أجلوا المباراة
بقلم جلال عامر ١٣/ ٤/ ٢٠١٠شوف الزهور واتعلم فالحياة نشأت على التنوع، والزهور فيها الأحمر وفيها الأبيض حتى بقال التموين يتنوع، شهر يسرق الزيت وشهر يسرق السكر، وكل شهر تختفى سلعة.. وكل شهر يظهر المستشار «ماهر الجندى» فى التليفزيون ويقول «أنا برىء، أنا برىء»، وبعدين ييجى الفيلم.. وأنا من هواة المراسلة فحاول أن تعمل لى «توكيل» وأعمل لك «توكيل» فى بلد يهتف فيه التلاميذ فى طابور الصباح (تحيا جمهورية مصر العربية شركة مساهمة مصرية)..
ويقول محمد رشدى: صياد ورحت أصطاد صادونى فى ليبيا ورحلونى من الكويت وعذبونى فى مصر، فنحن الشعب الذى خلقه الله أحراراً وأصبحنا بعد التعديلات الدستورية «أحرار دستوريين»، لا نفرق فى المعاملة بين «توقيت جرينتش» و«مقياس ريختر» ولا بين «الحكم المحلى» و«اللحوم المستوردة» مع أن الاعتراف بالحق فضيلة، فمن عادتى كلما أخطأت فى حق أولادى أن أجمع أهل الحارة الصبح وأحضر «مصوراتى» يصورنى وأعتذر لسفارات الخليج.. أصبحنا ملطشة بحجة أن زيت تمويننا فى دقيقنا المستورد، وقد رأيت بعينى الإسرائيليين يهربون أمام المصريين فى الصحراء ثم عشت لأرى المصريين يهربون أمام الأمن المركزى فى الشوارع، وتحول اهتمامنا من «القاهرة المستنيرة» إلى «الساحرة المستديرة»..
ومنذ أسبوع بسبب التراب والجو أصفر و«خاسس» وينذر بكارثة إذا لم نؤجل مباراة الأهلى والزمالك ويقول الشاعر (أمرتهم أمرى «بمنعرج اللوى»/ فلم يستبينوا النصح إلا ضحى الغد) ويُقال إن المقصود بـ«منعرج اللوى» هو استاد القاهرة.. ومادام كل شىء فى بلادنا يخضع للتعيين إلا خريج الجامعة فلماذا لا يكون بطل الدورى بالتعيين فى بلد يتحدث عن التجديد «النصفى» وهو يعانى من الشلل «الكلى».. وكل شىء فى بلادنا مؤجل إلا المباراة، ومصر كما نعرف ترفض الحكام الأجانب والمرشحين المصريين..
أنا فاكر أيام «اللحمة» صحيح كان فيه «دهون» لكن ما كانش فيه تعصب، وأتذكر لاعب الأهلى المهذب «محمد عامر» كان فى مباراة القمة قبل أن يحرز أى «جون» فى الزمالك يحرز أولاً جون فى الأهلى بمنتهى المحبة، لكن الإعلام الرياضى الآن بدلاً من أن ينفخ الكرة ينفخ فى الجماهير.. (سيبك من الكلام ده، عامل إيه فى الطوارئ؟ بلاش تخفف هدومك دلوقتى لأنهم هيمدوها).