امتحانات السودان 2014 واجابتها النموذجية --- تابع اخبار التعليم في الفيس بوك

آخـــر الـــمـــشـــاركــــات

صفحة 3 من 13 الأولىالأولى 12345 ... الأخيرةالأخيرة
النتائج 41 إلى 60 من 255

الموضوع: صفات نُحب أن نتصف بها

  1. #1
    مشرفة المدونات الصورة الرمزية سنا مصر
    تاريخ التسجيل
    Feb 2010
    المشاركات
    916
    شكراً و أعجبني للمشاركة
    معدل تقييم المستوى
    1473

    Post صفات نُحب أن نتصف بها

    أستاذة / nafisa
    يبدو أن اسمك على مسمى ,,,,,,,,, والعطاء إحدى صفاتك النفيسة ، بارك الله فيك ِ

    ما رأى سيادتكم بأن نجعل موضوع العطاء بداية لسلسلة من الصفات التى نُحب أن يتصف بها أبناءنا ونحن معهم بالطبع وذلك بأن نجعل لكل صفة اسبوع نتناقش ونتشارك بالآراء والمعلومات وحتى بقصة عن هذه الصفة مثل (الصدق / التسامح / التعاون ) وهكذا ، ونًعلن عن الصفة وكأنها صفة مجتمع المعرفة الاسبوع القادم ليبدأ الجميع فى التحضير والاطلاع على هذه الصفة
    التعديل الأخير تم بواسطة سنا مصر ; 16-06-2010 الساعة 11:38 AM

  2. #41
    مشرفة المدونات الصورة الرمزية سنا مصر
    تاريخ التسجيل
    Feb 2010
    المشاركات
    916
    شكراً و أعجبني للمشاركة
    معدل تقييم المستوى
    1473

    افتراضي رد: صفات نُحب أن نتصف بها

    -قال الشيخ عبد القادر الجيلاني –رحمه الله-: بَنَيْتُ أمري على الصدق، وذلك أني خرجت من مكة إلى بغداد أطلب العلم، فأعطتني أُمِّي أربعين دينارًا، وعاهدتني على الصدق، ولمَّا وصلنا أرض (هَمْدَان) خرج علينا عرب، فأخذوا القافلة، فمرَّ واحد منهم، وقال: ما معك؟ قلت: أربعون دينارًا. فظنَّ أني أهزأ به، فتركني، فرآني رجل آخر، فقال ما معك؟ فأخبرته، فأخذني إلى أميرهم، فسألني فأخبرته، فقال: ما حملك على الصدق؟ قلت: عاهدَتْني أُمِّي على الصدق، فأخاف أن أخون عهدها. فصاح باكيًا، وقال: أنت تخاف أن تخون عهد أُمِّك، وأنا لا أخاف أن أخون عهد الله!! ثم أمر بردِّ ما أخذوه من القافلة، وقال: أنا تائب لله على يديك. فقال مَنْ معه: أنت كبيرنا في قطع الطريق، وأنت اليوم كبيرنا في التوبة، فتابوا جميعًا ببركة الصدق وسببه.

    بارك الله فيك يابُنَىْ ، أحسنت فيما اجتهدت و فيما جمعت عن الصدق ، جعله الله من أخلاقك ، وربنا يوفقك بإذن الله ، وبالمرة كمان شكراً إنك كتبت القصة التى بأعلى لأنى من يوم ما كتبت عن الصدق وأنا أبحث عنها حتى فى الكتب عندى لأنى أذكرها ولكن ليس بالأسماء وما أحببتُ أن اكتبها دون أن أكون واثقة من معلوماتى عنها فشكراً لك

  3. #42
    مشرفة المدونات الصورة الرمزية سنا مصر
    تاريخ التسجيل
    Feb 2010
    المشاركات
    916
    شكراً و أعجبني للمشاركة
    معدل تقييم المستوى
    1473

    افتراضي رد: صفات نُحب أن نتصف بها

    خلاص باقى على صفة الصدق يومين بس ......مش وتنتهى !!!!لأ دى خلاص بقت صفة من صفاتناومش هاتسيبنا ....... دا أحنا بإذن الله ناوين نضيف عليها عشان نزود مش عشان ننقص !!!!!!!!!!
    والحمد لله المشاركات كلها كانت قيمة وباستمرار فى زيادة يارب نستمر على هذا واللى ما يعرفش يكون عرف وييجى يشاركنا .
    وبالصدفة وأنا بأقرأكتاب وجدتُ هذه العباره به فأحببتُ المشاركة بها
    كانت هناك عبارة مكتوبة باليونانية القديمة على واجهة معبد دلفى بأثينا تقول " إعرف نفسك "
    وجاء الفيلسوف سقراط فجعل منها شعاراً لفلسفته وحاول جاهداً أن يعرف نفسه وأن يساعد الآخرين من حوله على أن يعرفوا أنفسهم ، وبعد قرون عديدة رفع علماء التحليل النفسى نفس الشعار وقالوا : إن معرفة النفس والصدق معها بداية لشفائها من كثير من متاعبها وبداية ضرورية لطريق الصحة النفسية.
    التعديل الأخير تم بواسطة سنا مصر ; 29-06-2010 الساعة 03:52 AM

  4. #43
    عضو مشارك الصورة الرمزية الطالب المتفوق الثانوي
    تاريخ التسجيل
    Feb 2010
    الدولة
    مصر أم الدنيا
    العمر
    30
    المشاركات
    87
    شكراً و أعجبني للمشاركة
    معدل تقييم المستوى
    643

    افتراضي رد: صفات نُحب أن نتصف بها

    شكراً جزيلاً وان شاء الله أنا متواجد دائما بفضل الرحمن

  5. #44
    عضو جديد الصورة الرمزية اسراء عادل عبدالمنعم
    تاريخ التسجيل
    Dec 2009
    الدولة
    cairo
    العمر
    35
    المشاركات
    14
    شكراً و أعجبني للمشاركة
    معدل تقييم المستوى
    584

    افتراضي رد: صفات نُحب أن نتصف بها

    شكرت لدعوتي ...
    وانا اعجبت بالفكرة دي كتيير
    ...**..**..**.***..**..**..**.***...
    ويعني بعد كل الكلام اللي قلتوه انا مش عارفة اقول ايه تاني
    .....................................
    بالنسبة للمجتمع لان هوا البيئة اللي احنا عايشين فيها يعني زي ما البيئة بتأثر فينا (ممكن لو اتأثرنا بالكذب)احنا كمان بنأثر فيها لان كل واحد فينا فرد من المجتمع (نأثر احنا بالصدق)
    يعني الاحسن لو احنا أثّرنا بالايجابي أحسن منتأثر بالسلبي ..
    ...:friendsxs3:...:friendsxs3:...

  6. #45
    مشرفة المدونات الصورة الرمزية سنا مصر
    تاريخ التسجيل
    Feb 2010
    المشاركات
    916
    شكراً و أعجبني للمشاركة
    معدل تقييم المستوى
    1473

    افتراضي رد: صفات نُحب أن نتصف بها

    اقتباس المشاركة الأصلية كتبت بواسطة اسراء عادل عبدالمنعم مشاهدة المشاركة
    شكرت لدعوتي ...
    وانا اعجبت بالفكرة دي كتيير
    ...**..**..**.***..**..**..**.***...
    ويعني بعد كل الكلام اللي قلتوه انا مش عارفة اقول ايه تاني
    .....................................
    بالنسبة للمجتمع لان هوا البيئة اللي احنا عايشين فيها يعني زي ما البيئة بتأثر فينا (ممكن لو اتأثرنا بالكذب)احنا كمان بنأثر فيها لان كل واحد فينا فرد من المجتمع (نؤثر احنا بالصدق)
    يعني الاحسن لو احنا أثّرنا بالايجابي أحسن مانأثر بالسلبي ..
    ...:friendsxs3:...:friendsxs3:...
    ولا يهمك يا إسراء المهم إنك شرفتينا ونورتينا ، وبإذن الله تكونى معانا فى باقى صفاتنا ،والمهم كمان إن ربنا يوفقك فى دراستك وتكون النتيجة كما تتمنين ، وزى ما كتبتى بالظبط الإنسان يتأثر ويؤثر ، وعشان نؤثر ونتأثر بالإيجاب ، إحنا بنبدأ هنا من صفاتنا الإيجابية .

  7. #46
    مشرفة المدونات الصورة الرمزية سنا مصر
    تاريخ التسجيل
    Feb 2010
    المشاركات
    916
    شكراً و أعجبني للمشاركة
    معدل تقييم المستوى
    1473

    افتراضي رد: صفات نُحب أن نتصف بها

    الحمد لله والشكر له وحده أننا جمعنا بفضل مشاركاتكم وجهدكم هذا البحث عن صفة الصدق التىأصبحت أولى صفاتنا وأكيد أننا جميعاً استفدنا ، أنا استفدتُ عندما قرأت عن جهاز كشف الكذب فلم أكن أعرف كيف يعمل ؟؟؟؟؟؟؟ وكذلك استرجعتُ كثيراً من المعلومات التى كنت قرأتها وأنستنى إياها مشاغل الحياة،وأهم من هذا أننى متيقنة من شئ وهو أننى مهما اضطرتنى الظروف للكذب فسأضع أمام أعيُنى صفتنا ومشاركاتنا وحديثنا هنا عن الصدق .
    بارك الله فى الجميع .

  8. #47
    مشرفة المدونات الصورة الرمزية سنا مصر
    تاريخ التسجيل
    Feb 2010
    المشاركات
    916
    شكراً و أعجبني للمشاركة
    معدل تقييم المستوى
    1473

    افتراضي رد: صفات نُحب أن نتصف بها

    الصفة الثانية
    ( الإيمان )
    احترتُ كثيراً عند ما اخترتُ الصدق كأول صفة فى مجتمعنا ، لماذا الصدق ؟؟؟؟؟
    لأنه طالما كان الإنسان صادقاً مع نفسه ومع الآخرين ، ستأتى باقى الصفات تباعاً ، والحيرة كانت بين اختيارى للصدق أم الإيمان ؟؟؟فلِمَ لم يكن الإيمان الصفة الأولى ، صراحةً كنتُ فى حيرة أكثر وطرحتُ سؤالاً على نفسى هل الإيمان صفة يتصف بها الإنسان أم خُلق يتحلى به وينبع من داخله أم أنه شئ بديهي أن يكون الإنسان مؤمن ؟؟؟ لم أصل لرأى فالإيمان أكبرمن كل هذا .
    الإيمان هو الذى جعل سيدنا إبراهيم عليه السلام يقول لولده الوحيد " "يَا بُنَيَّ إِنِّي أَرَى فِي الْمَنَامِ أَنِّي أَذْبَحُكَ فَانْظُرْ مَاذَا تَرَى قَالَ يَا أَبَتِ افْعَلْ مَا تُؤْمَرُ سَتَجِدُنِي إِنْ شَاءَ اللهُ مِنَ الصَّابِرِينَ" (الصافات: 102)، يُخيل إلىْ مهما كا ن شعور الوالد نحو ولده فلن يقبل على قول هذا وكذلك أى ابنٍ حتى و
    إن كان باراً بوالديه لن يُوافق على هذا الفعل .......... ولكنها قوة الإيمان بل وروح وعظمة الإيمان .
    وكذلك الإيمان هو الذى جعل سيدنا يوسف عليه السلام لا يستسلم لإغراء إمرأة العزيز حتى بعد أن هددته بالسجن وأختار السجن بدلاص من الحرية التى هى مبتغى جميع مَنْ على الأرض "وَقَالَتْ هَيْتَ لَكَ قَالَ مَعَاذَ اللهِ إِنَّهُ رَبِّي أَحْسَنَ مَثْوَايَ إِنَّهُ لاَ يُفْلِحُ الظَّالِمُونَ" (يوسف: 23).
    الإيمان قوة تدفعك لفعل الخير دون انتظار مقابل ، الإيمان يردع صاحبه عن الإثم وفعل الشر ، الإيمان يعطيك الأمن الطمأنينة وأكثر من هذا يمنحك النفس المُطمئنة .


