خصائص صعوبات التعلم:
أولا: الخصائص الأكاديمية
1) الرياضياتMATHERMATIC)
يجد التلاميذ الذين لديهم صعوبة في تعلم الرياضيات صعوبة في التفكير الكمي، وبالتالي في مفاهيم الأعداد والأرقام ومدلولاتها الفعلية، وفي معرفة الحقائق الرياضية. وقد يجدون صعوبة في معرفة قيم الخانات، والتسلسل التصاعدي والتنازلي للأرقام والأعداد. كما يواجه بعض التلاميذ صعوبة في معرفة المعاني والرموز الرياضية ذات المدلولات المحددة. ويواجه البعض الآخر مشكلة في التمييز بين الأرقام المتماثلة والمتشابهة كتابة، وفي وضع الأرقام تحت بعضها البعض.
أما المسائل اللفظية التي تُشكل لغة المسألة فإنها مشكلة تواجه مثل هؤلاء التلاميذ، بالإضافة إلى عوامل أخرى، كالقدرة على تحديد المطلوب، ومتابعة أفكار المسألة. ولعل للذاكرة دورا كبيرا في بعض مشاكل الرياضيات فيظهر لدى عدد من التلاميذ سرعة نسيان الأرقام والأعداد، وكيفية إجراء العمليات الحسابية، وتذكر الحقائق الرياضية كجدول الضرب، وغيرها من حقائق التعليمات المرفقة بالحل ونحو ذلك. وصعوبات المواد الحسابية قد يصاحبها صعوبات الكتابة والقراءة، أو قد يكون صعوبة مستقلة، وتتضمن:
· صعوبة في فهم المسائل الحسابية و تحويل المسألة المكتوبة على شكل قصة إلى أرقام. (LIQUSTIC )
· صعوبة في معرفة وفهم الرموز الحسابية (+) أو (–) وترتيب الأرقام ( PERCEPTUAL SKIL)
· صعوبة في أداء عمليات الجمع و الطرح و القسمة . (MATHERMATICAL SKILL )
· ضعف في الانتباه على العلامة الموضوعة هل هي (– أو + أو x أو %) (ATTENTIONAL SKILLS)
2) صعوبات القراءة (READING DISORDER)
تكون قدرة الطفل عند القراءة أقل من مستوى ذكاءه أو عمره (وذلك يتم عن طريق اختبارات نفسية معينة) . أيضا هذا الضعف يؤثر على مستوى الطفل في المدرسة من ناحية درجاته فهو ضعيف في مادة القراءة، ولكنه جيد في المواد الاخرى . وأحيانا تراه يقرأ الكلمة صحيحة في أول الصفحة، ثم إذا تكررت في سطر آخر قد ينطقها بصورة خاطئة . إن الضعف في التركيز يؤدي إلى ضعف في استرجاع الحروف، ومعرفة أصواتها. ولعل من أبرز الصعوبات القرائية:
· صعوبة بالغة في الربط بين شكل الحرف وصوته.
· صعوبة في تكوين كلمات من مجموعة من الحروف
· صعوبة تذكر أسماء الحروف وأشكالها.
· قلب الحروف أو قلب ترتيب الحروف عند القراءة
· قراءة الكلمات البسيطة خطأ، أو حذفها كلية أثناء القراءة.
· التعثّر أثناء قراءة الكلمات الطويلة.
· فهم ضعيف أثناء القراءة الشفهية أو الصامتة.
· قراءة شفهية بطيئة ومجهدة.
· صعوبة في التمييز بين الحروف التي قد تختلف اختلافات بسيطة في شكلها مثل: الباء والنون إذا وردتا في أول الكلمة خاصة.
· صعوبة في فهم ما يقرأ ولو كانت قراءته الظاهرية سليمة.
· صعوبة في التعرف السريع على الكلمات وفي تحليل أو تهجي الكلمات الغربية لغرض نطقها.
· مشكلة كبيرة في معرفة وتذكر علامات التشكيل ومدى تأثيرها على نطق الأصوات الكلامية التي تمثل بالحروف الهجائية. أما حذف بعض الحروف وإضافة البعض الآخر، أو إبدال بعض الحروف ببعض، أو تشويه نطقها، فمن الخصائص البارزة التي قد تظهر عند قراءة عدد من التلاميذ.
3) صعوبات التعلم في الإملاء
· عدم القدرة على كتابة الكلمات شائعة الاستخدام.
· عدم القدرة على تمييز الأصوات المتشابهة، وبالتالي الخطأ في كتابة المطابقة لما قبل.
· بالإضافة إلى الحذف والإضافة والإبدال، فهي تظهر في الإملاء كما تظهر في القراءة.
