اولا مرحلة حرب الاستنزاف
بطولة قوات الصاعقة والكوماندوز
معركة لسان بورتوفيق الأولى
http://www.almoarekh.com/images/stor..._pottawfik.gif - رسم كروكي لموقع الإغارة على موقع لسان بورتوفيق
تاريخ المعركة: أثناء فترة حرب الإستنزاف يوم 10/7/1969
القوة المنفذة: الكتيبة 43 صاعقة بقوة 5 فصائل = 140 مقاتل + جماعة قاذف لهب
نوع العملية: الإغارة على موقع حصين للعدو
مدة التنفيذ: ساعتان
ميدان المعركة: موقع حصين أقامه العدو على لسان بورتوفيق بالضفة الشرقية للقناة به دشم حصينة ودبابات ومدافع مجنزرة وأفراد مشاة واستطلاع ويقع عند نهاية الطرف الجنوبي للقناة في مواجهة موانئ السويس ومعامل البترول.
التمهيد: في شهر مايو من منفس العام أتم العدو عملية الإغارة على نقطة لقوات الحدود بمنطقة لسان الادبية، وقتل جميع من فيها وكان عددهم 6 من كبار السن، ودمر باعث ضوء مجهز لأضاءة سطح المياه لمدخل الميناء، وفي نفس الشهر قام بضرب تنكات البترول بمنطقة الزيات والمراكب.
الإعداد للعملية: كان لابد من الرد. واسكات هذا الموقع والذي اطلقت اليهود على أحد افراده انه "قناص الاقتصاد المصري".
الخطة: صدرت الأوامر بتنفيذ إغارة مؤثرة على هذا الموقع لتدميره بما لا يسمح بعودته للعمل مجددا.
التدريب: تم تدريب جميع فصائل الكتيبة على العملية على أرض مشابهة بدون مياه في حصن بجبل عتاقة على الرغم من أن ذلك يفوق المطلوب بكثير، وذلك لاختيار افضل العناصر للتنفيذ .. وبسبب عدم معرفة التوقيت الفعلي للعملية بما لا يتناقض مع التوقيتات الروتينية للاجازات الميدانية.
القرار والتنفيذ: صدرت الأوامر بتحديد ساعة الصفر ويوم التنفيذ للأغارة، وتم جمع القوة كالتالي:
- مجموعة قطع شمال
- 3 مجموعات هجوم بالمواجهة
- مجموعة قطع يمين على الطرف الجنوبي للسان
المرحلة الأولى من التنفيذ: تم فيها التحرك ليلا للأختباء في بدرومات عمارات الهيئة ومدرسة آمون بمدينة بورتوفيق. وعدم السماح بأي تحرك خارج هذه الأماكن إلا لعناصر قليلة جدا للضرورة والأستطلاع حتى لا يكتشف أحد وجود القوة ، وتمت عودة السيارات ليلا. مع التشديد على عدم الظهور في المدينة أو الحديث خلال نهار التواجد قبل العملية.
المرحلة الثانية للتنفيذ: تمت إعادة التلقين واستكمال التجهيزات من أجهزة أتصال حديثة كذلك إعاشة الأفراد، كذلك العبوات الثاقبة لتدمير أبواب الدشم والقنابل البراشوت لتدمير الدبابات وكلها كانت أسلحة حديثة تستخدم لأول مرة في المعركة مع طوربيد البنجالور والقنابل اليدوية وقاذفات اللهب وغيره.
المرحلة الثالثة من التنفيذ: تم التحرك عصر نفس اليوم إلى خنادق المواصلات الموازية للقناة والمعدة سلفا في قطاع كتيبة المشاة المكلفة بحماية المدينة. كذلك المعدات وقوارب العبور، كل ذلك أثناء تمهيد نيراني بالمدفعية ليس على الموقع وحده بل على طول الجبهة الجنوبية. وفي نفس موعده اليومي التكراري منذ أيام. لمنع عناصر أستطلاع العدو من أكتشاف المفاجأة ولاعطاء الفرصة لنفخ القوارب استعدادا للعبور.
بداية عملية الهجوم للأغارة: كانت ساعة الصفر لحظة رائعة. تم فتح أجهزة الأتصال اللاسلكي وحمل القوارب إلى شاطئ القناة وإنزالها المياه. بالمعدات والأفراد كلٌ في الأتجاه المحدد له. وحسب التدريبات السابقة.
كل ذلك خلال الخمس دقائق الأخيرة من ضربات المدفعية، وعندما توقف التمهيد المدفعي كانت قوة الأغارة أجتازت منتصف المسافة في القناة .. وعند الوصول لشاطئ لسان بورتوفيق بالضفة الشرقية تم تركيب طوربيد البنجالور أمام كل مجموعة لفتح ثغرة في الأسلاك الشائكة والألغام والموانع على الساتر الترابي العالي على طول اللسان. وقد تم ذلك بنجاح وقفزت كل مجموعة من قواربها إلى الثغرة التي أمامها ولم يبق سوى مقاتل واحد بكل قارب لحراسته وتثبيته حتى لا يجرفه التيار بعيدا عن اللسان أو الشاطئ وأعلى الساتر الترابي أنطلقت نيران وقنابل قوة الاغارة من قنابل براشوت إلى RBG على كل الآليات المتطورة .. وأقتحمت كل مجموعة في قطاعها المحدد وقامت بتدمير ما به من تحصينات أو دشم أو آليات أو مخازن تشوين أو ذخيرة وكان بمواجهة مجموعة القطع اليمين.
---------------
بطولة القوات البحرية
تدمير رصيف ايلات الحربي
http://www.almoarekh.com/images/stories/1011.jpgبعد عملية الإغارة الناجحة للمرة الثانية لرجال الضفادع البشرية المصرية على ميناء ايلات، تم تغيير قيادة السلاح البحري الإسرائيلي واتبعت القيادة الجديدة أسلوب إخلاء الميناء قبل الغروب بساعة حتى صباح اليوم التالي وكان ذلك يكبدهم خسائر فادحة فضلا عن الإرهاق لأطقم السفن والوحدات البحرية.
من هنا نشأت فكرة العملية الثالثة حيث وصلت المعلومات من المخابرات الحربية تفيد بأن ناقلة الجنود "بيت شيفع" قد تم إصلاحها بعد التدمير الذي أصابها أثناء عملية الإغارة الثانية على ميناء ايلات غير أنها كبقية السفن تغادر الميناء كل ليلة وتعود إلية في الصباح وكان لابد من إيجاد وسيلة لتعطيل "بيت شيفع" عن الإبحار وإرغامها على قضاء ليلتها في ميناء ايلات ولو لليلة واحدة حتى يمكن مهاجمتها وإغراقها.