  9. #48
    عضو مشارك الصورة الرمزية الطالب المتفوق الثانوي
    تاريخ التسجيل
    Feb 2010
    الدولة
    مصر أم الدنيا
    العمر
    30
    المشاركات
    87
    شكراً و أعجبني للمشاركة
    معدل تقييم المستوى
    643

    افتراضي رد: صفات نُحب أن نتصف بها

    مما لا شك فيه أن صفة الإيمان هي صفة يتصف بها الإنسان مثل الحياء ولكن الإيمان أيضاً خلق يتحلى بها الإنسان ولهذا سأطرح هذا الموضوع الشامل بإذن الله

    العقيدة :


    أركان الإيمان:

    عقيدة المسلم الحق راسخة قوية، إنها تشبه الموتور (المحرك)، فهي تحرك كل شيء في حياته، وتدفع النفس لعمل الخيرات والسعي إلى الصالحات، وقد أنزل الله الكتب، وأرسل الرسل؛ ليبيِّنُوا للناس العقيدة الصحيحة، التي لا تهتز ولا تضعف. وهؤلاء الناس أمام الله -عز وجل- فريقان، فريق تمسك بالعقيدة الصحيحة، فهو في حياة سعيدة مطمئنة وفي النعيم المقيم في الآخرة، وفريق آخر بلا عقيدة، أو صاحب عقيدة ضالة، فهو في حياة شقية، وفي العذاب المهين يوم القيامة.
    والرسول ( يأخذ بأيدينا نحو الفهم الصحيح للعقيدة السليمة، ويبين لنا أركان تلك العقيدة، وهي: الإيمان بالله، وملائكته، وكتبه، ورسله، واليوم الآخر، والقدر خيره وشره، فمن تمسك بهذه الأركان وحققها في نفسه، وعاش في ظلالها، واحتمى بحصنها، نُجِّي من مهالك الشرك، وسعد في الدنيا، وفاز بالنعيم في الآخرة. فما هي عقيدة المسلم التي يجب عليه أن يتمسك بها؟
    الغلام المؤمن:
    في لحظة من لحظات الصفاء.. اتصلت القلوب بالله، وتعلقت النفوس بربها، ففاضت بالإيمان الذي استقر فيها.. فهتف الناس جميعًا: آمنا برب الغلام. كيف حدث ذلك؟!.. كان في الأمم السابقة ملك معروف بالظلم والجور، وبلغ به الأمر أن ادَّعى الألوهية، وكان لهذا الملك ساحر عجوز.
    وفي يوم من الأيام جاء الساحر إلى الملك، وقال له: أنت تعلم يا مولاي أني قد كبرت، فأرسل لي غلامًا أعلمه السحر، حتى لا تبقى البلاد بدون
    ساحر. فاستجاب له الملك، وبعث له غلامًا معروفًا بالذكاء، وكان الغلام كلما ذهب إلى الساحر مرَّ في طريقه على صومعة بها راهب يعبد الله.
    وذات يوم جلس الغلام عند الراهب، فأعجبه كلامه، فاعتاد أن يقعد عنده كل يوم، وهكذا كان الساحر يُعَلِّم الغلام السحر، وكان الراهب يعلمه التوحيد والإيمان بالله تعالى، فتنازع الخير والشر في قلب الغلام، وذات يوم جاء حيوان ضخم كبير، وهاجم القرية التي فيها الغلام، فخاف منه الناس ودخلوا بيوتهم، ولم يستطيعوا الخروج.

    فوجد الغلام أن هذا الموقف فرصة طيبة ليعرف مَنْ الأفضل، الساحر أم الراهب؟ فأخذ حجرًا، ثم قال: اللهم إن كان أمر الراهب أحب إليك من أمر الساحر، فاقتل هذه الدابة بهذا الحجر حتى يطمئن الناس، ثم رماها بالحجر، فقتلها بإذن
    الله -تعالى- ورجع الغلام إلى الراهب يقص عليه ما حدث، فقال له الراهب في تواضع عظيم: أي بني، أنت الآن أفضل مني، والله -عز وجل- اختصك وحباك بكرامات عظيمة، وسوف يمتحنك الله ويختبرك في إيمانك.
    وطلب الراهب من الغلام ألا يدل أحدًا على أنه هو الذي علَّمه التوحيد؛ حتى لا يصيبه الملك بأذى، وأخذ الغلام يشفي المرضى بإذن الله، ويبرئ الأكمه (الذي يولد أعمى) والأبرص بإذن الله، وكان من بين حاشية الملك رجل أعمى فسمع بأمر الغلام، فذهب إليه، وحمل معه هدايا كثيرة، وقال: كل هذا لك إن أنت شفيتني. فقال له الغلام: أنا لا أشفي، ولكن الذي يشفي هو الله -عز وجل-، فإن شئت آمنت به، فدعوت الله -عز وجل- فشفاك. فآمن جليس
    الملك؛ فشفاه الله.
    وفي اليوم التالي ذهب الجليس إلى مجلس الملك كما كان يجلس سابقًا، فقال له الملك: من ردَّ عليك بصرك؟ قال:ربي. قال الملك: أولك رب غيري؟ قال الجليس: ربي وربك الله. فأخذه الملك وظل يعذبه حتى دله على الغلام، فأرسل الجنود وأحضروا الغلام، وظلوا يعذبونه حتى أخبرهم عن الراهب، فأحضروا الراهب، وقيل له: ارجع عن دينك فرفض، فأمر الملك جنوده بإحضار المنشار، ووضعوه على رأس الراهب فشقوه نصفين، ثم أحضروا جليس الملك، فقيل له: ارجع عن دينك، فرفض، فجاءوا بالمنشار ووضعوه على رأسه وشقوه نصفين. ثم جاءوا بالغلام فقال له الملك:ارجع عن دينك، فرفض الغلام. فقال الملك لبعض جنده: خذوه فاصعدوا به فوق الجبل، فإذا وصلتم قمته فاطلبوا منه أن يرجع عن دينه، فإن رفض؛ فألقوا به من فوق الجبل.
    وصعد الجنود بالغلام إلى قمة الجبل، ولما وصلوا إلى أعلى مكان في الجبل، دعا الغلام ربه -عز وجل- فقال: اللهم اكفنيهم بما شئت. فاهتز الجبل وارتعد، وسقط جنود الملك من فوق الجبل، ونزل الغلام من على الجبل وهو يحمد الله، ثم ذهب إلى الملك. فقال له الملك: ماذا فعل أصحابك؟ قال: كفانيهم الله.

    فأمر الملك بالقبض عليه ثم أعطاه لمجموعة من الجنود الأشداء، وقال لهم: خذوه وضعوه في قارب، وادخلوا به إلى وسط البحر، وقولوا له: ارجع عن دينك، فإن لم يفعل فألقوه في البحر. فأخذ الجنود الغلام، وذهبوا به إلى وسط البحر، وهناك دعا الغلام الله -عز وجل- كما قال في المرة السابقة: اللهم اكفنيهم بما شئت. فانقلب القارب، وغرق الجنود كلهم، وأنقذ الله الغلام، فعاد إلى البر.
    وحدَّث الغلام نفسه: أنا آخر مؤمن في هذا المكان، فقد قُتِلَ جليس الملك، وقد قُتِلَ الراهب، ولم يبق إلا أنا ومعي أمانة لابد أن أبلغها، إنها دعوة الناس إلى الإيمان بالله -عز وجل -، وهدى الله الغلام لفكرة صائبة، فذهب إلى الملك، وقال له: أيها الملك، إنك لن تقتلني حتى تفعل شيئًا بسيطًا آمرك به.
    فتعجب الملك؛ وقال: وما هو؟ قال الغلام: تجمع الناس في مكان فسيح، ثم تصلبني على جذع بحيث يراني كل الناس، ثم تأخذ سهمًا من سهامي، ثم تضع هذا السهم وسط القوس، وتقول بصوت عال: باسم الله رب الغلام، ثم ترميني بهذا السهم، فإن فعلت ذلك قتلتني.
    فجمع الملك الناس في مكان واحد، وصلب الغلام على جذع، ثم أخذ سهمًا من سهام الغلام، ثم رماه، فوقع السهم على صدغ الغلام، فوضع الغلام يده على صدغه ومات، فحدث ما كان يخشاه الملك، فقد هتف الناس جميعًا: آمنا برب الغلام ! آمنا برب الغلام! [مسلم].
    أصول العقيدة:
    والإيمان بالله تعالى هو الركن الأول من أركان الإيمان التي أوضحها الرسول
    (، وذلك عندما سأله جبريل -عليه السلام- عن الإيمان، فقال: (أن تؤمن بالله وملائكته وكتبه ورسله...) [مسلم]. والإيمان بالله هو روح الإسلام، وأهم ركن من أركان العقيدة الصحيحة، ومعنى الإيمان بالله هو أن يعتقد المسلم أن الله هو رب كل شيء في هذا الوجود، ولا رب سواه، وأن الله خالق كل شيء ولا خالق غيره، وهو المحي والمميت، والنافع والضار، وهو وحده -سبحانه- الذي يستحق العبادة. ويعتقد المسلم أن
    الله -تعالى- متصف بكل صفات الكمال، مُنزَّه عن كل صفات النقص.
    والإيمان بالله هو أصل العقيدة وأول أركانها، فهي تدور في فلكه، وتستقي من منابعه، فالمسلم إذا آمن بالله ربًّا فسوف يؤمن بملائكته ورسله وكتبه واليوم الآخر، فلن يكون هناك إيمان بالرسل إلا إذا وُجد الإيمان بالله -عز وجل- الذي أرسلهم، ولن يكون إيمان بيوم الحساب إلا بعد الإيمان بالله. والإيمان بالله يتضمن الإيمان بوجوده، وربوبيته، وألوهيته، وأسمائه، وصفاته.



    الإيمان بالأنبياء والرسل من أركان الإيمان

    السؤال: جاء في حديث جبريل الطويل عندما سأل النبي صلى الله عليه وسلم عن الإيمان فذكر صلى الله عليه وسلم أركان الإيمان ، والتي من ضمنها الإيمان بالرسل ، وكما هو معلوم أنه ليس كل نبي رسول ، فهل معنى هذا أنه لا يلزم الإيمان بمن كان نبياً ولم يكن رسولاً ؟


    الجواب :
    الحمد لله

    الإيمان الواجب هو الإيمان بالرسل والأنبياء جميعا ، وليس بالرسل فقط ، وهذا من مسلمات الدين ، وأركان العقيدة المبينة في القرآن الكريم :

    يقول الله تعالى :

    ( قُولُوا آمَنَّا بِاللَّهِ وَمَا أُنْزِلَ إِلَيْنَا وَمَا أُنْزِلَ إِلَى إِبْرَاهِيمَ وَإِسْمَاعِيلَ وَإِسْحَاقَ وَيَعْقُوبَ وَالْأَسْبَاطِ وَمَا أُوتِيَ مُوسَى وَعِيسَى وَمَا أُوتِيَ النَّبِيُّونَ مِنْ رَبِّهِمْ لَا نُفَرِّقُ بَيْنَ أَحَدٍ مِنْهُمْ وَنَحْنُ لَهُ مُسْلِمُونَ ) البقرة/136.

    ويقول سبحانه :

    ( لَيْسَ الْبِرَّ أَنْ تُوَلُّوا وُجُوهَكُمْ قِبَلَ الْمَشْرِقِ وَالْمَغْرِبِ وَلَكِنَّ الْبِرَّ مَنْ آمَنَ بِاللَّهِ وَالْيَوْمِ الْآخِرِ وَالْمَلَائِكَةِ وَالْكِتَابِ وَالنَّبِيِّينَ وَآتَى الْمَالَ عَلَى حُبِّهِ ذَوِي الْقُرْبَى وَالْيَتَامَى وَالْمَسَاكِينَ وَابْنَ السَّبِيلِ وَالسَّائِلِينَ وَفِي الرِّقَابِ وَأَقَامَ الصَّلَاةَ وَآتَى الزَّكَاةَ وَالْمُوفُونَ بِعَهْدِهِمْ إِذَا عَاهَدُوا وَالصَّابِرِينَ فِي الْبَأْسَاءِ وَالضَّرَّاءِ وَحِينَ الْبَأْسِ أُولَئِكَ الَّذِينَ صَدَقُوا وَأُولَئِكَ هُمُ الْمُتَّقُونَ ) البقرة/177.

    فتأمل كيف افترض الله على المؤمنين به الإيمان بجميع الرسل والأنبياء ، وسمى منهم إسماعيل وإسحاق والأسباط ، وأخبر عز وجل أن المؤمنين لا يفرقون بين أحد من الأنبياء والرسل ، بل يعتقدون بكفر من أنكر نبوة من أثبت الله نبوته ، لأن الكفر برسول أو نبي واحد كفر بجميع المرسلين .

    قال القاضي عياض رحمه الله :

    " حكم من سب سائر أنبياء الله تعالى...واستخف بهم ، أو كذبهم فيما أتوا به ، وأنكرهم ، وجحدهم ، حكمُ نبيِّنَا صلى الله عليه وسلم " انتهى.

    " الشفا " (2/1097)

    وقال شيخ الإسلام ابن تيمية رحمه الله :

    " والمسلمون آمنوا بالأنبياء كلهم ، ولم يفرقوا بين أحد منهم ، فإن الإيمان بجميع النبيين فرض واجب ، ومن كفر بواحد منهم فقد كفر بهم كلهم ، ومن سب نبياً من الأنبياء فهو كافر يجب قتله باتفاق العلماء " انتهى.

    " الصفدية " (2/311)

    وقال العلامة السعدي رحمه الله – في تفسير الآية السابقة من سورة البقرة - :

    " فيه الإيمان بجميع الكتب المنزلة على جميع الأنبياء ، والإيمان بالأنبياء عموما وخصوصا ، ما نص عليه في الآية لشرفهم ، ولإتيانهم بالشرائع الكبار ، فالواجب في الإيمان بالأنبياء والكتب أن يؤمن بهم على وجه العموم والشمول ، ثم ما عرف منهم بالتفصيل وجب الإيمان به مفصلا " انتهى.

