تسجيل الدخول

مشاهدة النسخة كاملة : الكتاب "الورقي يخالف التوقعات.. ويتفوق



عماد عبدالوهاب عبدالعال
09-10-2010, 05:10 PM
الكتاب "الورقي يخالف التوقعات.. ويتفوق

الكتاب الورقي يعود للحياة من جديد.. الحقائق تؤكد أنه لم يمت ولم يعلن وفاته رسمياً وأنه لايزال يتمتع بالقوة والنشاط والإقبال علي اقتنائه والحصول عليه والاستمتاع بقراءته.
ورغم زفة نجاح الكتب الإلكترونية والانتشار "المزعوم" الذي روجت له دور النشر الإلكتروني الأمريكية فإن هذا النوع من الكتب لم يكسب أرضية وإقبالاً سوي في الولايات المتحدة الأمريكية وإن كانت أرقام المبيعات هناك تتحدث عن زيادة تتراوح بين 3 و5% من إجمالي مبيعات الناشرين الأمريكيين بينما في ألمانيا وهي واحدة من أكبر أسواق الكتب في العالم فإن معدل بيع الكتب الإلكترونية أقل من 1%.
الخبراء يؤكدون أن التوقعات والتحذيرات والمخاوف التي ظهرت منذ بضع سنوات حول أن الكتاب الإلكتروني سيكتسح الأسواق وينهي عصر وتاريخ وتواجد الكتاب الورقي.. كانت كلها مبالغاً فيها ولا تمثل تهديداً حقيقياً للكتاب الورقي.
وأن الحديث عن العصر الرقمي وضرورة مسايرة أكد أنه والتكيف مع هذا العصر القادم بقوة لم يكن يقدم صورة حقيقية للواقع رغم معدل نمو مبيعات جهاز "كندل" الذي زاد ثلاثة أضعاف بعد تخفيض سعره من 259 إلي 189 دولاراً بالإضافة إلي جهازي "آي فون" و"آي باد" أو أجهزة الكمبيوتر المحمول.
وكالات الأنباء من جانبها تؤكد أن دراسة جديدة أجرتها مجموعة Nielsen Notman أشارت إلي أن قراءة الكتب الإلكترونية تتم بصورة أبطأ كثيرا من قراءة الكتب الورقية وقالت الدراسة إنه لوحظ من مراقبة فارق سرعة القراءة بين 24 مستخدما وجود فارق كبير وملحوظ بين القراءة علي الأجهزة الإلكترونية والقراءة التقليدية للكتب الورقية المطبوعة ولوحظ أيضاً أن الذين قاموا بالقراءة علي "آي باد" كانوا أبطأ بنسبة 6.2% من الذين قاموا بالقراءة من النسخة المطبوعة أما من قاموا بالقراءة علي أجهزة "كيندل 2" فكانوا أبطأ بنسبة 10.7%.
الورقي هو الأقوي
في معرض فرانكفورت الدولي للكتاب والمقام حاليا هناك منذ عدة أيام يعود الكتاب الورقي إلي الصدارة ويتألق في مكانة مميزة كسابق عهده مع القراءة حيث اجتمع أكثر من 7 آلاف ناشر تحت سقف واحد طرحوا مجمل انتاجهم من الكتاب الورقي منهم 600 ناشر أمريكي و800 ناشر بريطاني يشكل انتاجهم الجزء الرئيسي من ترجمة الكتب الروائية وغير الروائية حول العالم كما يبيعون حقوق إعادة طبع كتبهم بلغات عديدة أخري حول العالم.. ويتضمن المعرض عددا من الأجنحة للكتاب الإلكتروني ولكن الناشرين ينظرون إليها علي أنها مجرد شكل آخر لبيع الكتب مشابهة للكتب الورقية الأنيقة وذات الطبعات الشعبية وهناك جزء لتجربة الأشكال المختلفة من أجهزة قراءة الكتب لتلبية كافة الأذواق ورغبات القراء.
واهتمام الناشرين بالكتاب الورقي لايزال يحتل مكانة مميزة وجاء معرض فرانكفورت للكتاب وهو الأكبر في العالم لتسويق وعرض الكتاب الورقي ليؤكد حقيقة استمرارية احتفاظ الكتاب الورقي بأهميته واستمرارية إقبال القراء علي اقتنائه.
ومع المحاولات الرقمية المستمرة والتي تتطور يوما بعد يوم في مجال الأجهزة اللازمة للقراءة الإلكترونية سواء من ناحية الإمكانيات الفنية والتقنية العالية أو خفض أسعار هذه الأجهزة.. فإن هذه المحاولات تنمو ببطء وستأخذ فرصتها الحقيقية ربما بعد سنوات عديدة.
نفس الحال من الصراع والتنافس المحتدم بين الصحافة الورقية والصحافة الإلكترونية فلايزال للصحيفة الورقية قارئها الذي يسعي إليها ويستمتع بقراءتها كما تعود علي ذلك منذ سنوات طويلة وإن كان هذا الجيل يندثر بصفة مستمرة بفعل الزمن وتعاقب الأجيال وظهور صيغ تطوير جديدة لعرض الأخبار ومتابعة المستجدات من خلال الصحافة الإلكترونية علي الشبكة الدولية للمعلومات أو رسائل SMS التي تتنافس وسائل الإعلام المختلفة بما فيها الصحف اليومية الورقية لاستيعاب أكبر عدد من المشتركين في خدماتها الإخبارية.. السنوات القادمة لابد وأنها ستحدد المصير المحتوم وتعطي السبق لواحدة علي الأخري.. وربما تأتي النتائج مختلفة تماما وعكس التوقعات التي ليس شرطا أن تحدث أو تكون صحيحة.

المصدر :
You can see links before reply