- جمع المذكر السالم وما ألحق به

1- تعريفه : النوع الثالث من الأسماء التي تعرب بعلامات فرعية هو جمع المذكر السالم وجمع المذكر السالم اسم يدل على جمع الذكر وتنشأ هذه الدلالة بزيادة في آخر الاسم المفرد فنقول : صام المسلمون ففي هذه الكلمة استفيدت الدلالة على الجمع بزيادة واو ونون فإذا جردتها من الزيادة عادت دلالة الكلمة على الإفراد ويجوز أن يعبر عن الجمع بالعطف فنقول صام المسلم والمسلم والمسلم ......إلى أخره غير أن صيغة الجمع تختصر العطف بهذه الزيادة وعلى ذلك فتعريف جمع المذكر السالم اصطلاحا هو: كل جمع انتهى بزائدة في آخره واو ونون أو ياء ونون وسمي سالما لأن بناء المفرد سلم من التغيير(1)
2-إعرابه : في حالة الرفع : تكون العلامة الواو : فد أفلح المؤمنون فاعل مرفوع
في حالتي النصب والجر تكون العلامة الياء والله لا يحب الظالمين مفعول به منصوب
والله عليم بالظالمين اسم مجرور بالباء
والنون في آخر هذا الجمع عوض عن التنوين في الاسم المفرد فهو حر ف لا محل له من الإعراب ولذلك تحذف هذه النون عند الإضافة كحذف التنوين من المفرد عند إضافتة فيقال أفلح فاعلو الخير ومن هذا قوله تعالى فما الذين فضلوا برادِي رزقهم على ما ملكت أيمانهم / وانا لموفوهم نصيبهم غير منقوص
الشاهد هو برادي و لموفوهم
_________________________

(1)أما في جمع التكسير كقولنا في جمع كافر كفرة وكفار فلم تسلم صوره المفرد من التغيير خلافها لجمعها جمع مذكر سالم في كافرون

_______نحوُ العربية ج1 ص86-87__________________

.........................................

3- شروط الجمع :
هناك نوعان من الأسماء يجمعان بهذه الطريقه هما : العلم والصفه :
أ- شروط العلم هي : أن يكون علما لمذكر عاقل خاليا من تاء التأنيث ومن التركيب المزجي أو الإسنادي مثل : محمد محمدون
1- فلا يقال في رجل رجلون لأنه نكرة وليس علما ويجوز ذلك إذا صغر فقيل رجيل فإنه يجمع هذا الجمع ويقال رجيلون وذلك لأن التصغير وصف
2- وإن كان علما لغير مذكر فإنه لا يجمع هذا الجمع فلا يقال في زينب زينبون
3- وإن كان علما لمذكر ولكنه غير عاقل فلا يجمع هذا الجمع فلا يقال في لاحق(1) اسما لفرس : لاحقون
4- وإذا كان فيه تاء تأنيث فلا يجمع هذا الجمع وذلك مثل طلحة وحمزة وأجازه الكوفيون(2)
5- وإذا كان العلم مركبا تركيبا مزجيا مثل : سيبويه ونفطويه أو تركيبا إسناديا مثل(3) : تأبط شرا وجاد الحق فإنه لا يجمع هذا الجمع وأجازه بعضهم في المزجي (4)
ب- شروط الصفة : يشترط في الصفة أن تكون لمذكرعاقل خالية من تاء التأنيث ليست من باب أفعل فعلاء ولا من باب فعلان فعلى ولا مما يستوي فيه المذكر والمؤنث وفيما يأتي بسط القول في هذه الشروط :
1- صفة المذكر نحو صادق صادقون فإذا كان صفة لمؤنث فإنه لا يجوز فيها هذا الجمع نحو حائض وصفا للمرأة ومثل ذلك : مرضع
2- وشرط الوصف أن يكون لعاقل فلا يجمع هذا الجمع مثل سابق وهو وصف لفرس فلا يقال سابقون
3- ويشترط في الصفة خلوها من التاء مثل ساجد ساجدون إذا كانت صفة لمذكر عاقل وفيها تاء مثل : علامة فهامة نسابة فإنها لا تجمع هذا الجمع فلا يقال : علامتون
4- ألا يكون على وزن أفعل فعلاء مما لا يقبل التاء مثل أحمر فأنه مؤنثه حمراء فلا يقال فيه أحمرون (5)وأجازه الكوفيون وهو عند البصريين من النادر الذي لا يقاس عليه
5- ألا يكون على وزن فعلان فعلى مما لا يقبل مؤنثه التاء مثل عطشان فإن مؤنثه عطشى ولذلك لا يقال عطشانون بل يجمع جمع تكسير مثل عطاش
6- ألا يكون من الصفات التي تصلح للمذكر والمؤنث بصيغه واحده مثل غيور وصبور وعجوز وجريح وقتيل
فأنه يقال رجل غيور وامرأة غيور ورجل جريح وامرأة جريح وعلى ذلك فلا يقال غيورون ولا جريحون ولا صبورون وإنما تجمع هذه الصفات جمع تكسير مثل : غُيُر وصُبُر وعُجُز وعجائز وجرحى وقتلى
_________________________

