احمد زكى بدر:لست وزيرا لداخلية التعليم وغير راض عن حال الوزارةوننتظر "هياج" أولياء ال
******* http://1.bp.blogspot.com/_krbgRQ4o97...3372010jpg.jpg
نجح الدكتور أحمد زكي بدر وزير التربية والتعليم بامتياز في أول لقاء جماهيري واسع له.. فخطف الأضواء وجذب الأنظار وسيطر علي عقول وقلوب الحاضرين من المثقفين وخبراء التعليم والشباب الحاضرين في اللقاء الثقافي الذي نظمته دار الأوبرا المصرية.
تحدث الوزير بلسان ابن البلد وبصراحة مطلقة وتعبيرات بسيطة قدم تحليلا كاملا لما تشهده الساحة التعليمية من أحداث وفعاليات وتطورات فنال استحسان الجميع وصفقوا له بحرارة أكثر من مرة.
أبدي الوزير تعجبه مما يقال عنه انه جاء وزيرا لداخلية التعليم مؤكدا انه يرحب بالنقد البناء وانتقاد السياسات والخطط ومستعد لمناقشة ودراسة كل ما ينشر في الصحف ووسائل الاعلام واتخاذ القرارات الفورية حوله طالما كان يضيف إلي العملية التعليمية جديدا.. أما النقد الشخصي الموجه لشخص الوزير نفسه فلن يلتفت إليه طالما انه كان يعتمد علي معلومات مغلوطة ومواقف مسبقة لا أساس لها من الصحة!!
شرح الوزير الفارق بين مهمة قيادات الجامعة ومسئولية وزارة التربية والتعليم مؤكدا ان الجامعة تتولي تعليم من "تربي" في المدارس والتعليم قبل الجامعي.. أما الوزارة فمهمتها الأساسية التربية قبل التعليم وتسليح الطالب بالأخلاق والقيم.
قال الوزير بصراحة يحسد عليها عندما سئل عن مدي رضاه عن حالة الوزارة والتعليم.. ان مشكلتي الأساسية انني لا أعرف إلا الأبيض والأسود ولا يمكن أن أقول إلا ما أحس به فعلا وهو انني غير راض عن حالة الوزارة والتعليم.. وإذا لم يكن الموضوع 100% فلن أقول غير ذلك..
ونال الوزير تصفيقا حادا من جمهور الحاضرين عندما تحدث عن التعليم الفني فقال: هناك أنظمة واشكال متعددة "ايشي تعليم 3 سنوات" و"ايشي تعليم 5 سنوات" و"ايشي تعليم فني" "مقلم وكاروهات".. ايه الفرق بينها.. أنا لا أعرف.. هناك سوء تخطيط.. المدارس الفنية فيها اجهزة متطورة جدا.. الطالب يدخل من ناحية ويخرج من الناحية الثانية ما يعرفش الفرق بين المفك والمفتاح!!!
في البداية أوضح الوزير ان مشاكل التربية والتعليم كثيرة وخصائصها صعبة جدا وتؤثر في كل شيء حيث ان خريج الثانوية العامة يحدد طريقه اما بالدخول في سوق العمل أو الالتحاق بالجامعة وهذا الخريج يؤثر في التعليم العالي وجودة المخرج التعليمي تؤثر عند المنافسة في سوق العمل.
أكد ان التعليم الفني علي قمة الأولويات حتي يفرز فنيين يعملون في مجالات تخصصهم ويعملون بالفعل حسب مستواهم وقدراتهم وتعليمهم الذي يحدد مدي جودة عملهم والمنتج الذي يخرج من خلالهم.
سوء العمل
وعقب الوزير ان الأشياء التي تؤثر وتتحكم في العملية التعليمية ليست بالضرورة وسائل تعليمية صرف أو لها علاقة بالطلاب مشيرا إلي ان الثانوية العامة في كثير من الدول المتقدمة مثل ايرلندا يشبه النظام المصري حيث توجد مواد اساسية يمتحن فيها الطالب وهناك امتحان موحد للجميع كما يوجد مكتب تنسيق وفقا لترتيب الرغبات والحد الأدني لكل كلية.
أضاف ان هناك نظما أخري يمتحن فيها الطالب امتحان الثانوية العامة ثم يتجه إلي سوق العمل أو يلتحق بالجامعة وفقا لعدة شروط وقواعد حيث يوجد نظام موحد لتوزيع الطلاب علي الجامعات ومن الممكن أن يتقدم الطالب إلي الجامعة مباشرة.