وتلخصت الفكرة في وضع لغمين كبيرين يحتوى كل منهما على مائه وخمسين كيلو جرام من مادة الهيلوجين شديدة التفجير على القاع أسفل الرصيف الحربي الذي ترسو عليه ناقلة الجنود "بيت شيفع" عند دخولها إلى الميناء صباح كل يوم فيتم وضع اللغمين منتصف الليل ويضبط جهاز التفجير على 12 ساعة اى أن انفجار الألغام يحدث نحو الساعة الثانية عشر ظهرا، ففي هذا الوقت لابد وان تكون "بيت شيفع" راسية بجوار الرصيف الملغوم وتحدد يوم السبت (العطلة الإسرائيلية الأسبوعية) 14 مايو 1970 لتنفيذ العملية وفعلا تم وضع اللغمين كمرحلة أولى في ألاماكن السابق تحديدها ولكن اللغم الأول انفجر مبكرا عن موعده في الساعة السابعة وخمس وثلاثين دقيقة من صباح يوم 15 مايو، وفى الوقت نفسه تأخر وصول الناقلة "بيت شيفع" حتى الساعة الثانية عشرة إلا خمس دقائق اى أن الناقلة الأخرى وصلت بعد الموعد المحدد لوصولها بحوالي ست ساعات، أما اللغم الثاني فانفجر في الساعة التاسعة والنصف من صباح يوم 15 وعلى الرغم من أن العملية فشلت في تحقيق أهدافها إلا إنها حققت بعض الأهداف الأخرى فقد زعزعت ثقة القوات الإسرائيلية فقد شوهدت عملية انتشال جثث كثيرة من الماء لأفراد ضفادعهم البشرية الذين كانوا يعملون وقت حدوث الانفجار في تقطيع جسم السفينة "بات يام" التي أغرقتها الضفادع البشرية المصرية خلال الإغارة الثانية على ميناء ايلات، كما شوهدت أكثر من ست عربات إسعاف تنقل الجرحى والمصابين من مبنى الضباط المقام خلف الرصيف الحربي مباشرة.
اغراق المدمرتين بات شيفع وبات يم
بعد الإغارة الناجحة التي قام بها أفراد الضفادع البشرية على ميناء ايلات يومي 15 – 16 نوفمبر 1969 أصيب الإسرائيليون بفزع شديد وصدرت التعليمات للسفينتين "بيت شيفع" و"بات يام" بعدم المبيت ليلا بأي من المواني الإسرائيلية حتى يتفادوا اغارات الضفادع البشرية المصرية وكان على تلك السفن الإبحار طوال فترة الليل مما لا يعطي الفرصة لمهاجمتها وإغراقها لكن شاء القدر شيئا آخر فأثناء تفريغ بعض المعدات والألغام التي قامت بنقلها السفينة "بيت شيفع" من شرم الشيخ إلى ايلات وأثناء إنزال إحدى العربات المدرعة التي كانت محملة بكمية كبيرة من الذخائر حدث بها انفجار أدى إلى مقتل حوالي 60 فردا من القوات الإسرائيلية على رصيف ايلات الحربي وانبعاج شديد في الباب الأمامي للسفينة الذي يعمل هيدروليكيا وكان لابد من إصلاح هذا الباب حتى تتمكن السفينة من الإبحار.
ووصلت من الاستطلاع المصري في العقبة إلى القيادة المصرية معلومات تفيد بأن السفينة بيت شيفع راسية على الرصيف الحربي ويجري العمل في إصلاحها ليل نهار وانه في تقديرهم أن عملية الإصلاح سوف تستغرق من 5 إلى 7 أيام وبدأ على الفور التخطيط لعملية إغارة جديدة على ميناء ايلات الحربي بهدف تدمير سفينة الإنزال "بيت شيفع" واى وحدات عسكرية أخرى بالميناء.
وتقرر هذه المرة أن تكون نقطة الانطلاق منطقة الاستحمام بشاطئ العقبة بجوار فندق العقبة هوليداي على أن يكون الذهاب إلى الأهداف بميناء ايلات ثم العودة سباحة لحوالي أربعة كيلو مترات وكان في وسع أفراد الضفادع البشرية المصرية أن تقطعها ذهابا وإيابا حاملين معهم ألغامهم، وصدرت التعليمات لدراسة تفاصيل العملية على الطبيعية وبعد استطلاع منطقة الهدف لقنت المجموعة المكلفة بالتعليمات النهائية طبقا لآخر معلومات عن ميناء ايلات ومكان إرساء كل من ناقلة الجنود "بيت شيفع" وكذلك السفينة المسلحة "بات يام" كما تم تحديد خط سير الاقتراب وخط سير العودة.
بدأ التنفيذ بنزول المجموعة الأولى إلى البحر من نقطة الانطلاق وهدفها ناقلة الجنود "بيت شيفع" وتلتها المجموعة الثانية وهدفها السفينة الإسرائيلية المسلحة "بات يام" ووصلت المجموعتان إلى مسافة حوالي مائة متر من الأهداف وانفصلت المجموعة الثانية واتجهت إلى هدفها وهى السفينة "بات يام" التي كانت في ذلك الوقت تقف على رصيف الميناء الحربي على مسافة عشرين متر أمام الناقلة "بيت شيفع" ووصلت المجموعة الثانية إلى هدفها في الساعة الحادية عشرة وخمس وخمسين دقيقة قبل منصف الليل وتمكن الفريق من تنفيذ مهمته على أكمل وجه ثم بدأ الانسحاب خارج الميناء أما المجموعة الأخرى فأخذت طريقها إلى "بيت شيفع" التي كانت محاطة بسياج قوي من الحراسة وأكملت المسافة إلى الهدف وصعدت حتى سطح قاع السفينة وجرى تثبيت الألغام وضبط توقيت الانفجار ثم اتجهت المجموعتان طريق العودة إلى نقطة الالتقاط فوصلاها في تمام الساعة الثانية وخمس وثلاثين دقيقة من صباح السادس من فبراير 1970.
وفي حوالي الساعة الثانية من صباح السادس من فبراير 1970 انفجرت الألغام في السفينة "بات يام" وغرقت على الفور، أما السفينة "بيت شيفع" فنتيجة لانفجار وغرق السفينة "بات يام" قبل انفجار الألغام في "بيت شيفع" فقد أعطاها ذلك الوقت لكي تتحرك إلى منطقة ضحلة بالميناء حيث شطحت وكان ذلك سببا في عدم غرقها تماما على الرغم من أن قوة التدمير كانت شديدة، إلا أن هذه العملية مع ذلك تركت أثارا فادحة للغاية في صفوف العدو.
-------------------------------
شهدت الفترة التي تلت حرب يونية 1967 وحتى أوائل أغسطس 1970، أنشطة قتالية بحرية بين الجانبين وكان كلاهما يهدف إلى أحداث اكبر خسائر في القوات البحرية للطرف الآخر بغرض إحراز التفوق والحصول على السيطرة البحرية ويعرف هذا النوع من القتال البحري في فنون الحرب البحرية بالأنشطة القتالية الروتينية للقوات البحرية.
استطاعت البحرية المصرية أن تطبق أسس فنون الحرب البحرية خلال فترة الاستنزاف تطبيقا سليما حقق الهدف من استنزاف البحرية الإسرائيلية.
