- جمع المؤنث السالم وما ألحق به :

1- تعريفه : النوع الرابع من الأسماء التي تعرب بعلامات فرعية هو جمع المؤنث السالم وجمع المؤنث السالم هو اسم يدل على جمع الإناث وتنشأ هذه الدلالة بزيادة في آخر الاسم المفرد فنقول : أفلحت المؤمنات ففي هذه الكلمة استفيدت الدلالة على الجمع بزيادة الألف والتاء فإذا جردتها من الزيادة عادت دلالة الكلمة على الإفراد ويجوز أن يعبر عن هذا الجمع بالعطف فنقول : أفلحت المؤمنة والمؤمنة والمؤمنة غير أن صيغة الجمع تختصر العطف بهذه الزيادة وعلى ذلك فتعريف جمع المؤنث السالم اصطلاحا هو كل جمع انتهى بألف وتاء زائدتين وقد سلم فيه بناء المفرد من التغيير وقولنا : زائدتان يخرج من هذا الباب ما كان فيه مثل هذين الحرفين ولكنهما غير زائدين ويكون ذلك في صورتين :
أ- ماكان مثل : قضاة فان التاء زائدة ولكن الألف غير زائدة بل هي منقلبة عن أصل وهو الياء لأن أصله قُضَيَة ووزنه فُعَاَة غير أن الياء جاءت مفتوحة وما قبلها مفتوح فقلبت ألفا ومثل هذا بناة ورماة ودعاة وكساة وعداة فإن الألف فيها أصل فلا تدخل في هذا الباب
ب- ومن ذلك ماكان نحو أبيات وأموات وأصوات فإن التاء أصل إذ هي جمع بيت ومَيّت(1) وصوت والألف هي ألف التكسير في هذا الجمع ولهذا لا يدخل هذان النوعان من الأسماء في باب جمع المؤنث السالم بل هما في باب جمع التكسير
2- إعرابه : في حالة الرفع تكون العلامة الضمة مثل مرت سنواتُ العمر فاعل مرفوع
وكقوله تعالى والمؤمنون والمؤمناتُ بعضهم أولياء بعض معطوف على المبتدأ المرفوع
حالة الجر : وتكون العلامة الكسرة مثل : رميتُ بالجمراتِ اسم مجرور بالباء وكقوله تعالى :ويتوب الله على المؤمنين والمؤمناتِ معطوف على مجرور قبله
حالة النصب : وتكون العلامة فيه الكسرة وقد نابت الكسرة في هذا الجمع في النصب عن الفتحة التي هي العلامة الأصل في النصب مثال كافأت المتفوقاتِ مفعول به منصوب
وكقوله تعالى : يوم ترى المؤمنين والمؤمناتِ يسعى نورهم بين أيديهم معطوف على منصوب قبله
___نحوُ العربية ج1 ص98-99-100_________
(1)ويأتي مخففا مَيْت وبهما جاءت القراءة في كتاب الله تعالى

.................................................. .............

