قال الإمام علي بن أبي طالب - كرم الله وجهه - :
روحوا القلوب ، واطلبوا لها طرف الحكمة ، فإنها تملّ كما تملّ الأبدان.
وعن الأصمعي عبد الملك بن قريب قال سمعت الرشيد يقول: النوادر تشحذ الأذهان وتفتق الآذان.
وعن حماد بن سلمة أنه كان يقول :
لا يحب المُلح إلا ذكران الرجال ، ولا يكرهها إلا مؤنثهم .
.............................

سأل مسكين أعرابيا أن يعطيه حاجة ، فقال: ليس عندي ما أعطيه للغير، فالذي عندي أنا أحق الناس به.
فقال السائل: فأين الذين يؤثرون على أنفسهم ؟
فقال الأعرابي : ذهبوا مع الذين لا يسألون الناس إلحافاً .!

.............................

قيل لأعرابيّ كان يتعشق جارية : ما يضرك لو اشتريتها ببعض ما تنفق عليها ؟
قال : فمن لي إذ ذاك بلذة الخلسة ، ولقاء المسارقة ، وانتظار الموعد.؟
............................

لقي الحجاج بن يوسف الثقفي أعرابيا ..فقال له : من أين أقبلت ؟
فقال الأعرابي : من البادية .
فقال الحجاج : وما بيدك ؟
فقال الأعرابي :عصاي .. أركزها لصلاتي . وأعدها لعدتي . وأسوق بها غنمي ودابتي . وأقوى بها على سفري ، وأعتمد بها في مشيي ، ليتسع خطوي . وأبث بها النهر ، فتؤمنني .
وهي محمل سفرتي . وعلاقة إدواتي . ومشجب ثيابي . ألقي عليها كسائي فيسترني من الحر . ويقيني من القر . تدني ما بعد مني .
وأعتمد بها عند الضراب . وقرع الأبواب وأتقي بها عقور الكلاب . تنوب عن الرمح في الطعان . وعن الحرب في منازلة الأقران .
ورثتها عن أبي . وأورثها بعدي ابني . وأهش بها على غنمي
ولي فيها مآرب أخرى .
................................

حضر أعرابي سفرة سليمان بن عبد الملك ، فلما أتى بالفالوذج جعل يسرع فيه .
فقال سليمان : أتدري ما تأكل يا أعرابي ؟
فقال : بلى يا أمير المؤمنين ،، إني لأجد ريقا هنيئا ، ومزدردا لينا ، وأظنه الصراط المستقيم الذي ذكره الله في كتابه .
فضحك سليمان وقال : أزيدك منه يا أعرابي ، فإنهم يذكرون أنه يزيد في الدماغ ؟ .
قال: كذبوك يا أمير المؤمنين ، لو كان كذلك ، لكان رأسك الآن مثل رأس البغل !!.
فضحك سليمان حتى استلقى
..............................

دخل أعرابي بلدة ، فلحقه بعض كلابها ، فأراد أن يرميها بحجر ، فلم يقدر على انتزاعه من الأرض ،
فقال غاضباً : تبا لأهل هذه البلدة ، يقيدون الحجارة ، ويطلقون الكلاب .!
.................................

جيء بأعرابيّ إلى أحد الولاة لمحاكمته على جريمة أُتهم بارتكابها ، فلما دخل على الوالي في مجلسه ، أخرج كتاباً ضمّنه قصته ، وقدمه له وهو يقول :هاكم اقرءوا كتابيه ..
فقال الوالي : إنما يقال هذا يوم القيامة .
فقال :هذا والله شرٌّ من يوم القيامة ، ففي يوم القيامة يُؤتى بحسناتي وسيئاتي ، أما أنتم فقد جئتم بسيئاتي وتركتم حسناتي ! .
.................................

قال الأصمعي : رأيت أعرابيا ماسكا بأستار الكعبة وهو يقول : اللهم امتني ميتة أبي خارجة .
فقلت : رحمك الله ، وكيف مات أبو خارجة ..؟
قال : أكل حتى امتلأ ، وشرب عصير عنب، ونام في الشمس ، فمات شبعان ريان دفآن .
....................................

صلى أعرابي خلف إمام ، فقرأ { فلن أبرح الأرض حتى يأذن لي أبي } ، ثم وقف ، وجعل يرددها ،
فقال الأعرابي : يا ولدى ، إذا لم يأذن لك أبوك في هذا الليلة النكراء ، أنظل نحن وقوفا إلى الصباح ؟
ثم تركه وانصرف .
............................

سئل أحد البخلاء عن الفرج بعد الشدة،
فقال: أن تحلف على الضيف ، فيعتذر لك بالصوم!.
.............................

قيل لجحا يوما: كم ذراعا مساحة الدنيا؟
وفي تلك اللحظة مرت جنازة، فقال لهم : هذا الميت يرد على سؤالكم فاسألوه، لأنه ذرع الدنيا وخرج منها .
.........................

قال المأمون لبعض كتابه: ويلك ما تحسن تقرأ ،
قال: بلى والله ، إني لأقرأ من سورة واحدة ألف آية.
...........................