    " تيسير الكريم الرحمن " (ص/67)



    وأما حديث جبريل المشهور من رواية الإمام مسلم (رقم/8) عن عمر بن الخطاب رضي الله عنه ، ومما جاء فيه : ( قَالَ : فَأَخْبِرْنِي عَنْ الْإِيمَانِ ؟ قَالَ : أَنْ تُؤْمِنَ بِاللَّهِ ، وَمَلَائِكَتِهِ ، وَكُتُبِهِ ، وَرُسُلِهِ ، وَالْيَوْمِ الْآخِرِ ، وَتُؤْمِنَ بِالْقَدَرِ خَيْرِهِ وَشَرِّهِ )

    فليس المقصود به الاقتصار على الإيمان بالرسل دون الأنبياء ، بل كلمة " الرسل " هنا تشمل الأنبياء أيضا ، وإنما أطلقت هنا تغليبا لجانب الرسل الذين هم أشهر وأظهر ، بدليل الآيات السابقة التي دلت على وجوب الإيمان بجميع الأنبياء .

    والتفريق بين الأنبياء والرسل ليس مضطردا في كل سياق ، بل متى جاء ورد ذكر أحد الاسمين في النص : فالمراد به الأنبياء والرسل جميعا ، وإنما يفرق بينهما إذا اجتمعا في نص واحد .

    أهـميـة موضـوع الإيـمــان والكـفــر

    أهـميـة موضـوع الإيـمــان والكـفــر للشيخ عبد القادر عبد العزيز فكّ الله أسرهُ


    * * * * * * * * * * * * * * * * * * * * *
    لا نكون مغالين إذا قلنا إن موضوع الإيمان والكفر هو أهم موضوعات الديانة كلها، لكثرة الأحكام المترتبة عليه في الدنيا والآخرة، قال تعالى (أم حسب الذين اجترحوا السيئات أن نجعلهم كالذين آمنوا وعملوا الصالحات سواء محياهم ومماتهم، ساء مايحكمون) الجاثية 21.
    أما في الآخرة: فإن مصائر الخلق إلى الجنة أو النار متوقفة على الإيمان والكفر.
    وأما في الدنيا: فالأحكام المترتبة على ذلك كثيرة، منها:
    (1) في أمور السياسة الشرعية: أي مايتعلق بأحوال الحكام وأنظمة الحكم في بلدٍ ما، فإن أحكام الإيمان والكفر المتعلقة بذلك في غاية الأهمية لما لها من آثار على عموم المسلمين لاعلى بعضهم، فإن الله تعالى قد أوجب على المسلمين طاعة الحاكم المسلم ونصرته، كما حرّم عليهم طاعة الحاكم الكافر أو معاونته، وأوجب عليهم خلع الحاكم إذا كفر، ولذلك فقد قال العلمـاء إنه يجب على كل مسلم معرفـة حــال الحاكــم، انظر (المستصفى) لأبي حامد الغزالي، جـ 2 صـ 390. ويبين هذه الأهمية أن البلاد المحكومة بقوانين وضعية ــ كما هو الحال في شتى بلدان المسلمين اليوم ــ لها أحكام خطيرة يجب أن يعلمها كل مسلم ليهلك من هلك عن بينة ويحيىَ من حيَّ عن بينة، ومن هذه الأحكام:
    أ ــ أن حكام هذه البلاد كفار كفراً أكبر خارجون من ملة الإسلام.
    ب ــ أن قضاة هذه البلاد كفار كفراً أكبر، وهذا يعني تحريم العمل بهذه المهنة.
    ودليل كفر هؤلاء الحكام والقضاة هو قوله تعالى (ومن لم يحكم بما أنزل الله فأولئك هم الكافرون) المائدة 44، وستأتي إشارة لهذا الموضوع عند الكلام في أخطاء التكفير في آخر هذا المبحث، وكذلك في الموضوع الرابع من المبحث الثامن من هذا الفصل وهو الموضوع الخاص بالحكم بغير ماأنزل الله ففيه إشارة موجزة في الرد على بعض الشبهات الواردة على الاستدلال بهذه الآية إن شاء الله، فراجعها هناك.
    جـ ــأنه لايجوز التحاكم لمحاكم هذه البلاد، ولا العمل بها، ومن تحاكم إلى قوانينهم راضياً بها فهو كافر أيضا.
    د ــأن أعضاء الهيئات التشريعية بهذه البلاد ــ كالبرلمان ومجلس الأمة ونحوه ــ كفار كفراً أكبر ــ لأنهم هم الذين يجيزون العمل بهذه القوانين الكافرة وهم الذين يشرعون مايستجد منها.
    هـ ــأن الذين ينتخبون أعضاء هذه البرلمانات هم كفار كفراً أكبر، لأنهم بانتخابهم هذا إنما يتخذونهم أربابا مشرعين من دون الله، فالعبرة بالمسمى. ويكفر أيضا كل من دعا إلى هذه الانتخابات أو شجع الناس على المشاركة فيها.
    ودليل كفر نواب البرلمانات هو قوله تعالى (أم لهم شركاء شرعوا لهم من الدين مالم يأذن به الله) الشورى 21، وقوله تعالى (اتخذوا أحبارهم ورهبانهم أربابا من دون الله) التوبة 31، ولم يختلف المفسرون في أن هذه الربوبية كانت في التشريع من دون الله. فنواب البرلمانات هم أرباب ينازعون الله حق التشريع، والذين ينتخبونهم يتخذونهم أربابا من دون الله. وقد سبق الكلام في هذه المسألة في أول الباب الرابع من هذا الكتاب في موضوع النية عند الرد على فتوى الشيخ ابن باز، وسيأتي في الموضوع الأول الخاص بالسياسة الشرعية في المبحث الثامن مزيد تفصيل في هذه المسألة إن شاء الله تعالى.
    و ــأنه تحرم مبايعة هؤلاء الحكام على تقلد الحكم بهذه البلاد أو على الاستمرار فيه كما يجري في الاستفتاءات الخاصة بذلك، لما في هذه المبايعة من إرادة دوام الكفر، ومن أراد ذلك كفر، انظر (الفروق) للقرافي، 4/118.
    ز ــأن الجنــود المدافعــين عن هذه الأوضاع الكافرة هم كفار كفراً أكبر، لأنهم إنما يقاتلون في سبيل الطاغوت،وقال تعالى (والذين كفروا يقاتلون في سبيل الطاغوت) النساء 76، والطاغوت الذي يقاتلون في سبيله هنا هو طاغوت الحكم المتمثل في الدساتير والقوانين الوضعية والحكام الذين يحكمون بها، قال تعالى (يريدون أن يتحاكموا إلى الطاغوت) النساء 60، فكل ماتحوكم إليه من دون الله فهو طاغوت. ويدخل في هذا الحكم كل من يدافع عن هذه الأنظمة الكفرية بالقتال دونها كالجنود، أو يدافع عنها بالقول كبعض الصحافيين والإعلاميين والمشايخ. ولهذا فإنه تحرم الخدمة في جيوش هذه الدول الكافرة. وستأتي إشارة إلى حكم هذه المسألة في آخر هذا المبحث إن شاء الله في نقدنا لكتاب (الرسالة الليمانية في الموالاة).
    ح ــأنه لاطاعة لحكـام هذه الدول على مسلم، ولايجب عليه الالتزام بقوانينها، بل هو في حلٍ من مخالفتها كيفما شاء بشرطين: ألا يفعل مالايجوز له شرعا، وألا يؤذي مسلماً أو يظلمه.
    ط ــ أن البلد المحكومة بقوانين كافرة دار كفر، فإن كانت تحكم من قبل بالشريعة ثم طرأت عليها قوانين الكفار ومازال يسكنها المسلمون، فهى دار كفر طارئ، وستأتي إشارة لأحكام الديار بآخر هذا المبحث إن شاء الله.
    هذا ولست هنا بصدد التفصيل في هذه المسألة، وإنما أردت أن أبيّن أهمية معرفة أحكام الإيمان والكفر لكل مسلم، وذكرت هنا مايتعلق منها بالسياسة الشرعية.
    ثم نتابع الكلام عن الأحكام الدنيوية المترتبة على موضوع الإيمان والكفر.
    (2) من أحكام الولاية:بطلان ولاية الكافر على المسلم في صور كثيرة: فلا يجوز أن يكون الكافر واليا أو حاكما أو قاضيا للمسلمين، وصلاته باطلة فلا يكون إماما للصلاة ومن صلى خلفه مع علمه بحاله فصلاته باطلة، ولا يكون الكافر ولياً لمسلمة في النكاح ولايكون مَحْرَماً لها وإن كان ذا قرابة محرمة على التأبيد، ولايلي الكافر مال مسلم فلا يكون وصياً عليه، ولايُمكـّن الكافر من التقاط اللقيط في دار الإسلام، إلى غير ذلك من صور الولاية المختلفة.
    (3)ومن أحكام النكاح: فإن الكافر ومنه المرتد كتارك الصلاة وسابّ الدين: يحرم نكاحه من مسلمة، ولايكون وليا لها في النكاح، وإذا نكح وهو مسلم ثم ارتد فسد نكاحه فإن استمر في معاشرة زوجته فهذا زنا. وإذا طبقت هذا على الواقع وجدت أن كثيراً من الأنكحة باطلة وفاسدة لاتترتب عليها آثارها لارتداد الزوج أو الزوجة قبل النكاح أو بعده، فالأمر خطير.
    (4)ومن أحكام التوارث: اختلاف الدين مانع من التوارث، وقد خالف ابن تيمية وتبعه ابن القيم في هذا، فأجازوا تورث المسلم من قريبه الكافر، كما ذكره ابن القيم وأسهب في الانتصار له في كتابه (أحكام أهل الذمة) جـ 2 صـ 462 ومابعدها، ط دار العلم للملايين، ط 1983، وقولهما خطأ ومردود لمخالفته للنصوص الصحيحة الصريحة السالمة من المُعَارِض، وقد احتجَّا بأقوال لبعض الصحابة ولا قول لأحد ٍ مع قول رسول الله صلى الله عليه وسلم.
    (5)ومن أحكام العصمة: أن عصمة الدم والمال لاتكون إلا بإيمان أو أمان، أما الإيمان فالمقصود به الإسلام الحكمي الظاهر، وأما الأمان فنوعان: مؤقت وهو للمستأمن الذي يسمح له بدخول دار الإسلام لا ليقيم بها إقامة دائمة، وأمان مؤبد وهو للذمي المقيم إقامة دائمة بدار الإسلام بشرط التزامه بشروط عقد الذمـة. والأمان بنوعيه لايكون إلا للكافر الأصلي، أما المرتد فلا أمان له. ومن لا أمان له من كافر أصلي أو مرتد فهو مهدر الدم والمال. وأنت إذا قتلت شخصا مجهول الديانة عمداً ثم تُيُقِّن أنه كافر غير معصــوم أو مــرتد، فلا قصاص عليك ولادية هذا في الحكم القضائي أما الإثم الدياني ففيه خلاف بسبب العمد مع الجهل بالحال وهو يحتمل الإسلام، وإن قتلت هذا خطأ فلا دية عليك ولا كفارة.
    (6)ومن أحكام الجنائز: أن الكافر أو المرتد لايُغَسَّل ولايُصلى عليه ولايُدفن مع المسلمين، ولايجوز لمسلم أن يقوم على قبره عند مواراته أو أن يستغفر له وإن جاز اتباع جنازته. وهذا من تمام البراءة من الكافرين في محياهم ومماتهم. قال تعالى (ولاتُصلِّ على أحدٍ منهم مات أبداً ولاتقم على قبره إنهم كفروا بالله ورسوله) التوبة 84، وقال تعالى (ماكان للنبي والذين آمنوا أن يستغفروا للمشركين ولو كانوا أولى قربى) التوبة 113.
    (7)أحكام الولاء والبراء: فتجب موالاة المؤمن بقدر إيمانه، وتحرم موالاة الكافر وتجب البراءة منه ويجب أن يبغضه المؤمن في الله ويظهر له العداوة ماأمكنه ذلك، ولايعينه على شئ يضر المسلمين بل يجب التضييق على الكافر مع عدم ظلمه إن كان مُعاهداً أو ذمياً.
    (8)أحكام الهجرة: مبناها على الإيمان والكفر، فيجب على المؤمن الهجرة من بين الكافرين ماأمكنه ذلك لينجو بدينه من فتنتهم وحتى لايكثّر سوادهم ولايعينهم على مسلم.
    (9)أحكام الجهاد: ومايترتب عليه من معاملة الأسرى والغنائم والفيء والجزية والخراج، كل هذا مبني على الإيمان والكفر.
    (10)أحكام الديار:مبنية على الإيمان والكفر، فلا يجوز للمسلم أن يذهب إلى دار الكفر إلا لحاجة ولايقيم بها إلا لضرورة، كما لايجوز أن يدخل الكافر دار الإسلام إلا بعهد ولايقيم بها إلا بجزية. وهناك أماكن لايجوزللكافر أن يقيم بها وهى جزيرة العرب، وهناك أماكن لايجوز لهم دخولها وهوالحرم.

