أخاف من الكسر،
أخاف من التأويل والتفسير،
أخاف من الحزن والألم.. أخاف لأنَّ الخوف هو الخوف..
أريد أن أقول لك «مرحبا»، دون أن تفكِّر في أنَّ لي غرضاً، أنَّ لي هدفاً، أنَّ لي مطمعاً..
لكني أخاف، أخاف أن لا تردَّ عليَّ، أخاف أن تجيبني «ليش»،
أخاف أن تهزأ بي، وأن تظنَّ أنني ضعيف..
أريد أن أبتسم في وجهك، لأنني أعرف أنك تخفي ابتسامتك تحت قناع أنَّ الأقوياء لا يبتسمون..
أريد أن أقول لك: الكلمة الطيبة جواب لكلِّ الأسئلة، وإنك جميل لأني أراك كذلك،
أريد مواساتك في الحزن، أريد أن أكون إلى جانبك في الألم، أريد أن أعاتبك في الخطأ، أريد أن أفهم أنك تفهم..
أنَّ الحياة أبسط من مؤامرة وأجمل من قطيعة، وأريد أن أفهم أنك تفهم،
أنَّ البشر أضعف من القسوة، وأقوى من الحب.. أريد أن أفهم أنك تفهم،
أننا هنا لأننا هنا.. لم نختر أن نكون هنا، ولن نختار أن نكون في مكان آخر.. عش هنا لأنك هنا،
ولا تعش هناك لأنك تحلم بأن تكون هناك..
لا تحبّني، لكن لا تكرهني.. لا تقل لي «مرحبا»، لكن ردّ تحيّتي.. لا تبتسم في وجهي، لكن لا تجعلني أمتنع عن الابتسام..
أرجوك،
لا تغيِّرني، لأنني لا أريد أن أتغيَّر.. لو أنك، حين ولدت، عرفت أنك ستقاطع، أنك ستقسو، أنك ستكره، أنك ستجعل أحداً يتألَّم.. لو أنك عرفت حين ولدت أنك ستجعل أحداً يخاف منك..
فهل كنت أنت،
أنت نفسك الذي ولدت،
حين ولدت،
ولم تكن تحتاج إلا إلى جرعة قليلة من الهواء النقي كي تبقى حيَّاً؟!!