يشترك التلاميذ الذين لديهم صعوبة تعلم مع غيرهم من عامة التلاميذ في الأخطاء الشائعة، مثل: عدم التمييز بين كتابة التاء المفتوحة والتاء المربوطة، واللام الشمسية واللام القمرية، والخطأ في مواضع الهمزات. إلَّا أن التلاميذ الذين لديهم صعوبات تعلم تتميز أخطاؤهم بالاستمرارية؛ أي أن زوالها صعب، وقد تستعصي إذا لم يكن هناك تدخل متخصص، وممارسة على مدى طويل أن يمتد به الحال إلى المرحلة الجامعية، والحياة الوظيفية بعد ذلك.
4) صعوبات التعلم في التعبير التحريري:
· قصر المقالات.
· صعوبة في توحيد الأفكار وترتيبها ترتيبا منطقيا.
· ضعف المفردات المستخدمة.
· صعوبة في المراجعة والتصحيح.
· صعوبة في التخطيط للكتابة.
· قلة الأفكار وعدم ترابطها.
· صعوبة في تحديد الأفكار الرئيسية والمساندة.
· صعوبة في آلية الكتابة كالإملاء والخط.
· تشكل سرعة الكتابة عقبة أمامهم، فيعاني الكثير منهم عدم المرونة في الكتابة اليدوية.
5) صعوبات التعلم في الخط:
يعتمد الخط اعتمادا كبيرا على عنصرين أساسيين هما: السرعة والوضوح. وهذه من النواحي التي يجد التلاميذ المعنيين صعوبة في تحقيقها، فالكثير ممن لديهم صعوبات تعلم يكتب بخط غير واضح. كما تظهر صعوبة التعلم في:
· عدم القدرة على التحكم في حجم الحرف.
· عدم القدرة على التحكم في حجم الفراغات بين الحروف المفصولة، أو بين الكلمات.
· الانحراف عن السطر إما إلى أعلى أو إلى أسفل.
· الميلان المخل عن الخط العامودي للحرف الرأسية.
ومن الجدير بالذكر أن بعض التلاميذ يعاني من عدم القدرة على تحريك القلم حركة مرنة، ومنهم من يجد صعوبة في الإمساك بالقلم، وفي التآزر بين العين واليد. الأمر الذي ينتج عنه صعوبات الكتابة (WRITTING DISORDER) صعوبات الكتابة (الديسجرافيا Dysgraphia عند هذه الفئة من الأطفال والتي تؤدي بهم إلى:
· صعوبة كتابة الأفكار وتسلسلها على الورق.
· عدم تنظيم الفقرات.
· كثرة الأخطاء الإملائية أثناء الكتابة.
· صعوبة مراجعة وتعديل ما قد كتبه من قبل.
· غير واثق من استخدام اليد اليمنى أو اليسرى.
· قدرة بطيئة أو ضعيفة على الكتابة باليد.
· العمل المكتوب غير مرتب ويتسم بالفوضى.
· صعوبة نسخ الأعمال المكتوبة.
· ضعف في المهارات الحركية الدقيقة.
· يعكس الارقام و الحروف عند الكتابة مثل 6.2
· يجد صعوبة في التعرف على اليمن أو الشمال .
· درجاته ضعيفة في الإملاء و لكنه جيد في بقية المواد الأخرى.
وهذا كله يؤدي إلى صعوبات الكتابة(الديسجرافيا( Dysgraphia التي قد تصاحب صعوبات القراءة، و أيضا قد تصاحب ضعف الفهم والتعبير اللغويMIXED RECEP/ EXP) DISORDER) الذي تلازمه في الصفوف اللاحقة؛ إن لم تجد التشخيص والعلاج اللازم لحالته.
6) صعوبات التعلم في المواد الأخرى:
إن مظاهر صعوبات التعلم لا تقتصر على المواد المذكورة آنفا، بل تمتد إلى كل ما يحتاج إلى تعلم. وفي الحقيقة أن صعوبات التعلم مشكلة في عملية التعليم والتعلم على السواء، وليس في القراءة والرياضيات فحسب، فصعوبات التعلم في القراءة والرياضيات ما هي إلَّا مظاهر للمشكلة، فالذي كان سببًا في مشكلة القراءة مثلا قد يكون سببا للصعوبة في غيرها.
إن ضعف كثير من التلاميذ الذين لديهم صعوبات تعلم في استخدام الإستراتيجيات اللازمه لفهم المادة الدراسية وتذكر المعلومات. فكثير من هؤلاء التلاميذ يفتقد إستراتيجيات تنظيم المعلومات، وربط الأفكار، وتحديد المعلومات الهامة، ومقارنة المادة المقدمة حاليا بما قد يعرفه مسبقا.