    (11)ومن أحكـام القضـاء: أنه لاتقبل شهادة الكافر على المسلم في الأصل، هذا فضلا عن أنه يحرم أن يكون الكافر قاضيا يحكم على المسلمين كما ذكرناه في أحكام الولاية.
    ونحن إذا ذهبـنا نتتبع هذه الأحكـام المترتبة على الإيمان والكفر في أبواب الفقه المختلفة لأحصينا الشئ الكثير، فآنية الكفار لها أحكام وذبائحهم لها أحكام، والمعاملات المالية من البيع والشراء والإجارة مع الكفار لها أحكام، وهذا باب واسع نكتفي منه بالأمثلة السابقة. فإن الله تعالى جعل خلقه فريقين فقال تعالى (هو الذي خلقكم فمنكم كافر ومنكم مؤمن) التغابن 2، ولم يُسَوّ سبحانه بين الفريقين لافي الدنيا ولا في الآخرة فقال جل شأنه (أفنجعل المسلمين كالمجرمين مالكم كيف تحكمون) القلم 35 ــ 36، وقال تعالى (أفمن كان مؤمنا كمن كان فاسقا لايستوون) السجدة 18، وقال تعالى (لايستوي أصحاب النار وأصحاب الجنة) الحشر 20. وعلى هذا فالمساواة بين الفريقين هى معاندة لشرع الله وهذا ماتتولى كبره الدساتير الوضعية الجاهلية التي تنص على أن المواطنين أمام القانون سواء، وأنه لايُفرَّق بينهم في الحقوق والواجبات بسبب العقيدة ونحو ذلك. وإهمال هذه الفروق يؤدي إلى فساد عظيم في دين المسلمين ودنياهم، ولايستفيد من ذلك إلا الكافرون، وهذا هو واقع العالم اليوم فساد في دين المسلمين وخراب في دنياهم واستعلاء للكافرين. في حين أن العملبأحكام الإيمان والكفر يترتب عليه تميُّز الناس إلى فريقين: مؤمن وكافر، وهذا التميز هو مفتاح الجهاد في سبيل الله تعالى ومقدمته، والجهاد فيه حياة الأمة الإسلامية وعزها كما أن فيه قمع الكافرين وإذلالهم. وتميّز الناس أمر محبوب لله تعالى كما قال جل شأنه (ما كان الله ليذر المؤمنين على ما أنتم عليه حتى يميز الخبيث من الطيب) آل عمران 179، وقال تعالى (ليميز الله الخبيث من الطيب ويجعل الخبيث بعضه على بعض فيركمه جميعا فيجعله في جهنم، أولئك هم الخاسرون) الأنفال 37، كذلك فإن وسيلة هذا التميز وهي العمل بأحكام الإيمان والكفر والشهادة على الناس أمر محبوب لله تعالى كما قال جل شأنه (وكذلك جعلناكم أمة وسطاً لتكونوا شهداء على الناس) البقرة 143. والغفلة عن هذا كله من الغفلة عن دين الله وعما يحبه سبحانه ويرضاه، فكيف بمن يصدّ المسلمين عن الكلام في موضوع الإيمان والكفر بدعوى أن السلامة من الزلل في تجنبه؟، وكيف إذا كان يشارك في هذا الصد بعض المنتسبين للدعوة الإسلامية؟، وهل هذا إلا من الجهل بدين الله ومن نقص الإيمان؟، فإن بعض المتصدرين للدعوة الإسلامية ولقيادة الجماعات الإسلامية اليوم هم كما قال رسول الله صلىالله عليه وسلم (اتخذ الناس رءوساً جهالاً فسئلوا فأفتوا بغير علم فضلوا وأضلوا) الحديث متفق عليه. وهيهات أن ينصر دين الله أو أن يدعو إليه على بصيرة من لا يميـز بين المؤمن والكافر أو من يصدّ عن ذلك.
    إن التمييز بين المؤمن والكافر ومعاملة كل منهما بما يوجبه الشرع لا يؤثر في مصائر الأفراد فقط بل إن تأثيره في مصائر الأمم والدول أخطر بكثير، فما الذي يحول بين المسلمين وبين الحكم بشريعة الإسلام في بلدانهم؟إلا حكام كافرون يصفهم أعوانهم من شيوخ الضلالة بأنهم حكام مسلمون،ويدافع عنهم جنود كافرون يحسبون أنفسهم وحكامهم مسلمين. وما الذي أدى إلى هذا الواقع؟ إلا تراكم التجهيل المتعمد والتضليل المنظم عبر عشرات السنين والذي أدى إلى صرف جمهور المسلمين عن التفكير في هذا الأمر ــ أمر الإيمان والكفر وتمييز المؤمن من الكافر ــ بل أدى بهم إلى الجهل المركب بهذا الأمر وهو اعتقادهم فيه بخلاف حقيقته فأصبحوا يرون الحاكم الكافر مسلما تقيا، ويرون المسلم الداعية المجاهد من الخوارج الضالين، فتنحسر الدعوة بذلك ويظل الدعاة غرباء مضطهدين، وهذا هو الواقع في شتى بلدان المسلمين اليوم. ولهذا فليس غريبا أن يقول العلماء إنه يجب على كل مسلم أن يعرف حال حاكمه لما يترتب على ذلك من أحكام كثيرة، انظر (المستصفى) لأبي حامد الغزالي جـ 2 صـ 390. إن الإهمال المتعمد لهذا الأمر ــ أمر تمييز المسلم من الكافر ــ وصرف المسلمين عنه إنما يراد به تجهيل المسلمين بأعدائهم الحقيقيين من الحكام الكافرين داخل بلادهم ومن قوى الكفر الدولية خارج بلادهم، لينصرف المسلمون عن جهاد أعدائهم في الداخل والخارج، ولا حياة لأمة المسلمين ولا عِزّة لهم إلا بالجهاد، فإذا تعطل الجهاد فسد دين المسلمين وخربت دنياهم واستعلى الكافرون في الأرض يعيثون فساداً، وهذا هو الواقع اليوم ومنذ أزمان مضت. قال رسول الله صلى الله عليه وسلم (إذا تبايعتم بالعِينَة وتبعتم أذناب البقر ورضيتم بالزرع وتركتم الجهاد سلّط الله عليكم ذلاً لاينزعه حتى ترجعوا إلى دينكم) رواه أحمد وأبو داود بإسناد حسن عن ابن عمر، والعينة صنف من الربا، واتباع أذناب البقر والرضا بالزرع يدلان على الركون إلى الدنيا والذي من لوازمه ترك الجهاد، وهذا كله يفضي إلى الذل الذي لايرتفع إلا بنبذ أسبابه.
    وهذا كله في بيان أهمية موضوع الإيمان والكفر، وفي بيان أهمية هذا الموضوع قال ابن تيمية رحمه الله (إذا تبيّن ذلك فاعلم أن «مسائل التكفير والتفسيق» هى مسائل «الأسماء والأحكام» التي يتعلق بها الوعد والوعيد في الدار الآخرة، وتتعلق بها الموالاة والمعاداة والقتل والعصمة وغير ذلك في الدار الدنيا، فإن الله سبحانه أوجب الجنة للمؤمنين، وحرّم الجنة على الكافرين، وهذا من الأحكام الكلية في كل وقتٍ ومكان) (مجموع الفتاوى) جـ 12 صـ 468، وقال ابن تيمية أيضا (فإن الخطأ في اسم الإيمان ليس كالخطأ في اسم محدث، ولا كالخطأ في غيره من الأسماء، إذ كانت أحكام الدنيا والآخرة متعلقة باسم الإيمان والإسلام والكفر والنفاق) (مجموع الفتاوى) جـ 7 صـ 395. وقال أيضا (وليس في القول اسم عُلِّق به السعادة والشقاء والمدح والذم والثواب والعقاب أعظم من اسم الإيمان والكفر، ولهذا سُمي هذا الأصل «مسائل الأسماء والأحكام») (مجموع الفتاوى) 13/ 58. وقال ابن رجب الحنبلي رحمه الله (وهذه المسائل: أعني مسائل الإسلام والإيمان والكفر والنفاق مسائل عظيمة جداً، فإن الله عزوجل علّق بهذه الأسماء السعادة والشقاوة واستحقاق الجنة والنار. والاختلاف في مسمّياتها أول اختلاف وقع في هذه الأمة) (جامع العلوم والحكم) صـ 27. وقال ابن القيم رحمه الله ــ في حديثه عن ورود الشريعة بسد ذرائع الشر والفساد، فذكر من أمثلة ذلك ــ (أن الشروط المضروبة على أهل الذمة تضمّنت تمييزهم عن المسلمين في اللباس والشعور والمراكب وغيرها لئلا تُفْضِي مشابهتهم إلى أن يُعامَل الكافر معاملة المسلم، فَسُدَّت هذه الذريعة بإلزامهم التميّز عن المسلمين) (اعلام الموقعين) جـ 3 صـ 157.
    وخلاصة هذه المسألة: أن ثمرة هذا الموضوع ــ الكلام في الإيمان والكفر ــ هى تمييز المؤمن من الكافر لمعاملة كل منهما بما يستحقه في شرع الله تعالى، وهذا واجب على كل مسلم. ثم إن من مصلحة الكافر أو المرتد أن يعلم أنه كافر فقد يبادر بالتوبة أو بتجديد إسلامه فيكون هذا خيراً له في الدنيا والآخرة، أما أن نكتم عنه حكمه ولا نخبره بكفره أو ردته بحجة أن الخوض في هذه المسائل غير مأمون العواقب فهذا فضلاً عما فيه من كتمان للحق وهدم لأركان الدين فهو ظلم لهذا الكافر وخداع له بحرمانه من فرصة التوبة إذا عَلِمَ بكفره، فكثير من الكفار هم من (الذين ضل سعيهم في الحياة الدنيا وهم يحسبون أنهم يحسنون صنعاً) الكهف 104.
    وقد سبق في المرتبة الأولى الخاصة بعلم العامة أن ذكرت أنني لا أطالب العامي بأن يفتي في أحكام الإيمان والكفر، بل لايجوز له ذلك، وإنما يجب أن يكون هذا الموضوع حاضراً في ذهنه في تعاملاته المختلفة ليستفتي فيه عند الحاجة، من باب وجوب العلم قبل القول والعمل.
    أما طالـب العلــم في المرتبة الثالثة مرتبة التخصص وطلب الاجتهاد فينبغي أن يكون اهتمامه بهذا الموضوع فوق ذلك، بأن يدرسه دراسة وافية ليتأهل للإفتاء فيه.

    يا رب الموضوع يكون شامل وان شاء الله قريباً سأكمل هذا الموضوع من قصص قصيرة وآيات للإيمان



    جلال ربيع

    عضو فريق مجتمع المعرفة بالمنتدى


  10. #49
    طالب اعدادى
    تاريخ التسجيل
    Apr 2010
    المشاركات
    265
    شكراً و أعجبني للمشاركة
    معدل تقييم المستوى
    816