3 - ما يجمع هذا الجمع :
- العلم المؤنث : فاطمة : فاطمات هند:هندات زينب زينبات
- ماختم بتاء مثل : بقرة : بقرات ، شجرة :شجرات
- وكذلك ماكان منه علما على مذكر مثل : طلحة : طلحات . حمزة : حمزات
ويستثنى من هذا مايلي :
- شفة : ويجمع على شِفاه
- شاة : ويجمع على شياه
- أَمَة : ويجمع على إِماء
- مِلّة : ويجمع على مِلَل
- أُمّة : ويجمع على أُمَمَ
- امرأة : وتجمع على نساء ونُسوان(1) ونُسوة فهي تجمع على غير لفظها وكل هذه الأسماء في آخرها تاء ولكنها لا تجمع هذا الجمع السالم
- ما كان صفة لمؤنث في آخره تاء للتأنيث أو ألف للتفضيل مثال ذلك : مُرْضِعة(2) : مرضعات وفُضلى (3):فُضْليات
- ماكان صفة لمذكر غير عاقل : نقول جبال راسيات وأيام معلومات وأيام معدودات
ومنه قوله تعالى : واذكروا الله في أيام معدودات وماكان كذلك قإنه يجوز أن يبقى فيه الوصف مفرداً فتقول: جبال راسية وأيام معلومة وأيام معدودة ومنه قوله تعالى : وقالوا لن تمسنا النار إلا أياما معدودة
- مصغر ما لا يعقل مذكراً: دِرْهَم :دُرَيْهِم : دُرَيْهمات. دينار: دُنَيْنير :دُنَيْنيرات . كتاب : كُتَيْب : كُتَيْبَات فإذا كان مؤنثاً فلا يجمعُ هذا الجمع فلا تقول في اُرَيْنب : أُرَيْنبات
- المصدر من الفعل غير الثلاثي على ألا يقع مفعولاً مطلقاً مؤكداً لفعله : تعريفات تقديمات تحسينات إنشاءات اجتماعات فهي مصادر من غير الثلاثي : عَرَّف :تعريف ،قَدَّم :تقديم ،حَسَّن :تحسين ،اجتمع: اجتماع ، أنشأ:إنشاء
وأما ماجاء مصدراً مؤكداً فإنه لا يجمع هذا الجمع ومنه قوله تعالى : وكبرهُ تكبيراً
- ماخُتِمَ بألف التأنيث الممدودة مثل : صحراء(4) : صحراوات ، عذراء :عذراوات ويشترط فيه ألا يكون على وزن فعلاء الذي مؤنث أَفْعَل نحو حمراء مؤنث أحمر فإنه يجمع على فُعْل نحو : حُمْر وصُفْر وكُحْل وزُرْق وخُضْر(5)
- ماخُتم بألف التأنيث المقصورة : حُبْلى : حُيْليات ، ذِكْرى :ذكريات ويشترط فيه ألا يكون على وزن فَعلان فَعْلى نحو:عطشان عطشى ، فإنه يجمع في هذه الحالة على عِطاش جمع تكسير ومن ذلك قوله تعلى : لا تقربوا الصلاة وأنتم سكارى حتى تعلموا ما تقولون
- اسم مالايعقل إذا كان مُصدّراً ب ابن أو ذو :
أ- ابن آوى :بنات آوى ، ابن عِرْس : بنات عِرْس(6) ، ابن أوبر : بنات أوبر (ضرب من الكَمْء)
ب- ذو القَعدة (7): ذوات القَعْدة . ذو الحَجة : ذوات الحجة
- ماكان اسما خماسيا لم يُسْمَع له غير هذا الجمع مثل : حَمّام : حَمْامات ، صَمْام:صَمْامات ، عَدّاد : عَدّادات .
- ما كان اسما غير عربي مثل : سِجِل:سجلات ، إصطبل : إصطبلات ،سُرادِق:سُرادقات .
ومالم يأتِ له ذكر في هذا الحصر فإنما يكون جمعه قائماً على السماع : الأُم:الأُمّات الأُمّهات(8)
- وجمع الجمع : بيوتات : جمع بيوت الذي هو جمع بيت . رجالات : جمع رجال الذي هو جمع رجل
______نحوُ العربية ج1 ص100-101-102-103-104__
(1)النون مضمومة أو مكسورة فيهما والكسر أفصح من الضم
(2)ويقال مرضع ويجمع على مراضع وهي امرأة مرضع أي :جيء إليها بولد ترضعه ومنه قوله تعالى في موسى عليه السلام : وحرمنا عليه المراضع فإن وصفتها بإرضاع الود قلت مرضعة ومنه قوله تعالى : يوم ترونها تذهل كل مرضعة عما أرضعت وانظر المصباح والمختار والتاج
(3)وشرطه ألا يكون من باب فَعْلان فَعْلَى نحو عَطْشان عَطْشى
(4) وأصله : صحرى فزيدت ألف قبل الألف الأخيرة لزيادة المد عما بألف واحدة فصار : صحراى فقلبت الألف الأخيرة همزة فصار صحراء وكذا الحكم في أمثاله وقلبت الهمزة في الجمع واواً لعلة يأتي بيانها في موضعها
(5) وشاع في استعمال المعاصرين قولهم : حمراوات وليس بصواب بل صوابه ما ذُكر ولم يذهب في جمعها هذا المذهب إلا ابن كيسان وانظر الهمع وشرح التسهيل لابن عقيل
(6) وقد جاء في كثير من المراجع مُصَحّفا ابن عُرس بضم العين وليس بصواب
(7) كذا بفتح القاف والحاء وفيهما الكسر أيضاً
(8)وتستعمل للجمع العاقل ويقال أيضاً في غيره : أمهات الكتب والمراجع قال السيوطي : الأكثر أن يقال في الأناسي أمهات وفي غيرهم أمات بزيادة الهاء في الأول للفرق ...........وقد تستعمل أمهات في غير الأناسي وأمات فيهم . الهمع والدر المصون

.................................................. ...

4- الملحق بجمع المؤنث السالم :
ثمة ألفاظ جمعها العرب جمع مؤنث سالما على الرغم من عدم دخولها تحت الأنواع التي أسلفنا بيانها ولذلك عُدت ملحقة بجمع المؤنث السالم فأعربت إعرابه بالضمة رفعا وبالكسرة نصبا وجرا وهذه الألفاظ هي :
أ-أولات :ومعناها : صاحبات وعلة الإلحاق فيه أنه لا مفرد له من لفظه بل مفرده من معناه ذات وقد ألحق بجمع المؤنث السالم كما ألحق أولو بجمع المذكر السالم قال تعالى : وإن كن أولات حمل فأنفقوا عليهن حتى يضعن حملهن
ب-ذوات : جمع ذات وعلة الإلحاق أن صورة المفرد ذات لم تسلم من التغيير عند جمعها
ج- أذرعات وهو جمع الجمع فهو جمع أَذْرِعَة وأَذِرِعَة : جمع ذراع ثم صار علما لبلد في السام تعرف الآن باسم درعا فهو جمع في اللفظ يطلق على مفرد ومنه قول امرئ القيس : تنورتها من أذرعات (1)وأهلها بيثرب أدنى نظرها عالي
د- ماسمي بصورة الجمع من أعلام الإناث : مثل عطيات جمالات زينات عنايات هدايات وعلة الألحاق أن صورته صورة الجمع وقد أطلق على المفرد وهو شبيه بما مر في المثنى وجمع المذكر السالم
هـــ - ومما ألحق بهذا الجمع أيضا عرفات علما على شخص أو موضع والعلة فيه كالعلة في سابقه ومنه قوله تعالى : فإذا أفضتم من عرفات فاذكروا الله عند المشعر الحرام
_
__نحوُ العربية ج1 ص105-106____________
( 1 ) ويروى بثلاثة أوجه أذرعاتَ ، أذرعاتِ ، أذرعاتٍ وقد جاء فيه ترك التنوين والكسر بإعرابه ما لاينصرف فيجر وينصب بالفتحة هذه أذرعاتُ ورأيت أذرعاتَ ومررت بأذرعاتَ