ثانيا: الخصائص الفكرية
أ) الانتباه:
يظهر بأشكال متنوعة، ومن أشكالها أن بعض التلاميذ يجد في نفسه:
· عدم القدرة على اختيار المعلومات التي يلزم أن يتعلمها من بين بقية المعلومات المحيطة بها. كأن يختار كلمة معينة من بين كلمات عديدة، أو يختار كلام المعلم رغم تحدث زملائه في الفصل.
· صعوبة في الاستماع، واستبعاد المشتتات البصرية في آن واحد.
· صعوبة في الاستمرار ومنتبها إلى المادة التي يحاول تعلمها مدة كافية لمعالجتها.
· صعوبة في الانتقال من فكرة إلى أخرى حين يعرفها.
· عدم القدرة في متابعة تسلسل المعلومات أو الأفكار.
ب) الذاكرة:
تتنوع مشكلات الذاكرة لدى التلاميذ الذين لديهم صعوبات تعلم تبعا لنوع الذاكرة: فالذاكرة تنقسم من حيث المدة إلى: ذاكرة قصيرة المدى، وذاكرة بعيدة المدى، وتصنف الذاكرة لديهم بسرعة فقد المعلومات.
أما من حيث المعالجة فتنقسم الذاكرة لديهم إلى:
1) ذاكرة سمعية: صعوبة تذكر ما يسمعه.
2) ذاكرة بصرية: صعوبة تذكر ما يشاهده.
3) ذاكرة حسية-حركية: صعوبة تذكر ما لمسه، أو قامت يده من حركة.
ج) الإدراك
تتفرع صعوبات التعلم في الإدراك حسب نوعية المعالجات المطلوبة:
1) المعالجات السمعية: قد تظهر المشكلة في عدم القدرة على التمييز بين أصوات الحروف والكلمات، وعدم فهم اللغة الشفهية بشكل عام.
2) المعالجات البصرية: قد يجد التلميذ مشكلة في معرفة الأرقام والحروف والكلمات والأشكال، ونحوها.
3) المعالجات الحسية: يجد صعوبة في الكتابة اليدوية المعروفة بالخط.
· قد تكون الصعوبات في عدم إدراك ما يقوله المعلم إذا كان هناك كلام آخر يسمعه التلميذ، ولو كان خارج الفصل.
· عدم القدرة على تكوين الكلمات من الحروف المتفرقة.
· صعوبة في معرفة الأشياء المسموعة، أو المشاهدة إذا حدث في مدة وجيزة.
· صعوبة في إعطاء الإجابة فور سماع السؤال رغم معرفته بها.
د)التفكير: ويشمل:
1)تكوين المفاهيم، ومن مظاهرها:
· قلة الاندفاعية.
· ضعف التركيز.
· ضعف أو عدم تنظيم وتصنيف الأفكار والمعلومات.
· عدم الوصول إلى المعنى العميق للمعلومة.
· الميل إلى الاعتماد على الغير فيما يحتاج إلى تفكير.
2) حل المشكلات، ومن مظاهرها:
· عدم الوعي بالمشكلة.
· عدم القدرة على تحليلها.
· وضع بدائل لحلها واختيار البديل الأفضل.
ه) اللغة الشفهية (التحدث):
· صعوبة في فهم المسموع.
· صعوبة في ربط المفردات بالسلوك.
· صعوبة في التمييز بين الكلمات المتشابهة.
· صعوبة في اتباع التعليمات الشفوية.
· صعوبة في اختيار المفردات المعبرة عن التفكير وتذكرها.
· صعوبة في بناء الجمل وتكوينها.
· صعوبة في المرونة للتعبير عن الأفكار.
ثالثا: الخصائص المعرفية
تنقسم الإستراتيجيات المتعلقة بالخصائص المعرفية إلى:
أ) معرفية: الإجراء الفعلي الذي يقوم به المتعلم أثناء اكتسبابه للمهارات، أو المعلومة.
أ) فوق المعرفية: الوعي والتحكم في تلك الإجراءات.
مثال: إذا أدرك التلميذ أهمية وضع خط تحت الأفكار المهمة، ثم قام بذلك فقد جمع بين النوعين.
ومما يلحظ على الخصائص المعرفية لدى تلاميذ صعوبات التعلم عدم وعيهم بمتطلبات التعلم، وعدم القيام بالإجراءات اللازمة لاكتساب المعلومات، فالصفة السائدة بين هذه الفئة من التلاميذ هي؛ عدم الاستخدام الصحيح لإستراتيجيات التعلم، إما لافتقارها أو ضعفها أو لعدم التوفيق بين نوع الإستراتيجية ومتطلبات المادة.
رابعا: الخصائص الاجتماعية:
يتأثر التواصل الاجتماعي بسبب صعوبة التعلم. ومن المظاهر العامة:
· ضعف القدرة على مقاومة الاتجاهات السلبية.