    افتراضي رد: صفات نُحب أن نتصف بها

    بعض الأدلة على أن الأعمال من مسمى الإيمان


    وقال رسول الله -صلى الله عليه وسلم-: ( الإيمان بضع وسبعون شعبة: أعلاها شهادة أن لا إله إلا الله، وأدناها إماطة الأذى عن الطريق ) فجعل القول والعمل من الإيمان وقال الله -تعالى-: ( فَزَادَهُمْ إِيمَانًا ) وقال: ( لِيَزْدَادُوا إِيمَانًا ) وقال رسول الله -صلى الله عليه وسلم-: ( يخرج من النار من قال: لا إله إلا الله وفي قلبه مثقال بُرّة أو خردلة أو ذرة من الإيمان ) وجعله متفاضلا .
    هذه أدلة مثل الأدلة التي أشرنا إليها، واضحة الدلالة يستدل بها على أن الأعمال من مسمى الإيمان، ويستدل بها على أن الإيمان يزيد وينقص، ويستدل بها على أن أهل الإيمان يتفاوتون، فالدليل الأول: قوله -صلى الله عليه وسلم-: ( الإيمان بضع وستون أو بضع وسبعون شعبة: أعلاها قول لا إله إلا الله، وأدناها إماطة الأذى عن الطريق والحياء شعبة من الإيمان ) .
    والشعبة: هي القطعة من الشيء، إذا رأيته متشعبا في هذا شعبة، وفي هذا شعبة، وفي هذا شعبة، يعني قِطَع فإذا اجتمع وتواصل صار كله إيمانا.
    من هذا الحديث انطلقت أفكار العلماء في ذِكر شعَب الإيمان، وأخذوا يعددونها ويذكرون ما وصل إليهم، أوسع من كتب في ذلك البيهقي العالم المشهور، له كتاب مطبوع في نحو سبعة مجلدات اسمه: "شعب الإيمان" استوفى فيه ما وصل إليه من الأحاديث التي تتعلق بالإيمان.
    وكتب في ذلك -أيضا- بعض العلماء رسالة مختصرة في شعب الإيمان أوصلها إلى سبع وسبعين خصلة، بدأها بالتوحيد أخذا من هذا الحديث: أعلاها قول: لا إله إلا الله. .. وختمها بالأعمال التي فيها نفع للغير، ومنها إماطة الأذى عن الطريق. وفيما بين ذلك ذكر: الصلاة من الإيمان، والزكاة من الإيمان، والصدقات التطوعات من الإيمان، والأمر بالمعروف والنهي عن المنكر، وصِدْق الحديث، وأداء الأمانة، وحسن الخلق، ورد السلام، وتشميت العاطس، وعيادة المريض، واتِّباع الجنائز -مثلا- وكذلك إكرام الضيف، وإحسان الجوار والرفق بالمملوك، وأخذ يعدد من هذا حتى وصل إلى سبع وسبعين خصلة، رسالة مطبوعة مستقلة صغيرة عنوانها: "شعب الإيمان" كأنه أراد أن يطبق هذا الحديث.
    وهذا -بلا شك- رد صريح على فقهاء الحنفية الذين يجعلون الإيمان: هو التصديق فقط، ويجعلون الأعمال خارجة عن مسماه، ويجعلون الإيمان اسما لعمل القلب فقط، أو ليقين القلب فقط، ويقولون: إن الأعمال ثمرة من ثمراته، والصحيح أن الأعمال داخلة في اسم إيمان، وأنها من جملة الإيمان، كما سماها في هذا الحديث وقسمها.
    " الإيمان ": يعني خصال الإيمان، شعب الإيمان. وبكل حال متى استوفى المسلم هذه الخصال وعمل بها سميناه مؤمنا كامل الإيمان، وإذا نقص منها قلنا: ناقص الإيمان، مؤمن ناقص الإيمان.
    والخلاف هنا مع المعتزلة ومع الخوارج: فالمعتزلة بمجرد ما يترك خصلة من خصال الإيمان، يفعل معصية، يخرجونه من الإيمان، ولا يدخلونه في الكفر، بل يجعلونه في منزلة بين المنزلتين، هذا في الدنيا. وأما في الآخرة: فيخلدونه في النار، ويقولون: لا نحكم عليه بالكفر في الدنيا بحيث يقتل أو يسبى أو يسلب ماله، لا … بل نقول: لا مؤمن ولا كافر، بينهما.
    أما الخوارج فيقولون: كافر، مجرد ما ارتكب ذنبا وترك طاعة خرج من الإيمان، وحل دمه وماله. هذا معتقد الخوارج.
    وأما أهل السنة فيقولون: إنه مؤمن، ولكن ناقص الإيمان، أو مؤمن بإيمانه، فاسق بكبيرته، يسمونه مؤمنا، ولكن مع الإيمان يتصف بالفسق، لا مانع أن نقول: مؤمن فاسق، أو مؤمن ناقص الإيمان، أو مؤمن بإيمانه، فاسق بكبيرته.
    لكن هنا مشكل: دليل استدل به المعتزلة ونحوهم، الحديث الذي في الصحيحين: قول النبي -صلى الله عليه وسلم-: ( لا يزني الزاني حين يزني وهو مؤمن، ولا يسرق السارق حين يسرق وهو مؤمن، ولا يشرب الخمر حين يشربها وهو مؤمن، ولا ينتهب نُهبة يرفع الناس إليها بها أبصارهم حين ينتهبها وهو مؤمن ) كيف نجيب عن هذا الحديث؟ فإنه نفى عنه الإيمان.
    لا شك أن الجواب عنه هو أن نقول كما يقول بعضهم: إن المراد: الإيمان الكامل، لا يؤمن الإيمان الكامل، بل معه إيمان ناقص، أو ( لا يزني الزاني حين يزني وهو مؤمن ) يعني: أنه ليس معه الإيمان الذي يحجزه عن المعاصي، بل إيمانه مضطرب ومختل.
    بعض الشراح يقولون: إن الإيمان يخرج منه، ويصير عليه كالظُلة مادام ملامسا المعصية، ما دام يزني، فالإيمان صار عليه كالظلة، أو مادام يسرق، يحاول السرقة، ما دام سكران، يشرب الخمر وعليه آثارها، فالإيمان عليه كالظُلة، فإذا أقلع عن المعصية أو انتهت المعصية رجع إليه الإيمان، ولكن لا يرجع إليها سالما، بل يرجع إليه مختلا وناقصا، وبكل حال دليل واضح على أن أهل الإيمان يتفاوتون.
    وأما أدلة زيادته: فذكر منها ابن قدامة -كما سمعنا- بعض الأدلة كقوله: ( فَزَادَتْهُمْ إِيمَانًا ) ( فَزَادَهُمْ إِيمَانًا ) ( وَيَزْدَادَ الَّذِينَ آمَنُوا إِيمَانًا ) .
    هذه أدلة على الزيادة لكن هل هناك أدلة على أن الإيمان ينقص؟ .
    يقولون: كل شيء يقبل الزيادة فإنه يقبل النقص، فمثلا: هذا الكأس يقبل الزيادة الآن من الماء، ويقبل النقص، إذا أهريق الماء الذي فيه أو بعضه نقص الماء الذي فيه، فكذلك القلب، تتوارد عليه الأدلة وتتوارد عليه الأعمال فيزيد، ثم يذهب بعضها فينقص، تأتيه شبهة فتنقص اليقين الذي فيه فيبقى ناقصا.
    ومن الأدلة أيضا قول النبي -صلى الله عليه وسلم-: ( يخرج من النار من كان في قلبه دينار من إيمان، ثم يخرج من النار من كان في قلبه مثقال بُرّة من إيمان، ويخرج من النار من كان في قلبه مثقال خردلة من إيمان، ومن كان في قلبه مثقال ذرة من الإيمان ) أليس هذا دليلا على التفاوت؟ بعضهم مثقال دينار، قطعة من الذهب، وبعضهم مثقال خردلة، حبة صغيرة معروفة.
    مثقال خردلة أو مثقال ذرة دليل على أنهم يتفاوتون، هذا أنقص من هذا، وهذا أزيد من هذا، فدل على أنهم يتفاوتون.
    ومما استدلوا به أيضا قول النبي -صلى الله عليه وسلم- مخاطبا النساء في خطبته يوم العيد: ( ما رأيت من ناقصات عقل ودين أغلب لذي اللب من إحداكن، قلْنَ وما نقصان ديننا؟ قال: أليس إذا حاضت المرأة لم تُصَلِّ ولم تَصُمْ؟ فذلك من نقصان دينها ) .
    فجعل تركها الصلاة -وإن كانت معذورة- نقصا في دينها، فالرجل يزيد عليها بصلاته في تلك المدة، فدل على أن الإيمان يزيد بالطاعة، بالصلاة وبالصيام ونحوها، وينقص بترك الصلاة أو بترك الصيام وما أشبهه.
    وعلى كل حال إذا عرفنا الأصل، وهو أن أهل السنة قالوا: إن المؤمنين يتفاوتون، فنقول: إنهم لا يُكَفِّرُون بالذنوب، بل يَعْذُرُون العاصي، ويقولون: إنه مؤمن، ولكنه فاسق أو عاص، ولو عمل أي عمل، ما لم يكن ذلك العمل مُخْرِجا من الملة.
    والأحاديث التي أطلق فيها الكفر على بعض الأعمال يقال: إنه كفر عملي، مثل: قوله: اثنتان في الناس هما بهم كفر: الطعن في النسب والنياحة .
    معلوم أن هذه لا تصل إلى الكفر الذي هو الكفر بالله، والذي يبيح الدم والمال، ولكنه كفر عملي، فيه شيء من التكذيب لبعض الشريعة.
    والأحاديث التي فيها الوعيد على بعض الخصال تسمى: أحاديث الوعيد، تجرى على ظاهرها؛ لتكون أبلغ في الزجر، مع العلم بأنها لا تُخرِج من الملّة، ولو كان ظاهرها فيه الإخراج من الملة.
    فإذا سمعنا قول النبي -صلى الله عليه وسلم-: ليس منا من ضرب الخدود، وشق الجيوب، ودعا بدعوى الجاهلية هل نقول: هذا ليس من المسلمين؟ ما عمل إلا هذا العمل، هل خرج بذلك من الإيمان؟.
    هذا من أحاديث الوعيد، نعتقد أنها لا تخرج من الملة، ولكن نتركه على ظاهره ليكون أبلغ في الزجْر.
    وكذلك قوله -صلى الله عليه وسلم-: من غشنا فليس منا من عقد لحيته، أو تقلد وتْرا، أو استنجى برجيع دابة، فإن محمدا بريء منه بريء منه هل يكون معناه: أنه خرج من الدين؟ تذكرون…هذه الأحاديث كثيرة؛ ولذلك الإمام مسلم -رحمه الله- بدأ بكتاب الإيمان، وأورد فيه مثل هذه الأحاديث التي فيها إشكال، وأمرك بأن تقول فيها برأيك، وأن تعترف بما تتضمنه.
    وفيها -بلا شك- الدلالة على أن الإيمان يتفاوت، ولو لم يكن إلا مثل: قوله -صلى الله عليه وسلم-: من رأى منكم منكرا فليغيرْه بيده، فإن لم يستطع فبلسانه، فإن لم يستطع فبقلبه، وذلك أضعف الإيمان أليس فيه دليل على أن الإيمان يتفاوت؟ أن هنا إيمانا ضعيفا؟.
    كل هذا رد على الذين يقولون: إن الإيمان شيء واحد، وإن نقصانه ذهابٌ له.
    ومن أراد التوسع في هذا يقرأ ما كتبه العلماء في ذلك وتوسعوا فيه، وأوسع من كتب في ذلك شيخُ الإسلام ابن تيمية في كتاب "الإيمان" مجلد كبير، طبع في المجلد السابع من "مجموع الفتاوى" ومطبوع أيضا مفردا.
    وكذلك كتاب الإيمان في "صحيح البخاري". كتاب الإيمان في "صحيح مسلم". وفي أكثر كتب المحُدِّثين.
    وكذلك كتب مستقلة: كتاب "الإيمان" لابن أبي شيبة صاحب "المصنَّف". كتاب "الإيمان" لأبي عبيد القاسم بن سلام اللغوي. كتاب "الإيمان" لابن منده. وكلها مطبوعة ميسرة. نعم.

  11. #50
    مشرفة قسم ملتقى طلاب مصر الصورة الرمزية Nafisa
    تاريخ التسجيل
    May 2010
    الدولة
    Egypt / Tanta
    المشاركات
    477
    شكراً و أعجبني للمشاركة
    معدل تقييم المستوى
    1031

    افتراضي رد: صفات نُحب أن نتصف بها

    ماشاء الله تبارك الله

    بارك الله فيكما


    أبنائي

    جلال ربيع

    عبد الرحمن 2010

    اتمني دوام تواصلكم معنا

  12. #51
    مشرفة قسم ملتقى طلاب مصر الصورة الرمزية Nafisa
    تاريخ التسجيل
    May 2010
    الدولة
    Egypt / Tanta
    المشاركات
    477
    شكراً و أعجبني للمشاركة
    معدل تقييم المستوى
    1031

    افتراضي رد: صفات نُحب أن نتصف بها

    الأيمان بالله

    الايمان بالله هو من الركن الأول من أركان الايمان ، فيجب ان نؤمن بالله وحده لاشريك له لانعبد رباً سواه، خلقنا في أجمل صوره ، وسخر لنا الأرض وما عليها من حيوان ونبات وماء وهواء ، لله سبحانه وتعالى تسعة وتسعون اسماً علينا ان نؤمن بها ، فالله هو القدير خلق كل شيء بقدرته ، فرفع السماء بلا عمد ومد الأرض ، وأنزل المطر، وأنبت الزرع ، وجعل الليل والنهار، وخلق الشمس والقمر، والله سبحانه وتعالى يحيي ويميت وهو مالك الملك وعلى كل شيء قدير، الله لايغيب عن سمعه اي أمر، فيسمع كل قول نقوله ان كان سراً أو علناً ، وهو البصير الذي يرى كل الأمور ، لايغيب عنه أمر في السماء والأرض، فهو يرى الأشياء مهما صغر حجمها، وهو العليم الذي يعلم ما في السموات والأرض ويعلم ما يخفي وما يعلن كل انسان منا ، وهو وحده الذي يعلم الغيب ويعلم متى تكون القيامه ولا يغيب عنه مثقال ذرة في السموات والأرض






    أركان الأيمان




    أركان الايمان سته :
    وقد أخبر بها الرسول عليه الصلاة والسلام عندما سأله جبريل عن الإيمان فقال:" أن تؤمن بالله وملائكته ورسله واليوم الآخر وأن تؤمن بالقدر خيره وشره من الله تعالى.

    الإيمان بالله:

    الإقرار انه الخالق بيده مقاليد كل شيء وهو على كل شيء قدير ، وانه وحده المستحق للعباده والطاعه، والإيمان بأسمائه وصفاته ، كل ذالك من غير التشبيه بالخلق ولا تشبيه للخلق به.

    الإيمان بالملائكه:

    ويعني أن الله خلق مخلوقات من نور سماهم الملائكه ، لا يعصون الله ويفعلون ما يأمرون، ولهم أعمال ومهمات ، كالنزول بالوحي ، وانزال المطر وتسيير السحاب وكتابة اعمال الأنسان ، ومنهم حملة العرش ، وخزنة الجنه والنار وغيرهم .

    الإيمان بالكتب السماويه:

    معناه ان الله أنزل كتباً على رسله تضمنت ما شرعه الله تعالى من التوحيد والعباده والأحكام التي تنظم حياة الناس وتصلهم بربهم وتضمن لهم السعاده في الدنيا ولآخره، ومن هذه الكتب : التوراه والأنجيل والزبور والقرآن الكريم آخر الكتب السماويه.

    الإيمان بالرسل:

    وهو الإيمان بأن الله بعث رسلاً من البشر لأبلاغ ما يريده الله من الأمم واتباع شرعه ، مبشرين ومنذرين أولهم آدم وخاتمهم محمد صلى الله عليه وسلم.