واستغلت إسرائيل قوة الردع المتيسرة لديها والمتمثلة في تفوقها ومدفعيتها الرابضة على الضفة الشرقية للقناة، مهددة مدنها في انتهاك المياة الإقليمية المصرية في البحرين المتوسط والأحمر، واضعة في اعتبارها عدم قدرة القوات المصرية على منعها من ذلك.
ومن هذه الأعمال الاستفزازية دخول المدمرة ايلات ومعها زوارق الطوربيد من نوع جولدن، ليلة 11/12 يوليه 1967 داخل مدى المدفعية الساحلية في بورسعيد، وعندما تصدت لها زوارق الطوربيد المصرية فتحت ايلات على الزوارق وابلا من النيران ولم تكتف بذلك بل استمرت في العربدة داخل المياة الإقليمية المصرية ليلة 21 أكتوبر 1967 في تحد سافر مما تطلب من البحرية المصرية ضبطا بالغا للنفس إلى أن صدرت توجيهات إلى قيادة القوات البحرية بتدمير المدمرة ايلات وعلى الفور جهز قائد القاعدة البحرية في بور سعيد لنشين من صواريخ (كومر) السوفيتية وخرج لمهاجمة مدمرة العدو بغرض تدميرها وإغراقها كما اعدت بقية القطع البحرية في القاعدة كاحتياطي.
ولنش الصواريخ (كومر) السوفييتي مجهز بصاروخين سطح\سطح، من طراز (ستيكس) الذي تزن رأسه المدمرة واحد طن وكانت إجراءات الاستطلاع والتجهيز بالصواريخ قد تمت في القاعدة البحرية قبل الخروج لتدمير الهدف.
هجم اللنش الأول على جانب المدمرة مطلقاً صاروخه الأول فأصاب المدمرة إصابة مباشرة وأخذت تميل على جانبها فلاحقها بالصاروخ الثاني الذي أكمل إغراقها على مسافة تبعد 11 ميلاً بحرياً شمال شرقي بورسعيد وعليها طاقمها الذي يتكون من نحو مائه فرد إضافة إلى دفعة من طلبة الكلية البحرية كانت على ظهرها في رحلة تدريبية.
وتعتبر هذه هي المرة الأولى فى التاريخ الذى تدمر فيه مدمرة حربية كبيرة بلنش صواريخ.
كانت تلك كارثة ليس فقط على البحرية الإسرائيلية بل على الشعب الإسرائيلي بأكمله وعلى الجانب الآخر فان البحرية المصرية والشعب المصري بأكمله الذي ذاق مرارة الهزيمة في 5 يونيو من نفس العام ارتفعت معنوياته كثيرا وردت إسرائيل على هذه الحادثة يوم 24 أكتوبر بقصف معامل تكرير البترول في الزيتية بالسويس بنيران المدفعية كما حاولت ضرب السفن الحربية المصرية شمالي خليج السويس.
عجل حادث إغراق المدمرة ايلات بانتهاء إسرائيل من بناء 12 زورق صواريخ من نوع (سعر) كانت قد تعاقدت على بنائها في ميناء شربورج بفرنسا.
أما الحادث الثاني للبحرية الاسرائيليية فكان في شهر نوفمبر 1967 عندما اقتربت الغواصة (داكار) من ميناء الإسكندرية في رحلة عودتها من بريطانيا إلى إسرائيل وقد استطاعت قاعدة الإسكندرية البحرية من اكتشاف الغواصة الإسرائيلية وهاجمتها بفرقاطة مصرية بشكل مفاجئ مما اضطر الغواصة إلى الغطس السريع لتفادي الهجوم فارتطمت بالقاع وغرقت بكامل طاقتها واثر ذلك بشكل كبير على الروح المعنوية للبحرية الاسرائيية خاصة أنها كانت الرحلة الأولى لهذه الغواصة بعد أن تسلمتها إسرائيل من بريطانيا.
------------------
بطولة القوات الجوية
المقدمة : يكتبها بكل فخر احمد زايد (مؤرخ عسكري )
معركه لم اكن اعلم عنها شيئا حتي يوم الجمعه 19 ديسمبر 2008 ، معركه طويت احداثها سريعا بسبب توقيتها ، فهي قبل حرب اكتوبر بعشرة اشهر تقريبا ، وغطت احداث الحرب عليها سريعا.
أقسم بالله لمن يقرأ تلك السطور انني لم اكن لاصدق سرد تلك المعركه لولا انني سمعتها من فم اللواء طيار احمد كمال المنصوري وهو بطلها ، ربما يظن البعض سريعا ان الرجل يحاول تمجيد نفسه ، لكن الرجل ظل صامتا خمس وثلاثون عاما و عشر أشهر كاملين لا يتحدث و لا يمجد نفسه حتي وصلنا اليه لنحاول ان نبعث تلك المعركه مرة اخري من ظلمات التاريخ المصري الناصع و الذي حكم عليه بالقتل عمدا.
الجميل أن من دلنا علي هذا البطل الصامت هو قائده اللواء تميم فهمي قائد السرب 49 مقاتلات في حرب اكتوبر ، و عندما تحدثت مع اللواء تميم عن رغبتنا في نقل بطولته الي الورق لتعرفها الأجيال الحالية و القادمة رد علينا متهكما ((عايزين قصه بطل ؟ اسألوا عن الطيارين المصريين كلهم ، كلهم ابطال لكن ابدأوا مع المنصوري فقد قام باعمال يشيب لها شعر الطفل الرضيع )) لاحظ كلمه ابدؤوا.
أيعقل هذا في هذا الزمن الوقح ؟ هل مازال هناك انكار للذات و تقدير للبطولة من رجل لاخر تحت قيادته !؟
كان من الممكن ان ينسب اللواء تميم فهمي تلك البطولات لنفسه و ننشرها نحن ، و نحن لا نعلم الحقيقيه مثل ملايين اخرين ينسبون لانفسهم فضل و مكانه لا يستحقونها ، لكن الرد الصادق ارسلنا الي البطل الحقيقي في نظره , أرسلنا إلي اللواء احمد كمال المنصوري الذي قال عن قائده اللواء تميم فهمي أبيات من الشعر تقال الان لمن هم في اعلي المراكز فقط رغبه في كسب الود و انتهاز الفرص ، لكن الاثنين علي المعاش الان و ليس بينهم غير كل صداقه و ود و احترام و الأهم من ذلك زماله الحرب التي نحتاج مثلها أمصال و أمصال لكي يلقح بها الجيل الحالي ، قال في حقه انه كقائد سرب كان يطير مثلهم و يربط في الطائرة لساعات مثله مثل اصغر طيار عنده في السرب و يعلمهم كل ما يعرفه و ينقل إليهم خبراته ، مشاعر طيبه تكاد تندثر الان في مجتمعنا.
أما المقاتل الشرس احمد كمال المنصوري فحكاية من حكاوي الاساطير التي لو لم تكتب و تمجد الآن ربما تضيع في ادراج التاريخ المتخمه بأوراق و بطولات أخري مماثله, هذا الرجل أوصى بدفن وثائقه معه عندما يموت لانه لم يكن يعلم ان بمصر رجال و نساء شباب و أطفال يتعطشون لتلك البطولات كتعطش التائه في الصحراء لجرعه ماء.
