حـــــــــترام الـكبيـر ... لماذا ؟
من العجيب ان لا تجد في اذهان الشباب اجابة لهذا السؤال
وتجد كثيراً من الشباب ومنذ ان كانوا اطفلاً صغاراً غير مبالين بهذه القيمة
وهي احترام الكبير وتوقيره قد يكون ذلك لاسباب كثيرة افرزتها التغيرات الاجتماعية
والتي على رأسها وسائل الاعلام والترفيه والتي تكسب الاطفال والشباب سمات عدوانية
ودوافع نحو رجولة مبكرة وبطولات وهمية على حساب القيم التي يجب ان يتحلوا بها
لتكون لهم عونا على النجاح في الحياة واكتساب ثقة واحترام الاخرين ...
الاعجب ان محدثكم لم يكن طفلاً مهذباً يوقر الكبار و يحترمهم واستمر بي الحال
حتى هداني الله وانار بصيرتي ولهذا قصة اليمة مررت بها وهي :
عندما كنت في السابعة من عمري وكنت اتشاجر مع جار لي كالعاده
مر رجلا مسناً وبعدما فض الاشتباك بيننا صفعني على وجهي صفعة
استمرت معي في الذاكرة لسنوات حيث انني ومنذ تلك اللحظة اقسمت
انا انال من هذا الكهل وانني عندما اكبر وتطول قامتي سأصفعه على وجهه
صفعة اشد ومرت السنوات وكنت ما زلت على عنادي واعتزم على بر قسمي
مهما طالت الايام ... و ذات يوم وانا اسير في الطريق امام المنزل وقد كان مر
على الواقعه اكثر من سبع سنوات ، وجدت امامي و على بعد خطوات قليلة
مني هذا العجوز وقد عرفته من عصاه التي كان يتوكأ عليها ومن قامته التي
لم تفارق خيالي يوماً ما ، اقتربت منه بسرعه واستدرت حتى اصبحت امامه
ثم رفعت يدي عاليا ولكن وفي اقل من ثانية وجدتني على غير الحال التي
كنت عليها من العناد ،، نعم لقد رق قلبي عندما نظرت في وجهه فوجدت
عينان غائرتان لا تستطيعان حبس الدموع داخلهما ووجدت الايام والسنين
و قد حفرت في وجهه اخاديد عظيمة ، هالني ايضا نظرات الخوف والرعب
والذهول في عينيه و هو يرى يدي مرفوعة فوقه ويديه المرتعشتان اللتان
لا يقوى على رفعهما لاعلى ، وهو في هذه الحالة من الذهول والترقب
والاستسلام التام واذا بيدي تهبط ... ولكن على يديه ووجدتني بكل برائة
اقول له تحب اوصلك لاي مكان يا حاج ؟
من يومنا هذا وانا ادركت معنى وقيمة احترام الكبير ون هناك فارق كبي
ر بين من بنى وعمر وقدم وضحى من اجلنا سواء بصورة مباشرة
كالاب والام والمعلم او حتى بصورة غير مباشرة كباقي الكبار
في مجتمعنا لانه ثمة فارق كبير بين من يأخذ ومن يعطي
وايضاً من البر ان نحتملهم كباراً كما حملونا صغراً
المفضلات