنواحي التعليمية.
قال: ان المفتي صرح بأن إحالة المناهج لدار الافتاء كان بصفة شخصية وان الاختصاص يرجع للأزهر إضافة لهذا فإن استحداث منهج للأخلاق معيب حيث ان الأخلاق ثمار التربية الإسلامية وانفرادها في منهج يعني انه لا فائدة ولا نتيجة من دراسة مناهج التربية الإسلامية.
أكد ضرورة إعادة النظر في الأمور المتداخلة لوضع الأمور في نصابها والبعد عن العشوائية في اتخاذ القرارات لتلافي أخطار شديدة وخاصة ان الهدف من إنشاء دار الافتاء هو الافتاء وليس مراجعة المناهج التعليمية وفقاً للقوانين واللوائح المعمول بها.