فما هي وثائقه التي اكدت قصته و جعلته يلاحظ أن شعر رأسي وقف عندما اطلعت عليها، نعم شعر رأسي وقف بالفعل من الدهشه من الكنز الرابض امامي و أيضا احتراما و إجلالا و تقديرا و خشوعا لتسجيلات صوتيه من كابينه طائرته و بين برج المراقبة فيها سرد موثق و واضح لسير المعركة التي دامت ثلاث عشر دقيقه ، خشوع و تقدير للحظات يقاتل فيها اثنان من الطيارين المصريين اثني عشر طيارا اسرائيليا بمفردهم، لحظات فيها ثماني واربعون صاروخ اسرائيلي جو جو و أكثر من ثلاثون الف طلقه تواجه اربعه صواريخ مصريه و ربعمائه طلقه فقط و الأهم من ذلك لحظات ذٌلت فيها الفانتوم الاسرائيليه بطياريها الاعلي في العالم امام الميج المصري بطياريها الابطال .
إن هذه المعركة تجعل الفرد منا يحس بضاّله حجمه مقارنه بهؤلاء الابطال العظام و يجعلنا نتسأل ما الذي نستطيع ان نقدمه لديننا و لبلدنا لكي يعودوا كما كانوا، ففي البداية أو النهاية الطيار المنصوري رجل عادي مثلك انت ، و مثلي أنا لا يزيد عنا بشئ غير الايمان المطلق بالله و بمشيئته ، فعندما قابل طائرات العدو المتفوقه كما و كيفا و في كل شيء ممكن في ذلك ، الوقت لم يفكر الا في شئ واحد ونقلا عن لسانه اقوله مرة اخري
(( كنت أحافظ علي عذريه مصر من الاسرائيليين ، مش معقول يهود يخشوا يغتصبوا امي امامي و اقعد ساكت )) ساترك للقارئ تقدير تلك المقوله ومقارنتها بما يحدث الآن.
كان الحديث ملتهبا بحماس هذا الرجل و الذي يفوق حماسا و حبا للوطن عن حب الابن لامه ، و بعد دقائق من الحوار فتحت موضوع كثيرون يعرفونه و غاضبين منه ألا و هو الفيلم الذي انتجته قناه متخصصه في القتال الجوي تحت اسم CRAZY EGYPTIAN PILOT و تم وضعه على موقع الانترنت YOUTUBE
و الذي يصور معركة جوية حدثت في شهر أكتوبر عام 73 بين طيار مصري و آخر إسرائيلي و قام الطيار المصري بمناورة جريئه جدا طبقا للوصف الاسرائيلي لكنها فشلت و مات الطيار في النهايه لتحسب انتصارا للطيار الاسرائيلي ، و إذ باللواء احمد كمال المنصوري يضحك بسخرية و يسألنا هل تودون مقابله الطيار المصري الذي شارك في تلك المعركه ؟؟؟ سؤال صدمه ما بعدها صدمه لنا.
فانا واحد من الذين انبهروا بدقه اخراج هذا الفيلم و عرضه علي موقع عالمي واسع الانتشار بالاضافه الي ان شهاده الطيار الاسرائيلي بجرأه الطيار المصري و كفاءته كانت عاليه لكن الطيار الاسرائيلي كان الافضل ولدت لدينا احساس بان القصه حقيقيه حتي النخاع, لكني وقعت فريسة لإعلام الصهيونية مرة أخري و تناولت السم في طبق الحلوي كعادة و العرب.
ضحك الرجل من انبهارنا بسؤاله و انطلقت أسئلتنا سريعا لكن خفف من سرعتنا بضحكه متواضعه قائلا
(( الطيار المجنون ده اللي في الفيلم اسمه حسن سالم الرافعي و هسمعك صوته بعد قليل ، و أنا كنت قائده في الاشتباك ده ، حسن طار معايا 52 طلعه عمليات في حرب اكتوبر 73 و مازال حي يرزق حتي الان ))
ثم استطرد غير مبالي بدهشتنا البالغه مما نسمعه (( المناورة دي احنا اخترعناها و تدربنا عليها كتير جدا جدا ، و نستخدمها لما يكون الموقف صعب ومش قادر تفلت من الطيار الاسرائيلي ، في الاشتباك ده يوم 24 اكتوبر 73 كنا فوق الثغرة و الطيارة اللي في الفيلم خذ بالك من المثلثات البرتقاليه اللي علي الجناح ، دي علامات جنوب افريقيا – المهم ان المناورة دي لها ثلاث نتائج محققه اولها ان الطيار الاسرائيلي يرشق في الارض او ان الطيار المصري يفلت من الطيار الاسرائيلي و يركب ذيله أو أن الطيار المصري يرشق في الارض ، لكن اللي الاسرائيليين لم يعرفوه اننا تعلمنا من الطيارين الباكستانيين في سوريا تكتيك الطيران بسرعه صفر وده هما فوجئوا بيه في حرب اكتوبر و عملنا بيه نتائج كويسه جدا جدا ، المناورة دي كنا مسمينها في السرب مناورة الموت و كنا متدربين عليها كويس جدا جدا لدرجه اننا كنا بنفذها ليلا يعني و الدنيا كحل و محدش شايف حاجه ، وحسن الرافعي عايش ويقدر يحكي لكم عليها بالتفصيل )) الرسالة واضحة وضوح الشمس فالمناورة مصريه و ليست مناورة يأس كما صورها لنا الفيلم و الطيار المصري حي يرزق و قد استمعت إلي صوته يصف تلك المعركه في تسجيل صوتي من عام 1973 و لم يمت كما صور الفيلم.
لقد استمعنا الي تسجيلات معركه 15 فبراير 1973 بكل دقه ومعها ترجمه لما يتعذر علينا فهمه من اللواء المنصوري ، و اعتقد انه من الواجب بل من الحتمي علينا ان ننقل تفاصيل ما سمعناه لك حتي لا تضيع تلك المعركه و سجلها و أسماء أبطالها في أدراج النسيان.
أتمني أن استطيع أن أقدم للإسلام و لمصر و لو مثقال ذرة من الانتماء الذي يملئ اللواء طيار احمد كمال المنصوري و هي قصه حقيقية 100% و صورها أيضا تخص اللواء المنصوري شخصيا.
