تسجيل الدخول

مشاهدة النسخة كاملة : يوسف بطرس يفوز بلقب عدو الشعب الاول



محمد بن عباس
11-04-2009, 12:50 AM
بقلم : حسن الشيخ
ازمة الصيادلة .. ازمة الصحفيين .. ازمة فلوس التليفزيون .. وازمة كارد المعلمين .. والاطباء .. وقبلهم ازمات الضرايب العقارية .. وغيرها من الازمات التي عاني منها عدد كبير من فئات الشعب الغلبان كان بطلها الاول الدكتور يوسف بطرس غالي وزير المالية .. الذي اصبح يمثل مركز قوة داخل الحكومة ويقوم بأدوار تفوق اي دور لعبه وزير مالية فيما سبق ..
ازماته تتوالد فجأة وبدون مقدمات .. وربما لم تكن ازمة اصلا. . لان علي سبيل المثال ازمة الصحفيين وفلوس التليفزيون وكارد المعلين وغيرها .. هي ازمات مفتعلة .. لأن بدل الصحفيين واجور الناس كلها محسومة ويفترض انها موجودة في ميزانية الدولة ولا خلاف عليها .. ومعني ان يمنع صرف هذه الاموال .. انه يتخذ قرارات اما فردية حسب حبه وكرهه لهذه الجهه او الشخص الذي يمثلها .. وإما بتعليمات من جهات عليا.. والاقرب الاولي .. لان معظم الازمات تم حلها بقرار او بتدخل السلطة العليا.. اذن لم تكن هي سبب المشكلة والا ما تدخلت بهذا الشكل المباشر .. وكانت اكتفت باعطاء أوامرها له بالتراجع عما امرته به .. والغريب ان الامر في معظم الازمات لم يكن يستحق كل هذا الصخب .. فهل كان لا بد ان يأمر الرئيس مبارك بأن تحرص وزارة المالية علي دفع بدل الصحفيين في ميعاده ؟ او يتدخل لكي تحل ازمة الصيادلة علي ما انتهت عليه .. باعلان الدكتور يوسف انه اتفق مع نقابة الصيادلة علي تشكيل لجنة مشتركة لإعداد نموذج ضريبي جديد خاص بنشاط الصيدليات علي غرار النماذج الخاصة بقطاع البترول والسياحة، علي أن يمثل فيها محاسبون قانونيون متخصصون في مجال مراجعة حسابات شركات الأدوية بجانب ممثلين عن الصيادلة ومصلحة الضرائب. اما بخصوص السنوات السابقة فاكد أن عمليات الفحص الضريبي للإقرارات الضريبية للصيدليات عن السنوات الأربع الماضية من عام 2005 ستراعي كل الظروف والملابسات الخاصة بالنشاط، مضيفاً أنه بالنسبة للمعاملة الضريبية لنشاط الصيدلة في الفترة المقبلة تم الاتفاق علي تطبيق القانون علي الصيدليات، كما هو سار علي كل الأنشطة التجارية في مصر.
هذا الاتفاق تم خلال اجتماع استغرق نصف ساعة فقط .. وكل الحلول جاءت من قبل وزير المالية .. فهل عقدها بأوامر وحلها بأوامر .. ام ان الامر يعود لطبع الرجل ومزاجه في العكننة علي الشعب الغلبان .. والدليل علي براءة الجهات العليا من التسبب في الازمات .. ما وقع خلف الكواليس في ازمة الصيادلة .. وكان الضحية اشرف العربي رئيس مصلحة الضرائب .. لان الرجل عندما عاد معالي الوزير من الخارج .. وحكاية الخرج دي كمان لها حدوتة ثانية .. لان معاليه ومع بداية كل ازمة يخلع الي احدي الدول الاوروبية ولا يعود إلا مع وصول الازمة الي االمرحلة التي يريدها .. او ان يكون طرف آخر تدخل .. وبما يعفيه من المساءلة سواء كانت شعبية او رسمية .. او يعود فينهي الوضع علي طريقته .. واللي مش مصدق يراجع سفريات معاليه طوال العام .. سيجد ان الايام التي يقضيها خارج القاهرة اكثر مما هي داخلها .. المهم نعود الي حكايته مع اشرف العربي الذي هرع اليه عندما عاد من سفره وكانت ازمة الصيادلة مشتعله .. شرح له الوضع وماذا قال لوفد النقابة؟ .. معتمدا علي انه لم يخالف القانون .. فابدي معاليه موافقته علي موقف العربي وشجعه ونصحه بالمضي قدما في الازمة علي نفس المنوال .. وهو ما شجع العربي علي موقفه واكده من خلال الحوارات التي اجراها مع القنوات الفضائية ووسائل الاعلام المختلفة .. الا انه في اليوم التالي فوجئ بمعالي الوزير بعد ان تلقي تعليمات صريحة وواضحة يعلن اسفه عما بدر من اشرف العربي في حق الصيادلة .. وانه حريص علي حل اسباب الازمة .. وهو ما تم بالفعل في الاجتماع الذي اشرت انه لم يستغرق نصف ساعة ولم يحضره العربي .. لان معاليه باعه في اول فرصة .. لدرجة ان هناك من فسر غياب العربي عن الاجتماع بأنه ربما يكون استقال من منصبه .. الا انه ظهر في اليوم التالي وتأكد ان غيابه كان بسبب وجود حالة وفاة في العائلة منعته من الحضور .. وعموما كان العربي يستند علي انه يمتلك 34 نظاما محاسبيا وان الاستجابة لمطالب الصيادلة يعني وجود نظام محاسبي جديد خاص بهم .. وهو ما يعني ان كل فئة ستحاول ان تأخذ ما تريد علي طريقة الصيادلة .. وهنا مربط الفرس .. لان معاليه بهذا السلوك اقر سياسة لي ذراع الحكومة في كل الازمات .. ومنح هذه السياسة الشرعية اللازمة لكي تنتهجها كل الفئات مادام معاليه لا يستجب الا بها ..