(1) ومثله : واشق علما لكلب وداحس علما لفرس
(2) فهم يحذفون التاء ويقولون طلحون وحمزون ووافقهم على ذلك ابن كيسان وانظر همع الهوامع فهو عندهم جائز مطلقا واحتجوا بالقياس والسماع وانظر شرح الأشموني
(3) وإذا كان مركبا تركيبا إضافيا فإنه يجمع صدره وليس بلازم أن يكون جمعا سالما تقول في جمع عبد الله عباد الله او عبيد الله او عابدو الله
(4) فقال في سيبويه سيبويهون وتقدمت الإشارة إلى هذا
(5) وشذ قول الشاعر وهو حكيم بن الأعور بن عياش الكلبي : فما وجدت نساء بني تميم حلائل أسودين وأحمرينا وما كان مثل الأفضل فإنه يجمع هذا الجمع فيقال الأفضلون

نحوُ العربية ج1 ص88-89-90_

.................................................. ............

4- الملحق بجمع المذكر السالم :
الملحق بجمع المذكر هو اسم جاء على صورة الجمع السالم ويعرب كإعرابه وإن لم يستوف الشروط السابقة ذكرها وجاء هذا في ألفاظ سمعت عن العرب فاقتصر فيها على مورد السماع وهذه الأسماء هي ما يأتي :
أ- عشرون وبابه وهي الفاظ العقود ثلاثون أربعون .......إلى تسعون وعلة إلحاقها أنها لا مفرد لها من لفظها فلا يقال مفرد عشرون عشر وكذا البواقي فهي في الأصل أسماء مفردة وليست جمعا وإن جاءت على صورته
ب- أهلون ومفرده : أهل وهو اسم جنس جامد مثل : رجل فلم تتوافر فيه الشروط السابقة(1) فلا هو علم ولا هو صفة وشاهده من قوله تعالى شغلتنا اموالنا وأهلونا / من أوسط ما تطعمون أهليكم
ج- ارضون : جمع أرض فلم تتوافر فيه أربعه شروط وهي :
1- هو اسم جامد وليس علما ولا صفه 2- وهو اسم لمؤنث 3- وهو اسم لغير العاقل 4- تغيرت صورة المفرد فيه فالراء كانت ساكنه وحركت فيه الجمع وقد تسكن راء الجمع للضرورة كما في قول الشاعر : لقد ضحت الارْضون إذا قام من بني هداد خطيب فوق اعواد منبر
د- سنون : ومفرده سنة والسنه اسم جنس مؤنث واختلفت حركة السين فيه بين المفرد والجمع وكذا باب سنين والمراد ببابه كل كلمة ثلاثية حذفت لامها وعوض عنها التأنيث ولم تجمع جمع تكسير فقد اطرد في هذا الباب الجمع بالواو والنون رفعا وبالياء والنون نصبا وجرا مثل(2) : عضة عضين عزه عزين ثبة ثبين قال تعالى كم لبثم في الأرض عدد سنين
/الذين جعلوا القرآن عضين / عن اليمين وعن الشمال عزين
وإعراب هذا النوع جمع المذكر السالم هو لغة الحجاز وعليا قيس وأما بعض بني تميم وعامر فليزمونه الياء ويجعلون الإعراب على النون بالحركات بالتنوين او بغير تنوين فيقال هذه سنين فيها الخير وعشنا سنين فيه الخير وأهلا بسنين فيها الخير كما يجوز تنوينه في ثلاثه الأمثلة مثل كلمة حين ومن الأخير قوله صلى الله عليه وسلم اللهم اجعلها عليهم سنيناً كسنينِ يوسف في إحدى الروايتين