ثانيا :الاعداد للحرب
كانت الحاجة ملحة للتدريب على اقتحام خط برليف حتى اذا ما حانت اللحظة الحاسمة كان الرجال يعرفون طريقهم جيدا ولما كان ذلك مستحيلا من الناحية العملية لعدم وجود تخطيط بحوزة الجيش المصري لخط برليف استعانت المخابرات المصرية بالجاسوس المصري رفيع المستوى رفعت الجمال الذى استطاع على مدى ست سنوات كاملة منذ حرب 1967 بتزويد مصر بأدق التفاصيل عن قطاعات خط برليف ومن ثم استطاعت مصر بناء قطاعات مطابقة للخط على السهل الصحراوي المجاور لمناطق استصلاح الاراضي فى الصحراء الغربية ونقل الجنود الى مواقع التدريب العملي فى سيارات مطلية باللون الاحمر وعليها اسم احد المقاولين ووضعت وسط الخيام البالية فى هذا الموقع لافتة خشبية كتب عليها انها تابعة "للمؤسسة المصرية العامة لاستصلاح الاراضي" ولم ينس رجال المخابرات ان يطمسوا جزء من اللافتة بالرمال لاخفاء بعض احرف الكلمات بحيث يبدو الموقع متهالكا ولكى يكون على اجهزة قراءة الصور الجوية المعادية ان تستخدم خيالها فى استكمال الاحرف الناقصة ثم تُهلل فرحا لرصدها
تحديد ساعة الصفر
بدأت رحلة تحديد الأيام المناسبة للعبور فى مكتب رئيس هيئة العمليات عندما وقف امامه العقيد صلاح فهمي ضابط التخطيط بهيئة العمليات ليعرض عليه التقرير اليومي وملخص ما تبثه إذاعات العالم عن الموقف الدولي وكل ما يتعلق بمصر وإسرائيل.
ونظر اليه اللواء الجمسي طويلا.. ثم قال له "يا صلاح.. هناك كتيب اعدته المخابرات العامة وطبعته بعنوان (الأعياد والمناسبات اليهودية في إسرائيل) .. هات الكتاب ده وادرسه جيدا..
ولم يكن من الصعب ان يستنتج العقيد صلاح فهمي ان الهدف هو تحديد اليوم المناسب للعبور، وبالعف اصبحت مسئولية تحديد الأيام المناسبة للعبور على عاتق سبعة من الضباط تنحصر اتصالاتهم داخل دائرة مغلقة تماما عليهم وعلى رئيس هيئة العمليات وتتراوح رتبهم بين عقيد ومقدم ويرأسهم عميد يخضع مباشرة لرئاسة اللواء الجمسي.
وكان من الضروري ان يتوفر فى هذه المجموعة هدوء الأعصاب والقدرة على التركيز العميق وتحليل المعلومات والرؤية المستقبلية الواضحة والتعاون الكامل والفكر المشترك الذى يحقق التفاهم الكامل للعمل بروح الفريق.
وكان البحث يقتضي تحديد انسب الشهور ثم انسب الايام فى الشهر الذى يقع علية الاختيار.
وبينما كان العقيد صلاح فهمي يعكف على دراسة الكتيب، كانت هناك دراسات آخرى امام الضباط السبعة الهدف منها البحث عن افضل شهور السنة لاقتحام القناة من حيث المد والجزر وسرعة التيار واتجاهه، وكان من المهم فى اليوم الذى يقع علية الاختيار ان يتميز بطول ليله وان يكون في شهر من الشهور التى لا تتعرض لتقلبات جو شديدة تؤثر على تحرك القوات.
ولاكتمال عنصر المفاجأة امتدت الدراسة الى البحث في العطلات الرسمية في اسرائيل بخلاف يوم العطلة الاسبوعية وهو السبت.
وبدأ شهر أكتوبر يبرز من بين كل الاحتمالات فهو في الثلث الأخير من العام وهو داخل الإطار الذى حدده الرئيس السادات للعبور، وهو من الشهور التى تجري فيها مناورات الخريف المعتادة مما يجعل التحركات العسكرية تتم تحت ستار المنورات والمشروعات التدريبية.
كما ان شهر اكتوبر يحتوى على ثمانية اعياد يحتفل بها الاسرائيين ومنها عيد الغفران المعروف بيوم كيبور، وعيد المظلات، وعيد التوراة، وتطرقت الدراسة الى طرق الاحتفال بكل عيد من هذه الاعياد ومدى تأثيره على اجراءات التعبئة في اسرائيل.
وفي عيد الغفران (يوم كيبور) وهو يوم سبت ستتوقف الاذاعة والتلفزيون فى اسرائيل عن العمل وهو يوم صيام وسكون تام وهذا يعنى استحالة استخدام الاذاعة والتلفزيون فى استدعاء قوات الاحتياط وحتى اذا تم تشغيلها فان احدا لن يستمع اليها لان الناس تعرف ان الاذاعة والتلفزيون لا تبث شيئا فى هذا اليوم مما يضطر القيادة الاسرائيلية الى استخدام وسائل اخرى تستغرق وقتا طويلا حتى يم تعبئة الاحتياط.
وهذا الوقت الطويل هو المطلوب بالنسبة لقوات العبور.
كما ان هذا اليوم يتميز بأن ضوء القمر سيكون ظاهرا فى النصف الأول من الليل لأنه يوم العاشر من الشهر العربي كما ان النصف الثاني سيكون مظلما وهذا يناسب تماما خطة العبور بحيث تنتهي وحدات سلاح المهندسين من انشاء وتركيب الكباري فى ضوء القمر ليستمر تدفق العبور بالأفراد والأسلحة والمعدات تحت جنح الظلام.
كما سيصادف السادس من أكتوبر العاشر من شهر رمضان وهو شهر الصيام مما يساعد على خداع العدو أكثر وأكثر.
كما سينشغل الرأى العام في إسرائيل كثيرا مع بداية اكتوبر في حملات الانتخابات الخاصة ليوم التصويت فى انتخابات الكنيست (البرلمان) والمحدد لها 28 اكتوبر 1973.
وسيكون فرق المنسوب بين المد والجزر فى القناة اقل ما يمكن مما يتيح انسب الظروف لعبور القوارب المطاطية وبناء الكباري.
وبالنسبة للجبهة السورية كان هذا اليوم مناسبا ولا يمكن تأجيله عن بدايات اكتوبر لتجنب موسم البرد الشديد وتساقط الجليد.
وانطلاقا لكل هذه الاسباب بدأ التنسيق مع القيادة السورية لعقد اجتماع مشترك، وبالفعل حضر الى الاسكندرية يوم الثلاثاء 21 اغسطس 1973 اعضاء المجلس الاعلي للقوات المسلحة السورية المكون من اللواء مصطفى طلاس وزير الدفاع، واللواء يوسف شكور رئيس الأركان، واللواء ناجي جميل قائد القوات الجوية، واللواء حكمت الشهابي مدير المخابرات الحربية، واللواء عبد الرازق الدرديري رئيس هيئة العمليات، والعميد فضل حسين قائد القوات الجوية.
وعلى الجانب المصري حضر الإجتماع الذى عقد في سرية تامة بمقر قيادة القوات البحرية بقصر رأس التين، الفريق أول احمد اسماعيل وزير الحربية، الفريق سعد الدين الشاذلي رئيس الأركان، اللواء محمد على فهمي قائد الدفاع الجوي، اللواء حسني مبارك قائد القوات الجوية، اللواء فؤاد ذكري قائد القوات البحرية، اللواء عبد الغني الجمسي رئيس هيئة العمليات، اللواء فؤاد نصار مدير المخابرات الحربية.
