نعم هو ذلك الشعور الغريب الذي يسيطر علينا ويسلبنا الراحة وفي نفس الوقت يعطينا السعادة يالا العجب صدق الشاعر الحكيم عندما قال :
أمر عذاب وأحلى عذاب عذاب الحب للأحباب
ولكن يا ترى ما هو الحب ؟
هذا الأحساس العذب الذي حيرى الشعراء والأدباء فوصفوه بأرق وأعذب العبارات وأيضا بأقسى الصفات .
هل هو حقاً كم وصفه نزار قباني ؟
بعضاً من تخيلنا ،،، واننا نحن الذين أخترعنه وصدقنا وجوده مع أنه وهماً وسراب .
هل حقاً تكون مشاعر الحب التي نشعر بها في كثيراً من الأحيان ما هي إلا إسقاط لمشاعر الإحتياج التي تكمن بداخلنا ,وأننا نلقي بها على أول من نجده في طريقاً ؟
وليس كما نتوهم مشاعر حب حقيقية ، لأنه ببساط لا يوجد شئ اسمه الحب ، فنحن من أخترعه وصدق بوجوده مع أنه أكذوبة كبرى .
ولكن ما تفسير تلك الراحة وذلك الأحساس الذي يملأ النفس تجاه شخص معين دون كل البشر ؟
أنا أعرف التفسير الشرعي الذي أخبرنا به الحبيب (ص)، من أن الأرواح جنود مجندة ما تعارف منها إتلف ، و ما تنافر منها اختلف .
وطبعاً أؤمن بذلك حق الأيمان ،
ولكن هل تلك الألفة التي حدثت في عالم الأرواح هي كل ما في الأمر، ونحن الذين نضيف عليها مشاعر الإحتياج وندعي أن كل ذلك هو الحب ؟
تلك التساؤلات تدور في عقلي كثيراً مع أن قلبي يرى أن الحب هو هبة الرحمن لنا ليكون فيه راحة قلوبنا ودفئ نفوسنا ونور عقولنا ، فبدون الحب تصبح حياتنا صحراء لا ينبت فيها غير أشجار الصبار المرة ،كمرارة السنين والأيام
دون تلك الأكذوبة الجميلة ( الحب ) نفقد إنسانيتنا وتنهار قيماً وتضمر قلوبنا وتصبح أيام عمرنا باردة كقمم جبال الألب الجليدية .
أسمع الآن أم كلثوم وهي تشدو :
يا سعده اللي عرف مرة حلوة الحب وأساه
ويا همه اللي عمره ما داق الحب وهناه
تشوف يضحك وفي قلبي الحنين والنوح
عايش بلا روح ، مسكين حيران
فعلا من لم يذق حلاوة الحب وهناهامسكين وحيران ،أو كما قال بليغ حمدي :
مساكين ياللي ما دوقتوه ولا عرفتوا مرة واحدة طعم الهوى
مساكين ياريت عشقتوا يارتك عشتوا ده عمركم ضاع في الهوى
مساكين ياللي ماحسيش يوم بمعنى الإنتظار والحبيب يرجعلكم أخر النهار
مساكين يا عيني عليهم لا داقوا حلو ولا مرار
مساكين دي العيش من غير الهوى يا خلق نار
ومع تلك التساؤلات التي تؤرقني ومع هذا الأحساس الذي يملأني أترككم لعليِِ أجد بينكم من يجيبني ، ويشفي نفسي وعقلي من هذ ا الجدل والصراع القائم في أعماقي






المفضلات