المساعد الشخصي الرقمي

مشاهدة النسخة كاملة : ميدان التحرير بالأمس تظاهرنا واحتفلنا واليوم ننظف مصر



سمير الجابرى
13-02-2011, 07:49 AM
ميدان التحرير
بالأمس تظاهرنا واحتفلنا واليوم ننظف مصر


الكاتب: أ/ علياء ماضي - محمد السيد


بعد ليلة كاملة من الفرحة الأسطورية والاحتفالات الباهرة بتنحى حسني مبارك عن رئاسة مصر، حمل مئات المصريين في ميدان التحرير في أيديهم ما تيسر لديهم من أداوت لتنظيف وتجميل الميدان والشوارع المحيطة به، وقرروا أن يجعلوا السبت 12-2-2011 يوم "تنظيف ميدان الحرية" بعد أن عاشوا يوم الجمعة 11 فبراير "أجمل أيام" حياتهم.
You can see links before reply
المشهد كان مختلفا اليوم، فسيارات جمع القمامة التي دخلت للمرة الأولى منذ 18 يوما لميدان التحرير يقف حولها عشرات من رجال النظافة يحملون القمامة التي جمعها المتظاهرون على مدار الأيام الماضية في أكياس ومناطق محددة.

ومنذ ساعات الصباح الأولى تدفق مئات الشباب والنساء وحتى الأطفال مع عائلاتهم على ميدان التحرير، حاملين مكانسهم اليدوية وأكياسا بلاستيكية سوداء مخصصة لإزالة القمامة، ليساعدوا في تجميل الميدان الذي شهد "أجمل أيام حياتنا"، بحد تعبير إحدى السيدات.

سنحافظ على بلدنا



العديد من الشباب كتبوا "بالأمس كنت متظاهرا واليوم سأبني وأنظف مصر" ووضعوها على صدورهم ليوصلوا للعالم أجمع أن الموجودين في ميدان التحرير ليسوا غوغاء أو مخربين، بل سيحافظون على هذا البلد، مثلما قال أحد الشباب وهو يحدث صديقه.

إحدى السيدات مقيمة في حي الزمالك الراقي، ارتدت "جلابية" صعيدي كتلك التي ترديها الريفيات ووضعت على رأسها "منديل" وحملت "مقشة"، قالت: "نزلت الميدان اليوم بهذه الملابس لأنها ملابس المرأة المصرية الشعبية.. هذه هي مصر الحقيقية.. الفلاحون والبسطاء من صنعوها.. ده تكريم ليهم".

قسم آخر من الناس، جاء الميدان لتوزيع الحلويات والشيكولاتة والعصائر على كل الداخلين للميدان، احتفالا بالنصر.

مشهد الخيام الذي كان موجودا حول ووسط الميدان بدأ في الاختفاء قليلا، العديدون بدأوا في فكها والتنظيف مكانهم، الحاجة منى قالت لي: "خلاص اللي احنا عايزينه اخدناه.. نروح بيوتنا بقي وننضف مكاننا.. ميدان التحرير هيفضل نضيف".

الهتافات والتجعمات هي الأخرى توقفت لفترة، فالكل مشغول في تنظيف الميدان، مجموعة من الفتيات والشباب دخلوا في شارع القصر العيني وبدأوا إزالة آثار السيارات المحترقة، بعد آثار يوم "جمعة الغضب".

الراحة والرضا ظهرت على وجوه الموجودين في ميدان التحرير، بعد أيام طويلة عاشوها بعيدا عن اهلهم ومنازلهم، مفترشين الأرض في الميدان، محمد فتحي (الفيوم) قال: "تلاتين سنة من الذل والقرف.. الناس ما صدقت تتكلم وتفرح وتنبسط.. أخيرا حسني اتنحى".

غير أن هذه الملامح لم تمنع من وجود أعضاء اللجان الشعبية في كافة منافذ الميدان يواصلون بجدية عملهم في تفتيش الداخلين للميدان تحسبا لأي عمل تخريبي قد يفسد الفرحة الكبرى لشعب مصر.

==========