واتفق المجتمعون على ان شن الحرب يجب ان يبدأ قبل نهاية أكتوبر تجنبا لموسم الجليد في سوريا، كما اتفق الجانبان على ان القوات المسلحة فى الجبهتين جاهزة لتنفيذ المهمة المسندة اليها.
6 اكتوبر -ساعة الصفر
اعتبارا من أول ضوء في هذا اليوم كانت قواتنا في أقصي حالات استعدادها القتالي حيث وصل القائد الأعلي للقوات
المسلحة "الرئيس الراحل/ محمد أنور السادات" إلي مركز القياده العامه في الساعة الواحدة والنصف ظهرا.
- وبدأت استعدادات القوات الجوية للانطلاق وفي توقيتات منسقة بدقة من مطاراتها المختلفة لتنفيذ الضربة الجوية الشاملة
والمركزة.
- واعتبارا من الساعة الثانية ظهرا عبرت قناة السويس علي إرتفاعات منخفضة 220 طائرة لتنفيذ الضربة الجوية المركزة
في طريقها إلي أهدافها من مراكز قيادة واتصالات ومواقع رادار وصورايخ وقواعد جوية.
- ثم بدأ التمهيد النيراني للمدفعية في الساعة 2,10 ظهرا بأكثر من 2000 مدفع بخلاف مدفعية الرمي المباشر في نفس الوقت الذي اندفعت فيه مفارز الإستطلاع والصاعقه وجماعات المهندسين لفتح الثغرات في دفاعات خط بارليف وكذا أطقم إقتناص الدبابات والطائرات يليها عناصر حصار النقط الحصينة.
- وعلى الجبهة السورية كان المشهد مماثلا فقام الطيران السوري بضربة أولى تلاها تمهيد نيراني بالمدفعية.
- وفي الساعة 2,25 ظهرا بدأ إقتحام الموجات الأولي المترجلة لقناة السويس بقوة ثمانية آلاف مقاتل مرة واحدة وفي مقدمتهم القادة حيث وصلت إلي الشاطئ الشرقي بعد سبع دقائق ثم تبعتها الموجات التاليه بنظام غاية في الدقة وجميعهم يرددون بصوت واحد صيحة هادرة الله أكبر. وكانت المفاجأة التي لم يعمل لها العدو حسابا هو عبور لواء دبابات برمائي مصري خلال وقت قصير من القطاع الجنوبي للقناة.
- وفي الساعة 2,37 ظهرا كانت قواتنا قد تمكنت من رفع أول علم مصري علي خط بارليف في القطاع الجنوبي من الجبهة.
- وفي الساعة 2,40 ظهرا بدأ سلاح المهندسين العمل لفتح الممرات في الساتر الترابي بعد تأمين الشاطئ الشرقي للقناة حيث بدأ الطيران الإسرائيلي تدخله مدعما لإحتياطياته القريبة من الدبابات التي دمرها أفراد المشاة المسلحين بصواريخ الكتف المضادة للدبابات.
- الساعة 3 ظهرا بلغ مجموع قواتنا شرق القناة 800 ضابط و13500جندي.
- وفي الساعة 3,25 ظهرا سقطت أول نقطة قوية علي الجبهة عند علامة الكيلو 19 جنوب بورسعيد ثم تتابع سقوط النقاط الحصينة لخط بارليف في كل من القنطرة شرق وفي الشط وجنوب البحيرات وإسقاط وتدمير أول طائرتين للعدو.
- الساعة 4،30 عصرا كان حجم القوات المصرية وصل إلى 1500 ضابط و22 ألف جندي. بينما في الوقت نفسه كانت الدبابات السورية تتقدم مخترقة الخنادق والتحصينات الخاصة بخط آلون في هضبة الجولان باتجاه مدينة القنيطرة عاصمة الجولان.
- الساعة 5،30 عصرا كان هذا الحجم قد وصل إلى 2000 ضابط و30 ألف جندي.
- وفي الساعة 5,45 عصرا تمكن المهندسون باستخدام مضخات المياه من فتح أول ثغرة في الساتر الترابي في المنطقة جنوب القنطرة ولتبدأ أول دبابة عبورها علي معبر معديات.
- وفي الساعة 8,30 مساء تم إنشاء أول كوبري علي القناة في المنطقة شمال الإسماعيلية.
- الساعة 10 مساء كان سلاح المهندسين قد تمكن من فتح 60 ثغرة في الساتر الترابي وأنشأ 8 كباري ثقيلة و4 كباري خفيفة و31 معدية.
- وعند منتصف الليل كان إجمالي قواتنا شرق القناة حوالي 80 ألف مقاتل تمكنوا من الإستيلاء علي أكثر من 50% من النقط الحصينة مع حصار وتدمير جميع الدفاعات الإسرائيلية علي الضفة الشرقية لقناة السويس كما تم تدمير أكثر من 200 دبابة وإسقاط 38 طائرة معادية وإنشاء رؤوس كباري بعمق 5 كيلو مترات في الشرق واستمر تدفق قواتنا مستخدمة المعديات والكباري.
- حتي صدور البلاغ العسكري الأول في الساعة الثانية والربع كانت الحياة اليومية في جميع أنحاء مصر تدور في إطارها اليومي المعتاد بعيدا عن أي إجراءات إستثنائية فالموظفون في أعمالهم والتلاميذ في مدارسهم ودور السينما تقدم حفلاتها المعتاده وبينما كان المقاتلون يعبرون قناة السويس كان كل شئ هادئا في الجبهة الداخلية.
- في المساء بدأت وسائل الإعلام في بث التعليمات للمواطنين لمواجهة حالة الحرب وتهيئة الجبهة الداخلية للطوارئ وإقتصاديات الحرب المتقشفة.
- تقرر أن ينتهي العمل بالمحلات العامة والمقاهي في تمام الساعة الحادية عشر مساء ويسري هذا القرارعلي دور السينما والمسارح.
- وزارة التربية والتعليم تعلن منح طلاب المدارس الإبتدائية والإعدادية أجازة اعتبارا من يوم الأحد 7 أكتوبر حتي صدور قرار أخر ولا يشمل هذا القرار هيئات التدريس لإعداد المدارس لأعمال الدفاع المدني والتمريض ويستمر الإنتظام في الحضور بالنسبة للمدارس الثانوية وما في مستواها لتدريب الطلبة والطالبات علي أعمال الدفاع المدني والتمريض.
- وزير التموين يصدر قرارا بوقف بيع السكر والشاي في المحال والمجمعات الإستهلاكية علي أن يتم توزيعها علي البطاقات التموينية طبقا لمقررات صرف جديدة بنسبة 50% من مقررات الأسرة.
- صدور تعليمات أولية لتقييد الإضاءة في كافة أنحاء الجمهورية وتنظيم أعمال الدفاع المدني ونائب الحاكم العسكري يصدر قرارا بتحديد كمية الوقود المنصرف لجميع أنواع السيارات.
