التعليم الإسلامي في الصين

السبت 29 محرم 1433 الموافق 24 ديسمبر 2011

حمدان إسماعيل

ترجمة/ الإسلام اليوم

من داخل الجناح البسيط الصغير في القاعة المفتوحة بمدرسة تشونج هوا بوجوت، تعالت أصوات أربعة طلاب مسلمين ترتّل آيات القرآن الكريم، في احتفالٍ بختم تلاوة المصحف كاملا.

كانت هذه التلاوة التي قدَّمها محمد نعيم قصري, وشاكيم فالينتون, وحجازيدا حمدان, وجوني محمد علي, الذين جاءوا إلى هذه المدرسة قبل ست سنوات، ريشة أخرى في تاج على ساجير مدرسهم للتعليم الإسلامي, والذي ينتمي لإقليم بهنج الماليزي, والذي أعرب عن سعادته بأن أربعه من طلابه تمكَّنوا من تلاوة القرءان كاملا قبل إتمام تعليمهم الابتدائي.

وفي حديث له مع الموقع الماليزي "برناما" قال ساجير: "إن عدد الطلاب في المستوى السادس هنا قليل في الواقع, إلا أنني لا زلت أسعى جاهدًا للتأكد من أن بإمكانهم قراءة القرآن قبل مغادرة المدرسة الابتدائيَّة", مضيفًا: "كما كان لدى آبائهم إصرار على أن أقوم بتنظيم هذا الحفل لهم لعرض ما لديهم من إمكانيات تعلموها وأنجزوها من التعليم الإسلامي, وفي الواقع لقد كان الحفل جهدًا مشتركًا مع الآباء".

برنامج "جي قاف"

وأشار علي ساجير إلى أن مدرسة تشونج هوا بوجوت هي المدرسة الوحيدة الصينيَّة المتوسطة في مدينة ميري الصينيَّة, التي تقوم بتنفيذ برنامج "جي قاف" التعليمي؛ والذي يهدف إلى إثراء التعليم الإسلامي من خلال تعليم القراءة والكتابة باللغة الجاويَّة، وقراءة القرآن الكريم, وإتقان اللغة العربيَّة وفهم أحكام الإسلام وفروض العين.

واستطرد ساجير قائلا: "إن تنفيذ البرنامج بدأ بمعلم وحيد للتربية الإسلاميَّة في المدرسة، أما اليوم فيوجد أكثر من مساعدين لتطبيقه بالمدرسة".

وعلى عكس المدارس الوطنيَّة, والتي يُمنح فيها دروس التعليم الإسلامي ست مرات في الأسبوع, فإن دروس التعليم الإسلامي يتم ضغطها لأربع فترات يوميًّا في مدرسة تشونج هوا بوجوت, وبرغم تكرار الدروس فإن هذا لا يمنع ساجير من بذل قصارى جهده ليفيد طلابه, وفي كثير من الأحيان, يقوم بعقد جلسات تلاوة تطوعيَّة لطلابه, والكثير منها بتشجيع من الآباء".

كما قال معلم التربية الإسلاميَّة: "أنا أثمن تشجيع الآباء ومشاركتهم لضمان تفوق أبنائهم في مجال التعليم الإسلامي, حتى وإن كانت هناك في إحدى المدارس الصينيَّة المتوسطة ".

دعم إدارة المدرسة

من جهة أخرى, أشاد ساجير, الذي يعمل في المدرسة لأكثر من 10 أعوام, بدعم إدارة المدرسة له, ولا سيما من مدير المدرسة, تشو كونج أونج, وباقي الزملاء المدرسين, والذي ساعده للاضطلاع بمسئوليته كمدرس للتعليم الإسلامي بالمدرسة, حيث قال "إنهم منفتحون للغاية لتلقي الاقتراحات, كما أني لم أشعر بتهميش لأهمية التعليم الإسلامي للطلاب المسلمين".

أما خريجة الجامعة الإسلاميَّة الدوليَّة في الديانات السماوية, نور أكمل محمد زين, مدرسة أخرى في المدرسة لبرنامج "جي قاف" فقد قالت إنها بدأت التدريس في المدرسة منذ فبراير الماضي واصفة الأشهر الـ 10 الماضية بالتجربة المثيرة للاهتمام, بعدما كانت متعجبة من تعيينها مدرسة للتعليم الإسلامي في إحدى المدارس المتوسطة الصينيَّة.

وأضافت زين: "من بين 50 متدربًا حصلوا على برنامج "جي قاف", كنت الوحيدة التي عينت في إحدى المدارس المتوسطة الصينيَّة, برغم أنني لا أستطيع أن أتحدث بأي لهجة من اللهجات الصينيَّة", لكنها سرعان ما تلاشت مخاوفها بعدما حاولت التأقلم مع بيئتها الجديدة.

وأشارت نور أكمل أن الحاصلين على تدريب تعليم برنامج "جي قاف" يرسلون أولا إلى المدارس لاكتساب المعرفة العلميَّة ومن ثم العودة إلى مؤسساتهم التعليميَّة خلال العطل المدرسيَّة, مضيفة: "إذا ما استطعت مواصلة التدريس هنا (بعد استكمال التدريب), فلن أواجه أي معضلة في هذا لأنني أرى أن البيئة هنا طيبة".

جدير بالذكر أن الإحصائيَّات الرسميَّة تشير إلى أن عدد المسلمين في الصين يصل إلى 50 مليونًا مسلمًا من أصل مليار و 200 مليون عدد سكان الصين, وينتشر المسلمون في كافة أنحاء الصين وخاصة في إقليم تركستان الشرقيَّة أو شينجيانج وسكانها المسلمون من عرق الإيغور.