أشار إلي أن هناك أموراً أخري تؤثر في التعليم وهي بعيدة عنه مثل أن يكون الامتحان في مستوي الطالب المتوسط واستيعاب جميع الخريجين بالجامعات فهذا يعني أن الطالب سيجيب علي الامتحان كله وفي النهاية تقع مشكلة ارتفاع المجموع الكلي.
وأري أن هذا الكلام خاطئ لأن الطالب الذي سيحصل علي 98% لن يجد الكلية التي يريدها وفي النهاية أولياء الأمور سيرفعون أكفهم بالدعاء علينا لذلك لن نفعل إلا الصحيح "ورزقنا علي الله"!!
قال إن من ضمن المشاكل التعليمية في بعض الدول مثل اليابان أن الطالب مثقل بالدراسة حيث يضطر إلي الاستيقاظ في الثامنة صباحاً ثم العودة إلي المنزل في التاسعة مساء وعندهم قصة الدروس الخصوصية التي تؤرق البيت المصري والمدرسة الموازية فبعد الانتهاء من حصصه بالمدرسة يتجه إلي مدرسة أخري ليحصل علي مركز متميز ودرجات عالية.
أضاف أن أمريكا أيضاً تعترض علي نظام التعليم لديها أي أن الدول لديها مشاكل والكل يريد أن يحسن من نفسه.
روي بدر عن تجربة خاصة في عام 2008 حين سافر مع وفد من رؤساء الجامعات المصرية ووزارة التعليم العالي في زيارة لكبري الجامعات الكندية فوجدنا ما يدعو للفخر وهو أن رئيس الجامعة اما مصري أو درس في مصر وكذلك نائب رئيس الجامعة وأكثر من عميد مصريين أما عدد كبير من الأساتذة القائم عليهم العمل من مصر وسعادتي أنني وجدت بعضاً من تلاميذي في كلية الهندسة يقومون بإدارة شبكة كمبيوتر في كبري الجامعات الكندية.
قال ان الجانب الكندي طلب خريجين مصريين ونحن لا نملك الامكانيات فقالوا اننا نضمن لكم منحة كاملة مشيراً إلي أن الطالب المصري "اللي طلع روحه" و"اتعذب" ودرس في الجامعة وتفوق عند سفره بالخارج يعطي الكثير إلا انه ينقصه بعض المهارات مثل اللغة وهي تمنحها مدارس اللغات لدينا وهناك مدارس أخري لا يعرف خريجوها "اللغة العربية"!!
أضاف أن من ضمن هذه المهارات كيفية تقديم الخريج نفسه والتدريب العملي الذي لا نستطيع أن نقوم به مع أبنائنا لضعف الامكانيات الموجودة ولكنه لا يجد أمامه سوي الدراسة كهدف حيث لا ينشغل بسواها ولا يفكر في العمل لذلك يتفوق علي أقرانه وذلك يدعو للفخر.
قال: صحيح ان أغلب الذين يسافرون من المتفوقين لكن ينقصهم هذه المهارات ونحن لدينا مشاكل تعليمية مثل الكثير من الدول ولدينا أشياء نعتز بها.
أشار إلي التعليم الفني ومشكلة الشهادة التي يجب أن يحصل عليها للوجاهة الاجتماعية والزواج والوظيفة الحكومية لأنها الأمان ويحصل فيها علي اجازات بدون مرتب وللأسف فإن القوانين تسمح بذلك برغم وجود الكثير من الخريجين الذين يعانون من البطالة ولا يجدون وظائف.
قال إن المجتمع المصري لديه العديد من العقد حيث النظرة المتدنية لطالب التعليم الفني مشيراً إلي أن الفني بالخارج يأتي في سيارته الفخمة في زي أبيض ثم يرتدي "العفريتة" ويحدد الوقت الذي يعمله ثم يعطيك بعد ذلك فاتورة بالأتعاب!! فهذه الدول المتقدمة تخطيطها للتعليم 90% ثم 10% للجوانب الاجتماعية.