- حصة محددة من اللحوم لكل محافظة علي أن يتم الذبح يومي الخميس والجمعة ويكون البيع يومين فقط تم تحديدهما بالجمعة والسبت من كل أسبوع.
- الوزراء في غرف العمليات بوزاراتهم تحسبا لأي مواقف طارئة وكبار المسئولين والمديرين في أماكنهم 24 ساعة يوميا.
- خسائر اليوم في الجيش المصري كانت 64 شهيد و420 جريح وإصابة 17 دبابة وتعطل 26 عربة مدرعة وهذه الأرقام تعتبر ضئيلة جدا بالمقارنة مع التقديرات التي كانت متوقعة مع بداية العبور.
إسرائيل
- في الثالثة صباحا الجنرال مدير المخابرات العسكرية الإسرائيلية يتلقي إشارة من مصدر موثوق به عن بدء هجوم مصري سوري خلال هذا اليوم, وتجدر الإشارة إلى أن أحد الملوك العرب قد اعترف في أواخر أيامه بأنه من قام بإبلاغ الإسرائيليين بنية مصر وسوريا شن الحرب، وعلل تصرفه هذا بأنه كان يخشى من التدمير الذي سيلحق بهما!!!
- في الخامسة صباحا إجتماع هيئة أركان الحرب الإسرائيلية وسبق هذا أمر إنذاري من " اليعازر" رئيس الأركان لقائد
القوات الجوية بالإستعداد لتوجيه ضربة وقائية وكان رد الأخير أنه سيكون مستعد ما بين الثانية عشر والواحدة بعد الظهر.
- في الثامنة صباحا إجتمع مجلس الوزراء الإسرائيلي المصغر في أجواء اضطراب وتخبط حول إتخاذ القرار انتهي إلي إعلان التعبئة العامة وتأجيل قرار الضربة الجوية الوقائية ضد هجوم متوقع أن يكون في آخر ضوء.
- في العاشرة مساء مجلس الوزراء الإسرائيلي يجتمع بكامل هيئته لأول مرة بعد نشوب القتال
ورئيس الأركان يقدم تقرير يغلفه بنبره تفاؤل عن نجاح مصري وسوري ويعلن للوزراء أن الخسائر الإسرائيلية عالية بينما كان ديان وزير الدفاع متشائما ويعلن أنه رغم الإختراق السريع للسوريين فإنه يتوقع النجاح في إيقافهم أما علي الجبهة المصرية فهناك ميدان قتال وأعلن أننا في حاجة إلي حظ كبير لإنهاء معارك الغد لصالحنا وطالب بالإرتداد لمسافة 20كم بعيدا عن قناة السويس لحشد القوات لمعركة تصبح ممكنة.
- خسائر الإسرائيليين كما رصدتها قواتنا 28 طائرة و31 دبابة وقطعة بحرية واحدة و11 أسير وعدد غير معلوم من القتلى والجرحى.
دوليا
- بينما كانت القوات المسلحة المصرية تنفذ عملية العبور في الثانية من بعد ظهر 6 أكتوبر كان هنري كيسنجر وزير الخارجية الأمريكي يوقظ محمد حسن الزيات وزير الخارجية المصري الذي كان يحضر دورة انعقاد الجمعية العامة للأمم المتحدة وكان ذلك في حدود الساعة السابعة بتوقيت نيويورك وقام بابلاغه بانزعاجه بعد أن قرأ عليه نص رسالة من جولدا مائير رئيسة الوزراء الإسرائيلية تؤكد فيها عن قيام هجوم مصري سوري بعد ساعات وبرر كيسنجر إنزعاجه بأن هناك جهودا دبلوماسية كان مقررا أن تبدأ بعد نهاية الإنتخابات الإسرائيلية في نهاية هذا الشهر وكان رد الزيات أن هذه الرسالة هي بالتأكيد ذريعة لعمل عسكري تنوي إسرائيل الإقدام عليه.
- الدول العربية تعلن دعمها الكامل للمعركة وسط إجراءات فعلية لتقديم المعاونة العسكرية والمادية والسياسية.
- إجتماع مجلس الأمن القومي الأمريكي.
- الحرب تسيطر علي كل المداولات الرسمية وغير الرسمية في الأمم المتحدة.
7 اكتوبر -الله اكبر باسم الله باسم الله
- طوال اليوم : استمر عبور الدبابات والمعدات الثقيلة حيث استكملت تشكيلات النسق الأول دعمها بالكامل لتستكمل قواتنا تدمير إحتياطيات العدو والإستيلاء علي إجمالي 80 % من النقط القوية للعدو.
- الواحدة بعد الظهر : إستأنفت الفرقة 18 مشاه عملياتها القتالية بكل حسم بهدف تحرير القنطرة وتدمير جميع القوات
المعادية التي لا تزال تتمسك بالمدينة وأديرت معارك كبيرة أستمرت حتي العاشرة مساءا وتمكنت خلالها الفرقة 18 من القضاء علي جميع جيوب المقاومة والسيطرة علي النطاق الخارجي للمدينة معلنة تحريرها.
- وفي نفس الوقت كانت القيادة تتابع إجراءات الضربة المضادة التي يجهزها الإسرائيليون وكان القرار هو صد الضربة وتدميرها من الثبات ثم متابعة الهجوم وقد نال الطيران الإسرائيلي خسائر جسيمة في هذا اليوم تحت تأثير نيران حائط الصواريخ.
- نتيجة لوجود الجامعات في حالة إمتحانات تم إصدار قرار بإستمرار إمتحانات الدور الثاني في جميع الكليات عدا إمتحانات
الدور الثاني بالدراسات العليا في كلية الإعلام لأن جميع طلابها من العاملين بالصحافة والتليفزيون والإذاعة وذلك لجعلهم متفرغين لخدمة المعركة.
- وقد تم دعوة المواطنين لترشيد الإستهلاك في الوقود فخصصت كراسة لكل مالك سيارة يدون في صفحتها الأولي بيانات
الرخصة والصفحة الثانية البيانات الشخصية وتختم كل صفحة من قسم المرور أو قسم الشرطة التابع له المالك ويسجل العامل في محطة الوقود الكمية المنصرفة لكل سيارة كالآتي السيارة الملاكي 120 لتر بنزين شهريا أو 100 لتر سولار ، السيارة الأجرة 600 لتر بنزين أو 600 لتر سولار شهريا، اللوري 180 لتر شهريا بنزين و 900 لتر سولار.
- كما تم إنشاء مكاتب لتوجيه وإرشاد المواطنين لأعمال الدفاع المدني وقد تولت هذه المكاتب إمداد الجماهير بالكتيبات
والنشرات والمعونات وتوجيه المشورة في أعمال التحصينات والتدريب.
- بالنسبة لهيئة التليفونات تقرر وضع فرق طواريء طوال 24 ساعة من الفنيين والمهندسين والعمال ومجهزة بالسيارات
والمعدات للتوجه لإصلاح أي عطل فورا.