    الإيمان باليوم الآخر :

    معناه الأقرار بأن هناك حياه أخرى غير الحياه الدنيا يكون فيها الخلود الأبدي ، بعد أن يبعثهم الله يوم القيامه ويجازيهم على أعمالهم ، فمن أطاع الرسل دخل الجنه ومن عصاهم دخل النار والأيمان باليوم الآخر يتضمن عذاب القبر ، والبعث والحشر والحساب، والميزان والصحف والصراط والحوض ، والجنه والنار .

    الإيمان بالقدر :

    معناه الأقرار بأن الله تعالى علم كل شيء ، وكل شيء بارادته ومشيئته وأنه خالق كل شيء يخلق ما يشاء ، فعال لما يريد ما شاء كان وما لم يشأ لم يكن بيده كل شيء يحيي ويميت وهو على كل شيء قدير

  13. #52
    مشرفة المدونات الصورة الرمزية سنا مصر
    تاريخ التسجيل
    Feb 2010
    المشاركات
    916
    شكراً و أعجبني للمشاركة
    معدل تقييم المستوى
    1473

    افتراضي رد: صفات نُحب أن نتصف بها

    تحت عنوان ما هى آفاق الدين ؟؟؟؟؟؟؟ تحدث الكاتب عن الإيمان وتساءل:............
    هل الإيمان مجرد انتماء ؟ كانتمائك لعائلة معيّنة مثلاً، أو لمدرسة ما، أو لجمعية معروفة، أو لخط سياسي ؟ أو لمذهب من المذاهب ؟
    هو انتماء بالطبع، لكنّه أكثر من ذلك .. أو هو انتماء يغطي الحياة بأسرها، وإليك الدليل:
    الإيمان .. قاعدة :
    فالأساس الذي يشاد عليه بناء الإيمان هو الارتباط بالله تعالى من خلال شهادة التوحيد (لا إله إلاّ الله) التي تتضمن نفي أي إله سواه مما تصنعه المخيلة أو الواقع من آلهة طغاة أو منحرفين أو ضالين.
    تذكّر .. إن شعار الإسلام الأوّل الذي رفعه رسول الله (ص) كان: «قولوا لا إله إلاّ الله، تفلحوا» !
    فالإيمان بالله: يعني الإيمان بالخير المطلق والرحمة الواسعة والعلم والعدل اللاّ منتهي، فليس كمثله شيء ولا يشرك في عبادته أحداً.
    والإيمان به يعني الإيمان بكل قيم الخير التي توفِّر للإنسان أسباب النجاح والفلاح.
    الإيمان .. حركة :
    والإيمان ارتباط بين أفراد الجماعة المؤمنة على أساس القاسم المشترك بينهم، وهذا الرباط هو رباط فكري وروحي وسلوكي، أي أنّ له حركة تنتقل به من العقل إلى الوجدان، وهذا ما تُعبِّر عنه مشاعر المودّة والإخاء والإخلاص .. إنّه الحب الذي يحمله المؤمن لسائر الناس الطيبين: يتمنى لهم الخير ويعمل من أجل سعادتهم.
    الإيمان .. قضية :
    فالإيمان الذي ينطلق من قناعة ثابتة لا يتزعزع ولا يرتدّ ولا يتمرّد ولا يخالطه الشك ولا تداخله الشبهة، واضح تماماً كما الشمس .. يدفع صاحبه إلى (العمل من أجل رفعة الإسلام) وإلى (الجهاد في سبيله) سبيل نشر الخير في العالم ودعوة الناس إلى الهدى والسلام .. أي أنّ المؤمن بعد أن (يختار) و (يريد) و (يطالب بالبرهان) يصبح صاحب قضية يستميت من أجل حملها والدفاع عنها.
    الإيمان .. موقف :
    فالإيمان ليس قوة كامنة في الأعماق، بل موقف عمليّ يترجم إلى سلوك ومواقف وقرارات توحي بعمق الإيمان ورسوخ جذوره.
    لقد رفض النبيّ (ص) عروض قريش المغرية .. حينما قال لعمه أبي طالب: «يا عم! لو وضعوا الشمس في يميني والقمر في شمالي على أن أترك هذا الأمر ما تركته حتى يظهره الله أو أهلك دونه» !
    ولم يكن ذلك الخيار إلاّ عن وعي ومعرفة بالإيمان بالله تعالى: نور السموات والأرض، وأنّ دعوة الكافرين لم تكن سوى دعوة للجهل والظلم والتخلّف.
    الإيمان .. قوة :
    فالإيمان الراسخ قوة تهزم الخوف فلا يتراجع المؤمن ولا يستسلم ولا ينسحب من الساحة، لأنّ انتماءه انتماء إلى الله القويّ القادر العزيز الذي لا يعجزه شيء، ولجوء المؤمن إلى الله في أوقات الشدّة والتحدِّي يمدّه بقوّة هائلة تزيد في صبره وثقته بالنصر .. وهذا هو سرّ الارتباط بالمطلق.
    الإيمان .. عطاء :
    فالمؤمن كالنحلة يأكل طيباً ويخرج طيباً، وهو كالنبع لا يرتضي لنفسه أن يترك الناس عطاشى، وكالشمس لا يروق له أن يدعهم في الظلام .. إنّه يروي عطشهم بجوده وكرمه، ويضيء لهم الطريق بعلمه وأخلاقه .. وقد يضحِّي بحياته من أجل خلاصهم().
    الإيمان .. التزام :
    فالمؤمن الحقيقي الصادق الإيمان يلتزم ويتعهد بتنفيذ وتطبيق ما جاء عن الله في كتابه وعن رسوله في سنّته من أحكام وتعاليم ومفاهيم، وكلّ مؤمن يراعي الموازين الشرعية في عمله ممّن يحملون ثقافة الحلال والحرام، فهم مرجعيته التي يرفض الرجوع لغيرها.
    الإيمان .. معيار :
    فالإيمان يحدِّد لأتباعه أو معتنقيه المعيار بين العمل المراد به القربة إلى الله وطلب رضوانه، والعمل المرائي الذي يطلب به وجه الناس وثناؤهم، أي هو الذي يحدِّد قيمة العمل لا حجمه وشكله وأثره الخارجي، فالإيمان يجعل حبّ الخير مغروساً في مشاعر الإنسان المؤمن، فيتدفق بها تلقائياً كالينبوع .. والأعمال المخلصة دافعها مرضاة الله لا رضا الناس، ومنها إحسان المحسنين الذين ينفقون سرّاً وعلانية في سبيل الله تعالى.
    الإيمان .. روحيّة :
    أي أنّ المؤمنين يعيشون جوّاً من الصفاء والتسامح والتعاضد والتكافل والتسديد، بما يحسِّس كلّ واحدِ منهم بأنّه مسؤول عن الآخر في السرّاء والضرّاء وفي الحياة وبعد الممات .. إنّ المؤمن يبدأ بعائلته، يتعامل معهم بود واحترام ولا يظلم أحداً منهم، ثمّ بنفس هذه الأخلاق الفاضلة يتعامل مع الآخرين: في المدرسة والعمل وعموم المجتمع.
    الإيمان .. عهد :
    إذا عاهدت شخصاً ما على الوفاء، فالوفاء بهذا العهد واجب عليك وإلاّ اعتبرت خائناً .. فالمؤمن الذي آمن بالله ورسوله يقدِّم عهداً بالإخلاص في طاعته لله، وأن يلتزم بالإسلام في مناشط حياته كلّها، وأن يؤدِّي الأمانات إلى أهلها سواء الالتزامات الشخصية بينه وبين أبناء أمّته، أو التشريعات الإلهية في مسؤولياته التي حمّلها الله إيّاه .. تذكّر دوماً نماذج المؤمنين الصادقين الذين وفوا بعهد الله، تذكّر أنّ محمداً (ص) كان يسمّى: الصادق الأمين، قبل أن يكون نبياً ورسولاً، تذكر المؤمنين الذين عاهدوا الله وصدقوا في عهودهم كعمار بن ياسر وأبي ذر الغفاري ومصعب بن عمير.
    الإيمان .. سلوك :
    المؤمن هو النموذج الإنساني الذي يجسِّد الخير في حركته وعمله ونشاطه وفكره وعطائه، فالناس يلمسون إيمانه لا من خلال صلاته وصيامه فقط، بل من خلال صدقه وأمانته أيضاً، وقد جاء في الأثر: «لا تغرّنّكم من الرجل كثرة صلاته وصيامه فربّما كانت عادة اعتادها حتى إذا تركها استوحش ولكن اختبروه بالصدق وأداء الأمانة».
    الإيمان .. مضمون :
    الإيمان ليس زهرة اصطناعية لا عطر فيها، وليس هيكلاً ضخماً تلعب الريح فيه، ولا هو جسد خالِ من الروح، ولا شعارات فارغة المحتوى .. إنّه جوهر وروح وقيمة ومضمون، فالعمل الذي يقوم به المؤمن يُعبِّر عن جذور إيمانية وروح طيِّبة، ونيِّة صالحة، وتفكير عميق، وقلب سليم.
    فـ «الإيمان ما وقر في القلب وصدقه العمل».
    الإيمان .. طهارة :
    إنّ سرّ النقاء والطهر في حياة الإنسان المؤمن أنّه كنسَ داخله ونظّفه من نجاسة (الأصنام) المادية والمعنوية، ومن عفونة الرواسب الجاهلية والمادية، ومن قذارة المعاصي والذنوب والسيِّئات والشرور.
    قال تعالى: (إنّ الله يُحبّ التوّابين ويُحبّ المتطهرين ) (البقرة/ 222).
    الإيمان .. سكينة :
    الإيمان يترك بصماته على المؤمن عميقة، أي أنّه يشعَّ عليه بالطمأنينة والأمن والسكينة فلا يشعر بالخوف والهلع والضياع أو الاهتزاز، لأنّه يستند في ثباته إلى قوة عظمى تدعمه وتحميه وتدافع عنه، ويذكر الله في مواقفه كلّها.
    (إنّ الذين آمنوا وتطمئن قلوبهم ألا بذكر الله تطمئنّ القلوب )(الرعد/ 28).
    الإيمان .. عملٌ كلّه :
    المجتمع الإيمانيّ كالجسد الواحد .. وكخلية النحل التي تعمل بشكل تضامني .. فكل مؤمن له وظيفته التي تتكامل مع وظائف الأسرة الإيمانية الكبيرة، ولذلك فإنّ أي انحراف أو ارتباك أو فوضى أو تناقض (ازدواجية) تفضح الخلل الذي قد يعتري الجماعة المؤمنة.
    فـ «الإيمان عملٌ كلّه».
    الإيمان .. وضوح :
    فلا غموض ولا التباس ولا شبهات ولا شكوك .. فالمؤمن لا يخدع أو يجرّ إلى ساحة الإيمان معصوب العينين بالإكراه .. بل يأتي إليه وهو على بيِّنة من أمره .. لا يخالطه ولا يخالجه ريب فيما هو مقتنع به وعامل من أجله.
    (ليحيا مَن حي عن بيِّنة ) (الأنفال/ 42).
    الإيمان .. توازن :
    فهو إيمان عقلي .. يعطي الفكر قيمته .. وإيمان قلبي .. يعطي للمشاعر والأحاسيس مكانتها .. وإيمان واقعي .. يعطي لكلّ شأن من شؤون الحياة حقّه، ولا يكلِّف الإنسان فوق ما يطيق .. وهو إيمان يحقِّق للجسد وللروح احتياجاتهما، وللدنيا والآخرة مسؤولياتهما، وللفرد والمجتمع نظامهما، وللحقوق والواجبات مساحتهما المناسبة، وللعلم والعمل ارتباطهما وتلازمهما.
    قال تعالى: (كذلك جعلناكم أُمّة وسطا ) (البقرة/ 143).
    الإيمان .. أمل :
    الإيمان واليأس ضرّتان .. بل نقيضان لا يجتمعان .. الإيمان مدعاة للتفاؤل والأمل لأنّه يستمدّ روحه من القدرة الإلهية وليس من الحسابات المادية الظاهرية، فاليأس والإيمان متنافران، والإيمان يعني أنّ للكون ربّ لطيف بعباده، وهو يقدِّر الأمور بما فيها خير الإنسان، بشرط أن يختار الإنسان الخير ويسعى له.
    الإيمان .. تخطيط :
    فحركة الإيمان في حياة الفرد لا تسير بشكل عشوائي .. أي أنّها ليست كالأشجار البرّية التي تنمو لحالها، بل لابدّ من عوامل مساعدة لنموها وحركة المجتمع الإيماني تتم وفق نظام وتخطيط مدروس تراعي الأمر بالمعرف والنهي عن المنكر والدعوة إلى الخير وفق منهج معين.
    *المصدر : البلاغ

    إذن الإيمان شامل جميع جوانب حياتنا العملية والعلمية والسلوكية والخلقية .... ياسبحان الله أترون معى عظمة الله فى اختياره للكلمات ليكن قلبك هو موطن إيمانك ................
    هيا يا أصدقائى ( أصدقاء مجتمع المعرفة نتشارك فى إيماننا) .