أضاف أننا نعمل بالعكس فعدد كبير من الأطفال كل عام تحتاج تعليم ونريد توفير مدارس لهم وخطة بناء المدارس مرتبطة بالبرنامج الانتخابي للرئيس مبارك وتمشي في اطار سليم فهناك عدد من المدارس الحكومية تبني كل عام أما الجزء المتعلق بالمدارس الخاصة فيتأخر عن الخطة وذلك لأن المدارس الخاصة رأس مال ولابد أن يضمن صاحبها أن الأموال ستأتي بعائد جيد وانه لا يوجد مخاطره علي رأس المال الذي يضعه.
الجودة
اضاف انه يجب أن نتخلص من الثقافة الرقمية والكمية مثل الكثافة في الفصول ولابد أن نهتم بالكيف مثل الجودة التعليمية بمعني أن المدرسة لابد أن تحقق المواصفات المطلوبة منها حتي نحصل علي الاعتماد.
أوضح أنه قديماً كانت المديرية التعليمية ترسل مفتشين لكتابة التقارير عن المدرسة وهذه العملية كانت صعبة لذلك فإن وجود هيئة ضمان الجودة شيء جيد والتي تضع مواصفات للخريج والمدرسة والمعلم يجب توافرها لتطوير العملية التعليمية.
أشار إلي أن حصول حوالي 300 مدرسة علي الاعتماد والجودة علامة مبشرة وتعني انه ليس هناك مستحيل في احداث التطوير المنشود فهناك تأهيل للمدارس وهناك ميزانية برامج من الجهات المانحة لتأهيل المدارس وهناك خطة لتطوير المعلم من تدريب علي التكنولوجيا ووسائل التعليم ويوجد 39 مركزاً لقيادة الكمبيوتر والحصول علي الرخصة الدولية.
أكد أن خطط توزيع المناهج قضت علي الابتكار فالمعلم مطالب بإنجاز كم معين في وقت محدد وإذا زاد عليه يتهم بأنه يتسرع في المنهج وإذا قل يفهم انه متأخر وفي الحالتين يعاقب.
لكن مدرسي الدروس الخصوصية يضعون خطة مع الطلاب في شرح ونظام لدراسة المناهج دون التقيد بوقت لذلك فإن الطالب يستفيد بشكل أكبر لعدم وجود رقابة علي المعلم ثم انه يتم تعريف الطلاب بالأخطاء التي وقعوا فيها وهو ما لا يحدث في الفصل.
التعليم الفني
اوضح ان تقسيم نظام التعليم الفني إلي مدارس 3 سنوات. 5 سنوات أسلوب سييء "أنا مش عارف ايه الفرق بينهما" "المقلم والكاروهات"!! فهناك سوء تخطيط حيث يوجد في المدارس الفنية أجهزة متطورة جدا لا تستخدم في التعليم فالطالب "يدخل من ناحية ويخرج من الناحية الثانية مايعرفش حاجة"!! فلا يعرف الفرق بين المفتاح والمفك!!
قال إن لدينا خطة لتطوير المدارس الفنية وتوحيد النظام الفني 3. 5 سنوات فهناك عجز كبير في العمالة من الفنيين حيث ان الخريجين المتقدمين لا يصلح أحد منهم مما يضطر الشركات إلي التدريب للخريجين منذ البداية.
اضاف ان هناك 250 مدرسة فنية يتم تطويرها من خلال صندوق دعم التعليم ولدينا استراتيجية واضحة لا تتغير ولا تتبدل سواء "مشيت بتوك توك أو عجلة" وهناك خطة لمتابعتها أما الاليات وعملية التنفيذ سيحدث فيها بعض التعديل والتطوير لأنها تخضع لآراء وأفكار المتخصصين.
وعن احوال التعليم في مصر قال الوزير: انا غير راض عن حال التعليم والمدارس وان لديه مشكلة إما أبيض أو أسود وإذا لم يكن الموضوع بنسبة 100% فلا يؤخذ به.
قال إن التكليفات المباشرة التي تلقاها من الرئيس مبارك أثناء أداء اليمين هي أن التعليم الفني يجب أن يكون حجر الزاوية في التطور الصناعي وجميع المجالات. وتطوير النظام التعليمي خاصة في الثانوية العامة والتحول من الكم إلي الكيف "الجودة" والقبول في الجامعات.