- وزارة الشئون الإجتماعية تقرر تشكيل فرق من الجمعيات الأهلية و التي وصل عددها إلي 6600 جمعية تتولي الإسعاف
والمعاونة وفتح سجلات التطوع.
- تخصيص 10% من حصيلة الزكاة التي يحصلها بنك ناصر لدعم المعركة.
- أغلقت المجمعات الإستهلاكية أبوابها في الفترة المسائية وتقرر العمل من 9 صباحا إلي 3,30 ظهرا.
- تخصيص إيراد السينما لصالح المجهود الحربي.
إسرائيل
- إسرائيل تجري إستعدادها لتوجيه الضربة المضادة الرئيسية علي جبهة القناة بقوة ثلاث فرق مدرعة وإستمرت عمليات
الحشد طوال النهار والليل واصطدمت بعض الوحدات المتحركة بمفارز الصاعقة المصرية المدفوعة في العمق.
- مجلس الوزراء الإسرائيلي يعاود الإجتماع في السابعة من صباح اليوم ويستمع لتقرير جديد من رئيس الأركان الإسرائيلي
يتلخص في الآتي :-
- أن قتالا عنيفا يتواصل في كل الجبهات والقوات المصرية والسورية مستمرة في تقدمها وأن القوات السورية واصلت
التقدم حتى مشارف نهر الأردن وتم ايقافها في الخامسة فجرا.
- الخسائر الكبيرة علي الجبهة المصرية وحشود القوات التي عبرت وصلت كثافتها إلي حد كبير للغاية – الجيش الثاني
تمكن من العبور أثناء الليل علي كل القطاع الشمالي ــ الجيش الثالث يستكمل عبوره في القطاع الجنوبي.
- الجيشان ليسا في مواقع محصنه ويمكن ردهما إلي الشاطئ الغربي من القناة في وقت قصير.
- بلغ عدد الطلعات الجوية الإسرائيلية خلال ليلة وصباح 7 أكتوبر على الجبهة المصرية 1021 طلعة بينما على الجبهة السورية كان 3820 طلعة.
- بعد قرار من مجلس الوزراء "جولدا مائير " تبرق إشارة إستغاثة للولايات المتحدة الأمريكية طلبا للإمدادات العسكرية علي أقصي درجة من السرعة.
دوليا
- بريطانيا وألمانيا تطلبان عقد مجلس الأمن لبحث القتال الدائر في الشرق الأوسط ومساعي لعقد جلسة للجمعية العامة للأمم
المتحدة.
- إلغاء الأجازات في الجيش الجزائري ومجلس الثورة يجتمع برئاسة الرئيس بومدين وقرار بوضع جميع إمكانيات الجزائر تحت تصرف جبهة القتال.
- إيطاليا تدعو دول السوق الأوربي المشتركة التسع لإتخاذ موقف أوروبي مشترك.
- الإتحاد السوفيتي والهند وبنجلاديش يحملون إسرائيل مسئولية إندلاع القتال.
- تعليمات من وزير الخارجية الأمريكي لمساعديه بإعداد مشروع قرار يقضي بعودة جميع القوات إلي مواقعها السابقة قبل بدء العمليات.
- استجابة فورية من الولايات المتحدة الأمريكية لطلبات إسرائيل من الأسلحة حتي أن الجيش الأمريكي بدء في تقديم بعض الأسلحة من رصيده الإستراتيجي الخاص.
8 اكتوبر -الاثنين الحزين
- السادسه صباحا تمكنت القوات المصرية من تحديد إتجاهات الضربة المضادة التي ستشنها إسرائيل وتم التخطيط لصد هذا الهجوم من خلال جيب نيران يسمح للقوات الإسرائيلية أن تخترق الدفاعات الأمامية وتدخله بنفسها ثم يتم تدمير القوات المخترقة من كل جانب بحيث لا يسمح لها بالإنسحاب وتم حشد كل إمكانيات الجيش الثاني لصد هذه الضربة التي كانت ستنفذ بقوة ثلاثة فرق مدرعه تتكون من ألف دبابة وتبدأ بالإختراق من شمال الإسماعيلية وتزحف جنوبا في إتجاه السويس وتستولي علي أحد الكباري لتعبر إلي الضفة الغربية وتستكمل تدمير القوات المصرية غرب القناة.
- 9,30 صباحا بدء الهجوم علي الجانب اليسار للفرقة الثانية مشاه وتم صده و انسحب العدو.
- 12,30 ظهرا تكرر الهجوم الرئيسي بصورة أعنف و أشمل من الإتجاهين وإندفعت القوات الإسرائيلية بأقصي سرعة لتخترق الدفاعات الأمامية ولتدخل جيب النيران الذي سبق إعداده وتنسيقه لتجد نفسها فجأه محاصرة داخل أتون من النيران وخسرت إسرائيل في هذه المعركة حوالي 150 دبابة في أقل من 20 دقيقة وتم أسر قائد اللواء 190 مدرع الإسرائيلي العقيد عساف ياجوري.
- 1،30 ظهرا صدرت الأوامر باستئناف الهجوم وتدمير العدو ومنعه من احتلال أية مواقع هامة وقد استكملت قواتنا القتال واستولت على جميع النقاط الحصينة ماعدا نقطتين هما نقطة لسان بورتوفيق ونقطة شرق بورفؤاد.
- أغرقت غواصة مصرية سفينة تجارية للعدو في البحر الأحمر كما دمرت 3-4 لنشات معادية.
- تم تحديد مراكز التبرع بالدم وبدء طلاء نوافذ المنازل باللون الأزرق كإجراء وقائي ضد هجمات العدو الجوية.
إسرائيل
- جولدا مائير تبكي عقب إطلاعها على خسائر اليوم على الجبهة المصرية وتستنجد بالرئيس الأمريكي لانقاذ إسرائيل من الإنهيار على حد قولها وتقول (بهذا الوضع ستسقط إسرائيل بعد 48 ساعة)
- عزل الجنرال جونين قائد الجبهة الجنوبية نظرا للخسائر الرهيبة في سيناء لدرجة أنهم أطلقوا على هذا اليوم تسمية الإثنين الحزين.
- رئيس الأركان الإسرائيلي يأمر بتوجيه الطيران الإسرائيلي بالكامل لوقف تقدم القوات السورية التي بدأت تقترب من شمال فلسطين.
دوليا
- الجمعية العامة للأمم المتحدة تستقبل محمد حسن الزيات بالتصفيق الحاد عند إلقائه بيانا في الجلسة الخاصة بمناقشة الموقف في الشرق الأوسط.
- وزير الخارجية الفرنسي يدلي بتصريح يقول فيه (لا تلوموا أناسا يريدون العودة لديارهم).
- وزير الخارجية السعودي يعلن أن بلاده قد تقوم في حالة الضرورة بوقف ضخ البترول للولايات المتحدة نظرا لدعمها غير المنصف لإسرائيل.
- مجلس الشيوخ الأمريكي يصدر قرار يستنكر القتال ويطالب بضرورة العودة إلى خطوط وقف إطلاق النار التي كانت قائمة يوم السبت 6 أكتوبر.