واذا كانت ازمة الصيادلة هدأت قليلا .. لان الرئيس مبارك تدخل مباشرة وامره بالاستجابة لمطالب الصيادلة .. فالازمة معرضة للتكرار قريبا جدا ولكن هذه المرة من المحامين الذين يبحثون عن الحصول علي حقوق تعادل ما حصل عليه الصيادلة. اي ان معاليه علي وشك الدخول في ازمة جديدة .. وهلم جرا .. وكأنه ادمن الحياة داخل ازمة .. ولم لا؟ وهو الوزير الذي لا يعاني مثل رجل الشارع .. ولا يهمه اذا كانت تصرفاته او قراراته سببا في شقاء الملايين ام لا؟ .. وكأنه مسلط عليهم .. بداية من مشروعه العبقري للضرائب الذي افلس فقراء مصر وادخل من كان يعتقد انه من الطبقة الوسطي داخل حزام الفقر المدقع .. ومرورا بعبقريته في نسف فرحة الموظفين الغلابة بعلاوة الـ 30 % .. ونهاية برفع اسعار السلع والخدمات التي يقف وراءها علي انها الحل الامثل لتوفير السيولة المالية اللازمة وكانت النتيجة ان حال المواطن الغلبان يسير من سيئ لاسوأ في ظل سياسات معاليه المالية .. اضافة الي ان هذا المواطن لم ينس له ما حدث لاموال الخصخصة ومصيرها الغامض حتي الان .. ولم يستطع احد ان يأخذ منه حقا ولا باطلا حتي الرجل الطيب المستشار جودت الملط رئيس الجهاز المركزي للمحاسبات .. الذي يقف في مجلس الشعب سنويا ويعرض سلبيات سياسات معاليه في آلاف الصفحات ومئات التقارير الرسمية التي تؤكد ذلك .. ومع كل هذا يتم وضع تقارير الرجل في ادراج وزارة المالية ..
ربما يكون الدكتور يوسف بطرس غالي عبقري زمانه في الاقتصاد والمالية .. وربما يكون ترشيحه لمنصب دولي عن جدارة واستحقاق .. لانه يتمتع بمواهب شخصية تخدم اهداف الصندوق الدولي .. ولكن المؤكد ان المواطن المصري البسيط لم يشعر بامكانيات الدكتور يوسف ولم يستفد منها طوال تواجد معاليه في الوزارات المختلفة بداية من وزارة الاقتصاد ثم التجارة واخيرا وزارة المالية .. ومازال يعاني بشدة من سياساته .. سواء التي تتعلق بحياته اليومية او بالازمات التي تحدث كل يوم داخل الشارع المصري .. وعموما لقد اكد لنا ان وزارة المالية لها اهمية اكثر بكثير مما كنا نعتقد .. وياريت يسارع ويقبل المنصب الدولي .. حتي لو كان ذلك خسارة لنا .. لكن الخوف ان ينتقل الرجل الي وزارة رابعة .. تبقي مصيبة.. لان الناس لم تعد تحتمل عبقريته في منح الوزارات التي يتولاها اهميه خاصة علي حساب ذبح الغلابة .. واعلان افلاس شعب باكلمه .. عزيزي الدكتور يوسف .. لقد فزت بجدارة بلقب عدو الشعب المصري الاول بتاريخك الأزمي .. فارجوك كفاية كده .
You can see links before reply