  14. #53
    مشرفة المدونات الصورة الرمزية سنا مصر
    تاريخ التسجيل
    Feb 2010
    المشاركات
    916
    شكراً و أعجبني للمشاركة
    معدل تقييم المستوى
    1473

    افتراضي رد: صفات نُحب أن نتصف بها

    تحت عنوان ما هى آفاق الدين ؟؟؟؟؟؟؟ تحدث الكاتب عن الإيمان وتساءل:............
    هل الإيمان مجرد انتماء ؟ كانتمائك لعائلة معيّنة مثلاً، أو لمدرسة ما، أو لجمعية معروفة، أو لخط سياسي ؟ أو لمذهب من المذاهب ؟
    هو انتماء بالطبع، لكنّه أكثر من ذلك .. أو هو انتماء يغطي الحياة بأسرها، وإليك الدليل:
    الإيمان .. قاعدة :
    فالأساس الذي يشاد عليه بناء الإيمان هو الارتباط بالله تعالى من خلال شهادة التوحيد (لا إله إلاّ الله) التي تتضمن نفي أي إله سواه مما تصنعه المخيلة أو الواقع من آلهة طغاة أو منحرفين أو ضالين.
    تذكّر .. إن شعار الإسلام الأوّل الذي رفعه رسول الله (ص) كان: «قولوا لا إله إلاّ الله، تفلحوا» !
    فالإيمان بالله: يعني الإيمان بالخير المطلق والرحمة الواسعة والعلم والعدل اللاّ منتهي، فليس كمثله شيء ولا يشرك في عبادته أحداً.
    والإيمان به يعني الإيمان بكل قيم الخير التي توفِّر للإنسان أسباب النجاح والفلاح.
    الإيمان .. حركة :
    والإيمان ارتباط بين أفراد الجماعة المؤمنة على أساس القاسم المشترك بينهم، وهذا الرباط هو رباط فكري وروحي وسلوكي، أي أنّ له حركة تنتقل به من العقل إلى الوجدان، وهذا ما تُعبِّر عنه مشاعر المودّة والإخاء والإخلاص .. إنّه الحب الذي يحمله المؤمن لسائر الناس الطيبين: يتمنى لهم الخير ويعمل من أجل سعادتهم.
    الإيمان .. قضية :
    فالإيمان الذي ينطلق من قناعة ثابتة لا يتزعزع ولا يرتدّ ولا يتمرّد ولا يخالطه الشك ولا تداخله الشبهة، واضح تماماً كما الشمس .. يدفع صاحبه إلى (العمل من أجل رفعة الإسلام) وإلى (الجهاد في سبيله) سبيل نشر الخير في العالم ودعوة الناس إلى الهدى والسلام .. أي أنّ المؤمن بعد أن (يختار) و (يريد) و (يطالب بالبرهان) يصبح صاحب قضية يستميت من أجل حملها والدفاع عنها.
    الإيمان .. موقف :
    فالإيمان ليس قوة كامنة في الأعماق، بل موقف عمليّ يترجم إلى سلوك ومواقف وقرارات توحي بعمق الإيمان ورسوخ جذوره.
    لقد رفض النبيّ (ص) عروض قريش المغرية .. حينما قال لعمه أبي طالب: «يا عم! لو وضعوا الشمس في يميني والقمر في شمالي على أن أترك هذا الأمر ما تركته حتى يظهره الله أو أهلك دونه» !
    ولم يكن ذلك الخيار إلاّ عن وعي ومعرفة بالإيمان بالله تعالى: نور السموات والأرض، وأنّ دعوة الكافرين لم تكن سوى دعوة للجهل والظلم والتخلّف.
    الإيمان .. قوة :
    فالإيمان الراسخ قوة تهزم الخوف فلا يتراجع المؤمن ولا يستسلم ولا ينسحب من الساحة، لأنّ انتماءه انتماء إلى الله القويّ القادر العزيز الذي لا يعجزه شيء، ولجوء المؤمن إلى الله في أوقات الشدّة والتحدِّي يمدّه بقوّة هائلة تزيد في صبره وثقته بالنصر .. وهذا هو سرّ الارتباط بالمطلق.
    الإيمان .. عطاء :
    فالمؤمن كالنحلة يأكل طيباً ويخرج طيباً، وهو كالنبع لا يرتضي لنفسه أن يترك الناس عطاشى، وكالشمس لا يروق له أن يدعهم في الظلام .. إنّه يروي عطشهم بجوده وكرمه، ويضيء لهم الطريق بعلمه وأخلاقه .. وقد يضحِّي بحياته من أجل خلاصهم().
    الإيمان .. التزام :
    فالمؤمن الحقيقي الصادق الإيمان يلتزم ويتعهد بتنفيذ وتطبيق ما جاء عن الله في كتابه وعن رسوله في سنّته من أحكام وتعاليم ومفاهيم، وكلّ مؤمن يراعي الموازين الشرعية في عمله ممّن يحملون ثقافة الحلال والحرام، فهم مرجعيته التي يرفض الرجوع لغيرها.
    الإيمان .. معيار :
    فالإيمان يحدِّد لأتباعه أو معتنقيه المعيار بين العمل المراد به القربة إلى الله وطلب رضوانه، والعمل المرائي الذي يطلب به وجه الناس وثناؤهم، أي هو الذي يحدِّد قيمة العمل لا حجمه وشكله وأثره الخارجي، فالإيمان يجعل حبّ الخير مغروساً في مشاعر الإنسان المؤمن، فيتدفق بها تلقائياً كالينبوع .. والأعمال المخلصة دافعها مرضاة الله لا رضا الناس، ومنها إحسان المحسنين الذين ينفقون سرّاً وعلانية في سبيل الله تعالى.
    الإيمان .. روحيّة :
    أي أنّ المؤمنين يعيشون جوّاً من الصفاء والتسامح والتعاضد والتكافل والتسديد، بما يحسِّس كلّ واحدِ منهم بأنّه مسؤول عن الآخر في السرّاء والضرّاء وفي الحياة وبعد الممات .. إنّ المؤمن يبدأ بعائلته، يتعامل معهم بود واحترام ولا يظلم أحداً منهم، ثمّ بنفس هذه الأخلاق الفاضلة يتعامل مع الآخرين: في المدرسة والعمل وعموم المجتمع.
    الإيمان .. عهد :
    إذا عاهدت شخصاً ما على الوفاء، فالوفاء بهذا العهد واجب عليك وإلاّ اعتبرت خائناً .. فالمؤمن الذي آمن بالله ورسوله يقدِّم عهداً بالإخلاص في طاعته لله، وأن يلتزم بالإسلام في مناشط حياته كلّها، وأن يؤدِّي الأمانات إلى أهلها سواء الالتزامات الشخصية بينه وبين أبناء أمّته، أو التشريعات الإلهية في مسؤولياته التي حمّلها الله إيّاه .. تذكّر دوماً نماذج المؤمنين الصادقين الذين وفوا بعهد الله، تذكّر أنّ محمداً (ص) كان يسمّى: الصادق الأمين، قبل أن يكون نبياً ورسولاً، تذكر المؤمنين الذين عاهدوا الله وصدقوا في عهودهم كعمار بن ياسر وأبي ذر الغفاري ومصعب بن عمير.
    الإيمان .. سلوك :
    المؤمن هو النموذج الإنساني الذي يجسِّد الخير في حركته وعمله ونشاطه وفكره وعطائه، فالناس يلمسون إيمانه لا من خلال صلاته وصيامه فقط، بل من خلال صدقه وأمانته أيضاً، وقد جاء في الأثر: «لا تغرّنّكم من الرجل كثرة صلاته وصيامه فربّما كانت عادة اعتادها حتى إذا تركها استوحش ولكن اختبروه بالصدق وأداء الأمانة».
    الإيمان .. مضمون :
    الإيمان ليس زهرة اصطناعية لا عطر فيها، وليس هيكلاً ضخماً تلعب الريح فيه، ولا هو جسد خالِ من الروح، ولا شعارات فارغة المحتوى .. إنّه جوهر وروح وقيمة ومضمون، فالعمل الذي يقوم به المؤمن يُعبِّر عن جذور إيمانية وروح طيِّبة، ونيِّة صالحة، وتفكير عميق، وقلب سليم.
    فـ «الإيمان ما وقر في القلب وصدقه العمل».
    الإيمان .. طهارة :
    إنّ سرّ النقاء والطهر في حياة الإنسان المؤمن أنّه كنسَ داخله ونظّفه من نجاسة (الأصنام) المادية والمعنوية، ومن عفونة الرواسب الجاهلية والمادية، ومن قذارة المعاصي والذنوب والسيِّئات والشرور.
    قال تعالى: (إنّ الله يُحبّ التوّابين ويُحبّ المتطهرين ) (البقرة/ 222).
    الإيمان .. سكينة :
    الإيمان يترك بصماته على المؤمن عميقة، أي أنّه يشعَّ عليه بالطمأنينة والأمن والسكينة فلا يشعر بالخوف والهلع والضياع أو الاهتزاز، لأنّه يستند في ثباته إلى قوة عظمى تدعمه وتحميه وتدافع عنه، ويذكر الله في مواقفه كلّها.
    (إنّ الذين آمنوا وتطمئن قلوبهم ألا بذكر الله تطمئنّ القلوب )(الرعد/ 28).
    الإيمان .. عملٌ كلّه :
    المجتمع الإيمانيّ كالجسد الواحد .. وكخلية النحل التي تعمل بشكل تضامني .. فكل مؤمن له وظيفته التي تتكامل مع وظائف الأسرة الإيمانية الكبيرة، ولذلك فإنّ أي انحراف أو ارتباك أو فوضى أو تناقض (ازدواجية) تفضح الخلل الذي قد يعتري الجماعة المؤمنة.
    فـ «الإيمان عملٌ كلّه».
    الإيمان .. وضوح :
    فلا غموض ولا التباس ولا شبهات ولا شكوك .. فالمؤمن لا يخدع أو يجرّ إلى ساحة الإيمان معصوب العينين بالإكراه .. بل يأتي إليه وهو على بيِّنة من أمره .. لا يخالطه ولا يخالجه ريب فيما هو مقتنع به وعامل من أجله.
    (ليحيا مَن حي عن بيِّنة ) (الأنفال/ 42).
    الإيمان .. توازن :
    فهو إيمان عقلي .. يعطي الفكر قيمته .. وإيمان قلبي .. يعطي للمشاعر والأحاسيس مكانتها .. وإيمان واقعي .. يعطي لكلّ شأن من شؤون الحياة حقّه، ولا يكلِّف الإنسان فوق ما يطيق .. وهو إيمان يحقِّق للجسد وللروح احتياجاتهما، وللدنيا والآخرة مسؤولياتهما، وللفرد والمجتمع نظامهما، وللحقوق والواجبات مساحتهما المناسبة، وللعلم والعمل ارتباطهما وتلازمهما.
    قال تعالى: (كذلك جعلناكم أُمّة وسطا ) (البقرة/ 143).
    الإيمان .. أمل :
    الإيمان واليأس ضرّتان .. بل نقيضان لا يجتمعان .. الإيمان مدعاة للتفاؤل والأمل لأنّه يستمدّ روحه من القدرة الإلهية وليس من الحسابات المادية الظاهرية، فاليأس والإيمان متنافران، والإيمان يعني أنّ للكون ربّ لطيف بعباده، وهو يقدِّر الأمور بما فيها خير الإنسان، بشرط أن يختار الإنسان الخير ويسعى له.
    الإيمان .. تخطيط :
    فحركة الإيمان في حياة الفرد لا تسير بشكل عشوائي .. أي أنّها ليست كالأشجار البرّية التي تنمو لحالها، بل لابدّ من عوامل مساعدة لنموها وحركة المجتمع الإيماني تتم وفق نظام وتخطيط مدروس تراعي الأمر بالمعرف والنهي عن المنكر والدعوة إلى الخير وفق منهج معين.
    منقول: البلاغ

    إذن الإيمان شامل جميع جوانب حياتنا العملية والعلمية والسلوكية والخلقية .... ياسبحان الله أترون معى عظمة الله فى اختياره للكلمات ليكن قلبك هو موطن إيمانك ................
    هيا يا أصدقائى ( أصدقاء مجتمع المعرفة نتشارك فى إيماننا)

  15. #54
    عضو مميز الصورة الرمزية محمد فؤاد محمود
    تاريخ التسجيل
    May 2010
    الدولة
    المنيا - سمالوط
    العمر
    55
    المشاركات
    755
    شكراً و أعجبني للمشاركة
    معدل تقييم المستوى
    1332

    افتراضي رد: صفات نُحب أن نتصف بها

    اقتباس المشاركة الأصلية كتبت بواسطة سنا مصر مشاهدة المشاركة
    أستاذة / nafisa
    يبدو أن اسمك على مسمى ,,,,,,,,, والعطاء إحدى صفاتك النفيسة ، بارك الله فيك ِ

    ما رأى سيادتكم بأن نجعل موضوع العطاء بداية لسلسلة من الصفات التى نُحب أن يتصف بها أبناءنا ونحن معهم بالطبع وذلك بأن نجعل لكل صفة اسبوع نتناقش ونتشارك بالآراء والمعلومات وحتى بقصة عن هذه الصفة مثل (الصدق / التسامح / التعاون ) وهكذا ، ونًعلن عن الصفة وكأنها صفة مجتمع المعرفة الاسبوع القادم ليبدأ الجميع فى التحضير والاطلاع على هذه الصفة
    موضوع جميل وقيم ومفيد لنا ولأولادنا
    بارك الله فيك ونحن معك قلبا وقالبا