قال رجل لرجل : إن لطمتك لطمة لأبلغن بك المدينة المنورة
فقال له : حنانيك أتتبعها بلكمة أخرى ،، لعل الله - تعالى –أن يكتب لنا الحج على يديك .
.....................

عن المبرد قال : قال الجاحظ : أنشدني بعض الحمقى :
إن داء الحب سقم : ليس يهنيه القرار
ونجا من كان لا يعشق : من تلك المخازي
فقلت : إن القافية الأولى راء ، والثانية زاي .
فقال : لا تنقط شيئا .
فقلت : إن الأولى مرفوعة والثانية مكسورة .
فقال : يا سبحان الله ، نقول له لا تنقط فيشكل !.
..........................

دخل ابن الجصّاص على ابن له قد مات ولده ، فبكى !
وقال: كفاك الله يا بنيّ محنة هاروت وماروت.
فقيل له: وما هاروت وماروت ؟
فقال: لعن الله النسيان ، إنما أردت يأجوج ومأجوج !
قيل: وما يأجوج ومأجوج ؟
قال: فطالوت وجالوت !
قيل له: لعلك تريد منكراً ونكيرا ؟
قال: نعم والله ما أردت غيرهما.!!!
..............................

نظر أحمق يوما إلى مرآة فأعجبه شكله فقال:
اللهم بيّض وجوهنا يوم تبيض وجوه ، وسوّدها يوم تسود وجوه.
................................

دخل بعض الحمقى على مريض يعوده ، فلما خرج التفت إلى أهله وقال: لا تفعلوا بنا كما فعلتم يوم فلان، فإنه مات ولم تخبرونا، فإذا مات هذا فأعلمونا حتى نصلي عليه !
.............................
ذكر أبو الحسين بن برهان أن أحمقا عاد رجلاً مريضاً فقال له: ما علتك؟
قال: وجع الركبتين،
فقال: لقد قال جرير بيتاً ،، ذهب مني صدره وبقي عجزه ، هو قوله: وليس لداء الركبتين طبيب،
فقال المريض: لا بشرك الله بالخير ، ليتك ذكرت صدره ونسيت عجزه .!!!
.....................................

روي أن جماعة من طلبة العلم ذهبوا ليحفّظوا الناس في إحدى القرى ، وحينما اجتمع الناس في المسجد بدأ أحدهم يخطب فيهم ،
و في أثناء كلامه استدل بحديث رسول الله - صلى الله عليه وسلم - :
" لتتبعن سنن من كان قبلكم حذو القذة بالقذة ، حتى لو دخلوا جحر ضب لدخلتموه "
ثم قال : أخرجه ابن ماجه ،
فقال كل الحاضرين من القرية : بارك الله فيه ، بارك الله فيه ،
فقد ظنوا أن المقصود أن ابن ماجه قد أخرج الضب من جحره ،
عندها فقط أدرك الخطيب أنه في وادٍ ، والناس في وادٍ آخر !.
.................................

شهد ابن سلمى الموسوس عند جعفر بن سليمان على رجل، فقال: هو أصلحك الله ناصبي، رافضي، قدري، مجبري، يشتم الحجاج بن الزبير الذي يهدم الكعبة على علي بن أبي سفيان.
فقال له جعفر: والله ما أدري على أي شيء أحسدك ، على علمك بالمقالات، أم على معرفتك بالأنساب!
فقال: أصلح الله الأمير، ما خرجت من الكتاب، حتى حذفت هذا كله ورائي.
............................

سمع بعض أهل العلم رجلا أحمق يقرأ : " في بيوتٌ أذن الله أن ترفع ويذكر فيها اسمه " ( بضم بيوت ) ،
فقال له : يا هذا ، إنما هي في بيوتٍ ، فعليك أن تجرها ،
فقال القارئ : يا مغفل ، الله يقول : أذن الله أن ترفع ، وتريد أنت أن أجرها.
.............................

مر رجل بإمام يصلي بقوم ، فقرأ: [ آلم غلبت الترك في أدنى الأرض ]
فلما فرغ قيل له : يا هذا ، إنما هي { غلبت الروم }
فقال: الروم الترك كلهم أعداء ، لا نبالي من ذكر منهم.
.............................

قيل لبعض الأعراب: إن شهر رمضان قدم ،
فقال : والله لأبددن شمله بالأسفار.
.............................

أخرج ابن عساكر عن ابن علية قال:
أخذ هارون الرشيد زنديقا ، فأمر بضرب عنقه ،
فقال له الزنديق: لم تضرب عنقي ؟
قال : لأريح العباد منك.
قال : فأين أنت من ألف حديث وضعتها على رسول الله - صلى الله عليه وآله وسلم - ، كلها ما فيها حرف نطق به ،
قال الرشيد : فأين أنت يا عدو الله من أبي إسحاق الفزاري وعبد الله بن المبارك ، ينخلانها فيخرجانها حرفا حرفا.
...........................