هـــ- عالمون : جمع عالم (3)فهو اسم جنس جامد مثل رجل فلم تتوافر فيه كل شروط الجمع ومن هذا قوله تعالى الحمد لله رب العالمين
و- عليون وهو اسم لأعلى موضع في الجنه وليس فيه الشروط التي تقدمت فهو لما لا يعقل وعلى هذا جاء قوله تعالى : إن كتاب الأبرار لفي عليين وما أدراك ما عليون
ز- أولو: ملحق لأنه وصف لا واحد له من لفظه قال تعالى : ولايأتل أولوا الفضل منكم والسعة أن يؤتوا أولي القربى ويكون مفرده من غير لفظه وهو ذو بمعنى صاحب وقد تقدم القول في إعرابها في مبحث الأسماء الستة
ح- ومن ذلك ابن فهو يجمع على بَنُون فقد حذفت فيه الهمزة عند رد الحرف الأصلي في آخره إذ أصله بَنَوٌ أو بَنَيٌ ومن هذا قوله تعالى : المال والبنون زينة الحياة الدنيا وقوله : أن كان ذا مال وبنين ومثله أبون وأخون وذَوُو ووجه الشذوذ انها ليست بأعلام ولا مشتقات
ط- ومن ذلك ماجاء صقة للباري سبحانه وتعالى على صورة الجمع كقوله تعالى : ونحن الوارثون وقوله : فقدرنا فنعم القادرون(4)
ي- ماجاء على صورة جمع المذكر السالم وهو اسم علم مثل زيدون عابدون عابدين وعلة الإلحاق فيه أنه جاء على صورة الجمع ولكنه مع ذلك دال على مفرد ومعلوم أن شرط الجمع أن يدل على أكثر من اثنين والراجح إعرابه بالحركات من غير تنوين ولا بالحروف فنقول جاء زيدونُ ورأيت زيدونَ ومررت بزيدونِ
________________________________

(1)وقد جاء في شعر المتقدمين ومنه قول الهذلي :وما المال والأهلون إلا ودائع ولا بد يوما أن ترد الودائع
(2) أصل سنة : سَنَو أو سنة لقولهم في الجمع سنوات او سنهات وفي الفعل سانهت وسانيت وأصل :عِضة عضو وهو واحد الأعضاء او عضة وهو البهتان وأصل عزة عَزَوٌ وهي الفِرقة من الناس وأصل ثُبة ثُبو أو ثُبَيٌ والثبة الجماعه من الناس وقد تجمع ثبة جمعا مؤنثا سالما ومنه قوله تعالى فانفروا ثبات أو انفروا جميعا
(3)وقيل هو اسم جمع لا جمع لأن العالَم علم لما سوى الله
(4) ومثله الماهدون في الذاريات وإنا لموسعون انظر الهمع وإلحاقه بالجمع عندنا أولى من جعله جمعا تنزيها له سبحانه عن التكثير إلا أن يُساق مساق التعظيم

نحوُ العربية ج1 ص90-91-92-93-94-95

.................................................. ....................................


5- حركة نون جمع المذكر السالم وماألحق به :
تكون نون الجمع وما ألحق به مفتوحة (1)وقد تكسر شذوذا وقيل هي لغة ومن ذلك قول جرير:
عرفنا جعفرا وبني أبيه وأنكرنا زعانف آخرينِ
وقول سحيم ماذا يبتغي الشعراء مني وقد جاوزت حد الأربعينِ
_____________________________

( 1 ) وعلة الفتح هنا المخالفة بين الجمع والمثنى وذهب ابن يعيش الى أن الفتحه وهي خفيفة أعطيت للجمع وهو ثقيل

نحو العربية ج1 ص95-96_