  16. #55
    مشرفة قسم ملتقى طلاب مصر الصورة الرمزية Nafisa
    تاريخ التسجيل
    May 2010
    الدولة
    Egypt / Tanta
    المشاركات
    477
    شكراً و أعجبني للمشاركة
    معدل تقييم المستوى
    1031

    افتراضي رد: صفات نُحب أن نتصف بها

    اقتباس المشاركة الأصلية كتبت بواسطة محمد فؤاد محمود مشاهدة المشاركة
    موضوع جميل وقيم ومفيد لنا ولأولادنا
    بارك الله فيك ونحن معك قلبا وقالبا
    سعدنا بمرورك ونتمني تواصلك معنا

    وصفه الاسبوع هي الايمان

  17. #56
    مشرفة المدونات الصورة الرمزية سنا مصر
    تاريخ التسجيل
    Feb 2010
    المشاركات
    916
    شكراً و أعجبني للمشاركة
    معدل تقييم المستوى
    1473

    افتراضي رد: صفات نُحب أن نتصف بها

    أحكى اليوم عن موقف حدث لى وأنا فى المرحلة الإعدادية ،،،،، كان يتم كل شهر إختيار طالبة مثالية على مستوى المدرسة وكل فترة يتم عمل حديث إذاعى من أحد المدرسين
    مع مجموعة منهن وكنتُ إحداهن فى أحد اللقاءات,,,,,, وقام الأستاذ بتوجيه أسئلة عامة وترفيهية وعلمية إلينا وكنتُ أنا فى المقدمة وعندما سأل سؤال:- هل تُصلين ؟؟؟؟؟؟؟؟؟أجبت: نعم !! وأجابت أخرى الحمد لله وثالثة : هذا من فضل ربى أما الرابعة فأجابت :- صلاتى صلة بينى وبين ربى لا يعرفها غيره، أعجبنى رد زميلتى وقلت لنفسى لماذا لم تخطر هذه الإجابة ببالى وأتذكر أننى عندما سألنى الأستاذ السؤال ( قلت لنفسى ماهذا السؤال التافه الذى يوجهه لنا ؟أنكون فى هذا السن ولا نصلى وإن كانت هناك مَنْ لا تصلى فكيف تجيب بذلك ؟؟) ولكننى عندما سمعتُ إجابة زميلتى تمعنتُ فيها .نعم الصلاة صلة بين العبد وربه . فما عُمق السؤال وما عمق الإجابة وعمق إيمان زميلتى ....فهى إجابة إيمانية صادقة ............

  18. #57
    مشرفة قسم ملتقى طلاب مصر الصورة الرمزية Nafisa
    تاريخ التسجيل
    May 2010
    الدولة
    Egypt / Tanta
    المشاركات
    477
    شكراً و أعجبني للمشاركة
    معدل تقييم المستوى
    1031

    افتراضي رد: صفات نُحب أن نتصف بها

    [COLOR="Red"]
    اقتباس المشاركة الأصلية كتبت بواسطة سنا مصر مشاهدة المشاركة
    أحكى اليوم عن موقف حدث لى وأنا فى المرحلة الإعدادية ،،،،، كان يتم كل شهر إختيار طالبة مثالية على مستوى المدرسة وكل فترة يتم عمل حديث إذاعى من أحد المدرسين
    مع مجموعة منهن وكنتُ إحداهن فى أحد اللقاءات,,,,,, وقام الأستاذ بتوجيه أسئلة عامة وترفيهية وعلمية إلينا وكنتُ أنا فى المقدمة وعندما سأل سؤال:- هل تُصلين ؟؟؟؟؟؟؟؟؟أجبت: نعم !! وأجابت أخرى الحمد لله وثالثة : هذا من فضل ربى أما الرابعة فأجابت :- صلاتى صلة بينى وبين ربى لا يعرفها غيره، أعجبنى رد زميلتى وقلت لنفسى لماذا لم تخطر هذه الإجابة ببالى وأتذكر أننى عندما سألنى الأستاذ السؤال ( قلت لنفسى ماهذا السؤال التافه الذى يوجهه لنا ؟أنكون فى هذا السن ولا نصلى وإن كانت هناك مَنْ لا تصلى فكيف تجيب بذلك ؟؟) ولكننى عندما سمعتُ إجابة زميلتى تمعنتُ فيها .نعم الصلاة صلة بين العبد وربه . فما عُمق السؤال وما عمق الإجابة وعمق إيمان زميلتى ....فهى إجابة إيمانية صادقة ............

    حبيبة قلبي الاستاذة / سنا مصر

    الاسبو خلص ولم تختاري الصفة الجديدة

    اختار انا وانت اول من يكتب

    نختار الاسبوع دة صفه لابد ان تتواجد بالجميع ليعم الخير والصفاء علي مجتمعنا كله


    ((((((((((( التسامح )))))))))))



    [/
    COLOR]

  19. #58
    مشرفة المدونات الصورة الرمزية سنا مصر
    تاريخ التسجيل
    Feb 2010
    المشاركات
    916
    شكراً و أعجبني للمشاركة
    معدل تقييم المستوى
    1473

    افتراضي رد: صفات نُحب أن نتصف بها

    [CENTER]الصفة الثالثة التسامح [/CENTER]
    نِعْمَ الاختيار أستاذة نفيسة
    إن التسامح صفة من أساسيات العلاقات الإجتماعية داخل المجتمع وبدونه يحدث قطع لصلة رحم أو زيادة كراهية بين أفراد المجتمع .والتسامح يُعنى التساهل والعفو .
    فالتسامح أن تكون واسع الصدر .... صافى القلب.......... طيب السريرة .
    والتسامح أن تشعر بالسلام الداخلى والطمأنينة النفسية .
    والتسامح أن تتسامى عن الشعور بالغضب والضغينة والحقد تجاه الشخص الذى أمامك .
    والتسامح أن تعفو عمَنْ أساء إليك.
    والتسامح أن تترفع عن الرغبة فى الإنتقام ممَنْ ظلمك .
    أتتذكر معى دعاء ليلة القدر ؟؟؟؟؟؟؟؟؟
    ندعو الله قائلين ( اللهم إنك عفوٌ تُحب العفو فأعفُ عنا ) لننظر إلى ما نطلب من الله سبحانه وتعالى ............... العفو ............ مهما عظمت أخطاؤنا ومهما ذلت أفواهنا ..........نطمع فى العفو من الله سبحانه وتعالى .... ولِمَ لا ؟؟؟؟؟؟؟؟؟؟ أليس العفو اسم من أسماء الله الحسنى .إن الله القادر الجبار هو أيضاً العفو الغفار !!!! ما أروع هذا التضاد الذى يجعلك تقدر كل اسم من أسماء الله الحسنى ، فالقادر يغفر ويعفو ، والجبار يغفر ويعفو ، فأين نحن كبشر من الله؟؟؟؟لماذا لا نجعل التسامح والعفو من أساسيات تعاملنا لمن أساء فى حقنا ؟؟؟؟؟أين نحن من رسول الله صلى الله عليه وسلم عندما فتح الله عليه مكة وقال لأهلها (اذهبوا فأنتم الطلقاء ) وكلنا نعرف أن حرف الفاء فى (فأنتم )حرف عطف يدل على السرعة أى أن رسول الله بكل ما تعرض له وكل ما أوذي به يعفو ويقرر بسرعة فى أقوى لحظات تمكنه من الإنتقام!!!! أين نحن من رسول الله صلى الله عليه وسلم ؟؟؟؟؟؟؟؟؟؟؟؟ لماذا لا نتسامح ؟؟؟

  20. #59
    مشرفة قسم ملتقى طلاب مصر الصورة الرمزية Nafisa
    تاريخ التسجيل
    May 2010
    الدولة
    Egypt / Tanta
    المشاركات
    477
    شكراً و أعجبني للمشاركة
    معدل تقييم المستوى
    1031

    افتراضي رد: صفات نُحب أن نتصف بها





  21. #60
    مشرفة المدونات الصورة الرمزية سنا مصر
    تاريخ التسجيل
    Feb 2010
    المشاركات
    916
    شكراً و أعجبني للمشاركة
    معدل تقييم المستوى
    1473

    افتراضي رد: صفات نُحب أن نتصف بها

    قرأتُ هذه القصة فى أحد المواقع

    اجتمع الصحابة في مجلس ولم يكن معهم الرسول عليه الصلاة والسلام ..
    فجلس خالد بن الوليد .. وجلس ابن عوف .. وجلس بلال وجلس ابو ذر ..
    وكان ابو ذر فيه حدة وحرارة فتكلم الناس في موضوع ما ..
    فتكلم أبو ذر بكلمة إقتراح: أنا أقترح في الجيش أن يفعل به كذا وكذا .
    قال بلال : لا .. هذا الإقتراح خطأ .
    فقال أبو ذر : حتى أنت يابن السوداء تخطئني .!!!
    فقام بلال مدهوشا غضبانا أسفا ..
    وقال : والله لأرفعنك لرسول الله عليه الصلاة والسلام ..
    وأندفع ماضياً إلى رسول الله .
    وصل للرسول عليه الصلاة والسلام ..
    وقال : يارسول الله .. أما سمعت أبا ذر ماذا يقول في ؟
    قال عليه الصلاة والسلام : ماذا يقول فيك ؟؟
    قال : يقول كذا وكذا ...
    فتغير وجه الرسول صلى الله عليه وسلم ..
    وأتى أبو ذر وقد سمع الخبر .. فاندفع مسرعا إلى المسجد ..
    فقال : يارسول الله .. السلام عليكم ورحمة الله وبركاته .
    قال عليه الصلاة والسلام : يا أبا ذر أعيرته بأمه .. إنك امرؤ فيك جاهلية .!!
    فبكى أبو ذر رضي الله عنه.. وأتى الرسول عليه الصلاة والسلام وجلس ..
    وقال يارسول الله استغفر لي .. سل الله لي المغفرة !
    ثم خرج باكيا من المسجد ..
    وأقبل بلال ماشيا ..فطرح أبو ذر رأسه في طريق بلال ووضع خده على التراب ..
    وقال : والله يابلال لا ارفع خدي عن التراب حتى تطأه برجلك ..
    أنت الكريم وأنا المهان ..!!
    فأخذ بلال يبكي .. وأقترب وقبل ذلك الخد ثم قاما وتعانقا وتباكيا .
    ،،،،،،،،،،،،،،،،،،،،،،،،،،،،،،،،،،،،،،،،،،،،،،،،،، ،،،،،،،،،،،،،،،،،،،،،،،،،،،،،،،،،،،،،،،،،،،،،،،،
    ان بعضنا يسيء للبعض في اليوم عشرات المرات ..
    فلا يقول : عفواً ويعتذر !
    إن بعضنا يجرح بعضا جرحا عظيما ..
    في عقيدته ومبادئه وأغلى شيء في حياته ..
    فلا يقول .. سامحني !
    إن البعض قد يتعدى بيده على زميله .. وأخيه ..
    ويخجل من كلمة : آسف .!!

    الإسلام دين التقوى لم يفرق بين لون أو حسب أو نسب ..
    فلماذا يعجز أحدنا عن الإعتذار لأخيه ..
    بهدية صغيرة .. أو كلمة طيبة .. أو بسمة حانية ..
    لنظل دوما على الحب والخير أخوة .
    منقول من
    http://vb.lamst7b.net/l10464/

صفحة 3 من 13 الأولىالأولى 12345 ... الأخيرةالأخيرة

معلومات الموضوع

الأعضاء الذين يشاهدون هذا الموضوع

الذين يشاهدون الموضوع الآن: 1 (0 من الأعضاء و 1 زائر)

المواضيع المتشابهه

  1. مشاركات: 13
    آخر مشاركة: 03-02-2013, 04:03 PM
  2. ((صفات نساء الجنة /صفات نساء النار ))
    بواسطة خالد سعد في المنتدى كتب الفقه
    مشاركات: 4
    آخر مشاركة: 08-07-2010, 11:43 PM
  3. اتقني ....صفات نساء الجنه / احذري ......صفات نساء النار
    بواسطة زهره المدائن في المنتدى كتب الفقه
    مشاركات: 0
    آخر مشاركة: 06-06-2010, 01:16 AM
  4. نص للرجال نصيب وللنساء نصيب - مميز
    بواسطة أستاذ شحاتة علي في المنتدى النصوص
    مشاركات: 2
    آخر مشاركة: 15-01-2010, 10:43 AM
  5. إسرائيل تسخر من حسنى وتصف مصر بالمضطربة ثقافياً
    بواسطة محمد بن عباس في المنتدى الاخبار العامة
    مشاركات: 2
    آخر مشاركة: 25-06-2009, 02:34 AM

الكلمات الدلالية لهذا الموضوع

المفضلات

ضوابط المشاركة

  • لا تستطيع إضافة مواضيع جديدة
  • لا تستطيع الرد على المواضيع
  • لا تستطيع إرفاق ملفات
  • لا تستطيع تعديل مشاركاتك
  •  
RSS RSS 2.0 XML MAP HTML