· ضعف تقبل النقد.
· ضعف الرد على الثناء.
· ضعف أخذ الدور في الحديث.
· ضعف معرفة مؤشرات قبول، أو رفض الآخرين.
· ضعف الدفع بأدب عن الرأي.
· ضعف معرفة الأعراف الاجتماعية لتحري الصواب في التعامل مع الآخرين وتجنب الخطأ.
ربما تكون هذه الخصائص مرتبطة بالخصائص الفكرية والمعرفية، وكذلك بالخصائص النفسية. إن الأثر السلبي لتدني المهارات الاجتماعية يظهر في عجز كثير من التلاميذ عن تكوين صداقات مع زملائه، أو المحافظة عليها إن تمت مبدئيـا.
خامسا: الخصائص النفسية
من المعروف بشكل عام أن التلاميذ الذين لديهم صعوبات تعلم يواجهون تدنيا في مفهوم الذات، وفي تصورهم لقدراتهم. قد يرى من يعاني من صعوبة تعلم أنه غير قادر على معالجة عثراته، أو يعزو فشله ونجاحه فيما يقوم به لأسباب خارجية ليس له القدرة على التحكم فيها. ويظهر تدني مفهوم الذات يبرز في مواقف دون أخرى، وقد يمتلك التمليذ مفهوما إيجابيا نحو ذاته على وجه العموم، ولكن يتدنى ذلك المفهوم في المواقف التي يتكرر فشله فيها كالنواحي الأكاديمية.
التشخيص والعلاج
ومن أجل العمل على تشخيص صعوبات التعلم ومعرفة أسبابها والوصول إلى مصادرها الأساسية، والتخطيط الناجع لها بهدف التغلب عليهــا تربويا، وإيجاد الحلول لتجــاوزها تعليميا، يمكن رد هذه الصعوبات إلى عــــامل، أو أكثر من العوامـــل المبــاشرة، ويمكن تصنيف هذه العوامل في المجموعـات التاليـــــة:
أ) العوامل المتعلقة بالمتعلم:
ومنها مستوى التطور الذهني للمتعـــــلم واحتيـــــاجــاته وميــولــــه، ومتطلبـــات النمـو المتوازن لشخصيتـــه، وطرق التعلــم الملائمـة له.
ب) العوامل المتعلقة بالمعلم:
ومنها شخصيته واتجـاهـاتـه وميوله ومستوى تأهيله، وما ينتج عن ذلك من اختياره لأساليب التدريس الفاعلة، وعلاقته الإيجابية بالمتعلم، ومراعاتـه للفروق الفردية.
ج) العوامل المتعلقة بالمنهاج:
ومنها مدى تطوره وتلبيته لحاجـات المتعلمين والمجتمع، وتوازن عناصره المختلفة وتكاملها؛ بحيث تحقق الإجراءات المبتغاه، والأهداف المنشودة لهذه الفئة.
د) العوامل المتعلقة بالبيئة المدرسية:
ومنها البيئة المادية كالمساحة والإنارة والتهوية والمرافق المؤهلة لهذه الفئة، إضافة إلى البيئة النفسية الداعمة كالحوافز والتعزيز، والاجتماعية كالتعاون والرضا والتقبل والاندماج.
هـ) العوامل المتعلقة بالبيئة الأسرية:
ومنها الدعم المعنوي له من الأسرة، وتوفر الرعاية الملائمة للتعلم كوجود الوالدين معاً في الأسرة وعلاقتهما، والمستوى الثقافي كتعليم الوالدين وثقافتهما، والحالة المادية وظروف المسكن للأسرة.
آليات تشخيص صعوبات التعلم
يعتمد التشخيص في القراءة والكتابة على وسائل يمكن إيجازها فيما يلي :
1) الملاحظة :حيث يتم ملاحظة المتعلم داخل الفصل أو المكتبة، وتعتبر الملاحظة الدقيقة المنظمة التي تستخدم فيها بطاقات، وجداول خاصة أكثر دقة من الملاحظة العابرة .
2) الاختبارات:
وتعتبر الاختبارات وسيلة تقويم فاعلة تعتمد إلى حد كبير على موقف أكثر موضوعية من حيث الأسئلة، ومن حيث تصحيح الإجابات، كما أنها تساعد الوقوف على المستوى الحقيقي للمتعلمين وهي نوعان : مقننة وغير مقننة
3) دراسة الحالة:
وتعتبر أشمل الوسائل وأدقها لتشخيص الضعف في القراءة والكتابة ؛ حيث إن جمع البيانات عن المتعلم تساعد على مواجهة الصعوبات التي يعاني منها سواء أكانت في القراءة أم في الكتابة.