من أعمال البر
حديث نبوي شريف
...................................

النص :
عَنْ أَبِي هُرَيْرَةَ رَضِيَ اللَّهُ عَنْهُ، قَالَ: قَالَ رَسُولُ اللَّهِ صَلَّى اللَّهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ:
( كُلُّ سُلَامَى مِنْ النَّاسِ عَلَيْهِ صَدَقَةٌ، كُلَّ يَوْمٍ تَطْلُعُ فِيهِ الشَّمْسُ , تَعْدِلُ بَيْنَ اثْنَيْنِ صَدَقَةٌ، وَتُعِينُ الرَّجُلَ فِي دَابَّتِهِ فَتَحْمِلُهُ عَلَيْهَا أَوْ تَرْفَعُ لَهُ عَلَيْهَا مَتَاعَهُ صَدَقَةٌ، وَالْكَلِمَةُ الطَّيِّبَةُ صَدَقَةٌ، وَبِكُلِّ خُطْوَةٍ تَمْشِيهَا إلَى الصَّلَاةِ صَدَقَةٌ، وَتُمِيطُ الْأَذَى عَنِ الطَّرِيقِ صَدَقَةٌ )
متفق عليه
.................................

اللغويات :
- سلامى : عقلة الإصبع يقصد بها الشيء الصغير في الجسم
- تعين : تساعد
- متاعه : المتاع كل ما ينتفع به وجمعها أمتعة
- تميط : تبعد - تزيل
- تحمله : تعينه في ركوبها
- الأذى : الضرر مضادها النفع
- تعدل : تساوي أوتحكم بالعدل
- دابته : الدابة كل ما يركب وجمعها دواب
.................................................. .........

الشرح :
يجب على كل إنسان في كل يوم تطلع شمسه أن يتصدق بعدد أعضاء جسمه، وتلك الصدقة هي صدقة شكر لنعم الله – تعالى - ، وأي نعم أعظم من نعمه على الإنسان ؟!!
فإذا عرفنا أن في الجسم ثلاثمائة وستين مفصلاً،

أي: في كل يوم ثلاثمائة وستون صدقة، الأمر الذي يعجز معه الإنسان عن الوفاء بتلك الصدقات
فليس كل الناس يجد ما يتصدق به .
لذا وجه رسول الله صلى الله عليه وسلم الأمة إلى أفعال من الخير والبر عوضاً عن تلك الصدقات المادية فبين صلى الله عليه وسلم أن الصدقة ليست قاصرة على الماديات فحسب، بل هناك من الصدقات المعنوية ما تفوق المادية في عظمها وفي أجرها عند الله – تعالى -
1- ( تعدل بين اثنين صدقة)،
وقوله: (بين اثنين) يشمل كل الناس سواء القاضي في المحكمة إذ يحكم بين المدعي والمدعى عليه، والحكمان بين الزوجين، وكل من تحاكم إليك، وفيه بيان مسئولية العدالة .

2- (وتعين الرجل في دابته فتحمله عليها أو تحمل له متاعه صدقة)،

كل إنسان معه حمل ويريد أن يضعه على الدابة، وحمل الدابة من شقين، فيحتاج إلى من يسانده، أو أن الحمل ثقيل فترفع معه، ومثل الدابة الآن السيارة، فتساعده على حمل متاعه على سيارته , فلك بذلك أجر الصدقة .


3- ( والكلمة الطيبة صدقة)

(الكلمة الطيبة) مطلقة،
فكل كلمة من الخير تكلمت بها فلك بها صدقة , إذا ما بعدت عن عن الفحش والشتام والبذاء واللعان وهو الذي فيه الوزر

4- كل خطوة تخطوها إلى الصلاة صدقة

5- ( تميط الأذى عن الطريق )
من عظمة سنة رسول الله صلى الله عليه وسلم ، فهو من قبل أربعة عشر قرناً يحث على إماطة الأذى عن الطريق،

تميط الأذى عن الطريق : ترفعه وتبعده عنها ،

فمثلاً: إذا وجدت قشرة موز في الأرض أخذتها، كيلا ينزلق بها بعير أو إنسان غافل، فإذا كان رفعك لها عن الطريق صدقة، فكيف بك في عدم إلقائك إياها في الطريق؟!!
ثم كيف بمن يلقيها ؟؟ أيكون عليه وزر ؟
بالطبع نعم
.................................................. .........................

مواطن الجمال :
* كُلُّ : كلمة تفيد العموم والشمول
* صَدَقَةٌ : جاءت نكرة للعموم والشمول لتشمل كل أنواع الصدقات
* عَلَيْهِ صَدَقَةٌ : تعبير يفيد الوجوب
* كُلَّ يَوْمٍ تَطْلُعُ فِيهِ الشَّمْسُ : تعبير يدل على الاستمرار
*كلَّ يَوْمٍ تَطْلُعُ فِيهِ الشَّمْسُ : بيان لنعمة الله على الخلق في هاتين الآيتين الكونيتين الليل والنهار
* تَعْدِلُ بَيْنَ اثْنَيْنِ صَدَقَةٌ : تعبير يدل على أهمية إقامة العدل في حياتنا
*ترْفَعُ لَهُ عَلَيْهَا مَتَاعَهُ : تعبير يحث على التعاون
* الْكَلِمَةُ الطَّيِّبَةُ صَدَقَةٌ : صور الكلمة الطيبة بالمال الذي نتصدق به
*ِكُلِّ خُطْوَةٍ تَمْشِيهَا إلَى الصَّلَاةِ صَدَقَةٌ : تعبير فيه حث على المداومة على الصلاة وكثرة المشي إلى المساجد
الأفعال ( تَطْلُعُ – تَعْدِلُ - وَتُعِينُ - فَتَحْمِلُهُ - تَرْفَعُ - تَمْشِيهَا - وَتُمِيطُ) :أفعال مضارعة تفيد لتجدد والاستمرار