خبير: أمريكا واليابان تدرسان تطبيق المصرفية الإسلاميةجدة – محيط:
أكد الدكتور رجا المرزوقي المشرف على مركز الدراسات الآسيوية بالمعهد الدبلوماسي أن النظام المصرفي الإسلامي لم يتأثر مباشرة بالأزمة المالية العالمية, غير أنه قد يتأثر بالركود الاقتصادي العالمي الذي أعقب الأزمة وانخفاض معدلات النمو المعتادة.
وأوضح أن من أهم الأسباب التي جنبت النظام الإسلامي الأزمة العالمية هو عدم شيوع تبايع الديون فيه أو تداول المشتقات المحرمة.
وأشار إلى أنه خلال العشرين عاماً الماضية شهدت الصناعة المصرفية الإسلامية نمواً سنوياً بمعدل 15%, ومن المتوقع أن تزيد هذه المعدلات وتتضاعف بعد الأزمة العالمية التي زادت من الطلب على الخدمات الإسلامية.
وأوضح في حديث مع صحيفة الرياض السعودية أن الأشهر الأخيرة وتحديداً بعد الأزمة المالية العالمية شهدت اهتماماً دولياً بالنظام المصرفي الإسلامي بعد أن وقف صامداً في وجه الأزمة, ولم تتأثر البنوك التي تنتهجه ولا الدول التي تنشط في تقديم خدماته.
وطلبت أمريكا واليابان إلى جانب عدة دول أوروبية الإطلاع على تفاصيل هذا النظام ودراسته ومحاولة تطبيقه, كما أشارت بعض المنظمات الاقتصادية إلى أن المصرفية الإسلامية قد تكون بديلاً ناجحاً للنظام الرأسمالي بعد الخروج من الأزمة.
وبرزت الخزانة الأمريكية كواحدة من الجهات التي دعت إلى دراسة هذا النظام ومحاولة الاستفادة منه, إلى جانب دعوة مجلس الشيوخ الفرنسي للأخذ بالنظام المالي الإسلامي في إطار البحث عن حلول للأزمة, كما أقر البرلمان الحكومي الياباني بالسماح للبنوك بافتتاح فروع إسلامية وتسهيل منح التراخيص اللازمة لها.
وتحدث المرزوقي عن رغبة عدة دول بأن تكون مركزاً للمصرفية الإسلامية, وقال:" رأينا اهتمام لندن بأن تكون مركزاً لصناعة المصرفية الإسلامية وحرص حكومتها على إصدار صكوك إسلامية وإعلان عمدة لندن رغبته في أن تكون مركزاً للمصرفية الإسلامية تنافس إندونيسيا وماليزيا والبحرين".
وأكد المرزوقي أن السعودية مهيأة الآن أكثر من أي وقت مضى لتصبح موطناً لصناعة مصرفية إسلامية, مع الظروف الصعبة التي يعيشها النظام المالي العالمي.
وقال الدكتور رجا: إن المملكة في موقع تنافسي تستطيع معه استقطاب هذه الصناعة وتوطينها بالنظر إلى أن غالبية الطلب في الاقتصاد المحلي على الخدمات المالية الإسلامية".
وأضاف:" نحن الآن في مرحلة تتطلب منا تشجيع نشوء هذه الصناعة وتقديم الخدمات المتطورة منها في المملكة حتى نصبح مركزاً لها بدلاً من أن تكون في لندن وباريس كما يرغب البعض".
وبين المرزوقي أن زيادة الطلب في السوق المحلية على الخدمات المصرفية الإسلامية يجعل من السهل توطين هذه الصناعة, وزاد:" إذا أردت أن تجعل السياسة النقدية في البلاد تؤثر في عرض النقود وفي سلوكيات الأفراد تجاه النقود يجب أن تستخدم أدوات تلائمهم, فالسياسة النقدية المرتبطة بأدوات مالية مرتبطة بعادات أو تقاليد أو عقيدة المجتمع سيكون أثرها على عرض النقود أعلى من غيرها".

http://www.moheet.com/show_news.aspx?nid=249856&pg=1