وقف سائل على باب فقالوا : يفتح الله عليك،
فقال: كسرة.
فقالوا: ما نقدر عليها ،
قال : فقليل من بر أو فول أو شعير.
فقالوا: لا نقدر عليه ،
قال : فقطعة دهن أو قليل من زيت أو لبن
فقالوا: لا نجده ،
قال : فشربة ماء،
فقالوا : وليس عندنا ماء ،
قال : فما جلوسكم هنا ؟ ، قوموا فاسألوا معي ، فوالله أنتم أحق مني بالسؤال .
...........................

قيل : مر الرشيد يوما علي أبي نواس الشاعر فجأة . وكان أبو نواس يمسك بزجاجة نبيذ،
فأسرع أبو نواس بإخفائها تحت ثيابه ، لكن الرشيد انتبه لها ، وأجبره على إخراجها ،
ثم قال في شيء من الصرامة: ما هذا يا ابن هانئ ؟
فأسرع أبو نواس بالإجابة : هذا لبن يا أمير المؤمنين ،
فدهش الرشيد وصاح غاضبا : قبحك الله وهل اللبن له حمرة ؟
فأجابه أبو نواس :
لا يا أمير المؤمنين .. غير أنه رآك فاستحى منك ، فاحمر لونه.
فضحك الرشيد ضحكا شديدا وعفا عنه .
................................

دخل يزيد بن منصور الحميري على المهدي العباسي وبشار بن برد بين يديه ينشده قصيدة يمتدحه بها ،
فلما فرغ من شعره ، أقبل عليه يزيد وكانت فيه غفلة ،
فقال : يا شيخ ما صناعتك ؟
فقال بشار : أثقب اللؤلؤ .
فضحك المهدي ثم قال لبشار : أغرب ويلك ، أتتندر على خالي ؟
فقال بشار : ما أصنع به ؟ يا أمير المؤمنين يرى شيخاً أعمى ينشد الخليفة شعرا ويسأله عن صناعته ! .
.............................

تكلم مالك بن دينار في موعظة له فأبكى أصحابه ،
ثم افتقد مصحفه فتحير ، ونظر إلى أصحابه ، فإذا كلهم يبكي من موعظته .
فقال : ويحكم ...كلكم يبكي ، فمن أخذ المصحف ؟
............................

قال الحجاج الثقفي لامرأة من الخوارج : اقرئي شيئاً من القرآن .
فقرأت :
{ إذا جاء نصر الله والفتح ، ورأيت الناس ( يخرجون ) من دين الله أفواجاً }
فقال لها الحجاج : ويحك ( يدخلون ) ، أو ( يخرجون ) ؟
قالت : كان ذلك في عهد أسلافك ، أما في عهدك ، فإنهم يخرجون .
...............................

قيل لعثمان بن دراج الطفيلي يوما : كيف تصنع بدار العرس إذا لم يدخلك أصحابها ؟
قال: أنوح على بابهم ، فيتطيرون من ذلك ، فيدخلونني
...............................

قيل لأشعب الطفيليين : ما بال حمارك يتلبد إذا توجه نحو منزلك، بينما حمير الناس تُسرع إلى منازلها ؟
فردّ أشعب: لأنه يعرف سوء المنقلب!!
.........................

قال الجاحظ : رأيت بالعسكر امرأة طويلة القامة ، ونحن على طعام ، فأردت أن أمازحها ، فقلت : انزلي حتى تأكلي معنا ،
فقالت : وأنت ، فاصعد حتى ترى الدنيا ! .
...........................

نظر أشعب إلى رجل قبيح الوجه، فقال : ألم ينهكم سليمان بن داود عن أن تخرجوا بالنهار ؟!.
.........................

جاء رجل إلي الأعمش يطلبه فقيل له: خرج مع امرأة إلى المسجد؛
فجاءه ووجدهما في الطريق، فقال: أيكما الأعمش ؟
فقال الأعمش: هذه ؛ وأشار إلى المرأة !!.
...........................

جاء قوم إلى الجاحظ فحضر إليهم غلامه ،
فسألوه عن سيده ،
فأجابهم: إنه في الدار ،
فقالوا: وماذا يصنع ؟
فقال : إنه يكذب على ربه ،
فقالوا له :وكيف ذلك ؟
فقال: إنه نظر في المرآة مليّا ثم قال :أحمدك ربي لأنك صورتني جميلاً !.
............................

روى الجاحظ أن رجلاً اسمه " أبو علقمة " قال :
إن الذئب الذي أكل يوسف عليه السلام كان اسمه ( رجحون ).
فقيل له : ولكن الذئب لم يأكل يوسف !.
فقال : إذنً هو اسم الذئب الذي لم يأكل يوسف
.............................

قال أبو منصور الثعالبي في ( اليتيمة ) :
سمعت الشيخ الطيب يحكي أن الأموي صاحب الأندلس كتب إليه نزار ( صاحب مصر ) كتاباً ، سبّه فيه وهجاه ،
فكتب إليه الأموي:
أما بعد : فإنك عرفتنا فهجوتنا ، ولو عرفناك لأجبناك !!.
.............................

قرأ أحد الطلاب أمام شيخه ( فخرّ عليهم السقف من تحتهم ) ،
فضربه على رأسه ، وقال له : لا قرآن ولا عقل !!.


طرائف عربية
صلاح جاد سلام