امتحان الثانوية
أشار إلي أن امتحان الثانوية العامة هذا العام لن يكون اصعب فهناك خطة ويوجد مواصفات يضعها المركز القومي للامتحانات والتقويم التربوي وسيوضع امتحان يتم مقارنته بالمواصفات واتمني من الله ان تتحقق هذه الخصائص وأهم شيء ألا يقيس الحفظ فقط ولكن مدي التفكير والتحصيل والتفريق بين الطالب المتفوق وغيره وهذه القواعد ستتحقق هذا العام نتيجة الامتحان ستظهر في يونيه وعند النتيجة في يوليو "يهيج اولياء الأمور عليّ وأمشي"!!
ووجه الوزير انذارا شديد اللهجة للمتقاعسين من القيادات الذين يجلسون في مكاتبهم المكيفة ولا يقومون بالجولات الميدانية لاكتشاف الاخطاء مشيرا إلي أن من لا يستطيع أن يفرق بين الصواب والخطأ ويخاف من المواجهة فليس له مكان أو سيتعرض لعقاب شديد.
العنف
وفي سؤال عن تزايد حدة العنف ومسئولية المدرسة غير المباشرة عنها أوضح د. بدر ان التربية الأخلاقية مهمة جدا وان المدارس قديما كانت تفتح أبوابها في الصيف لممارسة الأنشطة "ففي الجامعة نعلم اللي تربي" أما المدارس "شغلتها التربية قبل التعليم"!!
أوضح بدر انه من أنصار نظام السنة الواحدة في الثانوية العامة وهناك اجتماع مشترك "اليوم" لعرض ما انتهي إليه مشروع تطوير الثانوية العامة ومناقشته حتي نصل قريبا إلي الشكل النهائي ويكون هناك عليه توافق قبل القرار الأخير.
وعن سياسة التعامل مع اختراق الاخوان المسلمين أو أي تيارات أخري قال بدر: "أنا مليش دعوة بانتماءاتك طالما انك مطلعتهاش داخل المدرسة" فنحن لسنا وزارة داخلية التعليم فهناك واجب ومبادئ اساسية لا يجوز الخروج عنها وإذا خرجت عن اطار العملية التعليمية والسلوك العام سيحاسب علي ذلك أيا كانت الاتجاهات فلا مجال لبث السموم والأفكار.
الكادر
وعن مشكلة الإداريين والكادر قال بدر: إن المعلم لابد أن يكون خريج تربية أو حاصلا علي مؤهل تربوي وزيادة الكادر كبيرة جدا كلفت الدولة 4.5 مليار جنيه ونحن لا نستطيع أن نقول اننا سنعطي المعلم ما يتحصل عليه من الدروس الخصوصية لأنه يحصل علي رقم مهول ولا حتي امريكا أو دول الخليج تستطيع أن توفره لمدرسيها.
أشار إلي أن هناك زيادة كبيرة في المدرسين فجزء كبير منهم غير متخصصين وسوف تنظم لهم لائحة لزيادة المرتبات والجزء الآخر من الإداريين مثل المحاسبين والعمال نبحث مشكلتهم حاليا حيث لا يمكن التفرقة بين افراد العملية التعليمية.
وعن التقويم الشامل وعدم رضا عدد كبير من أولياء الأمور عن هذه السياسة قال بدر: إن التقويم يربط الطالب بالمدرسة ولا نية لتغييره ولكن ستتم متابعته وتنفيذه بالشكل الصحيح فالبعض استغله في امتحانات تحريرية وهو خطأ مخالف للوائح وتم التحقيق مع مرتكبيه ووضع جزاءات ونقل لثلاثة موجهين و2 مدرسين وتحويل مدير المنطقة للنيابة الإدارية لأن الخروج عن النص غير مسموح به.
التغيير
وفي سؤال حول احداث تغيير في التعليم أكد بدر ان التغيير من العمليات طويلة المدي ولا يجوز ان نقول شيئا لا نفعله والمفروض ان نلمس تطورا في الأداء والانجاز والقضاء علي السلبيات..
قال بدر: "حاسبوني علي أدائي ومجهودي وسياساتي وهذا لن يظهر إلا بعد فترة طويلة".
وأطالب الصحفيين أن يساعدوني ويبلغوني بما يحدث في العملية التعليمية وارجو منهم ان من يعلم معلومة يتأكد منها قبل كتابتها مؤكدا انه ليس وزير داخلية التعليم.
اضاف ان كل ما يكتب كنقد بناء وانتقاد للسياسات يحترمه ويقدره ويدرسه اما الهجوم عليه كشخص لا اساس له من الصحة.
مزيد من التفاصيل...
